شارك
الرئيسية
3 دقيقة
يُعدُّ الذكاء الاصطناعي واحداً من أبرز التكنولوجيات التي تحدث تغييراً في عصرنا، فهو قادر على تحسين جوانب مختلفة من حياة الإنسان، مثل الرعاية الصحية والتعليم والترفيه والأمن، إلّا أنه يطرح بعض التحديات والمخاطر، خاصة بالنسبة لمستقبل العمل. حيث يشعر الكثير من الناس بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الموظفين والعمال البشر ويسبب بطالة هائلة. لكن هل هذا الخوف مبرر أمْ سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى خلق فرص عمل جديدة للبشر؟
وفقاً لبعض الخبراء والدراسات، فإن الذكاء الاصطناعي لن يلغي بعض الوظائف فحسب، بل سيخلق المزيد منها أيضاً. حتى عام 2020، أسهم الذكاء الاصطناعي في خلق 2.3 مليون وظيفة، وهذا يزيد على 1.8 مليون وظيفة أدّى إلى إلغائها.
اقرأ أيضاً: أفضل الكتب العربية في مجال الذكاء الاصطناعي للمبتدئين
لكن ما نوع الوظائف التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي؟ فيما يلي بعض الأمثلة على الأدوار والمهارات الجديدة التي سيتطلبها الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب:
مدربو الذكاء الاصطناعي
مدربو الذكاء الاصطناعي هم الأشخاص الذين يطوّرون أنظمة الذكاء الاصطناعي ويدربونها، وهم مهندسون وعلماء يعملون على نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) التي تدعم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي. بالإضافة إلى ذلك، يشمل المدربون مسؤولي الأنظمة الذين يديرون البنية التحتية للخوادم وخطوط البيانات التي تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
يحتاج مدربو الذكاء الاصطناعي إلى مهارات ومعرفة تقنية عميقة في الذكاء الاصطناعي وعلوم الحاسوب والرياضيات والهندسة، كما يحتاجون أيضاً إلى مهارات تواصل وتعاون جيدة، حيث إنهم غالباً ما يعملون في فرق ومع أصحاب المصلحة الآخرين، ويتحملون مسؤولية التأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي دقيقة وموثوقة وأخلاقية.
اقرأ أيضاً: أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات
مفسرو أنظمة الذكاء الاصطناعي
المفسرون هم الأشخاص الذين يفسّرون قرارات أنظمة الذكاء الاصطناعي ويتواصلون معها. ويشمل المفسرون كلاً من المحللين والاستشاريين والمعلمين الذين يساعدون المستخدمين والعملاء وواضعي السياسات على فهم كيفية عمل الذكاء الاصطناعي وآثاره، من بينهم باحثون وصحفيون وناشطون يحققون في الآثار الاجتماعية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي وإعداد تقارير عنها.
يحتاج المفسرون إلى مزيجٍ من المهارات والمعرفة التقنية وغير التقنية، حيث يجب أن يكونوا على دراية بمفاهيم وأدوات الذكاء الاصطناعي، وكذلك بالمجالات والسياقات التي يُطبَّق فيها الذكاء الاصطناعي، كما يحتاجون أيضاً إلى مهارات تفكير تحليلية ونقدية وإبداعية قوية، بالإضافة إلى مهارات تواصل وإقناع ممتازة. المفسرون مسؤولون عن سد الفجوة بين الذكاء الاصطناعي وأصحاب المصلحة من البشر.
اقرأ أيضاً: ما هي لغات البرمجة المستخدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي؟
مراقبو أداء وجودة أنظمة الذكاء الاصطناعي
المراقبون هم الأشخاص الذين يراقبون أداء وجودة أنظمة الذكاء الاصطناعي ويحافظون عليها ويحسنونها. ويشمل المراقبون كلاً من المهندسين والفنيين الذين يستكشفون المشكلات الفنية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المدراء الذين يشرفون على عمل الفرق لتنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي.
يحتاج المراقبون إلى المهارات والمعرفة التقنية والإدارية، ويجب أن يكونوا بارعين في مجالات الذكاء الاصطناعي، وكذلك في تطوير البرمجيات ومنهجيات الاختبار، كما يحتاجون أيضاً إلى مهارات تنظيمية وقيادية ومهارات حل مشكلات جيدة، وهم يتحملون مسؤولية ضمان كفاءة أنظمة الذكاء الاصطناعي وفاعليتها وأمانها.
اقرأ أيضاً: كيف يتعلم الذكاء الاصطناعي إنشاء نفسه بنفسه؟
خبراء الأمن السيبراني
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزيد الطلب على وظائف الأمن السيبراني بعدة طرق، مثل:
- خلق تهديدات وتحديات جديدة: قد يستخدم القراصنة الذكاء الاصطناعي لشن هجمات إلكترونية معقدة، مثل إنشاء محتوى مزيف أو مضلل، أو انتحال صفة المستخدمين أو الأنظمة، أو استغلال نقاط الضعف. يحتاج متخصصو الأمن السيبراني إلى مواكبة الطبيعة المتطورة لهذه التهديدات وتعقيدها، وتطوير أساليب وأدوات جديدة لمواجهتها.
- تعزيز الحلول والمهارات الحالية: يستطيع خبراء الأمن السيبراني استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين حلولهم ومهاراتهم الحالية، مثل أتمتة العمليات الأمنية وتحسينها، واكتشاف الحالات غير الطبيعية ومنعها، وتحليل كميات كبيرة من البيانات. يحتاج متخصصو الأمن السيبراني إلى تعلم كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتهم، ودمج الذكاء الاصطناعي مع التقنيات والمنصات التي يستخدمونها.
- خلق فرص جديدة: يستطيع الذكاء الاصطناعي خلق فرص جديدة لخبراء الأمن السيبراني، مثل تطوير واختبار أنظمة الذكاء الاصطناعي للأغراض الأمنية، وضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي، وتدريب المستخدمين وأصحاب المصلحة على استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة. لذلك، يحتاج خبراء الأمن السيبراني إلى اكتساب مهارات ومعارف جديدة لأداء هذه المهام والتعاون مع المتخصصين الآخرين في القطاعات الأخرى.