بسبب تشات جي بي تي: كبير علماء ميتا حذّر زوكربيرغ من نهاية فيسبوك وإنستغرام

2 دقائق
بسبب تشات جي بي تي: كبير علماء ميتا حذّر زوكربيرغ من نهاية فيسبوك وإنستغرام
حقوق الصورة: shutterstock.com/ tanuha2001
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في اجتماع على الغداء أواخر عام 2022، حذّر كبير العلماء في شركة ميتا، الدكتور يان ليكون، مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، من أن فيسبوك وإنستغرام، وهي منصات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية في العالم والمملوكة لشركة ميتا، قد تنقرض إذا لم تُطور تقنية يمكنها التنافس مع تشات جي بي تي (ChatGPT)، وهو أشهر بوت دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي طوّرته شركة أوبن أيه آي (OpenAI).

ما الذي جاء في هذا التحذير؟

أصدر الدكتور ليكون هذا التحذير بعد ستة أسابيع من إطلاق تشات جي بي تي أواخر عام 2022، حين جلس مع مارك زوكربيرغ في أثناء انتظارهما في الطابور لتناول طعام الغداء في مقر الشركة بولاية كاليفورنيا الأميركية، وذلك بحسب تسريبات أوردها مصدر مطلع لصحيفة نيويورك تايمز.

وبحسب المصدر نفسه، قال ليكون لزوكربيرغ إن ميتا بحاجة إلى اللحاق بتكنولوجيا شركة أوبن أيه آي واتخاذ خطوات لإطلاق مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بها. كما حذّر من أنه إذا لم تكثّف شركة ميتا جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد ينقرض فيسبوك وإنستغرام.

وأكد المصدر أن زوكربيرغ لم يرد على التحذير، على الرغم من أن ما قال ليكون أزعجه. فقد كان زوكربيرغ يرى أن ميتا شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: عراب الذكاء الاصطناعي يتوقع خروجه عن السيطرة من خلال إعادة برمجة نفسه

هل يعني ذلك اعترافاً بتخلف ميتا في سباق الذكاء الاصطناعي؟

يُعدُّ تحذير الدكتور ليكون بمثابة اعتراف بعدم ريادة ميتا في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي تتربع على عرشه شركة أوبن أيه آي التي أسسها إيلون ماسك وسام ألتمان، فقد أطلقت عدداً كبيراً من نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها أداء مجموعة واسعة من المهام، مثل معالجة اللغة الطبيعية والتعرف على الكلام وتوليد الصور، وهي نماذج يمكن استخدامها والاستفادة منها في مختلف الصناعات.

تركّز شركة ميتا على تطوير الذكاء الاصطناعي لمنتجاتها وخدماتها الخاصة، مثل نظارات الواقع الافتراضي وتصفية المحتوى المنشور على منصاتها للتواصل الاجتماعي، هذا يعني أن معظم أبحاث الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا مدفوعة بمصالح تجارية، وليس بمصالح علمية واجتماعية، كما أن أعمالها في مجال الذكاء الاصطناعي تعرضت للانتقادات والدعاوى القضائية بسبب انتهاكها للخصوصية والتحيز والتضليل.

اقرأ أيضاً: بيل غيتس: الذكاء الاصطناعي سيغزو القطاعات كافة ويتولى مهام الموظفين

ما الذي دفع ليكون لهذا التحذير؟

أثار تصريح ليكون ضجة في عالم التكنولوجيا، لأنه يكشف عن ضعف شركة تكنولوجيا عملاقة مثل ميتا في مواجهة منافس صغير لكنه قوي، كما أثار تساؤلات حول الأسباب التي تجعل كبير علماء ميتا يتحدث بهذه الصراحة مع الرئيس التنفيذي للشركة.

قد يكون ما قاله ليكون مجرد حيلة للضغط على مارك زوكربيرغ لاستثمار المزيد من الموارد والاهتمام بتطوير الذكاء الاصطناعي، وذلك بعد أن وجد أن استراتيجية الذكاء الاصطناعي الحالية لشركة ميتا غير مجدية.

أو قد يكون ذلك علامة على وجود خلاف بينه وبين زوكربيرغ، والتفكير في ترك ميتا والانتقال إلى شركة ذكاء اصطناعي أكثر طموحاً مثل أوبن أيه آي، وذلك لأنه كان صريحاً بشأن إعجابه واحترامه لهذه الشركة.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم نموذج جيميني من جوجل عبر بوت الدردشة بارد؟

هل استجابت ميتا لهذا التحذير؟

لم تستجب ميتا رسمياً لتحذير ليكون، لكن الشركة أخذت تهديد تشات جي بي تي على محمل الجد وعملت على تحسين وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي. فقد أطلقت بوت دردشة يُدعى لاما 2 وأداة لتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي تُدعى إيماجين (Imagine)، وتذكر تقارير إعلامية أن الشركة تعمل على تطوير أدوات ذكاء اصطناعي لتوليد الفيديو والصوت تُدعى إمو (Emu).

بالإضافة إلى ذلك، تعمل ميتا على دمج العديد من مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي في منصاتها للتواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستغرام وتطبيق المراسلة الفورية واتساب.

اقرأ أيضاً: مقابلة مع الرئيس التنفيذي لجوجل سوندار بيشاي حول نموذج جيميني ومستقبل الذكاء الاصطناعي

ومع ذلك، هناك الكثير من الشكوك حول قدرة ميتا على اللحاق بأوبن أيه آي، ما يُثير مخاوف من أنها قد تلجأ إلى أساليب غير قانونية وغير أخلاقية للحصول على ميزة تنافسية في سوق الذكاء الاصطناعي. فالشركة لها تاريخ في تقليد منافسيها أو الاستحواذ عليهم، مثل استنساخ ميزة القصص من سناب شات والاستحواذ على تطبيق واتساب والتلاعب بمستخدميها واستغلال بياناتهم.