ماذا تعرف عن شركة إيلون ماسك الجديدة «إكس أيه آي» المنافسة لأوبن أيه آي؟

4 دقائق
ماذا تعرف عن شركة إيلون ماسك الجديدة "إكس أيه آي" المنافسة لأوبن أيه آي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/kavi designs
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أعلن رجل الأعمال إيلون ماسك، تأسيس شركة ذكاء اصطناعي جديدة تسعى لتقدّم بديلاً لمنتجات شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى، موضحاً أن شركة إكس أيه آي (xAI) الجديدة ستعمل على تطوير نموذج يمكنه حل الأسئلة العلمية والرياضية المعقدة و”فهم الطبيعة الحقيقية للكون”.

محاولة فهم الكون

ناقش ماسك، في بث صوتي مباشر استمر لمدة 90 دقيقة على منصة تويتر، رؤيته للشركة الجديدة، قائلاً إن: “الهدف هو بناء ذكاء اصطناعي عام صالح، والغرض الرئيسي هو محاولة فهم الكون. أعتقد أن الطريقة الأكثر أماناً لبناء ذكاء اصطناعي هي جعله فضولياً وينطق بالحقيقة”.

وفي البث الصوتي الذي أجراه مساء الجمعة وانحرف خلاله عدة مرات عن الموضوع الأساسي للحديث عن أمور أخرى مثل تطور الأرض وهشاشة الحضارة، قال ماسك إن “إكس أيه آي” ستسعى إلى بناء نظام آمن لأنه “فضولي إلى أقصى حد” بشأن الإنسانية، وليس لأنه مبرمج على مبادئ توجيهية أخلاقية، معبّراً عن اعتقاده بأن هذا النظام “سيكون نصيراً للإنسانية”.

ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي العام (AGI) إلى نموذج يتمتع بمستوى ذكاء يساوي أو يفوق الذكاء البشري، ويكون قادراً على فهم أو تعلم أي مهمة فكرية يستطيع الإنسان القيام بها.

تدل كلمات ماسك على أنه، من الناحية المبدئية، سيكون أكثر تركيزاً على الإجابة عن الأسئلة العلمية العميقة من كونه يسعى للتنافس المباشر مع الشركات الأخرى عبر تطوير منتجات ذكاء اصطناعي موجَّهة للمستهلكين. وعلى الرغم من أنه يرى في مشروعه بديلاً لشركات الذكاء الاصطناعي الأكبر حجماً، فإنه قال إن “إكس أيه آي” لا تزال “وليدة”، وإن الأمر سيستغرق وقتاً حتى تلحق بركب “أوبن أيه آي” وجوجل.

اقرأ أيضاً: 10 شركات تكنولوجيا ناشئة برزت عام 2022

نموذج “إكس أيه آي” لن يخشى إثارة الجدل

عام 2015، كان ماسك من بين المشاركين في تأسيس شركة “أوبن أيه آي”، لكنه استقال من مجلس إدارتها عام 2018، وأوضح في العام التالي أن رحيله كان “بالتوافق” مع الشركة من أجل التركيز على عمله في تسلا التي يرأس مجلس إدارتها. لكنه بدأ بعد ذلك انتقاد “أوبن أيه آي” في الكثير من تصريحاته، وزادت وتيرة هذه الانتقادات بعدما طرحت الشركة بوت الدردشة “تشات جي بي تي”، خاصة بسبب التزامه بالقيم التقدمية التي يُطلق عليها في الولايات المتحدة أفكار الوك (woke) الليبرالية.

وخلال حديثه يوم الجمعة، قال ماسك إن النموذج اللغوي النهائي الذي من المفترض أن تطوّره “إكس أيه آي” لن يتبع أفكار “الصوابية السياسية”، مضيفاً: “أعتقد أن الذكاء الاصطناعي الخاص بنا يمكن أن يقدّم إجابات قد يجدها الناس مثيرة للجدل على الرغم من أنها صحيحة بالفعل”.

وفي الفترة الأخيرة، أصبح الرجل -الذي يعد أغنى شخص في العالم- أحد أشد المنتقدين لإسراع الشركات في نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكان من بين الموقّعين على خطاب نُشر في شهر مارس/ آذار الماضي، طالب فيه بتعليق أبحاث الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر.

غير أن ماسك يعتقد أن “التوقف المؤقت لم يعد واقعياً” الآن، معرباً عن أمله في أن توفّر “إكس أيه آي” مساراً بديلاً. وأضاف: “إذا كان بإمكاني الضغط على زر إيقاف مؤقت للذكاء الاصطناعي فسأفعل ذلك. لا يبدو أن هذا أمر واقعي، لذا فإن شركة إكس أيه آي ستعمل أساساً على بناء ذكاء اصطناعي بطريقة جيدة”.

اقرأ أيضاً: شركة مصرية ناشئة تبتكر ضمادات للجروح تمزج تكنولوجيا النانو مع الطبيعة

فريق عمل من النخبة

لا يشير الموقع الرسمي للشركة الجديدة إلى الكثير من التفاصيل الخاصة بها حتى الآن، باستثناء أن فريق العمل يتكون حالياً من 12 شخصاً فقط يقودهم ماسك، وأنهم يتمتعون بسجلٍ حافل من النجاحات في مؤسسات مرموقة، سواء شركات ذكاء اصطناعي مثل “ديب مايند” و”أوبن أيه آي” و”جوجل ريسيرش” و”مايكروسوفت ريسيرش” أو أكاديمية مثل جامعة تورنتو.

ومن المقرر أن يعمل دان هندريكس، مدير مركز سلامة الذكاء الاصطناعي (Center for AI Safety)، مستشاراً للشركة. ويوضّح الموقع أن أعضاء الفريق -الذي يتكون من الذكور حصراً- “أسهموا بشكلٍ جماعي في بعض الأساليب الأكثر استخداماً في هذا المجال”.

لم يكن الإعلان عن هذه الشركة مفاجئاً تماماً؛ حيث صرّح ماسك لقناة فوكس نيوز الأميركية، في أبريل/ نيسان الماضي، بأنه يعمل على تطوير بديل لبوت الدردشة “تشات جي بي تي” أطلق عليه اسم تروث جي بي تي (TruthGPT)، وهو منتج سيستخدم “أقصى قدر من الذكاء الاصطناعي للبحث عن الحقيقة”، مشيراً إلى ضرورة إيجاد نهج بديل لتشكيل الذكاء الاصطناعي لتجنب تدمير البشرية، وكرر ماسك آنذاك أيضاً حديثه عن استخدام الذكاء الاصطناعي لـ “فهم طبيعة الكون”.

محدودية البيانات الرياضية

إحدى العقبات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي لحل المسائل الرياضية المتقدمة تتمثل في محدودية توافر البيانات المطلوبة لتدريب نموذج رياضي. فعلى عكس النماذج اللغوية، مثل تشات جي بي تي، التي يمكن تدريبها على تريليونات من سطور اللغة البشرية، فإن البيانات الرياضية نادرة، وتُقدّر بنحو 10 ملايين سطر فقط. 

تهدف الشركة الجديدة الناشئة إلى مواجهة هذا التحدي من خلال إنشاء قاعدة بيانات خاصة بها للرياضيات أو المساهمة في مشاريع قائمة مفتوحة المصدر.

خلال حديثه، أوضح ماسك أن “إكس أيه آي” هي كيان منفصل تماماً عن شركة إكس كورب (X Corp)، المعروفة سابقاً باسم شركة تويتر. ومع ذلك، فإنها ستظل تعمل جنباً إلى جنب مع الشركات الأخرى المملوكة له، بما في ذلك “إكس” وتسلا، وذلك “لإحراز تقدم نحو مهمتنا” على حد تعبير موقع الشركة. ويقول الملياردير الشهير إن “إكس أيه آي” ستحتاج إلى تطوير تقنية “تفهم العالم المادي وليس الإنترنت فقط”، موضحاً أن بيانات القيادة الخاصة بتسلا ستساعدها في هذا المجال، كما أنها ستستخدم التغريدات العامة المنشورة على تويتر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

اقرأ أيضاً: شركة ناشئة جديدة تبني حاسوباً كمومياً بسعة 256 كيوبت يحطم الأرقام القياسية

كما حذّر ماسك من مستقبل يشبه ما حدث في سلسلة أفلام ترميناتور (Terminator) التي تحكم فيها الآلات الأرض، قائلاً إن الذكاء الخارق يمكن أن يكون على بُعد خمس أو ست سنوات، وهي فترة أقصر من تقديرات العديد من الخبراء.