ما هو التحقيق الرقمي؟ وكيف تصبح محققاً رقمياً في الجرائم الإلكترونية؟

4 دقائق
ما هو التحقيق الرقمي؟ وكيف تصبح محققاً رقمياً في الجرائم الإلكترونية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Golden Dayz
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تُرتكب الجرائم الإلكترونية يوماً بعد يوم بمعدل متزايد. يتطلب حل هذه القضايا وجود شخص خبير يبحث عن الأدلة في الأجهزة الرقمية ويحلل بياناتها ليصل إلى أي شيء يتعلق بالجريمة ما يساعد على الإمساك بمرتكبها. يُسمّى هذا الشخص الخبير “المحقق الرقمي”، وإليك ماذا يعني التحقيق الرقمي وكيف تصبح محققاً رقمياً ناجحاً.

ما هو التحقيق الرقمي؟

يشير التحقيق الرقمي إلى استخدام التقنيات المتاحة والأدلة الرقمية لجمع البيانات المخزنة إلكترونياً ومعالجتها وتحليلها والإبلاغ عنها، مثل البيانات الموجودة على الحواسيب والهواتف الذكية والشبكات الإلكترونية وأنظمة الطائرات المسيَّرة وغيرها. يُستخدم التحقيق الرقمي في التحقيق في جرائم القرصنة الإلكترونية والاحتيال الإلكتروني والجرائم الإلكترونية الأخرى.

يهدف إلى استخراج البيانات من الأدلة الإلكترونية ومعالجتها إلى معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ وتقديم النتائج للمحاكمة. 

فروع التحقيق الرقمي

توجد عدة فروع للتحقيق الرقمي:

  • الإعلامي: يشمل تحديد وجمع وتحليل وعرض الأدلة الصوتية والمرئية والمصورة في أثناء عملية التحقيق.
  • السيبراني: يشمل تحديد الأدلة الرقمية وجمعها وتحليلها وعرضها في أثناء التحقيق في الجريمة السيبرانية.
  • المحمول: يشمل تحديد وجمع وتحليل وعرض الأدلة الرقمية في أثناء التحقيق في جريمة مرتكبة من خلال جهاز محمول مثل الهواتف المحمولة أو جهاز تحديد المواقع أو الحاسوب اللوحي أو الحاسوب المحمول.
  • البرمجيات: يشمل تحديد وجمع وتحليل وعرض الأدلة الرقمية في أثناء التحقيق في جريمة تتعلق بالبرمجيات فقط.

اقرأ أيضاً: ما أنواع الجرائم المعلوماتية وكيف تحمي نفسك منها؟

خطوات التحقيق الرقمي

يتبع المحققون الرقميون عدة خطوات في عملهم، إذ يبدؤون في تحديد الأفراد أو الأجهزة التي سيتم تحليلها كمصادر محتملة للأدلة المهمة. ثم يعملون على استخراج المعلومات الضرورية والمخزنة إلكترونياً من خلال تحديد مسرح الجريمة وحمايتها والحفاظ عليها، وتوثيق المعلومات ذات الصلة مثل الصور المرئية، وكيفية الحصول عليها.

يلي ذلك فحص الأدلة من المعلومات التي جُمِعت من ملفات النظام والملفات التي أنشأها المستخدم، والبحث عن إجابات محددة ونقاط انطلاق للاستنتاجات، ومن ثَمَّ توثيق استنتاجات التحليل والأدلة والثغرات في النظام الذي تمت مهاجمته وما إلى ذلك، بحيث يمكن دراسة القضية وتحليلها في المستقبل أيضاً ويمكن تقديمها إلى المحكمة بالشكل المناسب.

في النهاية، تُعرض الأدلة والوثائق الرقمية جميعها على المحكمة من أجل إثبات الجريمة الرقمية المرتكبة وتحديد المجرم.

اقرأ أيضاً: هل يمكننا التنبؤ بالزمان والمكان الذي ستحدث فيه جريمة ما؟

ما الغاية من التحقيق الرقمي؟ وما أهميته؟

يهدف التحقيق الرقمي إلى استعادة البيانات المحذوفة من الحواسيب وتحليلها وحفظها لتقديمها كدليل في المحكمة. تساعد تلك الإجراءات على تحديد الدافع للجريمة وهوية مرتكبها.

يقوم المحققون الرقميون ببعض الإجراءات في مسرح الجريمة للمساعدة على ضمان عدم تغيير الأدلة الرقمية التي تم الحصول عليها، والحفاظ على سلامتها. ويعملون أيضاً على الحصول على البيانات ونسخها وذلك عبر استعادة الملفات والأقسام المحذوفة من الوسائط الرقمية من أجل استخراج الأدلة والتحقق من صحتها.

يحاول المحقق الرقمي التعرف بسرعة على الأدلة وتقدير التأثير المحتمل للنشاط الضار على الضحية، ويُنشئ تقريراً يوفّر معلومات شاملة عن عملية التحقيق، وغالباً ما تُستخدم تلك المعلومات لمنع الجرائم المستقبلية.

التحديات التي يواجهها التحقيق الرقمي 

من جهةٍ أخرى، يعاني المحققون من بعض الصعوبات مثل استخراج البيانات من الأجهزة المقفلة أو التالفة أو المعطّلة، كما أنهم يبحثون عن بيانات محددة ضمن كميات هائلة من البيانات المخزنة محلياً أو في السحابة، ويُعوّل عليهم أيضاً ضمان سلامة البيانات طوال التحقيق.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يمتلك المحقق الرقمي معرفة ومهارات متخصصة تساعده على إنجاز مهامه بسرعة، لأن أي تأخير في الإجراءات قد يُتيح وقتاً للمجرم لإخفاء الأدلة أو إتلافها. 

من العقبات التي تقف في طريق التحقيق الرقمي أيضاً أن جمع البيانات وتحليلها يستغرق أياماً أو أسابيع، وقد يكون مكلفاً لأنه يتطلب معدات وبرامج متخصصة، كما أن البحث عن الأدلة يتطلب أمراً من المحكمة.

اقرأ أيضاً: 14 طريقة تساعدك على إزالة أيّ أثر لك على الإنترنت

كيف تصبح محققاً رقمياً ناجحاً؟ 

التحقيق الرقمي هو أحد مجالات تكنولوجيا المعلومات، ويتطلب الحصول على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب أو في الأمن السيبراني، لاكتساب الخبرة والمعرفة الحاسوبية التي تحتاج إليها لدخول هذا المجال الوظيفي، حيث ستتعرف على أنظمة الأمان ولغات البرمجة وأنظمة العمليات والشبكات، التي تعد أساسية في عمل المحقق الرقمي.  

يمكنك اكتساب الخبرة من خلال العمل محلل شبكات أو متخصصاً في دعم تكنولوجيا المعلومات أو مهندس أنظمة ثم الحصول على درجة الماجستير في الأمن السيبراني لتمتلك القدرة على المنافسة في سوق العمل، وبعض الدورات التدريبية الأخرى الداعمة.

اقرأ أيضاً: كيف تصبح خبيراً في الأمن السيبراني بنفسك؟

المهارات المطلوبة في المحقق الرقمي

لتصبح محققاً رقمياً ناجحاً، يجب أن تكون لديك القدرة على:

  • فهم الأقراص الصلبة وأنظمة الملفات.
  • هزيمة تقنيات مكافحة التحقيق الرقمي.
  • التعامل بكفاءة مع أنظمة التشغيل.
  • معرفة ممتازة في البيئات السحابية.
  • التحقيق في جرائم البريد الإلكتروني.
  • فهم برمجيات الهواتف المحمولة.

وهذه المهارات جميعها يمكن اكتسابها خلال فترة الدراسة.

مهام المحقق الرقمي 

يُطلب من المحقق الرقمي أن يكون خبيراً في الأمن السيبراني وعالم الحواسيب والبرمجيات والتحقيق، وتسخير هذه الخبرات لمعرفة كيفية ارتكاب جريمة إلكترونية، ونوع البيانات التي تم اختراقها، وتحديد المسؤول عنها. 

تشمل مسؤوليات المحقق الرقمي جمع الأدلة والحفاظ عليها، واستعادة البيانات وإعادة بنائها، مثل الصور والمستندات ورسائل البريد الإلكتروني، من محركات الأقراص الثابتة التالفة أو المحذوفة، وأي أجهزة بيانات أخرى تخزن البيانات مثل محركات الأقراص المحمولة التي تعرضت للتلف أو الحذف أو تم التلاعب بها بطريقة أخرى.

من مسؤولياته أيضاً استخدام البرمجيات اللازمة لجمع البيانات الإلكترونية وتحليلها، وكتابة ومراجعة التقارير التحقيقية، والإبلاغ عن النتائج إلى سلطات إنفاذ القانون وتقديم شهادة الخبراء حول الأدلة الرقمية، وتحديد نقاط الضعف في النظام، وتقييم نطاق الهجوم السيبراني

اقرأ أيضاً: ما هو هجوم المطاردة عبر الإنترنت وكيف تحمي نفسك منه؟

باختصار، يعمل المحقق الرقمي على متابعة الأدلة وحل الجريمة افتراضياً. على سبيل المثال، عند تعرض شخص ما أو شركة لجريمة إلكترونية مثل القرصنة، يعمل المحقق الرقمي على معرفة كيفية وصول المهاجمين إلى الشبكة، ومن أين دخلوا إليها، وماذا فعلوا، وهل سرقوا البيانات أم أنهم زرعوا برامج ضارة.