مقابلة حصرية مع سامر طيان: رئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا وباكستان في شركة «زووم»

6 دقائق
مقابلة حصرية مع سامر طيان: رئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا وباكستان في شركة «زوم»
حقوق الصورة: إم أي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: محمد محمود
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أجرت إم آي تي تكنولوجي ريفيو مقابلة حصرية مع سامر طيّان، رئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا وباكستان لدى شركة “زووم”، للحديث عن أحدث الميزات في زووم والخطط المستقبلية للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة العملاء، وأهمية تبني هذه التكنولوجيا بالنسبة للشركات حتى تتمكن من المنافسة في عصر سريع التغير.

أعطى الذكاء الاصطناعي دفعة كبيرة للتحول الرقمي، ما جعله أسهل وأسرع. ويمكن القول إن النقاش حول التحول الرقمي قد تحول إلى الحديث عن “تبني الذكاء الاصطناعي”. علاوة على ذلك، لا يتعلق الأمر الآن بـ “إذا ما كان يجب” بل بـ “كيف” و “ما السرعة اللازمة” لتبني قدرات الذكاء الاصطناعي. برأيك، كيف ستغيّر ثورة الذكاء الاصطناعي طريقة عملنا ومعيشتنا في غضون السنوات وربما الأشهر القليلة القادمة؟

ستغيّر ثورة الذكاء الاصطناعي بشكلٍ كبير الطريقة التي نعيش ونعمل بها خلال السنوات القادمة، وسيؤدي الاعتماد الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي إلى إحداث تغييرات كبيرة في مختلف جوانب حياتنا بالإضافة إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية، حيث سيمكّن الأفراد من التركيز على المساعي الإبداعية والاستراتيجية، ويدفع الابتكار والنمو.

ستُمكن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من الاتصال والتعاون السلس، والتغلب على الحواجز الجغرافية وتيسير العمل عن بُعد، وستصبح الاجتماعات والمؤتمرات الافتراضية أكثر تفاعلية، ويحدث ثورة في العمل الجماعي بغض النظر عن المسافة المادية.

علاوة على ذلك، سيعزز الذكاء الاصطناعي بشكلٍ كبير تجارب العملاء. حيث ستعمل التوصيات الشخصية وبوتات الدردشة والمساعدون الافتراضيون على تحسين خدمة العملاء، ما يجعل التفاعلات أكثر كفاءة ومصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الفردية. وستستفيد الشركات من تحليل البيانات المستند إلى الذكاء الاصطناعي، واكتساب رؤى قيمة لاتخاذ قرارات مستنيرة بالبيانات، وتحديد الاتجاهات، وتطوير استراتيجيات مستهدفة.

عندما يسمع معظم الأشخاص مصطلح الذكاء الاصطناعي اليوم، فإنهم يفكرون في تشات جي بي تي. هناك العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى ذات الصلة مثل الذكاء الاصطناعي العاطفي وتكنولوجيا التعرف على الوجوه، التي سيكون لها تأثير كبير على حياتنا. كيف تعتقد أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والروبوتات والاتصالات ستكمّل بعضها بعضاً لإجراء تغيير جذري في المستقبل؟

سامر طيّان رئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا وباكستان لدى شركة “زووم”

كان الذكاء الاصطناعي كتكنولوجيا موجوداً بأشكال مختلفة لبعض الوقت، على الرغم من شعبيته الأخيرة. المجالات المذكورة جميعا تكمّل بعضها بعضاً بطرق متعددة، حيث تلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً في القدرات الروبوتية، لأنها تعتمد على الخوارزميات، ومع تقدُّم الذكاء الاصطناعي، ستكون الروبوتات قادرة على اتخاذ قرارات أكثر استنارةً، وأداء مهام معقدة، ويمكن أن يؤدي الاندماج بين الذكاء الاصطناعي والروبوتات إلى تحسينات في مجالات مثل الأتمتة والتصنيع والرعاية الصحية والمزيد. تعد الاتصالات، وتحديداً في سياق الاتصال ونقل البيانات، أمراً حيوياً للذكاء الاصطناعي والروبوتات للوصول إلى إمكاناتها الكاملة، ويعتمد التبادل السلس للبيانات

بين أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات والأجهزة الأخرى على بنية تحتية موثوقة عالية السرعة للاتصالات. تُتيح هذه البنية التحتية الاتصال في الوقت الفعلي، ما يسمح لأنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات بالوصول إلى البيانات من مصادر مختلفة وتحليلها، واتخاذ قرارات ذكية، والاستجابة بسرعة للظروف المتغيرة.

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن نسمح للذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات الحياة أو الموت؟

مؤخراً، قالت سميتا هاشم، كبيرة مسؤولي المنتجات لدى زووم: “الذكاء الاصطناعي جزء من حمضنا النووي”. كما شهدنا إطلاق العديد من الميزات الجديدة في زووم، مثل زووم آي كيو (Zoom IQ) وملخِّص الاجتماعات (Meeting Summarizer). وقد تعاونت زووم مع أوبن إيه آي (OpenAI) وأنثروبيك (Anthropic) في بناء بعض هذه الميزات الجديدة. إلى أي مدى تعتقد أن هذه القدرات تقدّم تجربة مستخدم أفضل على زووم؟ وماذا يمكن أن نتوقع بعد ذلك من ميزات جديدة؟

يتمثل البيان بأن “الذكاء الاصطناعي جزء من حمضنا النووي” بدقة دمج زووم مع الذكاء الاصطناعي في منتجاتنا وخدماتنا وذلك من خلال دمج قدرات الذكاء الاصطناعي. لقد عرفنا النقاط التي تزعج المستخدم وقمنا بتحسين التجربة العامة، كما تعزز هذه الميزات التواصل وتبسيط سير العمل وضمان إشراك التفاعلات الافتراضية وجعل الاجتماعات والعمل أكثر فائدة.

مثال على ذلك هو زووم آي كيو، الذي يهدف إلى توفير رفيق ذكي للمستخدمين، ويمكنه تلخيص الدردشة وتنظيم الأفكار وصياغة المحتوى وإنشاء جداول أعمال الاجتماعات والمزيد. سمح لنا تعاوننا مع قادة الصناعة مثل أوبن إيه آي وانتروبيك بتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة والابتكار المستمر لتلبية الاحتياجات المتطورة لعملائنا.

في الآونة الأخيرة، طرحت زووم تقنية جديدة تحت مسمى زووم آي كيو التي قدّمت فيها قدرات جديدة لتعزيز إنتاجية الفريق، حيث يستخدم ملخص الاجتماع الذكاء الاصطناعي لتلخيص الاجتماعات تلقائياً، وكما تستفيد تقنية كتابة الاجتماعات في زووم (Team Chat Compose) من رصيد معلومات أوبن إيه آي لصياغة الرسائل، وتساعد تقنية مسودة السبورة البيضاء (Whiteboard Draft) الفِرق على تنظيم الأفكار وبدء جلسات العصف الذهني.

لا تزال منصة زووم مكرسة للابتكار المستمر، ما يضمن تجربة مستخدم سلسة، حيث تعمل فرقنا المتفانية بنشاط على تطورات مثيرة لتزويد المستخدمين بتجارب سلسة.

اقرأ أيضاً: أدوات ذكاء اصطناعي لتحسين اجتماعاتك الافتراضية على مختلف المنصات

كيف تضمنون أن استخدام الذكاء الاصطناعي في زووم أخلاقي وشفاف؟ وما الضمانات المعمول بها لحماية خصوصية المستخدم وبياناته؟

نحن نعطي الأولوية لأمن المستخدم وخصوصيته والثقة في جميع منتجاتنا وخدماتنا. في زووم نعلم أنه عندما يشعر المستخدمون أن خصوصيتهم محمية، فإنهم يشعرون بثقة أكبر باستخدام التقنيات الرقمية، وهذا هو السبب في أن الخصوصية هي إحدى قيمنا الأساسية.

تلتزم زووم بتطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والمسؤول، حيث نعطي الأولوية لأمن المستخدم وثقته، مع الاعتراف بأهميتهما القصوى، وينعكس تفانينا في تطوير المنتجات التي تلبي معايير عالية من الإنصاف والخصوصية والموثوقية. نحن نسهم بنشاط في تعزيز هذه القيم ضمن نظامنا البيئي للذكاء الاصطناعي. ومن خلال وضع رفاهية المستخدم في المقدمة، نهدف إلى خلق بيئة يستفيد فيها الجميع من تقنيات الذكاء الاصطناعي مع التمسك بالمبادئ الأخلاقية والحفاظ على ثقة المستخدم.

تعطي زووم الأولوية لخصوصية المستخدم وإدارة البيانات، حيث عملت فِرقنا بجد لإنشاء حلول خصوصية سهلة الاستخدام، فنحن نستخدم تدابير أمان قوية، مثل التشفير وضوابط الوصول وعمليات التدقيق المنتظمة لحماية خصوصية المستخدم. في حين تضمن المراقبة المستمرة لأنظمتنا وبنيتنا التحتية الكشف الفوري والوقاية من الوصول غير المصرح به أو انتهاكات البيانات.

أثبت منصة زووم قدرتها الكبيرة على التوسع خلال فترة جائحة كوفيد-19، من خلال ضمان استمرار الخدمة لعدد متزايد من المستخدمين. بناءً على هذه التجربة، ما النصيحة التي تقدّمها للشركات الآن لمواكبة الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الجديدة؟

غيّر عصر كوفيد طريقة عملنا. لكي تظل الشركات قادرة على المنافسة، يجب أن تعطي الأولوية لتقديم تجارب استثنائية للعملاء كوسيلة للتمييز.

على الرغم من الزيادة الأخيرة في شعبيته، فقد كان الذكاء الاصطناعي دائما قوة تحويلية عبر مختلف الصناعات؛ حيث تسمح أدوات الذكاء الاصطناعي للفِرق بتحقيق إمكاناتها بموارد أقل. ويعد دمج الذكاء الاصطناعي في سير العمل أمراً ضرورياً للبقاء قادراً على المنافسة. وفي هذا السياق توصيتنا للمنظمات هي الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملها.

يمكن للشركات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتعددة، مثل تقنية ذكاء المحادثة (Conversation Intelligence)، التي تغيّر قواعد اللعبة لعلاقات العملاء والأداء واستراتيجيات المبيعات.

تُستخدم تقنية ذكاء المحادثة الذكاء الاصطناعي المتقدم والتعلم الآلي لتحليل محادثات المبيعات، واستخراج رؤى قيمة من كميات هائلة من البيانات. من خلال الاستفادة من هذه التكنولوجيا، يمكن للشركات تعزيز الاستشارة وتحسين توصيل الرسائل والقضاء على الحاجة إلى أن يقضي الفريق ساعات في غربلة التسجيلات، كما يُتيح تبني ذكاء المحادثة للفِرق التطور والنمو بكفاءة، والاستفادة من الحد الأدنى من الموارد مع التركيز على مهام أكثر أهمية.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن تسخير الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية بالعالم العربي؟ مقابلة مع عماد تيناوي

كيف اعتُمد الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط مقارنة بالمناطق الأخرى؟

تدرك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إمكانات الذكاء الاصطناعي. قامت كلٌّ من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة باستثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي، حيث تهدف الإمارات العربية المتحدة إلى أن تكون لاعباً رائداً في سوق الذكاء الاصطناعي، بقيمة متوقعة تبلغ 1.9 مليار دولار بحلول عام 2026. وتعطي رؤيتهم طويلة المدى، أهداف الذكرى المئوية للإمارات العربية المتحدة 2071، الأولوية لتكامل الذكاء الاصطناعي على نطاقٍ واسع لتكون الإمارات العربية المتحدة رائدة ابتكار عالمية في غضون الخمسين عاماً القادمة.

يشترك قادة الأعمال داخل المنطقة في الآراء حول الدور الذي لا غنى عنه للذكاء الاصطناعي في تطوير منظماتهم في المستقبل. فقد أظهر استطلاع أن خمسة وستين بالمائة من صانعي القرارات التجارية في الإمارات العربية المتحدة (BDMs) قالوا إن مؤسساتهم قد استفادت من الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام وتعزيز الخدمة الذاتية للموظفين.

اقرأ أيضاً: 10 أدوات ذكاء اصطناعي مجانية مفيدة لأي شخص باختلاف مهنته

في عام 2020، قلت في مقابلة لك: “التواصل عبر الفيديو هو البديل الجديد للتواصل عبر الصوت”. الآن يبدو أن الاجتماع الثلاثي الأبعاد عن بُعد هو البديل الجديد للفيديو. فهل سيكون التحول الكبير التالي في زووم هو إصدار خاص في الميتافيرس؟ بعبارة أخرى، هل تعتقد أن لدينا التكنولوجيا اللازمة لاعتماد واسع النطاق للميتافيرس في مجالات العمل والعيش في عالم ثلاثي الأبعاد؟ وما خططكم في هذا الصدد؟

يتماشى هدف زووم المتمثل في توفير تجارب متفوقة مقارنة بالاجتماعات الشخصية مع مفهوم الميتافيرس. فلقد استكشفنا طرقاً لتطوير تجارب منتجات تفاعلية مع الحفاظ على احتياجات العملاء كأولوية قصوى لدينا. فعلى سبيل المثال، للمساعدة على التعاون في الوقت الفعلي وغير المتزامن، أعلنا عن تكامل مع غرف عمل ميتا هورايزون (Meta’s Horizon Workrooms) الذي سيجلب اجتماعات زووم وزووم وايتبورد (Zoom Whiteboard) إلى مساحة الواقع الافتراضي، ما يُتيح للفِرق تجارب اجتماعات قوية وأكثر جاذبية وفاعلية، بغض النظر عن المسافة المادية.

فيما يتعلق بما إذا كان سيتم اعتماد الميتافيرس على نطاقٍ واسع، هناك عمل يجب القيام به للسماح بتجارب تفاعلية حقاً. حيث تعمل منصة زووم كمكون برمجي للميتافيرس، لكننا نفهم أن إحياء هذه الرؤية سيتطلب التعاون مع شركائنا في تطوير الأجهزة المادية. ونحن ندرك أن هناك جوانب مختلفة يجب معالجتها خارج الأجهزة السهلة الاستخدام للتمكين من التداول بالفيديو بتقنية الميتافيرس، مثل مخاوف الخصوصية والقبول الواسع النطاق من قِبل الجمهور. يتضمن نهجنا تحقيق التوازن بين الابتكارات طويلة الأجل مثل هذه وإنشاء حلول عملية تلبي متطلبات الأعمال الفورية لعملائنا، كل ذلك مع إعطاء الأولوية للتواصل الفعّال للأفراد.