ما أحدث الطرق وأفضلها لتصنيف نتائج الذكاء الاصطناعي؟

3 دقائق
ما أحدث الطرق وأفضلها لتصنيف نتائج الذكاء الاصطناعي؟
مصدر الصورة: ستيفاني آرنيت. إم آي تي تي آر. غيتي إيميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مع ازدهار الذكاء الاصطناعي الذي يستطيع توليد النصوص والصور ومقاطع الفيديو، تعالت نداءات كلٍّ من المشرّعين ومستخدمي الإنترنت العاديين لتعزيز الشفافية. وعلى الرغم من أن مجرد إضافة “علامة” إلى المحتوى يبدو طلباً معقولاً للغاية (وهو كذلك فعلاً)، فإنه ليس بالطلب السهل فعلياً، علاوة على أن الحلول الموجودة حالياً؛ مثل العلامات المائية وأدوات الكشف التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تعاني بعض المخاطر الحقيقية الكامنة.

كما أن الحلول التقنية الحالية غالبيتها “عاجزة تماماً في وجه الجيل الأحدث من نماذج الذكاء الاصطناعي”. ومع ذلك، فقد انطلق السباق نحو تصنيف المحتوى الذي أنتجه الذكاء الاصطناعي وكشفه.

سباق نحو تصنيف المحتوى الذي ولده الذكاء الاصطناعي

وهنا يأتي دور هذا البروتوكول. أُطلِق هذا البروتوكول في 2021، ويحمل اسم “سي تو بي أيه” (C2PA) تيمناً بالمجموعة التي صممته، وهي تحالف يهتم بمصدر المحتوى وأصالته (Coalition for Content Provenance and Authenticity)؛ وهو مجموعة من المعايير الفنية الجديدة والرموز البرمجية المتاحة مجاناً لتصنيف المحتوى على نحو آمن باستخدام معلومات توضح مصدره.

يعني هذا أن الصورة، على سبيل المثال، ستُوسَم بمجموعة من المعلومات ابتداءً من الجهاز الذي أنشأها أول مرة (مثل كاميرا الهاتف)، ثم تُوسم مرة أخرى إذا خضعت للتعديل باستخدام إحدى الأدوات المتخصصة (مثل برنامج فوتوشوب)، وفي نهاية المطاف ستسِمها منصة التواصل الاجتماعي التي ستُرفع إليها أيضاً بمجموعة من المعلومات. وبمرور الوقت، ستتحول هذه المعلومات إلى ما يشبه التاريخ المسجل بالكامل.

اقرأ أيضاً: كيف ستنعكس لعبة المصادر المفتوحة على تفوق الشركات في نماذج الذكاء الاصطناعي؟

لماذا سي تو بي أيه؟

أما التكنولوجيا نفسها، والأساليب التي تجعل “سي تو بي أيه” أكثر أماناً من الخيارات الأخرى لتصنيف نتاج الذكاء الاصطناعي، فهي رائعة، وإن تكن معقدة بعض الشيء. سأتوسع في شرحها في هذا المقال؛ إلا أنه قد يكون من الأسهل أن نشبّهها بلصاقة المواد الغذائية (وهو التشبيه المفضل لدى معظم مَن تحدثت إليهم). يمكنك رؤية مثال عن مقطع فيديو عميق التزييف هنا، وهو يحمل علامة من إنتاج شركة تروبيك (Truepic)، وهي من الأعضاء المؤسسين في تحالف “سي تو بي أيه”، بالاشتراك مع شركة ريفيل أيه آي (Revel AI).

يقول نائب الرئيس للشؤون العامة في تروبيك، منير إبراهيم: “تقوم فكرة التأصيل على إضافة علامة على المحتوى على نحو متوافق مع مختلف الأنظمة مع وجود مؤشرات تدل على التلاعب؛ بحيث يمكن أن ينتشر المحتوى عبر الإنترنت حاملاً هذه اللصاقة الغذائية”.

اقرأ أيضاً: دراسة تكتشف أخطاء في وسم البيانات تشوه تقييمنا لنماذج الذكاء الاصطناعي

عندما أُطلق التحالف “سي تو بي أيه” أول مرة، حظي بدعم مجموعة من الشركات المهمة بما فيها أدوبي (Adobe) ومايكروسوفت؛ غير أن عدد أعضائه ازداد على مدى الأشهر الستة الماضية بنسبة 56%. ومؤخراً، أعلنت المنصة الإعلامية الضخمة شاترستوك (Shutterstock) عن نيتها استخدام البروتوكول “سي تو بي أيه” لتصنيف الوسائط المتنوعة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي جميعها.

يعمل البروتوكول وفق مبدأ الاختيار الصريح؛ ولهذا فإن المجموعات التي ترغب في المصادقة والتصريح عن مصدر المحتوى مثل صحيفة أو جهة معلِنة، ستختار إضافة المعلومات إلى ملفات الوسائط.

ووفقاً لأحد قادة المشروع الذي يعمل في شركة أدوبي، آندي بارسونز؛ يُعزى ما يحظى به البروتوكول “سي تو بي أيه” من اهتمام جديد واستعجال في الانضمام إليه إلى انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتوقع إطلاق تشريعات جديدة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض مستويات جديدة من الشفافية.

اقرأ أيضاً: كيف جعلنا الذكاء الاصطناعي نقدم بياناتنا مجاناً للشركات التكنولوجية الكبرى؟

تبني المشروع على نطاق واسع

يتسم هذا المشروع برؤية كبيرة، وقد اعترف لي المشاركون فيه بأن النجاح الحقيقي يعتمد على إقراره وتبنّيه على نطاق واسع؛ بل وعلى صعيد العالم أيضاً، وقالوا إنهم يأملون بتبني الشركات الكبيرة المختصة بالمحتوى جميعها لهذا المعيار.

ولهذا يعتبر إبراهيم أن سهولة الاستخدام تمثل حجر الأساس: “يجب أن نحرص على قابلية قراءة هذه المعلومات واستيعابها بالطريقة نفسها أينما انتشر المحتوى عبر الإنترنت؛ تماماً مثل التشفير باستخدام بروتوكول طبقة المقابس الآمنة (SSL). وبهذه الطريقة، يمكن توسيع نطاق بيئة عمل أكثر شفافية عبر الإنترنت“.

قد يكون هذا تطوراً فائق الأهمية مع بداية موسم الانتخابات الأميركية؛ حيث ستكون العيون كلها مسلطة على المعلومات المزيفة التي ولدها الذكاء الاصطناعي. يقول باحثو المشروع إنهم يعملون بأقصى سرعة على إصدار ميزات عملية جديدة واجتذاب المزيد من منصات التواصل الاجتماعي قبل بدء المعمعة.

اقرأ أيضاً: يوتيوب تبدأ استخدام الذكاء الاصطناعي لتلخيص الفيديوهات فكيف سينعكس ذلك على تجربتك؟

حالياً، يُطبق المعيار “سي تو بي أيه” على الصور والفيديو بصورة أساسية، على الرغم من أن الأعضاء يعملون أيضاً على التعامل مع المحتوى المبني على النصوص. ولكن من المهم للغاية أن نستوعب أنه حتى عندما ينكشف استخدام الذكاء الاصطناعي، فقد لا يعني هذا الحد من الأضرار الناجمة عن المعلومات المزيفة التي تولدها الآلة. فمنصات التواصل الاجتماعي ما زالت في حاجة إلى أن تقرر ما إذا كانت ستحتفظ بهذه المعلومات على مواقعها، وما زال يتعين على المستخدمين أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كانوا سيثقون بالمحتوى ويشاركونه.

هذه المبادرة شبيهة بعض الشيء بمبادرات أخرى أطلقتها المنصات التكنولوجية على مدى السنوات القليلة الماضية لتصنيف المعلومات المزيفة، فقد صنفت منصة فيسبوك أكثر من 180 مليون منشور ضمن فئة المعلومات المزيفة قبل انتخابات 2020، وبقيت بعض المشكلات الكبيرة موجودة دون شك. وعلى الرغم من أن مشرفي بروتوكول “سي تو بي أيه” لا ينوون إضافة مؤشرات تخص الدقة إلى المنشورات، فمن الواضح أن مجرد تقديم المزيد من المعلومات حول المحتوى ليس كافياً بالضرورة لإنقاذنا من المشكلات التي يمكن أن نتسبب بها لأنفسنا.