8 طرق تساعدك على كشف الأخبار المزيفة عبر منصات التواصل الاجتماعي

4 دقائق
8 طرق تساعدك على كشف الأخبار المزيفة عبر منصات التواصل الاجتماعي
حقوق الصورة: shutterstock.com/Tetiana Yurchenko
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أصبحت الأخبار المزيفة مصدراً متزايداً للقلق في عالم اليوم، فوفقاً لدراسة أُجريت عام 2021، اتفق نحو 75% من الأميركيين الذين يتابعون الأخبار والأحداث الجارية على أن الأخبار المزيفة تمثّل مشكلة كبيرة، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، كما وجد استطلاع أُجري عام 2022 أن 71% من الصحفيين قالوا إن الأخبار المزيفة تمثّل مشكلة كبيرة. وحالياً مع الحروب والكوارث التي يشهدها العالم، فإن مدى انتشارها قد شهد ارتفاعاً ملحوظاً.

ثورة الذكاء الاصطناعي ودوره في انتشار الأخبار المزيفة

الأخبار المزيفة (Fake News) كمفهوم ليست جديدة، فهي موجودة منذ أن بدأ الناس يستهلكون المحتوى بأنواعه كافة سواء المقروء أو المكتوب أو المسموع، ولكن المعدل الذي أصبح ينتشر به في الفترة الأخيرة أصبح مقلقاً، حيث يواجه العديد من الأشخاص صعوبة في التمييز بين الأخبار الحقيقية والأخبار المزيفة على الإنترنت ما يسبب الارتباك.

وقد أسهمت ثورة الذكاء الاصطناعي في دفع الأخبار المزيفة إلى معدلات غير مسبوقة ونشرها، حيث نجد أن إمكانات وأدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن للجميع الوصول إليها قد أسهمت في نشر المعلومات المزيفة بوتيرة وعلى نطاق لم يسبق له مثيل، وقد أدّى هذا إلى ظهور ظاهرة جديدة أطلق عليها الباحثون اسم دوار الواقع (Reality Vertigo)، حيث يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي توليد المحتوى المقنع الذي قد يجد الأشخاص العاديون والمتخصصون صعوبة في اكتشاف ما هو حقيقي منه.

اقرأ أيضاً: لماذا يقع الأشخاص حتى الأذكياء منهم في فخ تصديق المعلومات الكاذبة؟

علاوة على ذلك، يمكن أن تنشأ الأخبار المزيفة من عددٍ من المصادر لتتم مشاركتها عبر منصات مختلفة، حيث إن إحدى السمات المميزة للأخبار المزيفة هي أن المحتوى يبدو كما لو أنه منتج بواسطة منافذ إخبارية موثوقة. وتزيد الأشكال الأخرى من الأخبار المزيفة المولّدة باستخدام بالذكاء الاصطناعي، كاستخدام تكنولوجيا التزييف العميق وأدوات إنشاء المحتوى، من ارتباك مستهلكي الأخبار، ما يجعل من الصعب عليهم تحديد ما هو صحيح.

وما يزيد الأمر صعوبة هو أن أدوات إنشاء المحتوى المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتطور بوتيرة أسرع من أدوات كشف المحتوى المزيف المدعوم بالذكاء الاصطناعي، بينما تنتشر الأخبار الكاذبة بوتيرة أسرع من الحقائق، ما يؤدي إلى انتشار ظاهرة تأثير المعلومات الخاطئة (Misinformation Effect) الذي لا يغيّر الذكريات فحسب، بل يمكن أن يزرع ذكريات جديدة تماماً.

حيث يقول ديليب راو (Delip Rao)، أحد منظمي مسابقة تحدي الأخبار الكاذبة (Fake News Challenge): “إن الكثير من عمل مدققي الحقائق والصحفيين الذين يتتبعون الأخبار المزيفة يتم يدوياً، فإذا تم التقاط خبر مزيف في الساعات القليلة الأولى، فإن الفرصة لمنع انتشاره كبيرة، ولكن بعد 24 ساعة يصبح من الصعب احتواؤها”.

اقرأ أيضاً: كيف يقع الشباب فريسة المعلومات المزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي؟

كيف تنتشر الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة عبر الإنترنت؟

تنتشر الأخبار المزيفة بسرعة أكبر من الأخبار الأخرى لأنها تلعب على وتر العواطف. فيما يلي بعض الطرق التي تنتشر بها الأخبار الكاذبة عبر منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الويب عبر الإنترنت:

  • المشاركة المستمرة: من السهل مشاركة المحتوى والإعجاب به خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، ما يؤدي إلى ازدياد عدد الأشخاص الذين يشاهدون المحتوى في كل مرة يشاركه المستخدم فيها على صفحته الرئيسية.
  • خوارزميات التوصية: توفّر منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث للقراء توصيات مخصصة بناءً على التفضيلات السابقة وسجل البحث، وهو ما يسهم في رؤية عناوين الأخبار المزيفة والضغط عليها.
  • مقاييس المشاركة: تعطي خلاصات منصات التواصل الاجتماعي الأولوية للمحتوى باستخدام مقاييس التفاعل، بما في ذلك عدد المرات التي يشارك فيها القراء القصص أو يعجبون بها.
  • الذكاء الاصطناعي: يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي الترويج للأخبار المزيفة والمعلومات المضللة من خلال إنشاء مواد مزيفة واقعية بناءً على الجمهور المستهدف. على سبيل المثال، يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء قصص مزيفة واختبارها على الفور للتأكد من فاعليتها في التأثير على التركيبة السكانية المستهدفة.
  • عمليات القرصنة: يمكن لقراصنة الإنترنت اختراق منصات الأخبار ونشر القصص التي تخدم أغراضهم الشخصية.
  • المتصيدون: يمكن أن تظهر الأخبار المزيفة أيضاً في تعليقات المقالات الحقيقية، حيث يقوم المتصيدون بالنشر عمداً لإزعاج القراء الآخرين وبدء الجدال معهم لإثبات وجهات نظرهم.

اقرأ أيضاً: بوتات الأخبار المزيفة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي: هل تنجح مكافحتها باستخدام الذكاء الاصطناعي نفسه؟

كيف يمكن التحقق من دقة القصص الإخبارية على الإنترنت؟

وفقاً للخبير والمتخصص في محو الأمية الإعلامية، آل تومبكينز (Al Tompkins)، تقع المسؤولية جزئياً على مستهلك المحتوى في كشف الأخبار المزيفة والتحقق من دقتها قبل نشرها من خلال طرح الأسئلة التالية:

  • ماذا أعرف؟
  • ما الذي أحتاج إلى معرفته؟
  • كيف أعرف ما أعرفه؟
  • هل هناك طريقة أخرى للنظر إلى ذلك؟

من خلال الإجابة عن الأسئلة السابقة للبحث عن أخبار موضوع محدد، يمكنك أن تكون على دراية بالمصادر التي تحصل منها على معلوماتك، وأن تتحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها مع الآخرين.

وللتأكد من دقة الأخبار التي تستهلكها على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار عبر الإنترنت بصورة سريعة، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

تحقق من مصدر المعلومات

من أين جاء الخبر؟ هل هو من مؤسسة إخبارية حسنة السمعة أم أنه من موقع ويب أو حساب على منصات التواصل الاجتماعي لا تعرفه؟ إذا لم تكن على دراية بالمصدر، أجرِ بحثاً سريعاً على جوجل لمعرفة ما إذا كان جديراً بالثقة.

استخدم مواقع التحقق من الحقائق

هناك عدد من مواقع التحقق من الحقائق يمكنها مساعدتك على التحقق من دقة المعلومات المقدمة في المقالات الإخبارية ومنشورات منصات التواصل الاجتماعي، منها منصة إيكاد وFactCheck.org وAFP Fact Check وReuters Fact Check.

اقرأ أيضاً: التهديد الأكبر للمواد عميقة التزييف هو أنها تدفعنا للتشكيك في كل شيء

ابحث عن الأدلة في محتوى الخبر

هل تقدمّ القصة الإخبارية أدلة تدعم ادعاءاتها؟ هل هناك روابط لمصادر أخرى؟ إذا كانت القصة لا تقدّم أي دليل فكن متشككاً.

احذر من العناوين المثيرة

غالباً ما تُصمم العناوين المثيرة لجذب انتباهك، ولكنها قد لا تكون دقيقة، لذا اقرأ القصة الإخبارية بأكملها قبل مشاركتها أو تصديقها.

ضع في اعتبارك انحياز المصدر

مصادر الأخبار جميعها لديها درجة معينة من الانحياز، لذا من المهم أن تكون على دراية بهذا عندما تقرأ الأخبار خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، فإذا بدت القصة الإخبارية متحيزة بشدة، فمن الأفضل تجنب مشاركتها.

ابحث عكسياً عن الصور

يمكن أن يساعدك البحث العكسي عن الصور الموجودة في متن المقال أو صورة المقال الرئيسية على تحديد ما إذا كان قد تم التلاعب بالصور أو استخدامها في سياق مضلل.

اقرأ قسم التعليقات

يمكن أن يكون قسم التعليقات في القصة الإخبارية مكاناً جيداً للحصول على وجهات نظر مختلفة حول القصة، ومع ذلك من المهم عدم تصديق التعليقات التي تقرأها، لأنها قد تكون غير دقيقة أو متحيزة.

اقرأ أيضاً: جوجل تُطلق أداة لكشف الصور المفبركة والمزيفة

كن متشككاً بشأن القصص الإخبارية التي تؤكد معتقداتك الحالية

من المهم أن تكون منفتحاً على المعلومات الجديدة ووجهات النظر المختلفة، لذا إذا بدت القصة الإخبارية رائعة جداً لدرجة يصعب تصديقها، فمن المحتمل أن تكون كذلك.