أهم حلول الأمن السيبراني لإنترنت الأشياء التي يمكن للشركات تطبيقها

5 دقيقة
أهم حلول الأمن السيبراني لإنترنت الأشياء التي يمكن للشركات تطبيقها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ thinkhubstudio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أصبح إنترنت الأشياء جزءاً أساسياً من عمليات الشركات في العالم، وترافق ذلك مع زيادة خطر التهديدات السيبرانية، إذ يوفّر كل جهاز متصل نقطة دخول محتملة للهجمات الإلكترونية، ما يعرّض الجهاز والشبكة بأكملها للخطر. تطول هذه المخاطر الشركات الكبيرة والناشئة على حد سواء، لذا على الجميع إيجاد حلول مناسبة.

كيف تستفيد الشركات من إنترنت الأشياء؟

تستفيد الشركات من إنترنت الأشياء في العديد من التطبيقات عبر الصناعات المختلفة، ومنها:

  • استخدام أجهزة الاستشعار وأجهزة التتبع الخاصة بإنترنت الأشياء لمراقبة موقع الأصول القيمة وحالتها مثل المعدات والآلات والمركبات والمخزون.
  • جمع أجهزة إنترنت الأشياء المدمجة في خطوط الإنتاج والآلات والأدوات البيانات حول الأداء واستهلاك الطاقة والمشكلات المحتملة، ما يُتيح الصيانة التنبؤية وتحسين العمليات ومراقبة الجودة في المصانع الذكية.
  • مراقبة حركة البضائع وحالتها عبر سلسلة التوريد، ما يُتيح التتبع في الوقت الفعلي وتحسين المسار وضمان الجودة.
  • المباني الذكية تستفيد من أجهزة إنترنت الأشياء، مثل أجهزة استشعار الإشغال وأنظمة الإضاءة الذكية وأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء المتصلة، لتحسين استخدام الطاقة وتحسين الراحة وتعزيز الأمان.
  • استخدام الشركات أجهزة إنترنت الأشياء في المركبات لمراقبة الأداء وتتبع المواقع وتمكين الصيانة التنبؤية وتحسين العمليات اللوجستية وعمليات النقل.
  • سماح أجهزة إنترنت الأشياء للشركات بمراقبة الأنظمة والمعدات المختلفة والتحكم فيها عن بُعد، والمراقبة في الوقت الفعلي والتعديلات الآلية والتشخيص عن بُعد.

اقرأ أيضاً: كيف يتحقق الاستثمار الأمثل لإنترنت الأشياء في المؤسسات؟

تهديدات أجهزة إنترنت الأشياء السيبرانية التي تواجه الشركات

على الرغم من هذه الفوائد، تواجه الشركات تهديدات خطيرة مرتبطة بأجهزة إنترنت الأشياء، من أكثرها شيوعاً:

ضعف أمان أجهزة إنترنت الأشياء

غالباً ما تفتقر العديد من أجهزة إنترنت الأشياء إلى إجراءات أمنية مدمجة لمكافحة التهديدات، ما يجعل ثغراتها الأمنية هدفاً للمهاجمين، إذ تركّز الشركات المُصنّعة على وظائفها الأساسية دون توفير تحديثات البرامج الثابتة أو الدعم طويل المدى، بالإضافة إلى كلمات المرور الضعيفة والسهلة التخمين، واستخدام أنظمة التشغيل والبرامج القديمة، وتخزين ونقل البيانات بشكلٍ غير آمن وغير محمي، والمشكلات التقنية في الأجهزة.

يمكن أن تؤدي نقاط الضعف في تطبيقات الويب أيضاً إلى خلق مشكلات في الوصول، وبالتالي يجب على المستخدمين تطوير خطط أمنية قوية لأجهزة إنترنت الأشياء جميعها وبرامج الإدارة الخاصة بها، وملء الفراغ الذي تركته الشركات المُصنّعة.

هجمات البرامج الضارة

تؤثّر الثغرات الأمنية في إنترنت الأشياء في الأجهزة الفردية، ويمكن أن تطول الشبكة الواسعة النطاق. غالباً ما يستغل المهاجمون كلمات المرور الضعيفة لشن مثل هذه الهجمات. تتراوح خطورة هذه البرمجيات الضارة من التسبب بإزعاجات بسيطة، إلى تأثيرات شديدة مثل إيقاف تشغيل الشبكات، أو يمكن للبرامج الضارة اختراق الأجهزة، ما يجعلها غير صالحة للعمل تماماً.

فقدان البيانات

تتصدر خروقات البيانات قائمة التهديدات السيبرانية للشركات، إذ تصبح أجهزة إنترنت الأشياء غير الآمنة وسيلة لكشف البيانات المهمة، وهي السبب الأكبر الذي يدفع الشركات إلى تنفيذ ممارسات إنترنت الأشياء الآمنة لحماية المعلومات الحساسة.

الأمن المادي

تُعدّ بعض أجهزة إنترنت الأشياء الخاصة بالأمان عرضة للهجمات السيبرانية والسرقة أحياناً، مثل الأقفال الذكية والكاميرات الذكية، ويُعدّ تأمينها بالغ الأهمية لضمان سلامة شبكات البيانات والشركة بشكلٍ كامل.

اقرأ أيضاً: بينها السيارات الذكية: لماذا يستهدف القراصنة الأجهزة المتصلة بالإنترنت؟

حلول الأمن السيبراني لإنترنت الأشياء في الشركات

يمكن لأجهزة إنترنت الأشياء، حتى البسيطة منها، أن تزيد خطر التعرض لمشكلات أمنية، لذا يجب على فرق تكنولوجيا المعلومات تضمين هذه المخاطر في بروتوكولات الأمن السيبراني، وتحتاج الشركات إلى ممارسات أمنية مناسبة لتجنب المخاطر الجديدة المحتملة قبل وصول المهاجمين إلى بيانات حساسة.

يشمل أمن إنترنت الأشياء مجموعة من التقنيات والعمليات لحماية الأجهزة والأنظمة الأساسية من الهجمات السيبرانية الضارة ومحاولات القرصنة، ولتجنب المخاطر التي قد تواجهها أجهزة إنترنت الأشياء، يمكن للشركات اتباع الإجراءات التالية:

تطوير استراتيجية واضحة لتكامل إنترنت الأشياء

يتطلب تنفيذ تكنولوجيا إنترنت الأشياء في الشركة أكثر من مجرد تثبيت الأجهزة؛ فهو يتطلب نهجاً استراتيجياً متكاملاً، يضمن أمنها على المدى الطويل. ومن المهم البدء بتحديد أهداف توضح غاية الشركة من استخدام إنترنت الأشياء، ثم تقييم التقنيات المتاحة وتحديد التقنيات التي تتوافق مع الأهداف. يجب أن يأخذ هذا التقييم في الاعتبار عوامل مثل توافق الجهاز ومتطلبات الشبكة وإمكانات قابلية التوسع والأمان.

تدريب القوى العاملة

للحماية من نقاط الضعف في أجهزة إنترنت الأشياء، يجب تدريب الموظفين والعاملين على الأمن السيبراني بما في ذلك فهم المخاطر السيبرانية ومعرفة كيفية منع الخروقات الأمنية والاستجابة لها بشكلٍ فعّال، وذلك من خلال برامج التعليم المتقدمة التي تقدّم تدريباً شاملاً على أحدث التقنيات والقضايا الأمنية المصممة خصيصاً للطبيعة المتطورة للتهديدات السيبرانية. وتُعدّ الدورات عبر الإنترنت مفيدة أيضاً لأنها توفّر خيارات تعليمية مرنة، تسمح للموظفين بترقية مهاراتهم دون تعطيل جداول عملهم.

إدارة قوية للبيانات وسياسات الخصوصية

تولد أجهزة إنترنت الأشياء كميات هائلة من البيانات، والتي يمكن أن توفّر رؤى قيمة حول العمليات التجارية وسلوك العملاء، لكنها تمثّل أيضاً هدفاً للتهديدات الأمنية والخصوصية، ومن المهم تطوير سياسات قوية لإدارة البيانات بما يضمن التعامل معها بأمان وكفاءة، ويجب أن تحدد هذه السياسات مَن يمكنه الوصول إلى البيانات، وكيفية جمعها وتخزينها واستخدامها، وكيفية ضمان سلامتها وسريتها. بالإضافة إلى ذلك يجب الالتزام بلوائح حماية البيانات، إذ يساعد الامتثال لها على منع المشكلات القانونية وبناء الثقة مع العملاء.

الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية

يجب أن تستثمر الشركات في بنية تحتية تكنولوجية موثوقة وقابلة للتطوير، يمكنها التعامل مع متطلبات البيانات والاتصال المتزايدة لأجهزة إنترنت الأشياء، وتساعد على التكامل والتشغيل السلس، والاستثمار في التكنولوجيا العالية الجودة، حتى لو كانت تكاليفها الأولية كبيرة، وذلك بسبب ميزاتها في زيادة الموثوقية وتقليل وقت التوقف عن العمل وتحسين قابلية التوسع مع نمو الأعمال وتطور احتياجاتها من إنترنت الأشياء.

ولتأمين البنية التحتية من المفيد الاستثمار في برامج مكافحة الفيروسات ومكافحة البرامج الضارة وجدران الحماية وكشف التسلل والشبكات الافتراضية الخاصة وأنظمة الوقاية، وذلك لحماية الشبكة بشكلٍ فعّال ضد الوصول غير المصرح به والهجمات الضارة.

اقرأ أيضاً: ما الذي يجب أن تفعله لحماية خصوصيتك من تجسس إنترنت الأشياء؟

تعزيز الشراكات مع خبراء إنترنت الأشياء والبائعين

يمكن أن يؤدي التعاون مع خبراء وموردي إنترنت الأشياء إلى تعزيز قدرة الشركة بشكلٍ كبير على تنفيذ حلول إنترنت الأشياء وإدارتها وزيادة أمنها بشكلٍ فعّال، وذلك للاستفادة من خبراتها ورؤيتها لتجنب المخاطر الشائعة وتسريع نشر حلول إنترنت الأشياء. بالإضافة إلى ذلك، فإن إقامة علاقات قوية مع البائعين الموثوقين تضمن الدعم المستمر والوصول إلى آخر التحديثات، خاصة الأمنية منها.

مراقبة أداء إنترنت الأشياء وتحسينه باستمرار

لزيادة الأمان، يجب أن تركّز الشركات على المراقبة المستمرة لأجهزة إنترنت الأشياء لضمان أدائها على النحو الأمثل، ومعالجة أي مشكلات تنشأ بسرعة، وإغلاق الثغرات الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام التحليلات لفهم أداء الجهاز وتحديد الأنماط أو الحالات الشاذة يمكن أن يؤدي إلى تحسينات في الكفاءة والوظائف.

تحليلات أمن إنترنت الأشياء

يمكن للشركات أيضاً تنفيذ تحليلات الأمان التي تضمن جمع البيانات من مصادر متعددة وربطها وتحليلها، ما يساعد موفري أمان إنترنت الأشياء على تحديد التهديدات المحتملة.

إدارة الأجهزة الآمنة

يجب على الشركات استخدام أفضل ممارسات الإدارة الآمنة للأجهزة، مثل استراتيجيات كلمات المرور القوية للأجهزة ولشبكات الواي فاي، وتمكين المصادقة الثنائية، ومراقبة الأجهزة عن بُعد، والتحكم المركزي، لاكتشاف التهديدات المحتملة بشكلٍ فعّال والاستجابة للحوادث الأمنية.

اختيار الأجهزة الآمنة

لتجاوز مشكلة ضعف أمان أجهزة إنترنت الأشياء يجب تجنب شراء الأجهزة التي تحتوي على كلمات مرور افتراضية أو ضعيفة، أو التي لا تسمح للمستخدمين بتغييرها، وتعطيل ميزاتها غير الضرورية. بالإضافة إلى التحقق من المراجعات والتقييمات الخاصة بالأجهزة والشركات المُصنّعة لها، وتجنب تلك التي لديها تاريخ من الخروقات الأمنية أو نقاط الضعف.

استخدام شبكة منفصلة لأجهزة إنترنت الأشياء

الهدف من استخدام شبكة منفصلة لأجهزة إنترنت الأشياء تقليل مساحة الهجوم المتاحة، ما يعني أن حوادث الأمن السيبراني تبقى محلية ولا تنتشر عبر الشبكة بأكملها. ويسمح هذا أيضاً لفِرق الأمان بفصل الأجهزة المتصلة غير الآمنة عن مراكز البيانات أو التطبيقات.

مراقبة الأجهزة

من المهم مراقبة أجهزة إنترنت الأشياء ونشاطها لاكتشاف أي علامات اختراق أو اقتحام، وذلك عبر التحقق من سجلات وتنبيهات الأجهزة، والبحث عن أي سلوك غير عادي أو مشبوه، مثل زيادة استخدام البيانات أو الوصول غير المصرح به أو التغييرات في الإعدادات، بالإضافة إلى مراجعة الأذونات وسياسات الخصوصية وتطبيقاتها، وتعطيل أو إلغاء أي وصول غير ضروري أو غير مرغوب فيه إلى البيانات أو الشبكة.