كيف يغير الذكاء الاصطناعي حياتنا في المنزل والعمل؟

2 دقائق
كيف يحوّل الذكاء الاصطناعي كل جانب من جوانب حياة الإنسان؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Andrii Yalanskyi
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

اكتسب الذكاء الاصطناعي زخماً واهتماماً غير مسبوقين في السنوات الأخيرة بفضل التقدم الكبير في قوة الحوسبة وتوافر البيانات، فهو يعمل حالياً على إحداث تحولٍ جذري في مختلف المجالات مثل الصحة والتعليم والترفيه وغيرها، ما يخلق فرصاً وتحديات جديدة للبشرية.

لكن تختلف ثورة الذكاء الاصطناعي عن الثورات السابقة التي حدثت في تاريخ البشرية من حيث نطاقها وسرعتها وأهميتها.

اقرأ أيضاً: مقارنة عملية بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري

النطاق: تؤثّر ثورة الذكاء الاصطناعي في الأنشطة البشرية كلها

إحدى السمات المميزة لثورة الذكاء الاصطناعي هي نطاقها. على النقيض من الثورات الأخرى التي أثّرت في قطاعات أو مناطق محددة من المجتمع البشري، مثل الزراعة أو الصناعة أو الاتصالات، فإن ثورة الذكاء الاصطناعي تؤثّر في الأنشطة البشرية كلها. يستطيع الذكاء الاصطناعي أداء مهام تتراوح من البسيطة إلى المعقدة، ومن الروتينية إلى الإبداعية، ومن الجسدية إلى العقلية، ومن الفردية إلى الجماعية. يستطيع أيضاً أن يحسّن أو يحلّ محل القدرات البشرية في مجالات مختلفة، مثل الإدراك أو العاطفة أو التواصل.

على سبيل المثال، يساعد الذكاء الاصطناعي البشر على تشخيص الأمراض وترجمة اللغات وتأليف الموسيقى وقيادة السيارات وكتابة المقالات، يمكنه أيضاً أن يتحدى البشر في المهام التي كانت تُعتبر في السابق مقتصرة على الذكاء البشري، مثل أداء المهام المعقدة.

هذا يجعل ثورة الذكاء الاصطناعي أكثر انتشاراً من أي ثورة سابقة في تاريخ البشرية، فهي لا تؤثّر فقط في ما يفعله البشر، بل أيضاً في كيفية تفكيرهم وشعورهم وتصرفاتهم.

اقرأ أيضاً: أهم 5 مخاطر ومسائل أخلاقية مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي

السرعة: تتقدم ثورة الذكاء الاصطناعي بسرعة هائلة

السمة المميزة الأخرى لثورة الذكاء الاصطناعي هي سرعتها. على عكس الثورات الأخرى التي استغرقت فترات زمنية أطول لتتكشف آثارها وتنضج، كعدة قرون للثورة الزراعية أو عدة عقود للثورة الصناعية، تتقدم ثورة الذكاء الاصطناعي بسرعة أكبر بكثير، ومعدل التغيير والتحسن ليس ثابتاً، بل يتضاعف كل عدة سنوات أو أشهر بما يتجاوز التوقعات والتنبؤات.

على سبيل المثال، حقق الذكاء الاصطناعي اختراقات أو مجالات عديدة خلال فترة زمنية قصيرة كانت تُعتبر في السابق مستحيلة أو بعيدة المنال، مثل التغلب على أفضل لاعبي الشطرنج أو إنشاء صور أو نصوص واقعية من الصفر أو تشخيص الأمراض مثل سرطان الجلد وسرطان الثدي.

اقرأ أيضاً: كيف يتعلم الذكاء الاصطناعي إنشاء نفسه بنفسه؟

الشمول: لا تشمل ثورة الذكاء الاصطناعي البشر فحسب، بل الآلات وأشكال الحياة الأخرى

على عكس الثورات الأخرى التي شملت في الأساس البشر فقط، فإن ثورة الذكاء الاصطناعي تشمل الآلات وأشكال الحياة الأخرى. هذا يخلق إمكانات جديدة للتعايش والتعاون بين أنواع مختلفة من الكائنات الذكية البيولوجية والآلية.

على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق أشكالاً جديدة من الذكاء تختلف عن الذكاء البشري أو تتفوق عليه. قد يشمل ذلك الشبكات العصبونية الاصطناعية التي تحاكي بنية ووظيفة العقول البيولوجية، والذكاء العام الاصطناعي (AGI) الذي يمكنه أداء أي مهمة فكرية يستطيع الإنسان القيام بها.

اقرأ أيضاً: ماذا يعني أن يتمكّن الذكاء الاصطناعي من التغلب على البشر في اختبار القدرات الإبداعية؟

الأهمية: تُثير ثورة الذكاء الاصطناعي أسئلة حول طبيعة ومستقبل البشرية والحضارة

على عكس الثورات الأخرى التي كانت لها آثار وجودية أقل على القيم الإنسانية أو الأخلاق أو الحياة، تُثير ثورة الذكاء الاصطناعي أسئلة حول طبيعة ومستقبل البشرية والحضارة. تتطرق هذه الأسئلة إلى جوانب مختلفة من هوية الإنسان أو كرامته أو حقوقه أو مسؤولياته.

على سبيل المثال، يمكن أن يؤثّر الذكاء الاصطناعي في الهوية البشرية أو يتحداها عن طريق خلق أشكال جديدة من الذكاء تشبه البشر أو تختلف عنهم، يمكن أيضاً أن يتحدى القيم الإنسانية من خلال خلق أشكال جديدة من الذكاء تكون قد أعلى شأناً من البشر أو أدنى منهم، ويمكن أن يتحدى حقوق الإنسان من خلال خلق أشكال جديدة من الذكاء تفتقر إلى إدراك الحقوق أو الواجبات.

ثورة الذكاء الاصطناعي التي نشهدها اليوم هي ثورة فريدة من نوعها، أنها تختلف على كل الثورات الأخرى التي حدثت في تاريخ البشرية، ولا يمكن إيقافها أو ضبطها أو التنبؤ بتطورها وتأثيرها.