الدكتورة أماني الشاوي: التعلم وبناء المهارات لا يقتصران فقط على الحصول على الدرجات العلمية والدورات التدريبية

8 دقيقة
الدكتورة أماني الشاوي: التعلم وبناء المهارات لا يقتصران فقط على الحصول على الدرجات العلمية والدورات التدريبية
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مع التطور التكنولوجي السريع، تصبح الإجابة عن هذا السؤال مُلحّة: كيف نضمن أن هذا التطور سيفيد الجميع؟ تقدّم الدكتورة أماني الشاوي، وهي قائدة تتمتّع بخبرة في مجال الأمن السيبراني والتزام قوي بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، منظوراً فريداً. وبصفتها مستشاراً لرئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لأهداف التنمية المستدامة، تدعم الدكتورة الشاوي مبادرات التكنولوجيا المستدامة وتسعى لتمكين المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة.

لتسليط الضوء على نهجها في تسخير التكنولوجيا لإحداث تأثير إيجابي في المجتمع، أجرينا في إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية مقابلة معها، وطرحنا عليها عدداً من الأسئلة حول عملها ورؤيتها للمستقبل والتكنولوجيا ودور المرأة.

اقرأ أيضاً: مقابلة مع واحدة من أهم رائدات الأعمال في الشرق الأوسط

كمتحدثة في قمة القيادة الدولية للنساء في الهندسة عام 2024، ما أهمية المؤتمر؟ وكيف تسهم هذه اللقاءات في التأثير على مستقبل المرأة في الهندسة والتكنولوجيا؟

قدّمت قمة القيادة الدولية للنساء في الهندسة (IEEE WiE ILS) التي عُقدت في دبي 2024 فرصة رائعة لتعزيز دور المرأة في الهندسة والتكنولوجيا، حيث تدعم مثل هذه اللقاءات المشاركات من الخليج والعالم العربي لتعزيز التواصل وفتح قنوات للتعاون والتشاور حول مختلف المواضيع العلمية والتقنية، ما يعزز بناء علاقات مهنية قوية ويفتح الأبواب لفرص جديدة للتطوير وتبادل الخبرات. استعرض المتحدثون والمتحدثات عدداً من قصص النجاح الملهمة للجيل الجديد من العالمات والمهندسات، ما يدفعهن لتحقيق أهدافهن بإصرار وقدرة أكبر على مواجهة التحديات.

قدّمت القمة عدداً من المواضيع وورش العمل التي ركّزت على تطوير المهارات التقنية والفنية، ما يعزز المعرفة والقدرات الشخصية الضرورية للنجاح المهني، كما تسهم هذه اللقاءات في تغيير النظرة التقليدية لدور المرأة في الهندسة، وتشجّع على تبني ممارسات شمولية تدعم التنوع في قطاع الأعمال والقطاع الحكومي. في المجمل، تسهم اللقاءات العلمية والمؤتمرات في بناء بيئة داعمة تعزز قدرات المرأة وتشجّع على تحقيق توازن أكبر بين الجنسين في المجالات التقنية والهندسية، ما يضمن تحسين الأداء وتوفير فرص أكثر للابتكار.

اقرأ أيضاً: مقابلة مع مؤسس شركة «أسترا تك» الإماراتية حول استراتيجيات تبين الذكاء الاصطناعي في الشركات

حدثينا عن مشاركتك في القمة والموضوعات التي طُرِحت

مشاركتي في قمة القيادة الدولية للنساء في الهندسة (IEEE WiE ILS) في دبي 2024، تناولت موضوع قيادة التغيير في مجالات البحث والتطوير والابتكار والدور الذي تلعبه في تشكيل المستقبل. استعرضت التقدم الرائع الذي حققته المملكة العربية السعودية في قطاع البحث والتطوير والابتكار من خلال إعادة هيكلة القطاع بشكلٍ كامل لتوحيد الجهود الوطنية وبناء شراكات دولية مهمة لضمان المساهمة بشكلٍ فعّال في تطوير العلوم والتقنية، حيث حددت المملكة أولوياتها البحثية المستقبلية التي تركّز على المجالات الأربعة: الصحة، والاستدامة البيئية، والطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل، كما سلّطت الضوء على مبادرات وسياسات مهمة مثل سياسة الوصول المفتوح للمعامل الوطنية والبنية التحتية البحثية، وهي السياسة التي تعزز التعاون بين الأفراد والجهات في منظومة البحث والابتكار من خلال تسهيل الاستفادة من المعامل البحثية الرئيسية التابعة لثلاثين جهة وطنية للمهتمين من داخل وخارج المملكة.

بالإضافة إلى ذلك، استعرضت مع الحضور إنجازات "الكراج" أكبر حاضنة Deep Tech في المنطقة، والذي يعتبر منصة حيوية لدعم الابتكار وريادة الأعمال ليس فقط داخل المملكة بل يشمل أكثر من 250 رائد أعمال من أكثر من 50 دولة حول العالم. يعمل "الكراج" مركزاً للابتكار من قلب العاصمة الرياض ومن مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حيث يجمع بين الباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال لتطوير أفكار جديدة وتحويلها إلى مشاريع ناجحة. إضافة إلى ذلك، يضمن "الكراج" توفير الدعم اللازم من تدريب وفرص تمويل ووصول لخبرات ومعامل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ما يسهم في خلق بيئة تشجع على الابتكار والنمو الاقتصادي. إضافةً إلى ذلك عرّفت الحضور على بعض مبادرات وبرامج مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مثل البرنامج السعودي لأشباه الموصلات وبرامج أكاديمية 32 المتنوعة التي تشمل المبادرات التعليمية والتدريبية الهادفة إلى إعداد الجيل القادم من الباحثين والمبتكرين.

كما أكدت خلال مشاركتي، ضرورة تمكين المرأة في المجالات التقنية والعلمية، وأهمية توفير بيئة داعمة تُتيح للسيدات الفرصة لتحقيق إمكاناتهن الكاملة والمساهمة في التنمية المستدامة والابتكار التقني. وشاركت مع الحضور نبذة عن السيدات القياديات في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وكيف أسهمن وسيسهمن بشكلٍ فعّال في رحلة تحول المدينة وتحقيق نجاحات كبيرة و مميزة.

اقرأ أيضاً: مقابلة حصرية مع سامر طيان: رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا وباكستان في شركة زووم

من خلال دورك الاستشاري، كيف ترين توافق الابتكارات التقنية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مع أهداف التنمية المستدامة؟

تواجه كثير من الجهات تحدياً حقيقياً في تحقيق التوازن بين التقدم التقني وأهداف التنمية المستدامة، ونعمل في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للتأكد من تحقيق هذا التوازن من خلال تطبيق عدد من الخطوات الاستراتيجية، منها على سبيل المثال:

  • التقييم البيئي والاجتماعي: قبل تبني أي تقنية جديدة، يجرى تقييم شامل لتأثيراتها البيئية والاجتماعية، وذلك لضمان أن الابتكارات التقنية لا تسهم فقط في التقدم التكنولوجي بل تعزز أيضاً الاستدامة البيئية والأثر الاجتماعي الإيجابي.
  • التعاون والتكامل: ويشمل ذلك القادة والباحثين وفِرق الدعم داخل المدينة ويمتد ليشمل المجتمع داخل المملكة وخارجها لضمان تلبية الحلول التقنية الاحتياجات المحلية والتوجهات الوطنية والعالمية واحترام الأولويات البيئية والاجتماعية.
  • الابتكار المستدام: نشجّع على تطوير تقنيات تستخدم موارد أقل وتحد من النفايات والانبعاثات الضارة، مثل تقنيات الطاقة المتجددة وتقنيات معالجة المياه.
  • المبادرات الاستراتيجية.

ما العوامل الأساسية التي تسهم في نجاح المبادرات الهادفة إلى دمج التقدم التكنولوجي مع أهداف التنمية المستدامة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؟

يمكن تلخيص العوامل الأساسية التي تسهم في نجاح المبادرات الاستراتيجية لدمج التقدم التكنولوجي مع أهداف التنمية المستدامة في المدينة كالتالي:

  • القيادة والرؤية الواضحة: وجود قادة في المستويات كافة داخل المدينة يدعمون التوجه الوطني ويعززونه نحو التقنيات المستدامة أمر مهم لضمان نجاح المبادرات وتحقيق نتائجها بشكلٍ فعّال.
  • البنية التحتية الداعمة: توفير البنية التحتية المناسبة لتطوير واختبار التقنيات الجديدة، ويتمثل ذلك بأحدث المعامل البحثية والتطويرية داخل المدينة، والتي تعزز فرص نجاح المبادرات كافة.
  • التمويل والاستثمار: توفير التمويل اللازم للبحث والتطوير في مجال التقنيات المستدامة يسهم في تسريع وتيرة الابتكار وتطبيق التقنيات الجديدة.
  • التواصل والشفافية: إشراك مجتمع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في العملية الابتكارية والحفاظ على الشفافية في تقييم الأثر والتقدم يسهم في بناء الثقة والدعم لهذه المبادرات.
  • التعاون والشراكات: الحرص على بناء شراكات قوية مع المؤسسات الأكاديمية، والصناعية، والمجتمعية، والحكومية بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي مع مراكز الأبحاث والجامعات والمؤسسات التقنية العالمية.

بدمج هذه العوامل، تستطيع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحقيق التقدم التقني مع الحفاظ على أهداف التنمية المستدامة، ما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام في المملكة.

اقرأ أيضاً: مقابلة مع الشريك المؤسِّس لـ «جيكس أيه آي»: كيف يمكن للذكاء الأصطناعي تحرير العقود

ما الذي ألهمك لتأسيس وقيادة مجموعة الرياض للنساء في الهندسة لتفعيل دور المرأة؟ وما أهم أهدافه؟

إلهامي لتأسيس وقيادة مجموعة الرياض للنساء في الهندسة (IEEE WiE Riyadh Affinity Group) جاء من شغفي بتمكين المرأة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا. شعرتُ بالحاجة إلى منصة تدعم النساء المهندسات في مجتمع يتطلب تعزيز التوازن بين الجنسين في المجالات التقنية. أهم أهداف المجموعة تشمل تشجيع السيدات على دخول هذه المجالات من خلال برامج توعوية وتوجيهية، وتوفير الدعم والتوجيه المهني عبر برامج تدريبية وورش عمل، وبناء شبكة قوية لتبادل الأفكار والخبرات، وتسليط الضوء على إنجازات النساء في هذه المجالات لتعزيز الثقة بالنفس، والتأثير في السياسات المؤسسية لدعم التنوع والشمولية، وتشجيع البحث والابتكار بدعم المشاريع البحثية. تهدف المجموعة إلى خلق تأثير إيجابي ومستدام في مجتمع الهندسة والتكنولوجيا من خلال تمكين النساء ودعمهن لتحقيق إمكاناتهن الكاملة والمساهمة في تطوير هذه المجالات الحيوية.

ما الذي تعتبرينه التحدي الأكبر في الأمن السيبراني اليوم؟ وكيف تعتقدين أننا يجب أن نتعامل معه؟

لا شك في أن الفضاء السيبراني واجه ويواجه عدداً كبيراً جداً من التهديدات بشكلٍ مستمر ومتزايد ويخلق هجمات تستهدف البيانات الشخصية والمؤسسية، مثل البرمجيات الخبيثة والتصيد الاحتيالي، إضافة إلى الهجمات على البنية التحتية الحيوية. تشير التقارير إلى أن الهجمات السيبرانية زادت بنسبة 67% منذ بداية جائحة كوفيد-19، وكلفت العالم خسائر اقتصادية قاربت 8 تريليونات دولار عام 2023 بحسب مجلة سايبر كرايم (Cyber Crime) الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي. هذه التهديدات تتطور باستمرار، ما يجعل من الصعب التنبؤ بها والتصدي لها بشكلٍ كامل ومضمون. شخصياً، أرى أن التحدي الأكبر لتطبيق معايير الأمن السيبراني هو استجابة المستخدمين لمتطلبات الاستخدام الآمن للتقنية، لأن أشد الهجمات تأثيراً غالباً ما تأتي من الاستخدام الخاطئ وعدم الحرص على اتباع ممارسات الأمان الضرورية.

ولمواجهة هذا التحدي من الضروري أن نستمر في رفع الوعي والتدريب العملي على كيفية التعامل مع الهجمات السيبرانية، كما يجب أن تهتم المنظمات بتطبيق إجراء اختبارات دورية لمحاكاة الهجمات السيبرانية لقياس جاهزية المستخدمين والتعرف إلى نقاط الضعف.

مع التطور السريع لإنترنت الأشياء، ما العوامل الرئيسية التي تضمن أمان المستخدمين وخصوصيتهم في هذه البيئة المترابطة؟ وما توقعاتك لمستقبل هذه التكنولوجيا خاصة في المنطقة العربية؟

تتضمن العوامل الرئيسية لضمان أمان المستخدمين وخصوصيتهم في بيئة إنترنت الأشياء تشفير البيانات، وتحديث البرامج والتطبيقات بشكلٍ دوري، وإدارة الهوية والتحقق باستخدام تقنيات مثل المصادقة الثنائية، ووضع سياسات وبروتوكولات أمنية صارمة، وأهم من هذه الإجراءات كلها لا نغفل توعية المستخدمين دائماً بأفضل الممارسات لضمان الاستخدام الآمن.

أمّا بالنسبة لمستقبل إنترنت الأشياء في المنطقة العربية، فمن المتوقع أن يشهد زيادة نسبة الاستخدام من قِبل القطاعات كافة لما له من أثر اقتصادي كبير، كما ستطور بالتأكيد البنية التحتية اللازمة مثل شبكات الجيل الخامس والسادس ومراكز البيانات، مع ضرورة التركيز على الأمن السيبراني كأولوية قصوى. سيسهم التعاون الدولي في تبادل الخبرات والتقنيات، بينما ستعمل الحكومات على تطوير تشريعات ولوائح جديدة لتنظيم استخدام إنترنت الأشياء وضمان حقوق المستخدمين وخصوصيتهم. بشكلٍ عام، يبدو مستقبل إنترنت الأشياء في المنطقة واعداً مع إمكانات كبيرة لتحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

اقرأ أيضاً: مقابلة مع عالمة الذكاء الاصطناعي دينا قتابي عن المنزل الذكي وتكنولوجيا الرعياة الصحية

قرأت على موقع قمة القيادة الدولية للنساء في الهندسة أنكِ أسهمتِ بكتابة أكثر من 40 بحثاً علمياً منشوراً، أيها تعتقدين أن له التأثير الأكبر ولماذا؟

مساهماتي العلمية المنشورة منوعة بين مبادرات لها علاقة بتوثيق تجارب عملية إدارية شاركت فيها مع فرق مميزة جداً في تأسيس برامج ومبادرات لها علاقة بالتدريب والبحث والتطوير، ومنها أبحاث علمية بحتة توثّق أبحاثاً وتجارب في مجال التعليم باستخدام التقنية وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني. من وجهة نظري أكثر مشاركاتي تأثيراً ليست ورقة علمية بل هي عرض مفصل قدمته في مؤتمر Grace Hopper Celebration of Women in Computing 2016 – USA بعنوان، Leading Change to Increase Women's Inclusion in Science and Technology.

لخصت فيه تجربة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في دعم العالمات والباحثات السعوديات، كان عدد الحضور في القاعة 350 شخصاً رجالاً وسيدات متحمسين لمعرفة وضع العالمات والباحثات في العالم العربي وفي المملكة العربية السعودية بشكلٍ خاص وما حققنه من إنجازات ومكتسبات. تشرفت وبتوفيق من الله منذ ذلك الوقت بتمثيل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في عدد من اللقاءات المحلية والدولية وآخرها مشاركتي في قمة القيادة الدولية للنساء في الهندسة عام 2024.

كما لا أنسى كذلك ورقة علمية عملت عليها مع صديقتي العزيزة أ. د. منى الرزقان المختصة بعلم البيانات ومجموعة من طالباتها في جامعة الملك سعود، بعنوان Data Privacy during Pandemics  A Systematic Literature Review of COVID-19 Smartphone Applications. PeerJ Computer Science Journal.

قدمت الورقة دراسة مقارنة مستفيضة لخصوصية التطبيقات التي أنشأتها الدول للتعامل مع جائحة كورونا ودرجة محافظتها على المعلومات الشخصية. إنجاز هذا البحث خلال جائحة كورونا كان نجاحاً كبيراً لفريق العمل تمكنا من تحقيقه عن بُعد دون أن نلتقي فعلياً على أرض الواقع نظراً لتطبيق احترازات التعامل مع الجائحة في ذلك الوقت وكون الجميع يعمل من المنزل.

بالنظر إلى المستقبل، ما التكنولوجيا الناشئة أو مجالات البحث التي تعتقدين أنها ستكون محورية في العقد القادم؟

لا شك في أن أي متابع اليوم لمجالات العلوم والتقنية على الصعيد العالمي سيخلص إلى أن الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) سيستمران في كونهما مجالين محوريين في العقد القادم. سيشهد العقد القادم تطورات كبيرة في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وسيؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى بناء محتوى جديد تماماً وضخم من نصوص وصور وموسيقى وغيرها لتصبح بالتالي مستودعاً رائعاً يدعم برمجيات التحليل وبناء نماذج جيدة لدعم اتخاذ القرار. التقدم في هذه التقنيات سيؤثّر بشكلٍ مباشر في مجالات الحياة كافة ويدعم العديد من القطاعات ومنها على سبيل المثال قطاع الرعاية الصحية، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض وتحسين خطط العلاج باستخدام أحدث التقنيات الصحية. شخصياً أصبحت لا أستغني عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للبحث في موضوع معين وللتعلم ولشرح أي فكرة أو منتج جديد بشكلٍ سريع وميسر.

اقرأ أيضاً: حوار مع الرئيس التنفيذي لشركة ڤاست داتا حول منصته الجديدة لحوسبة البيانات

ما النصيحة التي تقدمينها للشابات الطامحات إلى العمل في مجال الهندسة والتكنولوجيا وكذلك الطامحات للوصول لمناصب قيادية مهمة؟

تخطر ببالي كثير من الرسائل المهمة التي أتمنى أن تصل إلى الشابات الطامحات إلى العمل في مجال الهندسة والتكنولوجيا وكذلك الطامحات للوصول لمناصب قيادية مهمة، ولكني سأختصرها في النقاط التالية التي تأتي خلاصة لخبرتي المتواضعة: 

  • أولاً التعلم والاستمرار في بناء المهارات، وأؤكد أن التعلم وبناء المهارات لا يقتصر فقط على الحصول على الدرجات العلمية والدورات التدريبية بل يتعداه لخلق عادة التعلم من كل ما نمر به من تجارب سواء عملية أو حياتية، فهي التي تصقل بشكلٍ كبير شخصيتنا وتبني توجهاتنا وتدعم قراراتنا بشكلٍ كبير.
  • ثانياً أهمية الثقة بالنفس والقدرات الشخصية والإصرار والمثابرة والنظر إلى التحديات كفرص للتطوير. مهما واجهتنا الصعوبات ومهما كانت معقدة يجب أن نجد طريقة لتجاوزها والتعامل معها بطريقة فعّالة نستقيها من خبرتنا وحصيلتنا العلمية والعملية.
  • وأخيراً وليس آخراً، بناء شبكة علاقات مهنية جيدة –خير مثال عليها مجموعات IEEE WiE Affinity Groups- والبقاء على تواصل مستمر وتبني علاقة فعّالة مع مرشد أو مرشدة أو حتى مع مجموعة من المرشدين نلجأ إليهم دائماً للاستئناس بآرائهم وتوجيهاتهم كونهم يمتلكون بطبيعة الحال تجربة ثرية تجعلهم مؤهّلين لإعطائنا وجهات نظر أشمل وأعمق من وجهة نظرنا الفردية.