اليوم، تعتبر الشركة الآيسلندية "كاربون ريسايكلينغ إنترناشونال" (Carbon Recycling International)، رائدة في إنتاج الميثانول من ثاني أوكسيد الكربون. استثمرت شركة جيلي في شركة "كاربون ريسايكلينغ إنترناشونال" في عام 2015، ودخلت معها في شراكة لبناء أكبر مصنع في العالم لتحويل ثاني أوكسيد الكربون إلى وقود في الصين. عند تشغيل هذا المصنع، فإنه من الممكن إعادة تدوير 160.000 طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من مصانع الحديد والصلب كل عام.
اقرأ أيضاً: لماذا تبني الصين كل محطات الفحم هذه إذا كانت تخطط لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060؟
إن إمكانية الإنتاج النظيف هي ما تجعل وقود الميثانول مرغوباً. إنها ليست مجرد طريقة فعّالة لاستخدام الطاقة، ولكنها أيضاً طريقة للتخلص من ثاني أوكسيد الكربون الموجود في الهواء. لا يمكن للصين الاعتماد فقط على المركبات الكهربائية إذا أرادت الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060، كما وعدت. إن تعميم استخدام وقود الميثانول والإنتاج النظيف للميثانول قد يمكّن الصين من الوصول إلى هدفها بأسرع وقت.
هل يمكن تجاوز التلوث الذي يسببه إنتاج الميثانول؟
لكن المستقبل ليس كله مشرقاً وأخضر. في الوقت الحالي، يتم إنتاج غالبية الميثانول في الصين عن طريق حرق الفحم. في الواقع، كانت القدرة على تشغيل السيارات بالفحم بدلاً من النفط، والذي لا تمتلك الصين الكثير منه، سبباً رئيسياً في سعي البلاد لاستخدام الميثانول في المقام الأول. اليوم، المقاطعات الصينية التي تنفذ تجارب سيارات الميثانول، لديها موارد وفيرة من الفحم.
ولكن كما يقول برومبيرغ، على عكس الغاز والديزل، فإن الميثانول على الأقل لديه القدرة على أن يكون صديقاً للبيئة. ربما لا يزال لإنتاج الميثانول آثار كربونية شديدة اليوم، كما لا تزال معظم المركبات الكهربائية في الصين تعمل بالكهرباء المولدة من الفحم. ولكن هناك مساراً للانتقال من الميثانول المنتج عن طريق حرق الفحم إلى الميثانول المنتج من مصادر متجددة.
يقول برومبيرغ: "إذا لم يسعَ الناس لاستخدام الميثانول منخفض الكربون، فإنهم بذلك لا يريدون حقاً تحقيق الغاية من استخدام الميثانول على الإطلاق".
ولوقود الميثانول سلبيات أخرى محتملة. للميثانول كثافة طاقة أقل من البنزين أو الديزل، ويتطلب خزانات وقود أكبر وأثقل- أو قد يحتاج السائقون إلى التزود بالوقود في كثير من الأحيان. وهو ما يمنع استخدام الميثانول كوقود للطائرات.
إضافة إلى ذلك، يعتبر الميثانول شديد السمية إذا ما تم ابتلاعه، ومتوسط السمية عند استنشاقه أو عند تعرض الناس له بكميات كبيرة. كان الضرر المحتمل مصدر قلق كبيراً خلال البرنامج التجريبي، على الرغم من أن الباحثين خلصوا إلى أن الميثانول لم يكن أكثر سمية من الوقود بالنسبة للمشاركين في ذلك البرنامج.
بعيداً عن الصين، تستكشف بعض البلدان الأخرى، مثل ألمانيا والدنمارك، إمكانات وقود الميثانول. ومع ذلك، فإن الصين تتقدم بخطوة واحدة على الأقل على بقية البلدان، حتى لو ظل السؤال مطروحاً عما إذا كانت ستكرر نجاحها في تطوير السيارات الكهربائية أو تتبع مسار دولة أخرى لديها صناعة كبرى للسيارات.
في عام 1982، قدمت كاليفورنيا وسائل الدعم لمصنّعي السيارات من أجل تصنيع أكثر من 900 سيارة تعمل على الميثانول في إطار برنامج تجريبي. حتى إن إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان في ذلك الحين، ضغطت من أجل إصدار قانون الوقود البديل للمحركات لتعزيز استخدام الميثانول. لكن نقص التوعية وانخفاض سعر البنزين حالا دون إجراء مزيد من الأبحاث حول وقود الميثانول، واشتكى السائقون المشاركون في البرنامج التجريبي، رغم رضاهم بشكل عام عن أداء سياراتهم، من توافر وقود الميثانول والمدى الأقصر الذي تقطعه تلك السيارات مقارنة بالسيارات التي تعمل بالوقود. أوقفت كاليفورنيا رسمياً استخدام السيارات التي تعمل بوقود الميثانول في عام 2005، ولم يتم إجراء مثل هذه التجارب في الولايات المتحدة منذ ذلك الحين.