بعد دمج جيميني به: هل سيتفوق بارد من جوجل على تشات جي بي تي؟

5 دقيقة
بعد دمج جيميني به: هل سيتفوق بارد من جوجل على تشات جي بي تي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Mamun sheikh K
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أجبر النجاح الهائل الذي حققه بوت الدردشة تشات جي بي تي الذي أطلقته شركة أوبن إيه آي كل شركة تكنولوجية تقريباً على البدء بالاستثمار في أبحاث الذكاء الاصطناعي، أو تسريع أبحاثها من أجل إطلاق بوتات الدردشة الموجودة في مختبرات أبحاثها، أو البدء من الصفر في تطوير بوت دردشة مدعوم بنموذج لغوي كبير من أجل دمجه في منتجاتها.

لا يشبه هذا الحال ما رأيناه من قبل، فقد بدأ فعلياً ما يشبه سباق الذكاء الاصطناعي مع اتجاه الكثير من الشركات التكنولوجية الكبرى للدخول إلى السباق بقوتها البحثية والعلمية ومواردها المالية كلها، ومن ضمن هذه الشركات شركة جوجل التي أعلنت وسط ضجة كبيرة نموذجها اللغوي الكبير في بداية شهر ديسمبر/كانون الأول من العام السابق، فهل يمكن لدمج أحدث نموذج لغوي كبير من جوجل مع بوت الدردشة بارد أن يمكّن بارد من التغلب على منافسه الأكثر شهرة، بوت الدردشة تشات جي بي تي؟

نموذج جيميني: طريقة جوجل المباشرة للدخول إلى سباق الذكاء الاصطناعي

تمتلك شركة جوجل تاريخاً طويلاً كشركة عملاقة في مجال برمجيات الأعمال، حتى إن العدد الإجمالي للعلامات التجارية التي غيرّت أسماءها أو ألغتها وعمليات الاستحواذ التي قامت بها على مدار تاريخها أصبح يُعد بالمئات، وهذا يعني أن تركيزها على تطوير أو امتلاك أدوات الذكاء الاصطناعي يجب أن يدعم ويكمل مجموعة كبيرة من المنتجات والخدمات التي تمتلكها.

اقرأ أيضاً: ما المجالات التي عليك أن تتجنب فيها استخدام بوتات الدردشة؟

لذلك عندما أطلقت جوجل نموذجها اللغوي الكبير جيميني (Gemini)، كان يعني الكثير للشركة والمستهلك على حد سواء، حيث أعلنت الشركة ثلاثة إصدارات مختلفة من النموذج تشكّل جميعها الإصدار الأول من النموذج جيميني 1.0 (Gemini 1.0) :

  • جيميني ألترا (Gemini Ultra): النموذج الأقوى المصمم لدعم مراكز البيانات وتطبيقات الشركات.
  • جيميني برو (Gemini Pro): النموذج الأكثر قابلية للتطوير ومصمم لدمجه في معظم منتجات الشركة.
  • جيميني نانو (Gemini Nano): النموذج الأكثر كفاءة ولكنه أقل قوة ومصمم للمهام التي تتم على الهواتف الذكية.

حالياً دمجت جوجل إصدار جيميني برو في بوت الدردشة بارد، بالإضافة إلى دمج إصدار جيميني نانو ليعمل عبر هاتف جوجل بيكسل 8 والذي يُعد أول هاتف ذكي مصمم للعمل بهذا الإصدار، بينما لم يُعلن رسمياً موعد إصدار النموذج جيميني ألترا بعد، حيث تذكر الشركة أنها لا تزال تعمل على تحسينه ومن المتوقع أن يصدر رسمياً في وقتٍ ما من العام الحالي 2024.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تطرح الشركة المزيد من الاستخدامات التي تجرى عبر نموذج جيميني خلال هذا العام، وعلى الرغم من أن الشركة لم تقدّم قائمة كاملة حتى الآن، فإنها ذكرت أنها ستغطي أربعة مجالات رئيسية للمنتجات وهي: محرك البحث جوجل من أجل تقليل زمن الوصول، وخدمة الإعلانات، ومتصفح كروم، والمساعد المدعوم بالذكاء الاصطناعي دويت أيه آي (Duet AI).

كيف تبدو المقارنة بين نموذج جيميني من جوجل وجي بي تي-4؟

تقول شركة جوجل إن إصدار جيميني ألترا (Gemini Ultra) يمكنه التغلب على جي بي تي 4 (GPT-4) في العديد من فئات الاستخدام، وهي نقطة تسويقية تركّز عليها جوجل بشكلٍ كبير، ولكن في الواقع فإن هذا الإصدار لم يصدر بعد لكشف هذه الحقيقة، لذا فإن المقارنة المنطقية الحالية هي بين إصدار جيميني برو ونموذج جي بي تي 3.5 وتبدو حتى الآن النتائج كالتالي:

  • اللغة: وفقاً لمعيار فهم لغة المهام المتعددة الهائل (Massive Multitask Language Understanding، اختصاراً إم إم إل يو MMLU) المصمم لقياس المعرفة المكتسبة للنماذج اللغوية الكبيرة أثناء التدريب المسبق من خلال تقييم القدرة على تفسير الأسئلة عبر 57 موضوعاً متنوعاً، حصل جيميني برو على نتيجة 79.13% بينما حصل جي بي تي-3.5 على 70%.
  • الاستدلال الحسابي: حصل جيميني برو على درجة عالية جداً تبلغ 86.5%، متفوقاً على جي بي تي-3.5 الذي حصل على درجة 57.1% وفقاً لمعيار جي إس إم 8 كي (GSM8K)، الذي يقيّم الاستدلال الحسابي ومسائل الرياضيات في المدارس الابتدائية.
  • إنشاء التعليمات البرمجية: وفقاً لمعيار هيومان إيفال (HumanEval) المصمم لتقييم صحة التعليمات البرمجية التي تنشأ بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي، حصل جيميني برو على نسبة نجاح بلغت 67.7% بينما حصل جي بي تي-3.5 على 48.1%.
  • معالجة الصوت: في اختبار كوفوست 2 (CoVoST 2) للترجمة التلقائية للكلام (21 لغة)، حقق جيميني برو درجة وصلت إلى 40.1% متفوقاً بشكلٍ كبير على أداء إصدار ويسبر في 2 (Whisper v2) الخاص بشركة أوبن إيه آي والذي بلغ 29.1%.

اقرأ أيضاً: مقابلة مع الرئيس التنفيذي لجوجل سوندار بيتشاي حول نموذج جيميني ومستقبل الذكاء الاصطناعي

التوافر والسعر

يعتبر النموذج اللغوي الكبير جيميني قيمة مضافة كبيرة لشركة جوجل، حيث تخطط لدمجه في معظم منتجاتها، بدءاً من محرك البحث جوجل الذي يسيطر على سوق محركات البحث وحتى متصفح كروم الذي يستخدمه الكثيرون من أجل استخدام محرك البحث جوجل، ومعظم هذه الإضافات من المتوقع أن تكون مجانية تماماً، وحالياً يمكنك استخدام جيميني مجاناً عبر بوت الدردشة بارد، وهي أسهل طريقة للتعرف على قدرات النموذج الجديد.

 وفي الوقت نفسه، لدى شركة أوبن إيه آي نظام تسعير أسهل ومتوفر للجميع، حيث يمكن لأي شخص القيام بالتسجيل للوصول إلى المستوى المجاني من بوت الدردشة تشات جي بي تي، كما أن الإصدار المدفوع متاح عبر إصدار تشات جي بي تي بلس (ChatGPT Plus) الذي يكلف 20 دولاراً شهرياً، ويمكن من خلاله الوصول إلى المزايا الأكثر تقدماً للنموذج والقدرة على دمج مكونات النموذج الإضافية، بالإضافة إلى وجود إصدار تشات جي بي تي إنتربرايز (ChatGPT Enterprise) الذي يوفّر تسعيراً حسب الطلب.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم نموذج جيميني من جوجل عبر بوت الدردشة بارد؟

هل سيتفوق نموذج جيميني من جوجل على جي بي تي-4؟

من المتوقع أن يكون الدمج الكامل لإصدارات نموذج اللغة الكبير جيميني جميعها عبر منتجات شركة جوجل بطيئاً، وبالنسبة للمستخدم العادي فإنه ربما سيجد بعض التحسينات تدريجياً في منتجات الشركة التي يستخدمها، بالإضافة إلى ذلك من المتوقع بحسب شركة جوجل أن يسحب إصدار جيميني ألترا (Gemini Ultra) البساط من جي بي تي-4 عند إصداره لاحقاً في هذا العام.

حيث ذكرت الشركة أن إصدار جيميني ألترا قد تفوق بالفعل على إصدار شركة أوبن إيه آي جي بي تي 4 (ChatGPT 4) عبر 30 فئة من أصل 32، كما أظهرت الاختبارات بما في ذلك 10 من 12 معياراً شائعاً للنص والاستدلال، و9 من 9 معايير لفهم الصور، و6 من 6 معايير لفهم الفيديو، و5 من 5 التعرف على الكلام ومعايير ترجمة الكلام.

اقرأ أيضاً: كيف تؤثّر التحيزات السياسية في أداء بوتات الدردشة؟

اختيار الأفضل يعتمد على خياراتك

بصورة عامة يعتبر نموذج جيميني من جوجل واحداً من النماذج اللغوية الكبيرة المتوقع لها أن تُنافس بقوة في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث نجد أن النموذج لا قيود له تؤثّر في مستخدميه، فهو متفوق بشكلٍ كبير في العديد من الفئات مثل تقديم النتائج في الوقت الفعلي، وطُوِّر ليكون نموذجاً شاملاً متعددَ الوسائط.

ومع ذلك، فإن كلا النموذجين يؤدي أداءً رائعاً ولديه نقاط تفوق في جوانب مختلفة، ومن ثَمَّ فإن القدرات الاستثنائية التي يتمتع بها كلا النموذجين هي انعكاس للتقدم الكبير في صناعة الذكاء الاصطناعي والذي يضع الأساس للابتكارات المستقبلية، حيث من المتوقع أن تستمر هذه النماذج في التطور بمرور الوقت لتغيّر في نهاية المطاف الطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا والعالم من حولنا.

اقرأ أيضاً: هل تزيد بوتات الدردشة التي تطرح الأسئلة قدرة المستخدمين على التفكير النقدي؟

على الرغم من أنه من المثير أن نرى تسابق شركات التكنولوجيا الكبرى لتوفير أفضل النماذج اللغوية الكبيرة وأقواها لتسهيل حياتنا وزيادة إنتاجيتنا، فإنه من المهم أيضاً أن تأخذ الشركات وقتها في النظر في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وخصوصية المستخدم، والتطوير المسؤول لأنظمة الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية، حيث يجب أن تتذكر أن تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يقتصر فقط على بناء أنظمة أكثر ذكاءً، بل يتعلق أيضاً بإعادة تشكيل أفكارنا وتحمل المسؤولية عن الطريقة التي نستخدم بها التكنولوجيا.