شارك
الرئيسية
3 دقائق 
يُعدُّ الذكاء الاصطناعي أحد أسرع قطاعات التكنولوجيا نمواً في العالم؛ ففي عام 2023 شهد هذا القطاع تطورات واختراقات كبيرة في مختلف المجالات مثل معالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية والروبوتات.
وفقاً لتقرير صادر عن شركة برايس ووترهاوس كوبرز، من المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي إلى 997.77 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 40.2%. وتشير الاستثمارات المتزايدة لتطوير الذكاء الاصطناعي من قِبل الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وجوجل وأمازون وميتا وأوبن إيه آي، فضلاً عن الاعتماد المتزايد لحلول الذكاء الاصطناعي في قطاعات الأعمال المختلفة مثل الرعاية الصحية والتمويل والتعليم، إلى أن الذكاء الاصطناعي سيستمر بأداء دور حيوي وأساسي في تشكيل مستقبل البشرية. فيما يلي أبرز الاتجاهات المتوقعة لقطاع الذكاء الاصطناعي عام 2024.
اقرأ أيضاً: مقارنة عملية بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري
الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة
من المخاوف الشائعة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي هو أنه سيحل محل العمال والموظفين البشر ويسبب البطالة. لكن هذا ليس هو الحال بالضرورة، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق وظائف وفرصاً جديدة للأشخاص الذين لديهم المهارات والمعرفة بكيفية استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي. وفقاً لتقرير “مستقبل الوظائف لعام 2020” الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، سيحل الذكاء الاصطناعي والأتمتة محل 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025، ولكنهما سيخلقان أيضا 97 مليون وظيفة جديدة، ما يؤدي إلى زيادة قدرها 12 مليون وظيفة. الوظائف الجديدة التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي عام 2024 ستكون من نصيب خبراء تصميم وتطوير واختبار ومراقبة وتحسين أنظمة الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى التأكد من أنها أخلاقية وشفافة وتخدم البشر.
اقرأ أيضاً: أفضل الكتب العربية في مجال الذكاء الاصطناعي للمبتدئين
استمرار تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحسينها
توقع آخر للذكاء الاصطناعي عام 2024 هو أن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وتحسينها سيستمر لتحقيق مستويات جديدة من الأداء. بعض مشاريع الذكاء الاصطناعي القادمة لكبرى الشركات عام 2024 يشمل:
- مايكروسوفت: ستواصل الشركة تعاونها مع أوبن أيه آي لتوفير الذكاء الاصطناعي التوليدي لعملاء خدمتها السحابية مايكروسوفت آزور، وستعمل على تحسين منصة الخدمات المعرفية الخاصة بها، التي تقدّم مجموعة من خدمات الذكاء الاصطناعي مثل التعرف على الكلام والرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة الطبيعية والذكاء الاصطناعي التوليدي.
- جوجل: ستعمل جوجل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها لتنافس أوبن أيه آي، التي ستكون قادرة على إنشاء محتوى إبداعي أكثر واقعية، كما ستعمل على تحسين دقة ترجمة النصوص بين اللغات المختلفة، وتطوير خوارزميات الرؤية الحاسوبية التي يمكنها اكتشاف الأشياء في العالم بدقة أكبر. ستعمل الشركة أيضاً على تحسين مساعد جوجل، وهو مساعد شخصي يمكنه أداء مهام مختلفة والإجابة عن الأسئلة باستخدام أوامر باللغة الطبيعية.
- أمازون: تستثمر أمازون باستمرار في تطوير المساعد الشخصي أليكسا، ومن المتوقع أن تثمر هذه الجهود عن نتائج ملموسة عام 2024، حيث ستتمكن أليكسا من أداء مهام أكثر تعقيداً ودقة. كما ستطرح الشركة مجموعة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي القادرة على توليد النصوص والصور والتعليمات البرمجية لعملاء خدمتها السحابية.
- ميتا: من المتوقع أن تستمر شركة ميتا في تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر لاما 2، بالإضافة إلى نموذج الترجمة SeamlessM4TK، وقد تدمج ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي في منصاتها الشهيرة فيسبوك وإنستغرام وواتساب.
- أوبن أيه آي: ستطرح الشركة نسخاً أكثر تقدماً من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي جي بي تي 4 (GPT-4) ودال.إي 3 (Dall.E 3)، كما ستُطلق متجراً للتطبيقات ومزيداً من التكامل مع منصات وتطبيقات الجهات الخارجية.
اقرأ أيضاً: أهم 5 مخاطر ومسائل أخلاقية مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي
قبول الذكاء الاصطناعي في قطاعات الأعمال المختلفة واعتماده
التوقع الثالث للذكاء الاصطناعي عام 2024 هو أنه سيُقبل ويُعتمد بشكلٍ أكبر في قطاعات الأعمال المختلفة، ما سيغيّر طريقة عمل هذه القطاعات وتقديمها خدماتها للعملاء. إليك بعض أهم القطاعات التي ستستفيد من الذكاء الاصطناعي عام 2024:
- الرعاية الصحية: سيعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية وكفاءتها، مثل التشخيص والعلاج والوقاية. سيمكّن الذكاء الاصطناعي الطب الشخصي والدقيق من تخصيص التدخلات الطبية وفقاً لاحتياجات كل مريض.
- التمويل: سيعزز الذكاء الاصطناعي أداء الخدمات المالية وأمنها، مثل الخدمات المصرفية والتأمين والتجارة والاستثمار، كما سيوفّر نصائح مالية شخصية ومخصصة تناسب أهداف كل عميل.
- التعليم: سيعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين جودة التعليم وإمكانية الوصول إليه، وسيمكّن المؤسسات التعليمية من توفير التعلم الشخصي والتكيفي، أي تخصيص المناهج الدراسية وفقاً لقدرات واهتمامات كل طالب.
اقرأ أيضاً: أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات
تطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تستهلك الكثير من موارد الحوسبة
التوقع الرابع للذكاء الاصطناعي عام 2024 هو استثمارات ومساعٍ لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تستهلك الكثير من موارد الحوسبة، مثل الطاقة والذاكرة وقوة المعالجة. لأن نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية غالباً ما تكون كبيرة جداً ومعقدة، وتتطلب كميات هائلة من البيانات والحوسبة لتدريبها وتشغيلها. يمكن أن يشكّل هذا تحديات للبيئة والاقتصاد والمجتمع، مثل زيادة انبعاثات الكربون وزيادة التكاليف. لذلك، عام 2024، ستكون هناك جهود لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة واستدامة، مثل تايني إم إل (TinyML)، وهو نموذج تعلم آلي يركّز على تطوير ونشر نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة للأجهزة الصغيرة وقليلة استهلاك الطاقة، مثل أجهزة الاستشعار وأجهزة إنترنت الأشياء والهواتف الذكية، ما يمكننا من استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل إنترنت الأشياء والأجهزة القابلة للارتداء.
اقرأ أيضاً: كيف يتعلم الذكاء الاصطناعي إنشاء نفسه بنفسه؟
اعتماد معايير وتشريعات لتنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي
التوقع الخامس والأخير للذكاء الاصطناعي عام 2024 هو إصدار بعض المعايير والتشريعات التي تنظّم هذا القطاع، ما يضمن استخدامه بطريقة مسؤولة وأخلاقية؛ لأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون له تأثيرات وتداعيات كبيرة على المجتمع والاقتصاد والبيئة، مثل التأثير في حقوق الإنسان والخصوصية والأمن.
عام 2024، من المتوقع أن تستمر الجهود لوضع وإنفاذ قواعد ومبادئ توجيهية تنظّم عملية تطوير ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعي.