ما المجالات التي عليك أن تتجنب فيها استخدام بوتات الدردشة؟

3 دقيقة
ما المجالات التي عليك أن تتجنب فيها استخدام بوتات الدردشة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Sutthiphong Chandaeng
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كان عام 2023 عاماً رائعاً بالنسبة لبوتات الدردشة التي يمكنها التفاعل مع البشر باللغة الطبيعية. فقد طوّرت العديد من شركات التكنولوجيا وأطلقت بوتات دردشة لا يمكنها فقط توليد النصوص والإجابة عن الأسئلة، بل يمكنها أيضاً توليد الصور وكتابة التعليمات البرمجية. في هذه المقالة، سنستعرض بوتات الدردشة الأكثر شهرة وشعبية في العالم، وسنناقش أبرز استخداماتها وقيودها.

اقرأ أيضاً: ما مستقبل البحث على الإنترنت بعد تطوير بوتات الدردشة؟

تشات جي بي تي

تشات جي بي تي بلا منازع بوت الدردشة الأكثر شهرة وشعبية في العالم، طوّرته شركة أوبن أيه آي الأميركية. أحدث نسخة من هذا البوت تستند إلى النموذج اللغوي الكبير جي بي تي-4 (GPT-4).

يستطيع تشات جي بي تي إنشاء نص متماسك وجذاب حول مواضيع مختلفة، مثل الأخبار والرياضة والترفيه وغيرها. يمكنه أيضاً الرد على استفسارات المستخدمين وطلباتهم، مثل كتابة النكات أو القصائد أو تقديم النصائح.

يُشغل تشات جي بي تي بواسطة شبكة عصبونية تحتوي على 175 مليار معلمة، ما يجعله واحداً من أضخم بوتات الدردشة في العالم.

ومع ذلك، لدى تشات جي بي تي أيضاً بعض العيوب؛ فهو ليس موثوقاً أو دقيقاً، وقد ينتج أحياناً نصاً لا معنى له أو مضللاً. وقد يغيّر لهجته أو أسلوبه أو شخصيته اعتماداً على السياق. تشات جي بي تي أيضاً قد لا يكون أخلاقياً أو مسؤولاً، وقد ينشئ في بعض الأحيان نصاً مسيئاً أو ضاراً.

اقرأ أيضاً: بوت تشات جي بي تي مبدع وسهل الاستخدام لكن مخاطره كثيرة

بارد

بارد (Bard) هو بوت دردشة طوِّر من قِبل شركة جوجل الأميركية وإطلاقه رداً على الشعبية الكبيرة التي شهدها تشات جي بي تي. ويستند بارد إلى نموذج اللغة الكبير  لامدا (LaMDA).

يستطيع جوجل بارد توليد محادثات مع المستخدمين حول أي موضوع باللغة الطبيعية، وفهم نية المستخدم وتقديم معلومات مفيدة وذات صلة.

لدى جوجل بارد أيضاً بعض القيود؛ فهو ليس مبدعاً أو مبتكراً للغاية، ويكرر أحياناً وينسخ النصوص من مواقع الويب دون أي تغيير، كما أنه ليس شخصياً أو متعاطفاً للغاية، وقد يفشل في التعرف على مشاعر المستخدم أو تفضيلاته. وفي بعض الأحيان، يكون غير شفاف أو غير قابل للتفسير، حيث يقدّم إجابات غامضة وغير واضحة.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم نموذج جيميني من جوجل عبر بوت الدردشة بارد؟

كوبايلوت

كوبايلوت (Copilot) هو بوت دردشة طوّرته شركة مايكروسوفت الأميركية، ويستند إلى أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي التي طوّرتها شركة أوبن أيه آي، مثل النموذج اللغوي الكبير جي بي تي-4 ونموذج توليد الصور دال إي-3 (DALL·E 3)، هذا يجعل كوبايلوت يمتلك القدرات نفسها التي يمتلكها تشات جي بي تي، بالإضافة إلى إمكانية البحث عن المعلومات في الويب بواسطة محرك البحث الشهير مايكروسوفت بينغ (Microsoft Bing)، كما يمكنه كتابة التعليمات البرمجية بالاعتماد على نموذج كوديكس (Codex) الذي طوّرته شركة شركة أوبن أيه آي.

لكن مايكروسوفت كوبايلوت يواجه أيضاً بعض التحديات؛ فهو لا يُعدُّ مثالياً دائماً، ويمكنه توليد إجابات أو تعليمات برمجية غير صحيحة أو غير مفيدة، كما لا يمكن تخصيصه حسب الحاجة، وقد يكون بطيئاً أو يواجه صعوبة فهم النصوص المعقدة.

اقرأ أيضاً: أمازون كيو: بوت دردشة من أمازون يمكن تخصيصه ليناسب عملك

لاما

لاما (Llama) عبارة عن نموذج لغوي كبير طوّرته شركة ميتا الأميركية، وهو نموذج مفتوح المصدر ويمكن استخدامه لإنشاء وتخصيص بوتات الدردشة حسب الحاجة، وقد أصبح متاحاً في العديد من خدمات الحوسبة السحابية مثل أمازون ويب سيرفيسز (AWS) ومايكروسوفت آزور (Microsoft Azure).

النسخة الأحدث من هذا النموذج هي لاما 2 (Llama 2)، لكنها ليست قادرة على توليد إجابات مثل تلك التي تولدها بوتات الدردشة المذكورة أعلاه، إلّا أن شركة ميتا تستثمر الكثير من الموارد والأموال في تطويره، وتتعاون مع شركات التكنولوجيا الأخرى مثل مايكروسوفت لتحسين النموذج وزيادة اعتماده.

اقرأ أيضاً: أفضل بوتات الدردشة لكتابة التعليمات البرمجية

كلود

كلود (Cloude) عبارة عن بوت دردشة طوِّر من قِبل شركة أنثروبيك (Anthropic) الأميركية، وهي شركة ناشئة تعمل في مجال أبحاث الذكاء الاصطناعي.

يتعلم كلود من أي مصدر بيانات يتضمن النصوص، وينشئ أيَّ نوعٍ من النصوص، مثل القصص أو القصائد أو الإجابات أو المقالات. يُشغل بواسطة شبكة عصبونية ضخمة للغاية.

لكن كلود يواجه أيضاً بعض التحديات والقيود؛ فلا يمكن التنبؤ أو التحكم فيه بشكلٍ كبير وضبط إجاباته، ما يتسبب في بعض الأحيان بتوليد نتائج غير متوقعة أو غير مرغوب فيها. وقد لا يكون إنسانياً أو ودوداً للغاية، حيث يمكن أن يُظهر سلوكاً عدائياً أو خبيثاً.

اقرأ أيضاً: هل هناك أشخاص يقرؤون محادثاتك مع بوتات الدردشة؟

متى عليك تجنب استخدام بوتات الدردشة؟

على الرغم من أن بوتات الدردشة أصبحت متقدمة ومتطورة، لكنها ما زالت غير مثالية. هناك بعض الحالات التي يجب أن تتجنب فيها استخدام بوتات الدردشة، مثل:

  • عندما تحتاج إلى مشورة طبية أو قانونية أو مالية: بوتات الدردشة غير مؤهّلة لتقديم إرشادات مهنية بشأن هذه الأمور، وقد تقدّم معلومات غير دقيقة أو ضارة. يجب عليك دائماً استشارة خبير متخصص في هذه القضايا.
  • عندما تريد التعبير عن مشاعرك: بوتات الدردشة غير قادرة على فهم المشاعر البشرية أو التعاطف معها، وقد تستجيب بشكلٍ غير لائق أو غير حساس. يجب أن تتحدث إلى شخصٍ حقيقي يمكنه دعمك عاطفياً.
  • عندما تبحث عن مراجعات أو توصيات المنتجات: لا تستطيع بوتات الدردشة تجربة المنتجات أو تقييمها بشكلٍ مباشر، وقد تعتمد على معلومات متحيزة أو قديمة. يجب عليك قراءة المراجعات من العملاء الحقيقيين أو الخبراء الذين استخدموا المنتجات.
  • عندما تكون قلقاً بشأن خصوصيتك أو أمانك: قد تخزّن بوتات الدردشة بياناتك الشخصية أو تسريبها، أو قد تُستخدم من قِبل الشركات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. لذلك، يجب أن تكون حذراً بشأن ما تشاركه مع بوتات الدردشة.

عموماً، بوتات الدردشة ليست بدائل للتفاعل أو العلاقات البشرية. يجب عليك دائماً استخدام الحس السليم والتقدير عند استخدامها، وتجنب سؤالها عن أشياء غير مصممة أو مصرح لها بالإجابة عليها.