لا تصدق كل ما تسمعه عن ستارلينك: إليك 4 معلومات خاطئة شائعة

3 دقائق
لا تصدق كل ما تسمعه عن ستارلينك: إليك 4 معلومات خاطئة شائعة
حقوق الصورة: shutterstock.com/RossHelen
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ستارلينك (Starlink) هو مشروع ضخم أطلقته شركة سبيس إكس (SpaceX) الأميركية التي أسسها رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء شبكة من آلاف الأقمار الاصطناعية التي توفّر وصولاً عالي السرعة للإنترنت من أي مكان على الأرض.

بدأ المشروع عام 2015، ومنذ ذلك الحين تم إطلاق آلاف الأقمار الاصطناعية الصغيرة في مدار أرضي منخفض، والهدف النهائي هو نشر نحو 42 ألف قمر اصطناعي.

تريد شركة سبيس إكس من هذا المشروع إحداث ثورة في مجال الإنترنت عن طريق توفير بديل سريع وموثوق وبأسعار معقولة لخدمات الإنترنت الأرضي عبر الكابلات، خاصة في المناطق الريفية والنائية؛ حيث يكون توصيل كابلات الإنترنت الأرضية إليها مكلفاً للغاية أو غير ممكن.

على الرغم من الطبيعة الطموحة والمبتكرة للمشروع، فإن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة والخرافات التي انتشرت ويتم تداولها عبر الإنترنت وفي بعض وسائل الإعلام. ومعظمها تستند إلى معلومات غير دقيقة. إليكم بعض الخرافات الأكثر شيوعاً حول مشروع ستارلينك وحقيقتها.

اقرأ أيضاً: شبكة ستارلينك: لمن هي فعلياً؟

1. ستارلينك هي أول خدمة إنترنت عبر الأقمار الصناعية

واحدة من أكثر الخرافات انتشاراً حول ستارلينك هي أنها ستكون أول خدمة إنترنت عبر الأقمار الصناعية في العالم. هذا ليس صحيحاً، فهناك العشرات من الشركات التي تقدّم خدمات الإنترنت الفضائي منذ سنوات، تستخدم هذه الشركات الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في موقع ثابت على ارتفاع 35 ألف كيلومتر تقريباً، وتغطي مساحات كبيرة من سطح الأرض، لكن لها بعض العيوب مثل زمن الوصول المرتفع، أي الوقت الذي تستغرقه البيانات لتنتقل بين المستخدم والقمر الصناعي، وعرض النطاق الترددي المنخفض، أي كمية البيانات التي يمكن إرسالها في الثانية، والتكلفة العالية، أي تكلفة الاشتراك ومعدات الاستقبال، وتأثرها بحالة الطقس.

تختلف ستارلينك عن خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الأخرى، فهي تستخدم أقماراً صناعية توجد في مدار أرضي منخفض على ارتفاع لا يتجاوز 550 كيلومتراً. هذا يقلل زمن الوصول بشكلٍ كبير من 600 ملي ثانية إلى نحو 25 ملي ثانية.

لذلك، في حين أن ستارلينك ليست أول خدمة إنترنت عبر الأقمار الصناعية في العالم، لكنها بالتأكيد واحدة من أكثر الخدمات تقدماً.

اقرأ أيضاً: أقمار ستارلينك الاصطناعية تُثير امتعاض رواد الفضاء

2. ستارلينك ستوفّر شبكة إنترنت مجانية للجميع

هناك خرافة شائعة أخرى حول ستارلينك، وهي أنها ستوفّر إنترنت مجانية لكل شخص على الأرض. هذا أيضاً غير صحيح. فعلى الرغم من أن مهمة ستارلينك الأساسية هي إتاحة الوصول إلى الإنترنت بسهولة وبأسعار مناسبة للجميع، فإنها مشروع تجاري يسعى لتحقيق إيرادات وأرباح. سيتطلب استخدام إنترنت ستارلينك رسم اشتراك شهرياً أو سنوياً، بالإضافة إلى تكلفة المعدات اللازمة للاتصال بالأقمار الصناعية.

السعر الحالي لاشتراك الخدمة هو 110 دولارات شهرياً لبيانات غير محدودة وإنترنت عالية السرعة، وقد يختلف هذا السعر حسب المنطقة. سعر معدات الاستقبال هو 599 دولاراً تُدفع لمرة واحدة، وهي تتضمن طبق استقبال وحاملاً للطبق، وجهاز توجيه (راوتر)، ووحدة إمداد الطاقة والكابلات. لا تشمل أسعار المعدات تكاليف الشحن أو الضرائب، والتي قد تضيف ما يصل إلى 100 دولار حسب الموقع.

اقرأ أيضاً: سبيس إكس ستُجري اختبارات لتخفيف لمعان أقمار ستارلينك استرضاءً للفلكيين الغاضبين

3. الاتصال بشبكة ستارلينك لا يتطلب أي معدات

يعتقد الكثيرون أنه من الممكن الاتصال بشبكة ستارلينك دون أي معدات. هذا غير صحيح. تتطلب خدمات الإنترنت الفضائي جميعها جهازاً يمكنه الاتصال بالأقمار الصناعية واستقبال إشاراتها. معدات الاتصال بشبكة ستارلينك هي طبق استقبال يبلغ قطره نحو 0.5 متر ويزن نحو 5 كيلوغرامات. يحتوي الهوائي على محرك مدمج يسمح بضبط اتجاهه تلقائياً ليبقى متصلاً بالقمر الصناعي، بالإضافة إلى سخان مدمج يمنع تراكم الثلوج عليه في الأماكن الباردة.

يتم توصيل الطبق بجهاز توجيه (راوتر) لإنشاء شبكة لاسلكية لتوصيل أجهزة المستخدمين، مثل الحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ويتم توصيل جهاز التوجيه والطبق بوحدة إمداد الطاقة التي توفّر الكهرباء.

اقرأ أيضاً: سبيس إكس باتت تشغل أكبر شبكة في العالم للأقمار الاصطناعية التجارية

4. إنترنت ستارلينك مستقرة مثل إنترنت الكابل الأرضي

تقول شركة ستارلينك إنها ستوفّر اتصال إنترنت ثابتاً ومستقراً مثل الإنترنت عبر الكابل الأرضي. هذا صحيح جزئياً، لكن ليس تماماً. يعتمد استقرار الإنترنت الفضائي على عدة عوامل، مثل عدد الأقمار الصناعية وموقعها، والطقس والظروف الجوية، والطلب على الخدمة واستخدامها.

سيكون أداء شبكة ستارلينك أفضل من شبكات الإنترنت الفضائي الأخرى بفضل العدد الكبير من الأقمار الصناعية، لكن قد يعاني بعض المستخدمين من انقطاعات قصيرة أو بطء في الشبكة عندما تتحرك الأقمار الصناعية بعيداً عن موقعهم أو عندما يتم التبديل من قمر صناعي إلى آخر.

سيتأثر أداء ستارلينك أيضاً بالطقس والظروف الجوية، مثل السحب والمطر والثلج والضباب والغبار والدخان. يمكن أن تخفف هذه العوامل أو تمنع استقبال الإشارات.

سيعتمد أداء ستارلينك أيضاً على الطلب واستخدام الخدمة من قِبل العملاء والشركاء، فالأقمار الصناعية لها سعة محدودة وعرض نطاق يجب تخصيصه وتوزيعه بين العملاء، وتقول الشركة إنها تستخدم خوارزميات التخصيص الديناميكي لضبط النطاق وفقاً للطلب وحركة المرور. ومع ذلك، قد يتم في بعض الحالات تجاوز عرض النطاق، ما يؤدي إلى بطء الإنترنت أو توقفها.

اقرأ أيضاً: أحد أقمار نظام ستارلينك الاصطناعية ينجو من حادث تصادم مع قمر اصطناعي للطقس

لذلك، في حين أن أداء ستارلينك سيكون مثيراً للإعجاب وغير مسبوق لخدمة إنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، إلّا أنه لن يكون مستقراً وثابتاً مثل الإنترنت عبر الكابل الأرضي.