جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة «كور 42» تُطلقان «جيس للمناخ»: أول نموذج من نوعه في العالم مخصص للمناخ

3 دقائق
جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة «كور 42» تُطلقان «جيس للمناخ»: أول نموذج من نوعه في العالم مخصص للمناخ
حقوق الصورة: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. تعديل: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تُعد أبحاث الذكاء الاصطناعي من أجل المناخ إحدى الركائز البحثية الثلاث في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، لما تمثّلها من أهمية في مراقبة التغيّر المناخي على الكوكب، حيث أعلنت الجامعة وبالتعاون مع شركة كور 42 (core42) التابعة لمجموعة جي 42 (G42) القابضة للتكنولوجيا، إطلاق أول نموذج لغوي كبير ثنائي اللغة في العالم مخصص للمناخ والاستدامة، أُطلق عليه جيس للمناخ (JIS Climate).

نموذج جيس للمناخ: من أجل زيادة الوعي حول التغيّر المناخي والاستدامة

يأتي إطلاق نموذج جيس للمناخ كثمرةٍ للتعاون والشراكة التي عقدتها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والتي تعتبر أول جامعة لأبحاث الدراسات العليا المخصصة للذكاء الاصطناعي في العالم، وشركة كور42 (Core42)، وهي شركة تابعة لمجموعة جي 42 (G42) القابضة للتكنولوجيا التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.

ويهدف النموذج إلى تقديم المعلومات وتعزيز الإلهام وزيادة الوعي حول تغيّر المناخ والاستدامة، وقد طُوِّر النموذج بهدف إثراء النقاشات على المستويين المحلي والدولي، إذ زوِّد بمعلومات متعلقة بالمناخ يبلغ عددها 1.4 مليون باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك لتوفير أجوبة مفصّلة حول السياسات البيئية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ كوب 28 (COP28)، والمقرر عقده في مدينة دبي في وقتٍ لاحق من هذا الشهر.

بالإضافة إلى ذلك، دُرِب النموذج على منصة كليمنت إنستراكت (Clementinestruct)، التي تحتوي على أكبر مجموعة بيانات ثنائية اللغة قائمة على التعليمات حول الموضوعات المرتبطة بالمناخ والاستدامة، التي أُعِدت من مصادر مختلفة باللغتين الإنجليزية والعربية.

اقرأ أيضاً: ما الميزات التي يتمتع بها النموذج اللغوي العربي «جيس»؟

في هذا السياق، قال الأستاذ إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: “يُستخدم نموذج (جيس للمناخ) الذكاء الاصطناعي لتسهيل الوصول إلى المعلومات حول تغيّر المناخ وتعزيز دقتها”. ويُضيف: “يسعى النموذج إلى تمكين ملايين الأشخاص من الإلمام بهذه القضايا المعقدة، وهو أمر مهم جداً لا سيما في إطار استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر (كوب 28)، ما يُسلّط الضوء على الدور المهم الذي تؤديه التكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي في التوصل إلى الحلول المستقبلية المستدامة”.

بينما صرّح أندرو جاكسون، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس الذكاء الاصطناعي في شركة “كور 42″، بأن نموذج (جيس للمناخ) ليس مجرد إنجاز تكنولوجي، بل هو خير دليل على قدرة الابتكار على تحفيز التغيير الهادف ودعم التقدم المجتمعي، ويُطمح من خلال هذا النموذج، عبر إتاحة الوصول إلى مجموعة واسعة من البيانات الدقيقة حول المناخ، إلى دعم الأبحاث، لا بل وتعزيز الوعي المتزايد في المجتمعات، ما يشجّع السلوكيات الواعية تجاه الكوكب.

بينما قال سلطان الحجي، نائب الرئيس للشؤون العامة وعلاقات الخريجين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: “فخورون بالجامعة بإطلاق هذا النموذج الذي يشمل المعلومات كافة الخاصة بالمناخ و”كوب 28″، ويمكن للجمهور الاستفادة من المعلومات الدقيقة ومشاركة دولة الإمارات في جهود التغيّر المناخي عموماً، وكل ما يتعلق بالمؤتمر، آملين أن نكون مساهمين إيجابيين في هذا المؤتمر المهم، وفي المناسبات كلها”.

اقرأ اًيضاً: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تغيّر مشهد النماذج اللغوية الكبيرة في المنطقة

وأشار الحجي إلى جهود الجامعة في رفد كافة ما يتعلق بالبيئة والمجتمعات بالأبحاث في الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من تلك الأبحاث في الحد من الملوثات البيئية، وكذلك الأمراض ومن بينها الملاريا بوضع المعلومات في خوارزميات تؤدي إلى توقعات الملاريا، حيث يتم عمل حساب الرطوبة وسرعة الرياح، والاستفادة من صور الأقمار الصناعية.

نموذج جيس للمناخ متاح للجمهور

تجدر الإشارة إلى أن نموذج جيس للمناخ صُمِم ليكون متاحاً لجمهور متنوع، إذ يقدّم خدماته لصُنّاع القرار في الحكومات وقادة الأعمال والطلاب والعائلات، ما يضع البيانات المناخية بمتناول أكثر من 274 مليون شخص ناطق بالعربية و1.4 مليار شخص ناطق باللغة الإنجليزية في أنحاء العالم كافة.

بالإضافة إلى ذلك، سيكون النموذج متاحاً عبر الإنترنت عبر الرابط  بدءاً من تاريخ إطلاقه حتى نهاية مؤتمر “كوب 28” الذي يُعقد في الإمارات العربية المتحدة، كما سيُعرض النموذج في جناح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في المؤتمر من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، في مركز التعليم الأخضر (إرث)، من أرض زايد، الذي تنظّمه وزارة التربية والتعليم في الدولة.

يُذكر أن نموذج “جيس للمناخ” بُني بالارتكاز إلى “جيس 13ب” وهو نموذج لغوي كبير عالي الجودة باللغة العربية طُوِّر تطويره بالتعاون بين شركة “كور 42” وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وشركة “سيريبراس سيستمز”، بالإضافة إلى التكنولوجيا والدروس المستفادة من نموذج “فيكونا”، وهو برنامج لغوي كبير مفتوح المصدر وموفر للطاقة أُطلِق في شهر أبريل/نيسان 2023.

وقد طُوِّر “فيكونا” من خلال تعاون عالمي بين الباحثين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة كارنيغي ميلون، وجامعة ستانفورد، وجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، لمعالجة قضايا التكاليف المرتفعة والموارد غير المستدامة المطلوبة لتدريب بوتات الدردشة.

اقرأ أيضاً: كيف يتسبب التغير المناخي بالملاريا؟ وكيف نوظف الذكاء الاصطناعي لمكافحتها؟

جدير بالذكر أن النماذج المناخية (Climate Models) هي برامج حاسوبية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تحاكي أنماط الطقس بمرور الوقت، وتستخدم معادلات رياضية لوصف كيفية تفاعل الطاقة والمادة في أجزاء مختلفة من المحيط والغلاف الجوي والأرض، وتعتمد هذه النماذج على عمليات فيزيائية موثقة جيداً لمحاكاة نقل الطاقة والمواد عبر النظام المناخي؛ حيث يستخدم العلماء النماذج المناخية لحل المشكلات المعقدة وفهم الأنظمة المعقدة، كما أنها تسمح لهم باختبار النظريات والحلول، للتنبؤ بتغيّر المناخ المستقبلي وتأثيراته في البيئة والمجتمع من خلال تقدير متوسط أنماط الطقس على الأرض في ظل الظروف المختلفة.