كيف تتجنب غيتي إيميدجيز المعارك القانونية التي يثيرها استخدامها للذكاء الاصطناعي؟

2 دقائق
كيف تتجنب غيتي إيميدجيز المعارك القانونية التي يثيرها استخدامها للذكاء الاصطناعي؟
حقوق الصورة: غيتي إيميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تثق غيتي إيميدجيز (Getty Images) في نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد الخاص بها ثقة كبيرة من حيث خلوّه من أي محتوى محمي بموجب حقوق التأليف والنشر، إلى درجة أنها ستغطي تكاليف أي نزاعات محتملة يتعرض لها عملاؤها بسبب مشاكل الملكية الفكرية.

أعلنت الشركة عن نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد مؤخراً، وهو من تصميم شركة إنفيديا (Nvidia)، وقد دُرِّب باستخدام صور من مكتبة الصور الخاصة بغيتي فقط. لا تتضمن بيانات التدريب أي شعارات تجارية أو صور مأخوذة من الإنترنت دون موافقة أصحابها.

تدريب النماذج على بيانات من غيتي إيميدجيز فقط

“هذا النموذج مُدَرّب ونظيف، ببساطة. وهو جاهز كي تستخدمه الشركات. ونحن مستعدون لدعم هذا الادعاء”، وفقاً للرئيس التنفيذي لغيتي إيميدجيز، كريغ بيترز. يقول بيترز إن الشركات التي ترغب في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي تريد تأكيداً قانونياً قاطعاً بأنها لن تتعرض إلى دعاوى قضائية باهظة التكاليف بشأن حقوق التأليف والنشر.

شهدت السنة الماضية ازدهاراً في أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تنتج الصور والنصوص. لكن شركات الذكاء الاصطناعي تورطت في العديد من المعارك القانونية بسبب المحتوى المحمي بموجب حقوق التأليف والنشر. وقد بادر العديد من الفنانين والمؤلفين البارزين -مثل جون غريشام وجودي بيكولت وجورج مارتن، مؤخراً- إلى رفع دعاوى قضائية ضد شركات الذكاء الاصطناعي مثل أوبن أيه آي (OpenAI) وستابيليتي أيه آي (Stability AI) بسبب انتهاكها حقوق التأليف والنشر. وفي وقت سابق من هذه السنة، أعلنت غيتي إيميدجيز أنها ستقاضي ستابيليتي أيه آي بسبب استخدامها للملايين من صورها، دون إذْن، لتدريب نموذجها المفتوح المصدر لتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي، ستيبل ديفيوجن (Stable Diffusion).

اقرأ أيضاً: لماذا هُزِم الذكاء الاصطناعي أمام هانز زيمر؟

الذكاء الاصطناعي التوليدي وحقوق النشر

لقد دفعت المشاكل القانونية بالكثيرين إلى محاولة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية في الوقت نفسه. فقد أطلقت شركة أدوبي (Adobe) مؤخراً نموذج فايرفلاي (Firefly)، الذي تزعم أيضاً، على نحو مشابه، أنه مُدَرَّب باستخدام محتوى غير محمي بموجب حقوق التأليف والنشر. أما شركة شاترستوك (Shutterstock) فقد قالت إنها تخطط لتعويض الفنانين الذين بيعت أعمالهم إلى شركات الذكاء الاصطناعي لتدريب النماذج. ومؤخراً، أعلنت مايكروسوفت أيضاً أنها ستتكفل بدفع أي تكاليف قانونية ناجمة عن مشاكل حقوق التأليف والنشر للعملاء الذين يستخدمون نماذجها التوليدية النصية.

يقول بيترز إن مصممي الصور -والأشخاص الذين يظهرون في هذه الصور- وافقوا على استخدام هذه الأعمال في نموذج الذكاء الاصطناعي. أيضاً، تعرض غيتي على المبتكرين نموذج تعويض مشابهاً لطريقة عمل شركة سبوتيفاي (Spotify) لقاء استخدام أعمالهم.

تقول الأستاذة المساعدة في جامعة دورام في المملكة المتحدة، جيا وانغ، المتخصصة بالذكاء الاصطناعي وقوانين حماية الملكية الفكرية، إن تعويض المبدعين بهذه الطريقة أمر جيد. لكنها تضيف أنه قد يكون من الصعب تحديد الصور المستخدمة في الصور التي ولّدها الذكاء الاصطناعي، وهو أمر ضروري لتحديد وجهة هذه التعويضات.

اقرأ أيضاً: إليك كيف تستفيد من نموذج دال إي-3 لتوليد الصور

دُرِّب نموذج غيتي باستخدام المحتوى الإبداعي للشركة فقط، ما يعني أنه لا يحتوي على صور لأشخاص حقيقيين أو أماكن حقيقية يمكن تحويلها إلى صور عميقة التزييف.

“لا تعرف هذه الخدمة هوية بابا الفاتيكان، ولا تعرف علامة بالانسياغا (Balanciaga) التجارية، ولهذا لن تستطيع جمعهما في صورة واحدة. ولا تعرف ما هو البنتاغون، وأنك لن تكون قادراً على تفجيره”، وفقاً لبيترز، مشيراً إلى بعض الصور المنتشرة التي وُلِّدَت باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.

على سبيل المثال، أدخل بيترز إلى النظام أمراً نصياً حول رئيس الولايات المتحدة، وولّد نموذج الذكاء الاصطناعي مجموعة من الصور لرجال ونساء من أعراق مختلفة يرتدون بزات رسمية ويقفون أمام العلم الأميركي.

تزعم الشركات التكنولوجية أن نماذج الذكاء الاصطناعي معقدة، ولا يمكن بناؤها من دون المحتوى المحمي بموجب حقوق التأليف والنشر، وتشير إلى أن الفنانين يستطيعون اختيار استبعاد نماذج الذكاء الاصطناعي، لكن بيترز يصف هذه الحجج بأنها “سخيفة”.

اقرأ أيضاً: 4 أنواع محتوى يمكن التلاعب بها بالذكاء الاصطناعي وأساليب كشفه ومنعه

ويقول: “أعتقد أنه ثمة بعض المخلصين الذين يحاولون التعامل مع هذه المسألة بمنتهى الحرص. ولكنني أعتقد أنه ثمة بعض الخبثاء الذين لا يكترثون سوى بتحقيق الأرباح”.