آبل تدرس إمكانية التخلي عن عبارة “مرحباً سيري” واستبدالها بقدرات الذكاء الاصطناعي

3 دقيقة
حقوق الصورة: goodfon.com
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعمل الباحثون في شركة آبل (Apple) على دراسة إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الحالات التي يوجه فيها المستخدم كلامه إلى جهاز مثل آيفون؛ ما يعني الاستغناء تقنياً عن الحاجة إلى جملة تنبيه معينة مثل “سيري”، وفقاً لورقة بحثية نُشِرت مؤخراً.

في دراسة رُفعت إلى موقع أركايف (Arxiv)، ولم تخضع بعد إلى مراجعة الأقران، درب الباحثون نموذجاً لغوياً كبيراً باستخدام الكلام الذي تلتقطه الهواتف الذكية والبيانات الصوتية من الضجيج الخلفي للبحث عن أنماط يمكن أن تشير إلى طلب المساعدة من الجهاز. بُنِي النموذج جزئياً باستخدام نسخة من جي بي تي 2 (GPT-2) من أوبن أيه آي (OpenAI) “نظراً إلى أن متطلباته الحاسوبية صغيرة نسبياً، ويمكن أن يعمل على أجهزة مثل الهواتف الذكية”، كما كتب الباحثون. تصف الورقة البحثية أكثر من 129 ساعة من البيانات والبيانات النصية الإضافية المستخدمة في تدريب النموذج؛ لكنها لم تحدد مصدر التسجيلات الموجودة في مجموعة التدريب. يذكر 6 من المؤلفين السبعة أنهم ينتمون لشركة آبل، علاوة على أن 3 منهم يعملون في فريق سيري في الشركة وفقاً لحساباتهم على منصة لينكدإن (LinkedIn). (تولى المؤلف السابع بعض المهام المتعلقة بالورقة البحثية خلال فترة تدريب داخلي على العمل في آبل).

اقرأ أيضاً: هل تفوق تشات جي بي تي على سيري وأليكسا؟

هل تلغي آبل عبارة مرحباً سيري؟

كانت النتائج واعدة، وفقاً للورقة البحثية، فقد تمكن النموذج من تقديم تنبؤات أدق من النماذج التي تعتمد على الصوت أو النصوص فقط، كما تحسن أداؤه مع ازدياد حجم النماذج. إضافة إلى دراسة السؤال البحثي، ليس من الواضح إن كانت آبل تخطط لإلغاء عبارة التنبيه “مرحباً سيري” (Hey Siri).

لم نتلقَّ أي رد فوري من آبل أو الباحثين الذين ألفوا الورقة البحثية على طلبنا للحصول على تعليق.

حالياً، يعمل المساعد الصوتي سيري من خلال الاحتفاظ بعينات صغيرة من الصوت، ولا يبدأ بالتسجيل أو الاستعداد للاستجابة لأوامر المستخدم قبل سماع عبارة التنبيه. من الممكن أن تؤدي إزالة الأمر الصوتي “هاي سيري” إلى إثارة المخاوف حول الأجهزة التي “تستمع إلينا على الدوام”، كما تقول الباحثة الزميلة المتخصصة بسياسات الخصوصية والبيانات في معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي المركز على الإنسان، جين كينغ.

سبق لآبل أن تعرضت لتدقيق المدافعين عن الخصوصية وانتقاداتهم بسبب طريقتها في التعامل مع البيانات الصوتية. ففي 2014، كشف تقرير استقصائي من صحيفة الغارديان (The Guardian) عن أن موظفي مراقبة الجودة المتعاقدين لدى آبل سمعوا على نحو متكرر مقاطع صوتية خاصة جُمِعَت من أجهزة آيفون في أثناء عملهم على بيانات سيري؛ بما فيها المحادثات الحساسة بين الأطباء والمرضى. بعد سنتين من هذه الحادثة، استجابت آبل من خلال تطبيق تعديلات على سياساتها؛ بما فيها تخزين كميات أكبر من البيانات على الأجهزة، والسماح للمستخدمين باختيار منع استخدام تسجيلاتهم لتحسين سيري. وقد رُفعت دعوى جماعية ضد الشركة في كاليفورنيا في 2021، حيث تضمنت اتهاماً للشركة بتشغيل سيري حتى عندما يكون غير نشط.

اقرأ أيضاً: سيري: صوت بشري يخفي نظام ذكاء اصطناعي معقد

مخاوف الخصوصية

يحقق الأمر الصوتي “مرحباً سيري” هدفاً مهماً بالنسبة للمستخدمين، وفقاً لكينغ. توفر العبارات وسيلة لتحديد حالة الجهاز إن كان في حالة إصغاء، وقد يمثل إلغاؤها إجراء يهدف إلى زيادة الراحة في أثناء الاستخدام؛ لكنه يعني أيضاً نقصاً في الشفافية المتعلقة بالجهاز، كما قالت كينغ لمجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو. لم يذكر البحث أي تفاصيل حول إمكانية الاستعاضة عن عبارة التنبيه بأي إشارة أخرى تدل على تفعيل المساعد الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي.

تقول كينغ: “لدي شكوك بشأن لجوء شركة ما إلى فرض هذا النمط من التفاعل”.

تمثل الورقة البحثية إحدى الدلالات الحديثة على أن آبل تخطط لإدماج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها على مستوى أعلى من ذي قبل؛ حيث تُعَدّ متأخرة عن الشركات التكنولوجية العملاقة الأخرى مثل أمازون وجوجل وفيسبوك في سباق الذكاء الاصطناعي. ووفقاً لأخبار نُشِرت أول مرة في الموقع التكنولوجي الأميركي فينتشر بيت (VentureBeat)؛ تعمل آبل على بناء نموذج ذكاء اصطناعي توليدي باسم “إم إم 1” (MM1) للنصوص والصور، ويمثل هذا النموذج رد الشركة على تشات جي بي تي (ChatGPT) من أوبن أيه آي (OpenAI) وغيره من بوتات الدردشة التي صممتها كبرى الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا. في هذه الأثناء، أورد موقع بلومبرغ (Bloomberg) الإخباري أن آبل تجري محادثات مع جوجل حول استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي جيميناي من جوجل في أجهزة آيفون، كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) مؤخراً أن آبل دخلت في محادثات مع شركة بايدو (Baidu) حول استخدام منتجات الذكاء الاصطناعي التي تنتجها بايدو.