ما التطبيق القاتل وفقاً لسام ألتمان؟ وكيف يرى مستقبل برمجيات الذكاء الاصطناعي؟

4 دقيقة
ما التطبيق القاتل وفقاً لسام ألتمان؟ وكيف يرى مستقبل برمجيات الذكاء الاصطناعي؟
مصدر الصورة: صور أسوشييتد برس/ جون غامبريل، ملف
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

خلال جلستي القصيرة مع الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي (OpenAI)، سام ألتمان، كانت لحظات قليلة كافية لتوضيح رؤيته للعالم. كانت اللحظة الأولى عندما أشار إلى هاتفي آيفون إس إي (iPhone SE)، وهو الهاتف المزود بزر الشاشة الرئيسية الذي يكرهه أغلب المستخدمين، وقال: “هذا أفضل هاتف آيفون”.

غير أنه كشف عن معلومات أكثر عندما عبر عن تصوره لكيفية اندماج أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية على نحو يفوق حتى الهواتف الذكية. وقال لمجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو: “ما تريده فعلاً هو فقط هذا الشيء الذي يساعدك”. كان ألتمان يزور مدينة كامبريدج لحضور سلسلة من اللقاءات التي نظمتها جامعة هارفارد وشركة رأس المال المغامر إكس فند (Xfund)، حيث وصف التطبيق الأكثر شعبية وانتشاراً وفائدة للذكاء الاصطناعي، أو ما يصطلح عليه باسم “التطبيق القاتل” للذكاء الاصطناعي، بأنه “زميل يتمتع بكفاءة عالية ويعرف كل شيء عن حياتي الشخصية، وكل رسالة بريد إلكتروني لدي، وكل حوار خضته على الإطلاق، لكنه لا يبدو مثل أداة إضافية”. وقال ألتمان إن بإمكان هذا التطبيق أن يعالج بعض المهام على الفور، أما بالنسبة إلى المهام الأعقد، فيمكنه أن يحاول تنفيذها، لكنه يعود إلى المستخدم طارحاً بعض الأسئلة عليه عند الحاجة.

اقرأ أيضاً: مستقبل قدرات الذكاء الاصطناعي الاستراتيجية يعتمد على أكثر من مجرد علوم البيانات

يمثل هذا التطبيق قفزة تتجاوز منتجات أوبن أيه آي الحالية على نحو ملحوظ. فتطبيقاتها الرائدة، مثل دال-إي (DALL-E) وسورا (Sora) وتشات جي بي تي (ChatGPT) (الذي وصفه ألتمان بأنه “غبي للغاية” مقارنة بما سنراه لاحقاً)، أذهلتنا بقدرتها على توليد نصوص مقنعة وصور ومقاطع فيديو خلابة. لكن هذه التطبيقات ما زالت عموماً أدوات نستخدمها في مهام متفرقة، كما أنها محدودة من حيث قدرتها على اكتساب معلومات جديدة عنا من حواراتنا معها. أما في النموذج الجديد، وفقاً لرؤية ألتمان، سيكون الذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدتنا خارج واجهة الدردشة، وتولي بعض المهام في العالم الحقيقي نيابة عنا.

ماذا قال ألتمان عن مستقبل التجهيزات والمكونات المادية الخاصة بالذكاء الاصطناعي؟

سألت ألتمان عما إذا كنا سنحتاج إلى تجهيزات جديدة لتحقيق هذا المستقبل. فعلى الرغم من أن الهواتف الذكية تتميز بقدرات عالية للغاية، وعلى الرغم من أن مصمميها بدؤوا يدمجون المزيد من ميزات الذكاء الاصطناعي في أنظمتها، فإن بعض رواد الأعمال يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيتطلب في المستقبل الاعتماد على أجهزة تتضمن ميزات أكثر مخصصة لهذه المهمة. وقد بدأ بعض هذه الأجهزة يظهر منذ الآن في الأوساط المحيطة به.

من الأمثلة على هذه الأجهزة دبوس الذكاء الاصطناعي القابل للارتداء (الذي نال انتقادات كثيرة) من شركة هيومين (Humane)، حيث لم يقدم ألتمان دعماً يُذكر إلى هذا الجهاز، على الرغم من أنه مستثمر في الشركة. كما يُشاع أيضاً أنه يعمل مع المصمم السابق في شركة آبل، جوني آيف، على نوع جديد من الأجهزة. لكن ألتمان يقول إنه ثمة احتمال بأننا لن نحتاج بالضرورة إلى جهاز على الإطلاق. وقد قال لي ألتمان: “لا أعتقد أن الأمر سيتطلب استخدام جهاز جديد”، وأضاف أن التطبيق الذي يتخيله يمكن أن يوجد في السحابة الإلكترونية. غير أنه سرعان ما أردف قائلاً: “أعتقد أنك ستشعر بالسعادة لاستخدام جهاز جديد”، حتى لو لم تفرض هذه النقلة النوعية للذكاء الاصطناعي على المستهلكين شراء أجهزة جديدة.

وعلى الرغم من أن ألتمان يقول إنه يعتقد أن أجهزة الذكاء الاصطناعي رائعة ومثيرة للحماس، فقد أشار أيضاً إلى أنه قد لا يكون الشخص الأفضل لتولي هذه المهمة بنفسه: “أنا مهتم للغاية بالأجهزة الاستهلاكية المتعلقة بالتكنولوجيات الجديدة. غير أنني مجرد هاوِ يعشق هذه الأجهزة، وهذه هي حدود خبرتي فيها”.

اقرأ أيضاً: ما الحل إذا نفدت بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي؟

البحث عن بيانات التدريب

بعد أن أصغيت إلى ألتمان وهو يوضح رؤيته للبرامج العالية القدرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي (AI-driven agents)، تساءلت حول إمكانية تحقيق هذه الرؤية في ظل نقص بيانات التدريب الذي يعانيه هذا المجال حالياً. فقد اضطرت أوبن أيه آي، خلال عملها على بناء جي بي تي 4 (GPT-4) وغيره من النماذج، إلى البحث في سجلات الإنترنت الأرشيفية والصحف والمدونات عن بيانات للتدريب، بما أن قوانين التوسع في الذكاء الاصطناعي تبين أن النماذج تصبح أفضل كلما زاد حجمها.

لكن العثور على المزيد من البيانات لأغراض التدريب يمثل مشكلة متنامية. فقد جُمِعت أغلب البيانات من الإنترنت، كما أن الوصول إلى البيانات الخاصة أو المحمية بموجب حقوق التأليف والنشر أصبح أسيراً للمشاكل القانونية. يشعر ألتمان بالتفاؤل إزاء التخلص من هذه المشكلة قريباً، على الرغم من عدم إفصاحه عن أي تفاصيل إضافية. ويقول: “أعتقد غير جازم، أننا سنتوصل إلى مخرج من مشكلة الحاجة المستمرة إلى المزيد والمزيد من بيانات التدريب. فالبشر دليل فعلي على وجود طرق أخرى لتدريب الذكاء. وآمل بأننا سنعثر على طريقة أخرى”.

من سيتمكن من بناء الذكاء الاصطناعي العام؟

لطالما تمحورت الرؤية البعيدة المدى لأوبن أيه آي حول السعي نحو بناء الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، أي الذكاء الاصطناعي القادر على إجادة التفكير مثل البشر، أو حتى أفضل منهم. وتنص المهمة المعلنة للشركة على ضمان أن هذه التكنولوجيا “تعود بالنفع على البشرية جمعاء”. غير أنها ليست الشركة الوحيدة التي تسعى إلى بناء الذكاء الاصطناعي العام على الإطلاق. إذاً، ما أهم الأدوات للفوز في السباق نحو الذكاء الاصطناعي العام؟

سألت ألتمان إن كان يعتقد أن الفوز سيكون من نصيب الكيان الذي يحشد أكبر قدر من الرقاقات الحاسوبية وأعلى مستوى من قدرات الحوسبة. يقول ألتمان إنه يعتقد أننا سنرى “عدة إصدارات مختلفة من الذكاء الاصطناعي العام، وسيختلف مستوى أداء هذه الإصدارات باختلاف المهام التي توكل إليها”. ويضيف قائلاً: “أعتقد أنه سيتعين علينا تجاوز عتبة معينة من حيث قدرات الحوسبة. ولكنني لست متأكداً من إمكانية تحقيق هدفنا حتى في هذه الحالة”.

اقرأ أيضاً: 5 خطوات لبناء حلول الذكاء الاصطناعي على بيانات شركتك

متى سنرى جي بي تي 5 (GPT-5)؟

هل ظننتم أنه سيجيب عن هذا السؤال؟ عندما وجه مراسل صحفي آخر في الغرفة سؤالاً إلى ألتمان عما إذا كان يعرف موعد إطلاق الإصدار المقبل من جي بي تي، قدم إجابة هادئة. حيث رد مبتسماً: “أجل”، ولم ينبس بكلمة أخرى.