ما أبرز وظائف تخصص الذكاء الاصطناعي في السعودية؟

5 دقائق
ما أبرز وظائف تخصص الذكاء الاصطناعي في السعودية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ PopTika
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

على مدار العقد الماضي أصبح توطين صناعة الذكاء الاصطناعي وتعزيزها وتحسينها في قمة أولويات العديد من الدول لما لها من أهمية بالغة في تطور العديد من المجالات، وبالتوازي مع ذلك ظهرت العديد من الوظائف المرتبطة بها، حيث أصبح تخصصاً قائماً بذاته لديه العديد من الوظائف الفرعية التي يتم التخصص فيها. ونتيجة لذلك، نجد في المنطقة العربية نمواً كبيراً في وظائف تخصص الذكاء الاصطناعي وبالتحديد في المملكة العربية السعودية.

حيث اتخذت القيادة السعودية خطوات واسعة نحو تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي وفق رؤية 2030، وأصبح تطبيق تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في قلب العديد من المشاريع المرتبطة بحياة ومعيشة المواطن السعودي، الذي أصبح أكثر اعتماداً على التطبيقات والخدمات المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في حياته اليومية، نتيجة لذلك من المتوقع أن تنمو الوظائف المتعلقة بهذا المجال بشكل كبير خلال السنوات القليلة القادمة.

اقرأ أيضاً: فرص وتحديات دراسة الذكاء الاصطناعي في السعودية

ما أبرز وظائف الذكاء الاصطناعي في السعودية؟

بشكلٍ عام، تعتبر صناعة الذكاء الاصطناعي صناعة سريعة التطور والنمو، حيث أصبحت الوظائف المرتبطة بها من أكثر الوظائف المطلوبة في العالم، ومن المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في الفترة من 2022 إلى 2030 ليصل إلى أكثر من 1.800 مليار دولار بحلول عام 2030، ويأتي ذلك نتيجة للجهود المستمرة في عمليات البحث والابتكار الذي تقوم بها شركات التكنولوجيا العملاقة في تطوير التكنولوجيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل قطاع الصناعة والسيارات والرعاية الصحية وتجارة التجزئة والتمويل والتصنيع.

اقرأ أيضاً: انطلاق القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في السعودية 2022 بمشاركة عالمية

ومن ثم فإن متطلبات وظائف تخصص الذكاء الاصطناعي تركز عادةً على أشخاص يتمتعون بمهارات في علم الرياضيات وخبرة في التعلم الآلي والتعلم العميق والشبكات العصبونية والتطبيقات السحابية ومهارات البرمجة، وتشمل بعض وظائف تخصص الذكاء الاصطناعي المطلوبة في الكثير من الشركات السعودية ما يلي:

مهندس التعلم الآلي

تشكل هندسة التعلم الآلي منطقة تقاطع بين هندسة البرمجيات وعلوم البيانات، حيث يستفيد مهندسو التعلم الآلي من أدوات البيانات الضخمة وأطر البرمجة لإنشاء نماذج علوم بيانات قابلة للتطوير يمكنها التعامل مع كمية هائلة من البيانات في الوقت الفعلي، وتعتبر وظيفة مهندس التعلم الآلي هي الأفضل لأي شخص لديه خلفية تجمع بين علوم البيانات والبحث التطبيقي وهندسة البرمجيات.

عالم البيانات

يقوم علماء البيانات بجمع البيانات وتحليلها واستخلاص الأفكار لمجموعة واسعة من الأغراض، وهي من أبرز الوظائف المطلوبة في شركات الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، حيث يقع عليهم عبء استخدام أدوات وعمليات وخوارزميات تقنية مختلفة لاستخراج المعرفة من البيانات وتحديد الأنماط ذات المعنى.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يتفق مع ميسي في توقعاته للفائز بكأس العالم 2022

مطوّر ذكاء الأعمال

يقوم مطورو ذكاء الأعمال (Business Intelligence Developer) اختصاراً (BID)، بمعالجة البيانات الداخلية والخارجية المعقدة لتحديد الاتجاهات. على سبيل المثال، في شركة خدمات مالية ستكون مهام مطور ذكاء الأعمال الرئيسية هي مراقبة بيانات سوق الأسهم للمساعدة في اتخاذ القرارات الاستثمارية، وفي الشركات الإنتاجية فإن من أبرز مهامه مراقبة اتجاهات المبيعات للمساعدة في تحسين استراتيجية التوزيع.

مهندس برمجيات

يصمم مهندسو برمجيات الذكاء الاصطناعي منتجات برمجية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن أبرز مهامهم كتابة التعليمات البرمجية، ومراقبة الجودة، وإدارة واجهة برمجة التطبيقات، بالإضافة إلى قيامهم بتطوير وصيانة نماذج الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها علماء البيانات في استخلاص النتائج.

اقرأ أيضاً: ما الوظائف الأكثر عرضة لاستيلاء الذكاء الاصطناعي عليها؟

مهندس روبوتات

من أبرز الوظائف وأكثرها أهمية في تخصص الذكاء الاصطناعي، حيث تتمثل مهمة مهندس الروبوتات في بناء وصيانة الروبوتات المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للعمل في العديد من المجالات، مثل خطوط التجميع في الشركات الإنتاجية، والتدريب، والرعاية الصحية، والمساعدين الشخصيين الآليين.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي والتطبيق الفائق: حوار مع رئيس قسم البيانات والذكاء الاصطناعي في شركة كريم

أبرز شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في السعودية

تتميز المملكة العربية السعودية بريادتها في تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي وتشجيعها على النمو، حيث كانت من أولى الدول في المنطقة العربية التي تُنشئ هيئة خاصة تهتم بمجال الذكاء الاصطناعي وهي الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (اختصاراً سدايا)، تهدف لتطوير استراتيجية السعودية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، من خلال تولي مهام تطوير الكوادر السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، والمساهمة في الاستخدام الأمثل لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات والصناعات المحلية.

علاوة على ذلك، بدأت القيادة السعودية في تشجيع المجتمع والرواد والمستثمرين المحليين على إنشاء شركات الذكاء الاصطناعي لخدمة السوق المحلي وخلق فرص وظيفية لاستيعاب الخريجين والخبراء المحليين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث توجد الآن العديد من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة التي تؤدي أدواراً مختلفة في تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي في السعودية، منها:

مزن (MOZN)

منصة قائمة على الذكاء الاصطناعي تقدم برنامج دعم القرار، حيث تستخدم خوارزميات تحليلات النص المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تصنيف النص واسترجاع المعلومات والاستخراج وإنشاء النصوص، لتمكين المؤسسات من اتخاذ القرارات الحاسمة.

اقرأ أيضاً: تعرَّف على أهم مشاريع إنترنت الأشياء في المملكة العربية السعودية

أو تي أو (OTO)

تساعد الشركة تجار التجزئة على تنفيذ استراتيجية تجارب عملاء سلسة وسهلة الاستخدام وعالية الجودة من خلال تمكينهم من شحن الطلبات عبر الإنترنت مباشرةً من المتاجر الفعلية إلى المستخدمين النهائيين، عبر تلقي معلومات الطلب وتخصيصها لأقرب متجر باستخدام محرك قائم على الذكاء الاصطناعي.

يونتكس (Unitx)

تتيح المنصة رؤى قابلة للتنفيذ مدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من بيانات الطائرات المسيرة وكاميرات المراقبة، من خلال المعالجة الطرفية لمقاطع فيديو الطائرات المسيرة وكاميرات المراقبة لتقديم رؤى في الوقت الفعلي، ولديها تطبيقات في قطاعات التصنيع والبناء والأحداث والمرافق الخاصة.

فُرص (Forus)

منصة تعمل في مجال القروض تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لتحليل وتقييم مخاطر الائتمان، من خلال الاعتماد على عوائد رأس المال والاستثمار على جدول السداد وهامش الربح، كما توفر لوحة تحكم مدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمراقبة الاستثمارات.

اقرأ أيضاً: كيف تتم الاستفادة من البيانات الضخمة في السعودية؟

هازن أيه آي (HazenAI)

توفر المنصة حلولاً مدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لرصد انتهاكات حركة المرور، حيث تستخدم خوارزميات التعلم العميق لمراقبة المخالفات المرورية، وتحديد سلوك القيادة الخطيرة، كما توفر حلولاً ذكية لتحليل حركة المرور في الوقت الفعلي.

سوق الذكاء الاصطناعي في السعودية: الفرص والنمو

تعد صناعة الذكاء الاصطناعي جزءاً رئيسياً من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والتي تخطط الدولة بموجبها لتطوير مدن مستدامة، ولضمان الاستخدام الأكثر كفاءة للموارد في التخطيط الحضري والبنية التحتية والقطاعات الاقتصادية الرئيسية، علاوة على ذلك تهدف حكومة المملكة العربية السعودية إلى تحسين كفاءة الحكومة والأتمتة من خلال الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

رقمياً، بلغت قيمة سوق البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في السعودية 164 مليون دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 891 مليون دولار بحلول عام 2026، حيث أدت القيود المفروضة بسبب انتشار جائحة كوفيد-19 إلى تسارع وتيرة إنشاء الحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل تطبيق توكلنا (Tawakkalna) الحائز على جائزة الأمم المتحدة للخدمة العامة لعام 2022، والمصمم خصيصاً لدعم جهود الحكومة في تسهيل الخدمات على المواطنين، حيث مكّن تطوير مثل هذه التطبيقات من وضع آليات مهمة لجمع البيانات، والتي يتم تحليلها لاحقاً بمساعدة التعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة لتحسين راحة المواطنين.

اقرأ أيضاً: ما هي البصمة الكربونية الحقيقية للذكاء الاصطناعي؟

كما تعمل المملكة العربية السعودية على إنشاء نظام بيئي صديق للذكاء الاصطناعي يتضمن نشر شبكات الجيل الخامس والوصول إلى البيانات وتعزيز الأمان الرقمي، بالإضافة إلى ذلك ومن أجل تحفيز الحلول المبتكرة، تعمل القيادة السعودية أيضاً على دعم التبني المبكر لمفاهيم وحلول الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة من خلال العديد من المشاريع الضخمة، مثل مشروع مدينة نيوم الذكية، ومدينة ذا لاين (The Line) التي تعتبر أول مدينة عمودية منعدمة الجاذبية في العالم.

علاوة على ذلك، تجري السعودية حالياً إصلاحات تعليمية مهمة لضمان حصول الطلاب على المعرفة الرقمية اللازمة للوظائف القادمة في تخصص الذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيات، مثل البلوك تشين وإنترنت الأشياء، حيث تعمل وزارة التعليم السعودية لضمان تلبية المناهج المدرسية والجامعية للاحتياجات المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات وأمن البيانات.

اقرأ أيضاً: برنامج جيل طموح: تحضير الشباب السعودي لمستقبل رقمي

ختاماً، من المتوقع أن تكون المملكة العربية السعودية واحدة من أبرز الدول في المنطقة العربية توفيراً لوظائف الذكاء الاصطناعي، حيث يظهر استعداد الدولة لاعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، من خلال زيادة الاستثمارات الحكومية في قطاع الذكاء الاصطناعي، وارتباط نحو 70% من أهداف رؤية 2030 بالبيانات والذكاء الاصطناعي.