كيف سيُغيِّر الذكاء الاصطناعي تصميم هواتف آيفون وطريقة استخدامها؟

3 دقيقة
كيف سيُغيِّر الذكاء الاصطناعي تصميم هواتف آيفون وطريقة استخدامها؟
حقوق الصورة: بيكسلز

أدّت الهواتف الذكية على مر السنين دوراً رئيسياً في حياتنا اليومية، ومن بينها يبرز هاتف آيفون الذي يتميز بتطوره المستمر. لكن ماذا يخبئ المستقبل لهذا الهاتف؟

بما أن الذكاء الاصطناعي يتطور بشكلٍ سريع ويصبح أساسياً في جوانب الحياة كلّها، فمن المتوقع أن يؤدي إلى ثورة حقيقية في طريقة استخدام هاتف آيفون وتصميمه. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟

اقرأ أيضاً: ما أبرز ميزات الذكاء الاصطناعي القادمة لنظام التشغيل آي أو إس 18

هاتف آيفون المدعوم بالذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي ليس بالشيء الجديد على هواتف آيفون، فهناك مزايا عديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي طرحتها شركة آبل منذ سنوات، وقد أدّت دوراً كبيراً في تحسين تجربة استخدام الهاتف، مثل ميزة "النص المباشر" التي تُتيح نسخ النص الذي يظهر بالكاميرا ومشاركته والبحث عنه وترجمته، وميزة "التصحيح التلقائي المحسن" التي تساعد على تصحيح الأخطاء في أثناء الكتابة.

لكن الآن، تركّز شركة آبل على الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي سيفتح الباب لمزايا جديدة تغيِّر طريقة استخدام هاتف آيفون بشكلٍ كبير. فآبل اليوم تسابق الزمن لتلحق بمنافسيها مثل جوجل وسامسونج. هاتان الشركتان طرحتا بالفعل هواتف ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

لتحقيق هذا الهدف، بدأت آبل عقد شراكات مع بعض الشركات المطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، من أبرزها الشراكة مع شركة أوبن أيه آي (OpenAI) الأميركية التي طوّرت بوت الدردشة المتقدم تشات جي بي تي (ChatGPT).

سيري المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي

لا نعرف بالضبط كيف سيكون شكل وطريقة استخدام هاتف آيفون المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن معظم التوقعات تركّز على المساعد الرقمي سيري (Siri)، فمن خلال دعمه بنموذج اللغة الكبير جي بي تي-4 أو (GPT-4o)، سيكون سيري قادراً على فهم اللغة الطبيعية والدخول في محادثات معقدة مع المستخدمين، بالإضافة إلى أداء مهام كثيرة، مثل تذكر صورة التُقِطت منذ سنوات على الجهاز أو الإجابة عن أسئلة مفصلة حول الطقس أو الأخبار أو حل المسائل.

ليس هذا فحسب، فقد يكون سيري قادراً على حفظ بيانات المستخدم الشخصية ليتمكن من تخصيص استجابته بشكلٍ أكثر دقة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون المساعد سيري مدعوماً بتكنولوجيا الرؤية الحاسوبية، وهي تكنولوجيا تُتيح للآلات رؤية العالم المحيط بها وإدراكه. سيفتح ذلك الباب لاستخدامات مفيدة للغاية، مثل مساعدة ضعاف البصر والمكفوفين على التنقل بأمان في بيئتهم.

اقرأ أيضاً: آبل تدرس إمكانية التخلي عن عبارة «مرحباً سيري» واستبدالها بقدرات الذكاء الاصطناعي

توليد النصوص والصور

بفضل التكامل مع نموذج الذكاء الاصطناعي "جي بي تي-4 أو" الذي طوّرته شركة أوبن أيه آي، سيصبح من الممكن استخدام هاتف آيفون لتوليد النصوص. على سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يطلب كتابة رسالة بريد إلكتروني بسرعة، أو البحث في الويب للحصول على المعلومات وتلخيصها.

قد تعمل آبل أيضاً على دمج نموذج الذكاء الاصطناعي دال-إي 3 (DALL-E 3) في هاتف آيفون، وهو نموذج آخر طوّرته شركة أوبن أيه آي لتوليد الصور، ما يجعل مستخدمي هواتف آيفون قادرين على توليد الصور والرموز التعبيرية والملصقات (الستيكرات) انطلاقاً من مطالبات نصية.

تخصيص فائق للهاتف

سيمنح الذكاء الاصطناعي المستخدمين تجربة استخدام شخصية للغاية، لأن الهاتف سيكون قادراً على تحليل تفضيلات المستخدم وتعديل واجهة نظام التشغيل وفقاً لها. على سبيل المثال، يمكن أن يعرض شريط الأدوات التطبيقات التي نستخدمها بكثرة، أو يرتب تطبيقات التواصل الاجتماعي حسب الأشخاص الذين تتواصل معهم بشكلٍ أكبر.

لن يقتصر التخصيص على الواجهة فقط، بل سيشمل أيضاً الميزات. لنفترض أنك تفتح الكاميرا لتصوير المستندات، سيعرف الذكاء الاصطناعي ذلك ويضبط وضع التصوير تلقائياً على وضع "المستندات" لتحسين جودة الصور.

قد تدخل الإشعارات أيضاً عصر الذكاء الاصطناعي، فقد يُصفي الهاتف الإشعارات غير المهمة بناءً على سلوكك، وعرض الإشعارات التي تهمك فقط.

أداء أكثر ذكاءً

سيؤثّر الذكاء الاصطناعي في أداء هواتف آيفون. يمكن أن تتكيف الشاشة مع الإضاءة المحيطة وتوفّر تبايناً أفضل للقراءة في ظروف الإضاءة المنخفضة، ويمكن أن تتعلم مستشعرات اللمس احتياجاتك وتستجيب بشكلٍ ذكي للضغطات والإيماءات.

ستزداد أيضاً كفاءة البطارية وسرعة المعالج بفضل الذكاء الاصطناعي، حيث سيتمكن الهاتف من تحسين استهلاك الطاقة وموارد الحوسبة بناءً على الاستخدام، ما يُتيح تقليل استنزاف البطارية وموارد الحوسبة من قِبل التطبيقات غير المستخدمة بكثرة.

اقرأ أيضاً: ما أبرز ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي يتضمنها "ذكاء آبل"

التركيز على خصوصية البيانات

مع هذه المزايا كلّها، يبرز اهتمام كبير بالحفاظ على خصوصية البيانات. سيحتاج الذكاء الاصطناعي إلى معالجة كميات هائلة من البيانات الشخصية ليعمل بشكلٍ مفيد. لذلك، سيكون من الضروري أن تضع شركة آبل ضمانات قوية لحماية خصوصية المستخدمين. وهذا ما يُميّز الشركة، حيث كانت تتأخر في طرح أجهزة وميزات جديدة حتى تعالج مخاوف الخصوصية، فهل سيكون هذا هو الحال مع هواتف آيفون المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي؟ هل ستتريث الشركة في إطلاق المزايا الجديدة لتركّز على معالجة مخاوف الخصوصية أمْ أنها ستتخلى عن هذا النهج من أجل اللحاق بالمنافسين؟

لا أحد يعرف الإجابة عن هذه الأسئلة، علينا الانتظار عدة أشهر حتى نرى كيف سيبدو هاتف آيفون القادم. لكن ما نعرفه جميعاً أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغيِّر الهواتف الذكية جميعها بشكلٍ كبير، بما في ذلك هاتف آيفون، الذي سيصبح أكثر ذكاءً وتخصيصاً، وقادراً على فهم احتياجاتنا وتوقعها، ما يوفّر لنا تجربة استخدام سلسة ومريحة.