لماذا لا تزال السيارات ذاتية القيادة بحاجة إلى إشراف بشري؟

3 دقائق
لماذا لا تزال السيارات ذاتية القيادة بحاجة إلى إشراف بشري؟
حقوق الصورة: شترستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا كنت تقود سيارتك كثيراً، فربما تمنيت لو أنها يمكن أن تسير بمفردها دون تدخلٍ منك، القيادة الذاتية للسيارات هي أمر تعمل على تطويره عدة شركات منذ سنوات، وقد تم اختبار هذه السيارات في بعض المدن والطرقات.

إن كنت ترغب في شراء سيارة ذاتية القيادة اليوم والسير بها على الطرقات العامة، فإن ذلك غير ممكن. تكنولوجيا القيادة الذاتية ما تزال قيد التطوير، وحتى أكثر السيارات ذاتية القيادة تطوراً في العالم بحاجة إلى بقاء السائق يقظاً خلف المقود لتولي زمام الأمور والقيادة عند حدوث أي شيء طارئ.

ارفع يدك عن المقود وأبقِ عينك على الطريق

طورت العديد من الشركات أنظمة قيادة ذاتية للسيارات وتم اختبارها على الطرقات، تعتمد هذه الأنظمة على نظام تحديد المواقع العالمي GPS وخرائط الطرقات والكاميرات والمستشعرات عالية الدقة وأنظمة الرادار.

تتيح هذه الأنظمة قيادة أمنة للسيارة بشكلٍ مستقل على بعض الطرقات السريعة، كما تتيح إمكانية تحديد سرعة السيارة حسب الطريق والازدحام فيه، مع تجنب السيارات الأخرى والعوائق التي قد تظهر.

باختصار، تستطيع السيارة أن تسير بشكلٍ مستقل تماماً، دون أن يضطر السائق إلى التحكم بها أو لمس المقود، لكن هناك حاجة إلى بقاء عين السائق على الطريق خشية حدوث أي خللٍ في نظام القيادة أو مشكلة لا يستطيع النظام التعامل معها، في هذه الحالة، تتحول السيارة بشكل سريع من نظام القيادة الذاتية الآلي إلى نظام القيادة التقليدي الذي يتحكم فيه السائق.

تختلف طريقة تسليم القيادة للسائق البشري في حالات الطوارئ حسب نوع السيارة، بعض السيارات تومض بضوء أحمر، وبعضها تجعل مقعد السائق يهتز لتحذير السائق وجعله يستلم القيادة على الفور.

لهذا السبب، لا توجد سيارات تسير بشكلٍ مستقل تماماً، وجميع السيارات التي يتم اختبارها تتطلب وجود سائق خلف المقود عينه على الطريق مستعد لتولي القيادة في حال حدوث أي طارئ أو شيء غير متوقع.

اقرأ أيضاً: نظام تعلم آلي جديد يساعد السيارات ذاتية القيادة على التنبؤ بحركة ما حولها

السائق يجب أن يكون مستعداً

من المعروف أن البشر يمكن أن يهملوا أي مهمة موكلة إليهم في حال وجود شخص أو آلة تؤدي هذه المهمة نيابةً عنهم، هذا ما يقلق الشركات التي تصنع وتطور السيارات ذاتية القيادة، تخشى هذه الشركات ألا يكون السائق مستعداً لتولي القيادة في الوقت المناسب عند حدوث أي طارئ.

للتغلب على هذه المشكلة، يتم تركيب كاميرات داخل السيارة لتعقب عيني السائق حتى لو كان يرتدي نظارات طبية أو شمسية، وفي حال عدم توجيه عينيه على الطريق، تصدر السيارة أضواء أو أصوات لتحذيره، وإذا استمر إهمال السائق، يتوقف نظام القيادة الذاتية عن العمل وتتوقف السيارة عن السير.

هذه ميزة أمان أساسية لا يمكن الاستغناء عليها في كل السيارات ذاتية القيادة الحالية، لأن الشركات تتوقع أن هذه السيارات لن تكون قادرة على التعامل مع كل الحالات على الطريق.

إذا كان السائق منتبهًا ومستعداً، يمكنه تولي القيادة خلال ثانية واحدة دون مواجهة أي مشكلة.

اقرأ أيضاً: تقنية جديدة أخرى تمهد الطريق للسيارات ذاتية القيادة

المشكلات التي تواجه أنظمة القيادة الذاتية

تقوم العديد من الشركات بتسويق فكرة أن السيارة يمكنها السير بشكلٍ مستقل تماماً دون أي تدخل بشري، هذا الأمر ممكن حسب رأي الخبراء، لكن حتى الآن، ما تزال التكنولوجيا غير مكتملة وتواجه مشكلات عديدة وتتطلب تدخلاً بشرياً في حالات خاصة.

ففي التجارب التي تجريها شركة تسلا على الطرقات لاختبار القيادة الذاتية، يمكن أن تسير السيارة بشكلٍ صحيح وسلس على الطرقات وتتجاوز المنعطفات بدقة، لكن في بعض الحالات، قد تتحرك السيارة بطريقة غير صحيحة ويمكن أن تغلق منتصف الطريق، ما يستدعي تدخل سائق الاختبار البشري وتولي القيادة لتصحيح الخطأ.

اقرأ أيضاً: بعد السيارات والطائرات: الآن جاء دور القوارب لتصبح ذاتية القيادة

بشكل عام، تستطيع سيارات تسلا وغيرها أن تسير بشكلٍ مستقل على الطرق السريعة دون أن تواجه أي مشاكل أو أخطاء، لأن أنظمة القيادة تستطيع رؤية الطرق بوضوح أمامها وتوقع ما يمكن أن يحدث من تغيرات، لكن على الطرقات داخل المدن، تكون أنظمة القيادة الذاتية أقل كفاءة، نظراً لوجود متغيرات كثيرة، مثل البشر الذين يحاولون قطع الطرقات والمباني والأشجار، بالإضافة إلى التقاطعات والمنعطفات وإشارات المرور والتحذيرات وقيود السرعة في بعض الشوارع.

لذلك، تعمل الشركات على إضافة المزيد من الحساسات والكاميرات عالية الدقة لجعل السيارات ذاتية القيادة قادرة على جمع البيانات التي حولها بشكل أفضل.

اقرأ أيضاً: محمد بن راشد: الإمارات الثانية عالمياً باختبار السيارات ذاتية القيادة

أنظمة القيادة الذاتية تتطور بسرعة

على الرغم من عدم وجود سيارات ذاتية القيادة مستقلة تماماً، إلا أن التطور الذي شهدته مثير للإعجاب، مقارنةً مع ما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط.

تكنولوجيا القيادة الذاتية ما تزال غير مكتملة، لكنها تتطور بسرعة كبيرة، وتساعد الاختبارات التي يتم إجراؤها كل يوم على حل المشكلات ومساعدة المطورين على تحسينها، ومن المؤكد أنها ستكون في وقتٍ قريب متاحة وقادرة على التحكم في السيارات دون الحاجة لأي تدخل بشري.