مشروع لاستخدام الطائرات المسيرة لاستمطار السحب في الإمارات

2 دقائق
مشروع لاستخدام الطائرات المسيرة لاستمطار السحب في الإمارات
حقوق الصورة: shutterstock.com/kckate16
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تعتبر منطقة الخليج العربي من أكثر المناطق جفافاً في العالم، إذ يبلغ معدل هطول الأمطار السنوي في الإمارات 140 إلى 200 مم سنوياً. ومن المتوقع أن يتفاقم هذا الوضع بسبب تغير المناخ والاحتباس الحراري، الأمر الذي سيزيد من تواتر موجات الجفاف والحر وشدتها.

لمواجهة هذا التحدي، تستكشف الإمارات العربية المتحدة حلولاً مختلفة لتعزيز أمنها المائي، بما في ذلك مشروع جديد لاستمطار السحب باستخدام النبضات الكهربائية التي تحدثها الطائرات بدون طيار.

اقرأ أيضاً: ما هو الاستمطار وما مدى فعاليته في زيادة هطول الأمطار؟

ما هو الاستمطار؟ وكيف يعمل؟

الاستمطار هو تقنية تهدف إلى التأثير على عملية هطول الأمطار الطبيعية عن طريق نشر مواد في السحب. الفكرة هي زيادة حجم ووزن قطرات الماء أو بلورات الجليد لتتساقط على شكل أمطار أو ثلوج.

تعود فكرة الاستمطار إلى نهاية القرن التاسع عشر، واستُخدمت بنجاح لأول مرة في أربعينيات القرن العشرين، عندما أجرى العالمان الأميركيان فنسنت شيفر وإيرفينغ لانغموير التجارب الأولى.

هناك طرق مختلفة للاستمطار، اعتماداً على نوع السحب ودرجة حرارتها. إحدى الطرق الأكثر شيوعاً هي رش مركب يوديد الفضة في السحب. يسبب يوديد الفضة تجمع القطرات وتجمدها في السحب، لتصبح في النهاية ثقيلة جداً بما يفوق قدرة الهواء على رفعها، فتتساقط في النهاية على شكل مطر أو ثلج.

يمكن نشر جزيئات يوديد الفضة بواسطة الطائرات أو الصواريخ. لكن الإمارات تريد استكشاف طريقة جديدة للاستمطار تستخدم فيها النبضات الكهربائية بدلاً من نشر المواد الكيميائية في السحب، وهي طريقة طورها باحثون من جامعة ريدينغ البريطانية.

اقرأ أيضاً: «بستانك» في دبي أكبر مزرعة عمودية في العالم: تعرّف إلى التكنولوجيا التي تنظم عملها

مشروع الاستمطار الجديد في الإمارات

تعد دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في مجال الاستمطار، حيث استثمرت أكثر من 15 مليون دولار أميركي في تسعة مشاريع مختلفة لتعزيز هطول الأمطار، أحدها يتضمن استخدام نبضات كهربائية تحدثها الطائرات بدون طيار للتحكم في هطول الأمطار.

طورت أحد الفرق البحثية المشاركة في المشروع من جامعة ريدينغ البريطانية تقنية جديدة لاستشعار ومراقبة السحب في دبي، وتعتمد هذه التقنية على استخدام طائرات بدون طيار لإحداث صدمات كهربائية في السحب من أجل تحفيز هطول الأمطار. صُممت هذه التقنية للاستفادة من كثافة السحب العالية في الإمارات.

اقرأ أيضاً: تقنيات إنتاج الغذاء الحديثة قد تعيد 80% من الأراضي الزراعية في العالم إلى الطبيعة

الاستمطار بالنبضات الكهربائية؟

تقنية الاستمطار بالنبضات الكهربائية هي شكل من أشكال الاستمطار الذي يستخدم الكهرباء بدلاً من المواد الكيميائية. تم تجهيز الطائرات بدون طيار بأجهزة استشعار وأدوات يمكنها قياس درجة الحرارة والرطوبة والشحنة الكهربائية للسحب، وبناءً على هذه المعلومات، تقوم الطائرات بدون طيار بتحديد المواقع والأوقات المثالية لإطلاق نبضات كهربائية في السحب.

يمكن للنبضات الكهربائية أن تؤدي إلى عملية تسمى الحث الكهروستاتيكي (Electrostatic induction)، والتي تجعل قطرات الماء في السحب تلتصق ببعضها بعضاً، وعندما تندمج القطرات وتصبح كبيرة بدرجة كافية، فإنها تسقط على شكل مطر بتأثير وزنها.

تتميز طريقة الاستمطار بالنبضات الكهربائية في أنها لا تتطلب إضافة أي مواد إلى السحب، ما يقلل من التأثير البيئي وتكاليف الاستمطار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن توجيه النبضات الكهربائية والتحكم فيها بشكل دقيق، ما يزيد من الكفاءة والفعالية.

اقرأ أيضاً: الضجة المثارة حول إزالة الكربون باتت مصدراً خطيراً للإلهاء

معضلة سرقة المطر

عملية استمطار السحب لا تخلو من الجدل، وقد يكون لها عواقب غير مقصودة على دورة المياه الطبيعية والمناخ في المناطق المحيطة. أحد الانتقادات الرئيسية لعملية استمطار السحب هو أنها قد تسرق الأمطار التي كانت ستهطل في مناطق أخرى، بمعنى آخر، إذا هطلت الأمطار في الإمارات، سيكون هناك أمطار أقل في البلدان المجاورة. وهذا يمكن أن يخلق صراعات وتوترات على الموارد المائية المشتركة، خاصة في المناطق الجافة.

لمعالجة هذه القضية، يقترح بعض الخبراء ضرورة تنظيم وتنسيق عملية استمطار السحب على المستوى الدولي، كما ينبغي تقييم فوائد هذه التقنية ومخاطرها ومراقبتها بعناية. ينبغي أيضاً ألّا يُنظر إلى الاستمطار كبديل عن التدابير الأخرى للحفاظ على المياه وإدارتها، مثل تحسين كفاءة الري والحد من استهلاك المياه وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي.