الذكاء الاصطناعي وشبح تهديد الوظائف: كيف تتأقلم الحكومات؟

9 دقيقة
الذكاء الاصطناعي وشبح تهديد الوظائف: كيف تتأقلم الحكومات؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/chayanuphol
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أثار ظهور الذكاء الاصطناعي والأتمتة في بيئة العمل الكثير من الإثارة والخوف، وفي حين يَعِد الذكاء الاصطناعي بإحراز تقدمات غير مسبوقة في الكفاءة والإنتاجية والابتكار، فإنه يطرح أيضاً أسئلة عميقة حول مستقبل العمل مع تزايد ذكاء الآلات وقدراتها والقلق المتزايد بشأن إزاحة العمالة البشرية، وما يترتب على ذلك من آثار مجتمعية.

في هذا المقال نستعرض قوة الذكاء الاصطناعي والأتمتة وتأثيرهما في إزاحة الوظائف وخلق فرص العمل والعوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند أتمتة الوظائف، وأفضل السياسات الحكومية لضمان عدم تخلف المهنيين والعمال عند إقران الذكاء الاصطناعي ببيئة العمل.

اقرأ أيضاً: أفضل 6 أدوات تساعدك على إدارة مشروعاتك عن بُعد

ما دور الذكاء الاصطناعي والأتمتة في تشكيل فرص العمل في المستقبل؟

أتمتة المهام في بيئة العمل ليست ظاهرة جديدة، ولكن التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي أدّت إلى تسريع وتيرتها ونطاقها واخترقت قطاعات مختلفة وعملت على إعادة تعريف طبيعة التوظيف وطبيعة العمل بشكلٍ أساسي؛ حيث تتمتّع الأتمتة والذكاء الاصطناعي في بيئة العمل بالقدرة على تبسيط العمليات وتعزيز الإنتاجية عبر العديد من القطاعات.

ومع ذلك، فإنهما يُثيران مخاوف بشأن إزاحة الوظائف مع بدء العديد من القطاعات بتنفيذ المهام المتكررة والروتينية بشكلٍ متزايد بواسطة أنظمة الذكاء الاصطناعي، ما قد يؤدي إلى إعادة هيكلة أو إلغاء أدوار معينة، خاصة الوظائف في مجالات التصنيع والدعم الإداري والنقل، التي تعتبر أكثر القطاعات المعرضة بشكلٍ خاص لاستبدال الذكاء الاصطناعي بها.

فوفقاً للعديد من الدراسات، ومن بينها دراسة أجرتها شركة ماكنزي للأبحاث عام 2018، من الممكن أن تُستبدل نحو 15% من القوى العاملة العالمية أو نحو 400 مليون عامل بسبب دخول أنظمة الذكاء الاصطناعي بنهاية عام 2030، ويمكن أن ترتفع النسبة إلى 30%، أي نحو 800 مليون عامل في ظل تسارع اعتماد الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل.

كما أبرز تقرير مستقبل الوظائف لعام 2023 والصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أنه من المتوقع أن يتغير ما يقرب من ربع الوظائف بنسبة 23% في السنوات الخمس المقبلة مع خلق 69 مليون وظيفة جديدة وإلغاء 83 مليون وظيفة مع خسارة صافية قدرها 14 مليون وظيفة، وهو ما يتوافق مع تقرير توقعات التوظيف لعام 2023 الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي توقع أن نحو 27% من الوظائف ستكون معرضة للخطر بسبب الأتمتة والذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: إليك أبرز المهن التي لن يستولي عليها الذكاء الاصطناعي أبداً

الاختلافات بين الأتمتة والذكاء الاصطناعي وأدوارهما في تشكيل مستقبل التوظيف

تعتبر الأتمتة (Automation) والذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) من المفاهيم المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسوق العمل، ولكن كلاً منهما يشير إلى جوانب مختلفة من التكنولوجيا ودورها في تشكيل مستقبل التوظيف، حيث تشير الأتمتة إلى عملية استخدام التكنولوجيا لأداء المهام أو العمليات بأقل تدخل بشري وتتميز بفاعليتها للمهام الروتينية المتكررة وقدرتها على إزاحة الوظائف، حيث تصبح بعض الأدوار آلية بالنسبة للعاملين ذوي الياقات الزرقاء (Blue-Collar Worker)، ومن أبرز أمثلتها:

  • الأذرع الآلية في مصانع التصنيع (روبوتات المصانع).
  • العمليات اليدوية التقليدية (معالجة كشوف المرتبات).
  • الاستجابات الآلية للبريد الإلكتروني.
  • آلات الدفع الذاتي في متاجر البيع بالتجزئة.

بينما يُعدُّ الذكاء الاصطناعي مفهوماً أوسع يشمل قدرة الآلات أو أنظمة الكمبيوتر على أداء المهام التي تتطلب عادةً الذكاء البشري، فمن خلال قدرة الأنظمة على محاكاة الذكاء البشري وتعلم اتخاذ القرارات، لا تقوم فقط بأتمتة المهام الروتينية ولكن أيضاً بتحسين المهام التي تتطلب قدرات معرفية، كما يمكن استخدامها كأداة لتعزيز مهارات الموظفين بدلاً من استبدالهم، وتمتد تأثيراتها لتشمل المزيد من العاملين ذوي الياقات البيضاء (White-Collar Workers).

وعلى عكس الأتمتة التي تتبع تعليمات مبرمجة مسبقاً، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التكيُّف وتحسين أدائها بمرور الوقت، من خلال تقنيات مثل التعلم الآلي والشبكات العصبونية، ومن أبرز أمثلتها:

  • بوتات الدردشة التي تستخدم نماذج اللغات الكبيرة مثل تشات جي بي تي.
  • المساعِدات الافتراضية الصوتية.
  • السيارات الذاتية القيادة.
  • وكلاء الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: ما بعد بوتات الدردشة: صعود وكلاء الذكاء الاصطناعي

كيف تغيّر الأتمتة والذكاء الاصطناعي بيئة العمل والمجتمع؟

يعمل الذكاء الاصطناعي والأتمتة على إحداث تحول جذري في مكان العمل عبر مختلف الصناعات، إلّا أنهما في الوقت نفسه سيفان ذو حدين في مكان العمل والمجتمع ككل، فعلى الرغم من أنهما يقدّمان فوائد كبيرة من حيث زيادة الكفاءة والإنتاجية وتعزيز عملية صُنع القرار وتحسين العمليات وتبسيط تجربة العملاء وتحسينها وزيادة السلامة والحد من المخاطر، بالإضافة إلى تقديمها المزيد من الابتكارات والنمو الاقتصادي وفرص العمل الجديدة، فإنهما يُثيران في الوقت نفسه تحديات معقدة اجتماعياً واقتصادياً وأخلاقياً، ويشمل ذلك:

  • زيادة النزوح الوظيفي: فمن خلال تولي الآلات مهام متكررة قد تصبح العديد من الوظائف التقليدية قديمة، ما يؤدي إلى البطالة والاضطراب الاقتصادي، والذي يؤثّر بدوره بشكلٍ خاص في العمال ذوي المهارات المنخفضة في صناعات مثل التصنيع وتجارة التجزئة.
  • زيادة حالات عدم المساواة: من خلال عدم توزيع فوائدهما بالتساوي، ما يؤدي إلى تزايد عدم المساواة بين العمال المهرة تقنياً والعمال الآخرين، والذي قد يؤدي إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية والاقتصادية وتوسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
  • التبعية والضعف: يمكن أن يؤدي الاعتماد المتزايد على أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى جعل الشركات والمجتمعات أكثر عرضة لفشل الأنظمة والهجمات الإلكترونية والاضطرابات التكنولوجية، علاوة على ذلك فإن الوتيرة السريعة للتغير التكنولوجي قد تفوق قدرة الأفراد والشركات على التكيُّف، ما يؤدي إلى التبعية وفقدان السيطرة.

أضف إلى ذلك زيادة الفجوة الرقمية، ما يتطلب إجراء المزيد من الدراسات المعمقة واتخاذ تدابير استباقية والتعاون بين أصحاب المصلحة لضمان توزيع فوائد الذكاء الاصطناعي والأتمتة بشكلٍ عادل ومتوافق مع القيم والمصالح الإنسانية.

كيف يُثير التقدم التكنولوجي القلق من الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل؟

أدّى التقدم الكبير في اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي والأتمتة إلى تقدم كبير في مختلف المجالات، ما أدّى إلى تعزيز الكفاءة والإنتاجية وجودة الحياة بشكلٍ عام، ومع ذلك فإنه يُثير أيضاً مخاوف عديدة تتمثل في إزاحة الوظائف، وعدم المساواة الاقتصادية، والاضطراب المجتمعي، وهي كلها مشكلات يمكن أن تسهم في القلق من تغول الذكاء الاصطناعي والأتمتة في بيئة العمل. وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يجب مراعاتها:

  • الاستغناء عن الوظائف: غالباً ما تحل أنظمة الذكاء الاصطناعي محل العمالة البشرية في المهام الروتينية أو المتكررة، ما يؤدي إلى مخاوف بشأن فقدان الوظائف في بعض الصناعات، والشعور بالقلق بين العمال الذين يخشون استبدالهم بالآلات.
  • عدم المساواة الاقتصادية: يمكن أن يؤدى تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكلٍ مفرط في بيئة العمل إلى تفاقم عدم المساواة في الدخل إذا تراكمت الفوائد بشكلٍ غير متناسب على أصحاب رأس المال أو العمال المهرة، حيث يمكن أن يواجه العمال ذوو المهارات المنخفضة قلق إزاحة الوظائف وانخفاض الأجور، ما يؤدي إلى توسيع فجوة الثروة وخلق توترات اجتماعية.
  • عدم تطابق المهارات: قد يتطلب التقدم التكنولوجي مهارات جديدة يفتقر إليها العديد من العمال، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تحديات في التكيُّف مع القوى العاملة وإعادة تدريبها، ما يسبب القلق بين أولئك الذين يشعرون بأنهم غير مستعدين لسوق العمل المتغير.
  • عدم اليقين: يمكن أن يؤدي التغير التكنولوجي السريع إلى خلق حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل، سواء من حيث فرص العمل أو الاتجاه العام للمجتمع.
  • الاضطراب الثقافي والاجتماعي: يمكن أن يؤدي اعتماد الذكاء الاصطناعي إلى تعطيل الصناعات التقليدية وأساليب الحياة، ما يؤدي إلى اضطرابات ثقافية واجتماعية. على سبيل المثال، قد تواجه المجتمعات التي تعتمد على صناعات معينة مثل الصناعات اليدوية تدهوراً اقتصادياً وتفككاً اجتماعياً.

اقرأ أيضاً: ما الاتجاهات المتوقعة لتطور الذكاء الاصطناعي عام 2024؟

كيف تعمل ثورة الذكاء الاصطناعي على إلغاء وظائف وإنشاء أخرى جديدة؟

مما لا شك فيه أن تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل من شأنه أن يلغي أنواعاً معينة من الوظائف، وخاصة التي تنطوي على مهام متكررة يمكن أن تؤديها الآلات بكفاءة، مثل وظائف التصنيع التي يمكن للآلات الروبوتية أن تؤدي فيها بعض الوظائف الخطيرة مثل اللحام أو الطلاء، بالإضافة إلى إلغاء أدوار الموظفين الكتابيين مثل السكرتارية التنفيذية والإداريين، والمحاسبين، والصرافين والعاملين في قسم المبيعات وغيرهم.

ومع ذلك فإن الذكاء الاصطناعي كتكنولوجيا يمكن له أن يخلق فرص عمل ووظائف جديدة بعدة طرق منها:

  • مشغلو الروبوتات والمهندسون والفنيون الذين يبنون الأنظمة المؤتمتة ويصممونها.
  • أدوار وظيفية جديدة للتعامل مع البيانات مثل محللي البيانات وعلمائها ومهندس البيانات ومتخصصي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتحول الرقمي.
  • وظائف متخصصي تكنولوجيا المعلومات مثل المطورين ومهندسي الشبكات ومسؤولي قاعدة البيانات ومستشاري الأمن السيبراني.
  • موظفو خدمات الصيانة التي توفّر فرص عمل للعمال المهرة، مثل العاملين في صناعة الرعاية الصحية والسياحة والأمن وغيرها.

وفي كثيرٍ من الأحيان يخلق تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي فرص عمل أكثر من إلغائها، ما يتطلب مهارات جديدة لأداء الوظائف الجديدة التي تُنشئ، وبالتالي تكون هناك حاجة متزايدة إلى برامج إعادة صقل المهارات وتحسين المهارات لإعداد العمال للأدوار الجديدة، ما يخلق فرصاً بدوره للمعلمين والمدربين ومنصات التعلم عبر الإنترنت لتوفير التدريب والتعليم المناسبين.

ما العوامل المؤثرة في أتمتة الوظائف؟

في حين أن العديد من الوظائف لديها القدرة على التشغيل الآلي، إلّا أن التفاعل المعقد بين العوامل الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية والتكنولوجية سوف يحدد في نهاية المطاف ما إذا كانت ستُشغل آلياً، ومن ثَمَّ سوف تؤدي تكلفة تطوير حلول الذكاء الاصطناعي ونشرها دوراً مهماً. على سبيل المثال، إذا كانت تكنولوجيا التشغيل الآلي لوظيفة ما باهظة التكلفة أو لا تقدّم عائداً واضحاً على الاستثمار، فقد تختار الشركات الاحتفاظ بالعمال البشريين.

وبالمثل يمكن لديناميكيات سوق العمل بما في ذلك العرض والطلب على مهارات معينة والأجور المرتبطة بها أن تؤثّر في قرار تبني الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال في الصناعات حيث العمالة الميسورة التكلفة، قد يكون الحافز المالي لاعتماد الذكاء الاصطناعي أقل، بينما ستكون الوظائف التي تتطلب الإبداع وحل المشكلات المعقدة والذكاء العاطفي أقل عرضة لاستبدالها بالذكاء الاصطناعي لأنه لا يمكنه تكرار هذه القدرات البشرية المتأصلة بشكلٍ فعّال.

علاوة على ذلك، فإن قدرة الشركات على التكيُّف وتنفيذ التغييرات المطلوبة للذكاء الاصطناعي تؤدي دوراً مهماً، ويتضمن ذلك السرعة التي يمكن للشركة من خلالها تغيير عملياتها وتدريب القوى العاملة لديها على أدوار جديدة ودمج التقنيات الجديدة، وفي معظم الأحيان لا يؤدي اعتماد الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل بالضرورة إلى إلغاء الوظائف، ولكنه يؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى تحول الوظائف، الذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى خلق فئات وظيفية جديدة والطلب على مهارات جديدة.

اقرأ أيضاً: ما الوظائف الجديدة التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي؟

كيف يمكننا أن نبقى على صلة ونحقق المرونة التكنولوجية؟

يُعدُّ الحفاظ على الصلة وتحقيق المرونة التكنولوجية في سوق العمل أمراً ضرورياً للأفراد لتحقيق النجاح في الاقتصاد الرقمي السريع التطور، فوفقاً لتقرير تحول المهارات لعام 2018 الذي تصدره شركة ماكنزي، فإنه من المتوقع أن يزيد الطلب على المهارات في مكان العمل بنسبة 55% بحلول عام 2030، في حين سيزيد الطلب على المهارات الاجتماعية والعاطفية بنسبة 24%.

فمن خلال تبني مهارات مثل:

  • التعلم المستمر وتنمية المهارات.
  • القدرة على التكيُّف والمرونة.
  • بناء المهارات المتعددة التخصصات.
  • بناء شبكة احترافية قوية للبقاء على اطلاع ومشاركة المعرفة وبناء العلاقات مع المتخصصين في المجال.
  • تنمية العقلية الإيجابية والقدرة على التكيُّف والمثابرة للتغلب على العقبات.

سيتمكن العمال من تعزيز أهميتهم في سوق العمل وبناء القدرة على التكيُّف وسرعة تأقلمهم مع التقنيات الناشئة، ما سيؤدي إلى إعدادهم لأنفسهم لتحقيق النجاح على المدى الطويل، والقدرة على الصمود في مواجهة التغير التكنولوجي والاضطرابات المتزايدة في سوق العمل.

كيف تتفاعل الحكومات مع تعطيل الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي؟ وما السياسات التي ينبغي اعتمادها لحماية العمال الضعفاء وضمان سوق عمل مستقرة؟

تختلف ردود أفعال الحكومات تجاه اضطراب الوظائف الناجم عن انتشار حلول الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل اعتماداً على عوامل عديدة، مثل الهيكل الاقتصادي للدولة والأيديولوجية السياسية والقيم المجتمعية. ومع ذلك، هناك العديد من الأساليب والسياسات المشتركة التي قد تأخذها الحكومات في الاعتبار لحماية العمال الضعفاء وضمان سوق عمل مستقرة في مواجهة نشر حلول الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل، منها:

  • تخصيص الموارد لبرامج إعادة التدريب ومبادرات التعلم مدى الحياة لمساعدة العمال على اكتساب مهارات جديدة مطلوبة في الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي.
  • تنفيذ شبكات أمان اجتماعي قوية، مثل إعانات البطالة أو ضريبة الدخل السلبية لمساعدة العمال الذين استُغني عنهم بسبب الأتمتة في أثناء انتقالهم للحصول على عمل جديد أو مواصلة التعليم والتدريب.
  • سن سياسات لتعزيز خلق فرص العمل في القطاعات الأقل عرضة للأتمتة، مثل الرعاية الصحية والتعليم والصناعات الإبداعية.
  • وضع لوائح تنظيمية لضمان توزيع فوائد الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بشكلٍ عادل بين العمال وأصحاب العمل، مثل تنفيذ قوانين الحد الأدنى للأجور، واللوائح المتعلقة بظروف العمل للوظائف التي لا يمكن أتمتتها.
  • تقديم دعم مستهدف للصناعات والقطاعات الأكثر تأثراً بالأتمتة.
  • العمل مع أصحاب العمل والنقابات العمالية وأصحاب المصلحة الآخرين لتطوير سياسات تحقق التوازن بين الفرص والتحديات التي تطرحها الأتمتة.
  • وضع مبادئ توجيهية أخلاقية وأطر قانونية للتحكم في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ونشرها.

دراسة حالة: كيف يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز جودة عمل المبرمجين؟

على الرغم من أن انتشاره لم يتعدَّ العامين، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي كان له أثر كبير في تحسين جودة عمل المبرمجين من خلال أتمتة المهام الشاقة وتوفير رؤى ذكية، وتمكين عمليات تطوير برمجيات أكثر كفاءة. على سبيل المثال، توفّر منصة كود ويسبر (CodeWhisperer) المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتابعة لشركة أمازون اقتراحات للتعليمات البرمجية في الوقت الفعلي، وتحديد التطابقات المحتملة للتعليمات البرمجية المفتوحة المصدر لتسهيل مراجعتها.

كما أنها تبحث عن الثغرات الأمنية وتقدّم تصحيحات فورية وتتكامل مع برامج تحرير التعليمات البرمجية الشائعة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، أفاد موقع غيت هوب (GitHub) بأن 46% من التعليمات البرمجية في لغات البرمجة جميعها عام 2023 أُنشت باستخدام بوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي كوبايلوت التابع لشركة مايكروسوفت.

كما اجتاز بوت الدردشة تشات جي بي تي (ChatGPT) في أوائل عام 2023 اختبار جوجل لمطوري البرامج رفيعي المستوى، علاوة على ذلك وفي منافسة مع أكثر من 5 آلاف مبرمج بشري تفوق نظام الذكاء الاصطناعي ألفا كود (AlphaCode) المصمم لمساعدة المبرمجين على كتابة أكواد برمجية فعّالة وعالية الجودة بنسبة 45% على المبرمجين الخبراء.

الحالات المذكورة سابقاً كلها تخبرنا بأن الذكاء الاصطناعي لا يظهر منافساً في بيئة العمل، بل حليفاً يمكنه تعزيز بيئة العمل وتحسينها، ففي حالة البرمجة فإن تأثير الذكاء الاصطناعي الواضح من شأنه أن يغيّر الطريقة التي يتعامل بها المبرمجون مع مهنتهم.

اقرأ أيضاً: تعلّم كيفية أتمتة عملك وإنجاز المزيد من المهام في وقت أقل

حيث يُحدِث الذكاء الاصطناعي بفضل قدرته على محاكاة الذكاء البشري وأتمتة المهام ثورة في كل جانب من جوانب تطوير البرمجيات، مثل توليد التعليمات البرمجية واكتشاف الأخطاء وتحسين عملية اختبار الأكواد، وهذا من شأنه أن يشكّل الطريقة التي يعمل بها المبرمجون، ما يمكّنهم من تحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية والكفاءة والجودة.