كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في التخطيط لعطلتك المقبلة؟

7 دقيقة
كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في التخطيط لعطلتك المقبلة؟
مصدر الصورة: ستيفاني آرنيت/ إم آي تي تكنولوجي ريفيو

من المفترض نظرياً أن يكون التخطيط للعطلة عملاً ممتعاً. لكن تنظيم قائمة من النشاطات التي تخص رحلة ترفيهية قد يتحول إلى عمل يستغرق الكثير من الوقت ويتسبب بالتوتر، ولا سيما إن كنت لا تعرف من أين تبدأ.

ومن حسن الحظ أن شركات التكنولوجيا كانت تتنافس على بناء أدوات تستطيع مساعدتك على إنجاز هذه المهمة بالضبط. أصبح السفر من أكثر حالات استخدام الذكاء الاصطناعي شيوعاً، التي يحلو لشركات مثل جوجل ومايكروسوفت وأوبن أيه آي (OpenAI) أن تشير إليها في عروضها التوضيحية، كما أن شركات مثل تريب أدفايزر (Tripadvisor) وإكسبيديا (Expedia) وبوكينغ دوت كوم (Booking.com) بدأت تخطط لإطلاق منتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتخطيط للعطلات أيضاً. وفي حين أن وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على تنفيذ عملية التخطيط والحجز للعطلة كلها بالنيابة عنك ما زالوا بعيدين عن أرض الواقع بعض الشيء، فإن الجيل الحالي من أدوات الذكاء الاصطناعي ما زال مفيداً للغاية في مساعدتك على أداء العديد من المهام، مثل إنشاء مسارات الرحلات أو مساعدتك على تحسين مهاراتك اللغوية.

تميل نماذج الذكاء الاصطناعي إلى اختلاق الأشياء، ما يعني أنه يجب عليك على الدوام أن تتحقق جيداً من اقتراحاتها بنفسك. لكنها يمكن أن تكون مصدراً مفيداً للغاية للمعلومات. تابع القراءة للاطلاع على بعض الأفكار حول كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مساعدتك على تسهيل أجواء رحلتك بعض الشيء، ما يتيح لك المزيد من الوقت للاستمتاع بوقتك.

اقرأ أيضاً: مستقبل صناعة السفر في عصر الذكاء الاصطناعي

تضييق نطاق الوجهات المحتملة لقضاء عطلتك

أولاً: عليك أن تختار وجهة سفرك. يكمن جمال النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) في أنها مدربة على كميات هائلة من البيانات المستمدة من الإنترنت، ما يعني أنها قادرة على تكثيف المعلومات التي قد يحتاج الإنسان إلى ساعات للبحث عنها، وتحويلها بسرعة إلى مقاطع بسيطة.

وهو ما يجعلها أدوات رائعة يمكن أن تساعدك في وضع قائمة للأماكن التي قد تثير اهتمامك -وكلما كانت أوامرك النصية أكثر تحديداً، ستحصل على نتيجة أفضل- فقد تطلب من بوت الدردشة، على سبيل المثال، تقديم اقتراحات عن وجهات للسفر تتميز بمناخ دافئ، وشواطئ مناسبة للأطفال، وحياة ليلية نشطة (مثل المكسيك وتايلاند وجزيرة إيبيزا وأستراليا)، وستحصل على قائمة بلدان ذات صلة بطلبك أكثر مما ستحصل عليه عند استخدام أوامر نصية غير واضحة.

لكن نظراً لميل نماذج الذكاء الاصطناعي إلى اختلاق الأشياء -وهي ظاهرة معروفة باسم "الهلوسة"- فمن المفيد التحقق من دقة المواقع وصحة النشاطات المحتملة التي زودتك بها.

كيف تستخدمها: شغّل النموذج اللغوي الكبير المفضل لديك -من الخيارات المتاحة تشات جي بي تي وجيميناي (Gemini) وكوبايلوت (Copilot)- واطلب منه تقديم اقتراحات حول الأماكن المناسبة لقضاء العطلة. اجعل أوامرك النصية تتضمن بعض التفاصيل المهمة التي ترغب فيها، مثل نطاق درجات الحرارة والمواقع وطول الرحلة والنشاطات. يمكن أن تصوغ الأمر النصي كما يلي على سبيل المثال: "اقترح قائمة من الأماكن المناسبة لشخصين يرغبان في قضاء عطلة مدتها أسبوعان. ويجب أن تكون هذه الأماكن حارّة خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، وواقعة في نطاق المدن، لكن مع إمكانية الوصول إلى شاطئ ما بسهولة" (Suggest a list of locations for two people going on a two-week vacation. The locations should be hot throughout July and August, based in a city but with easy access to a beach).

اختيار الأماكن التي ستزورها خلال الرحلة

ما إن تبدأ العطلة، يمكنك استخدام أدوات مثل تشات جي بي تي أو جوجل جيميناي لوضع مسارات الرحلات اليومية. على سبيل المثال، يمكنك استخدام أمر نصي مثل: "اقترح لي مسار رحلة يستغرق يوماً واحداً بالسيارة انطلاقاً من فلورنسا في جولة تمر عبر ريف منطقة كيانتي. واجعل مسار الرحلة يتضمن بعض القرى التي تعود إلى القرون الوسطى، ومعصرة للمشروبات، وتنتهي بعشاء في مطعم ذي إطلالة جميلة" (‘give me an itinerary for a day driving from Florence around the countryside in Chianti. Include some medieval villages, a winery, and finish with dinner at a restaurant with a good view). كما هي العادة مع النماذج اللغوية الكبيرة، كلما كنت أكثر تحديداً في الأوامر النصية كانت النتيجة أفضل. وتحسباً لأي أخطاء، يتعين عليك أن تقارن مسار الرحلة النهائي مع الخرائط التي تتيحها خدمة خرائط جوجل أو جوجل مابس (Google Maps) للتحقق مما إذا كان ترتيب الاقتراحات منطقياً.

إضافة إلى النماذج اللغوية الكبيرة، ثمة أدوات مخصصة ومتاحة أيضاً لمساعدتك على التعامل مع الظروف التي يمكن أن تصادفك، مثل الطقس وحركة المرور. وإذا كنت تخطط لقضاء بعض الوقت في مدينة ما، فقد ترغب في استخدام ميزة الرؤية الشاملة أو إميرسف فيو (Immersive View) في خرائط جوجل، وهي ميزة أطلقتها جوجل العام الماضي. تعتمد هذه الميزة على الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد يقدم تصوراً مرئياً يظهر فيه كيف تبدو بعض المواقع المحددة في مدينة تدعمها هذه الميزة خلال وقت محدد من اليوم ومدة قد تصل إلى 4 أيام مقبلة. نظراً لأن هذه الميزة قادرة على الاستفادة من البيانات التي تخص توقعات الطقس وحركة المرور، فقد تساعدك على معرفة إن كانت الشمس ستغمر مقهى معيناً على سطح أحد المباني في اليوم التالي، وإن كان من الأفضل اختيار مسار مختلف لقيادة السيارة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

كيف تستخدمها: تحقق من هذه القائمة إن كانت هذه الميزة تدعم مدينتك، ثم افتح صفحة خرائط جوجل، وتنقل فيها حتى تصل إلى المنطقة التي تهمك، وحدد خيار الرؤية الشاملة. ستظهر لديك خريطة تفاعلية مع خيار يتيح لك تغيير التاريخ والوقت خلال اليوم الذي ترغب في التحقق منه.

اقرأ ايضاً: إليك عدة طرق تساعدك في الحصول على أقصى فائدة من بوت الدردشة جيميناي

التحقق من الرحلات الجوية وخيارات الإقامة

ما إن تقرر الوجهة التي ترغب في التوجه إليها، يمكنك أن تنتقل إلى المهمة التالية، وهي حجز الرحلات الجوية ومكان الإقامة. عمد العديد من مواقع حجز الرحلات إلى دمج بوتات دردشة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مواقعها الإلكترونية، وتعتمد الأغلبية العظمى من هذه البوتات في عملها على تشات جي بي تي. لكن إن لم تكن معتاداً على استخدام موقع إلكتروني محدد، فقد يكون من المفيد أن تطلع على الصورة الشاملة.

قد يكون البحث عن رحلات جوية في علامات تبويب متعددة مفتوحة أمامك عبر المتصفح عملية مرهقة، لكن ثمة حل يقدمه لك جيميناي من جوجل. فهذا النموذج يتكامل في عمله مع كل من خدمة جوجل فلايتس (Google Flights) وخدمة جوجل هوتيلز (Google Hotels)، حيث يستجر المعلومات في الزمن الحقيقي من الشركات الشريكة لجوجل بطريقة تسهل مقارنة الأوقات، والأهم من ذلك: الأسعار.

هذه طريقة سريعة وسهلة للبحث عن الرحلات الجوية والإقامة التي تناسب ميزانيتك الشخصية. على سبيل المثال، طلبتُ من جيميناي أن يعرض لي رحلات جوية ذهاباً وإياباً من لندن إلى باريس بسعر أقل من 200 يورو. إنها نقطة بداية رائعة تتيح لك الحصول على تصور تقريبي حول المبلغ الذي قد تنفقه، والزمن المطلوب للوصول إلى وجهتك.

كيف تستخدمها: ما إن تفتح صفحة جيميناي (قد تحتاج إلى تسجيل الدخول إلى حساب على جوجل لتنفيذ هذه العملية)، افتح صفحة الإعدادات (Settings)، ثم توجه إلى الأدوات الإضافية (Extensions) للتحقق من تمكين خدمات جوجل فلايتس وهوتيلز. بعد ذلك، عد إلى الصفحة الرئيسية لجوجل جيميناي وأدخِل الاستعلام الذي ترغب فيه، مع تحديد موقع انطلاق الرحلة الجوية ووجهتها، ومدة إقامتك، والتكاليف التي ترغب في أن تؤخذ بعين الاعتبار.

وإذا كنت من هواة استخدام جداول البيانات، يمكنك أن تطلب من جيميناي تصدير الخطة إلى خدمة جداول البيانات أو شيتس (Sheets) للحصول على ملف بصيغة جدول بيانات، وهو ما يتيح لك مشاركتها بعد ذلك مع الأصدقاء وأفراد العائلة.

تدريب مهاراتك اللغوية

من المرجح أنك سمعت أن أفضل طريقة لرفع مستوى مهارتك في لغة أخرى هي التدرب على التحدث بها. غير أن الاستعانة بالدروس الخصوصية قد تكون مكلفة، ومن المحتمل أنك لا تعرف أي شخص آخر يتحدث اللغة التي تحاول أن تتدرب على إتقانها.

اقرأ أيضاً: بناء مستقبل جديد: الذكاء الاصطناعي يسهم في تنمية المهارات

في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، حدّثت أوبن أيه آي نظام تشات جي بي تي حتى تتيح للمستخدمين إمكانية التحدث إليه. يمكنك أن تجرب هذه الميزة بنفسك من خلال تطبيق تشات جي بي تي على نظام التشغيل أندرويد (Android) أو آي أو إس (iOS). فعّلت خيار الدردشة الصوتية وقرأت على التطبيق بعض الجمل الأساسية باللغة الفرنسية: "هل تتحدث اللغة الإنجليزية؟"، "هل يمكنك مساعدتي؟"، "أين يقع المتحف؟" وترجمها لي بنجاح إلى الإنجليزية، على الرغم من لفظي الرديء. كما أثبت النظام براعته في اقتراح عبارات بديلة عندما طلبت منه تقديم أمثلة أقل اتساماً بالطابع الرسمي، مثل الاستعاضة عن عبارة "صباح الخير" أو "طاب يومك" (bonjour) بعبارة أخرى عامية مثل "مرحباً" (salut) بالفرنسية، التي تترجم إلى "مرحباً" (hi) بالإنجليزية، كما سمح لي بإجراء محادثات أساسية مع صوت الذكاء الاصطناعي غير المتجسد.

كيف تستخدمها: حمّل تطبيق تشات جي بي تي، واضغط على أيقونة السماعات على يمين شريط البحث. يمكنك بفضل هذه العملية أن تبدأ إجراء محادثة صوتية مع نموذج الذكاء الاصطناعي.

الترجمة السريعة

دمجت جوجل تقنيتها المخصصة للترجمة العالية القدرة في برنامج الكاميرا، بحيث تستطيع ببساطة أن توجه كاميرا الهاتف نحو أي عبارة غير مألوفة، وتحصل على ترجمتها باللغة الإنجليزية. هذه الميزة مفيدة على وجه الخصوص عند محاولة فك رموز قوائم الطعام في المطاعم، ولافتات الطرق، وأسماء المتاجر، في أثناء تنقلك خارج المنزل.

كيف تستخدمها: حمّل تطبيق جوجل ترانسليت (Google Translate) وحدد خيار الكاميرا.

كتابة المراجعات والتقييمات على الإنترنت (والتعليقات التوضيحية على وسائل التواصل الاجتماعي)

تُعد التقييمات الإيجابية وسيلة رائعة تتيح للشركات الصغيرة تمييز نفسها عن المنافسين عبر الإنترنت. لكن كتابتها قد تستغرق الكثير من الوقت، ولهذا، لم لا تستعين بالذكاء الاصطناعي في هذه المهمة؟

كيف تستخدمها: يمكنك تقليص الجهد الذي يجب بذله في كتابة ملخص سريع، وذلك من خلال إعلام بوت دردشة، مثل جيميناي أو كوبايلوت أو تشات جي بي تي، بالجوانب التي استمتعت بها في مطعم معين زرته أو جولة سياحية معينة مصحوبة بمرشد اشتركت فيها، أو وجهة معينة ذهبت إليها. وكلما قدمت المزيد من التفاصيل، حصلت على نتيجة أفضل. يمكنك استخدام هذا الأمر النصي على سبيل المثال: "اكتب تقييماً إيجابياً حول مطعم ذا أولد تافرن الذي يقع في جزيرة مايكونوس باليونان، بحيث تذكر فيه طبق الكالاماري اللذيذ الذي يقدمه" (Write a positive review for The Old Tavern in Mykonos, Greece, which mentions its delicious calamari). على الرغم من أنك من المستبعد أن تنسخ إجابة بوت الدردشة وتلصقها بالكامل دون أي تعديل، فإن هذه الإجابة قد تساعدك على كتابة تقييمك الخاص من خلال الاستعانة بأسلوبها والتراكيب اللغوية والعبارات الواردة فيها.

وبالمثل، إن كنت تجد صعوبة في صياغة تعليقات توضيحية لمنشوراتك على إنستغرام (Instagram) حول أسفارك، فإن طلب المساعدة من هذه النماذج اللغوية الكبيرة نفسها، يمكن أن يكون طريقة جيدة لك للتغلب على صعوبات الكتابة أو تعطل التدفق الإبداعي.