جامعة هارفارد تدمج الذكاء الاصطناعي في إحدى أشهر دوراتها التدريبية

2 دقائق
جامعة هارفارد تدمج الذكاء الاصطناعي في أحد أشهر دوراتها التدريبية
حقوق الصورة: shutterstock.com/Pixels Hunter
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أعلنت جامعة هارفارد أنها ستستخدم أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في دورة البرمجة الرئيسية في الجامعة، وذلك لمساعدة الطلاب على الفهم دون تلقينهم الإجابات الجاهزة.

جامعة هارفارد تستخدم الذكاء الاصطناعي في أهم دوراتها التدريبية

أعلنت الجامعة أنه في هذا العام 2023، ستكون لدى الطلاب المسجلين في دورة «علوم الحاسوب 50» (Computer Science 50)، والتي تُعرف اختصاراً بـ (CS50)، أداة تعليمية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي ستساعد الطلاب على استكشاف الأخطاء في التعليمات البرمجية الخاصة بهم، وإعطاء المدخلات، وشرح الأسطر غير المألوفة من التعليمات البرمجية أو رسائل الخطأ، والإجابة عن الأسئلة الفردية.

هذه الدورة هي مقدمة في علوم الحاسوب، وبالتحديد البرمجة، وتغطي عدداً من الموضوعات بما في ذلك لغات البرمجة ومفاهيم علوم الحاسوب وأمن تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، ويدرس فيها في كل مرة أكثر من 800 طالب. 

اقرأ أيضاً: كيف سيغيّر الذكاء الاصطناعي مستقبل التعليم؟

هارفارد تعمل دائماً على دمج التكنولوجيا في التعليم 

يعمل المسؤولون في جامعة هارفارد منذ عام تقريباً على إيجاد الطريقة الأمثل لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية، كما أشار مدرس الدورة ديفيد مالان، إلى أن هذه الدورة التدريبية بالذات كانت دائماً ما تدمج البرمجيات المختلفة، والذكاء الاصطناعي ليس مختلفاً عن البرمجيات الأخرى، إذ يتم العمل على دمج بوت الدردشة تشات جي بي تي بحيث لا يعطي إجابة تفصيلية وواضحة مباشرة، بل يقود الطالب نحو إيجاد الإجابة بنفسه. يشرح البوت أيضاً رسائل الخطأ التي قد تكون معقدة بعبارات أبسط للطلاب ويقدّم اقتراحات ملائمة للطلاب لحلها.

مدرس لكل طالب

الهدف من هذا كله تخصيص مدرس واحد لكل طالب من خلال “تزويدهم بالأدوات القائمة على البرامج التي يمكن أن تدعم تعلمهم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بأسلوب يناسبهم بشكلٍ أفضل على نحو فردي”، على حد قول مالان، خاصة وأن عدد الطلاب في الدورة كبير جداً، سواء كانوا في الحرم الجامعي أو على الإنترنت، ولا يكون المدرس قادراً على التواصل مع الجميع أو تقديم إجابات مفصّلة لكل واحد منهم. 

سيكون “بوت CS50” قادراً على الرد على أسئلة الطلاب المتداولة على برنامج لوحة المناقشة إد ديسكشن Ed Discussion الذي يُستخدم في صفوف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بعد ذلك يمكن للمسؤولين عن الدورة مراجعة الإجابات المتولدة بالذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: من التعليمات البرمجية حتى الترفيه: دليلك الشامل لاستخدام بينغ تشات

الجامعة لا تخشى الغش في استخدام الذكاء الاصطناعي 

ومن ناحية الخوف من الغش أو عدم الأمانة الأكاديمية بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي، يقول مالان إن الطلاب قادرون دائماً على الوصول إلى المعلومات بطرق يُحتمل أن تكون غير مصرح بها، وبدلاً من الخوف من استخدام الذكاء الاصطناعي يفضّل توجيه الطلاب للتركيز على الأخلاق وتوجيههم نحو التعلم بهذه الطريقة.

يوجد من هذه الدورة التدريبية إصدار بالشراكة بين إم آي تي وهارفارد يُسمّى edX، وسيُدمج الذكاء الاصطناعي في هذا الإصدار أيضاً.

الفائدة للموظفين أيضاً 

من جهةٍ أخرى، سيكون دمج الذكاء الاصطناعي في الدورة مفيداً للموظفين والقائمين عليها الذين يعملون بجهد وفوق طاقتهم، فيساعدهم على أن يكونوا أكثر كفاءة في العمل، ويقلل ساعات عملهم أيضاً. 

يجب القول إن الاستخدام المبكر لأدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة هذه قد يؤدي إلى ضعف الأداء أو الأخطاء، لذلك سيعمل المسؤولون على تنبيه الطلاب على التفكير دائماً بالإجابات والمعلومات التي تقدّمها بطريقة منطقية، لكن في المقابل ستؤدي التعليقات والتعديلات الواردة من الطلاب والمدرسين إلى تحسين أداء هذه الأدوات.

اقرأ أيضاً: أهم تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم

يحذّر الكثيرون من مخاطر استخدام الطلاب أدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمة، واعتمادهم عليها بدلاً من البحث المعمّق عن الإجابات، لكن هارفارد بهذه الخطوة تُظهر الطريقة الإيجابية والمُثلى لتسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة التعليم بطريقة خاضعة للمراقبة والمسؤولية.