باحثون عراقيون يطورون نظام ذكاء اصطناعي يشخص مختلف الأمراض من صور اللسان

3 دقائق
باحثون عراقيون يطورون نظام ذكاء اصطناعي يشخص مختلف الأمراض من صور اللسان
حقوق الصورة: shutterstock.com/Try_my_best
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

استخدم فريق من الباحثين العراقيين والاستراليين نظام تعلم آلي يمكنه تشخيص 10 أمراض مختلفة من صور اللسان فقط، وبدقة عالية تبلغ 94% حسب نتائج الدراسة المنشورة في دورية المعهد الأميركي للفيزياء “أيه آي بِي كونفرينس بروسيدينغز” (AIP Conference Proceedings).  

تشخيص الأمراض من صور اللسان 

يعد تشخيص الأمراض عبر فحص اللسان البشري ممارسة شعبية يتبعها الصينيون المعالجون بالأعشاب منذ 2000 عام. واليوم، يتّبع الباحثون الطريقة ذاتها، لكن التشخيص بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وباستخدام كاميرا فقط، ما يعزز تكنولوجيا التطبيب عن بعد من جميع أنحاء العالم. 

أجرى فريق من الباحثين من الجامعة التقنية الوسطى (MTU) في بغداد وجامعة جنوب أستراليا (UniSA) دراسة عززت دقة هذه التقنية. ففي البداية، راجع الدكتور “علي الناجي” الأستاذ المساعد في الجامعة التقنية الوسطى في بغداد وجامعة جنوب أستراليا وزملاؤه التطورات العالمية في تشخيص الأمراض بمساعدة الحاسوب بناءً على لون اللسان. 

يتطلع الدكتور الناجي لتطوير النظام واستخدامه في التطبيقات السريرية مستقبلاً، فقد قال لإم آي تي تكنولوجي ريفيو أيضاً أنه “يعمل على استخدام إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتدريب البيانات اللونية ليكون النظام جاهزاً لكشف أي لون ودرجته عند مستويات اضاءة مختلفة وتصميم الهاردوير (جهاز) باستخدام المسيطرات الدقيقة والكاميرا ليعمل في الوقت الحقيقي واختبار الجهاز في المستشفيات.”

يقول الدكتور علي الناجي: “لقد أيّد الطب التقليدي هذه الطريقة منذ فترة طويلة، ما يدل على أن لون اللسان وشكله وسمكه يمكن أن يكشفا عن علامات مرض السكري، ومشاكل الكبد، ومشاكل الدورة الدموية والجهاز الهضمي، فضلاً عن أمراض الدم والقلب”.

اقرأ أيضاً: زرعة دماغية تحسن قدرة مرضى التصلب الجانبي الضموري على الكلام

استخدم الباحثون الحاسوب وكاميرا ويب يو إس بي USB لالتقاط صور اللسان لـ 100 مريض من مستشفى الموصل، يعانون من مرض السكري والفشل الكلوي وفقر الدم وغيرها من الأمراض، لبناء النظام عليها، بالإضافة إلى الاستعانة بقاعدة بيانات مكونة من 9000 من صور اللسان، لتغطية أمراض أخرى. 

نتائج الدراسة وأهميتها

باستخدام تقنيات معالجة الصور، تمكن الباحثون من تشخيص الأمراض بدقة عالية، ويوضح الدكتور علي الناجي ذلك بقوله: “من الممكن بدقة تصل إلى 80% تشخيص أكثر من 10 أمراض تسبب تغيراً واضحاً في لون اللسان. لقد حققنا في دراستنا دقة بنسبة 94% في ثلاثة أمراض، لذا فإن هناك إمكانية لتحسين هذا البحث بشكل أكبر”.

أرسل الباحثون بريداً صوتياً يتضمن نتيجة الاختبار، ويحدد لون اللسان وتشخيص المرض عبر رسالة نصية إلى المريض أو مقدم الرعاية الصحية. 

أكد الدكتور علي الناجي أيضاً أن تشخيص الأمراض من مظهر اللسان عن بعد ممكن باستخدام الذكاء الاصطناعي والكاميرا، أو حتى الهاتف الذكي. بالإضافة إلى أن “تشخيص الأمراض عن بعد طريقة آمنة وفعالة وسهلة وغير مؤلمة وغير مكلفة. وهذا مهم بشكل خاص في أعقاب جائحة عالمية مثل فيروس كورونا، حيث يمكن أن يكون الوصول إلى المراكز الصحية خطراً”.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسهم في اكتشاف عقار يقضي على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية

وعن وجود شروط محددة لالتقاط الصور مثل دقة الكاميرا والإضاءة، قال الدكتور علي الناجي لإم آي تي تكنولوجي ريفيو: “يوجد شروط محددة مثل دقة الكاميرا والإضاءة التي قد تؤثر على كشف الالوان. مع ذلك تم اعتبار جمع البيانات اللونية باستخدام عدة كاميرات وعند مستويات إضاءة مختلفة لمعالجة هذه المشكلة.”

أظهرت الدراسات السابقة أهمية صور اللسان في تشخيص الأمراض، وبالحديث عن كورونا، أظهرت إحدى الدراسات على المرضى أن 64% من المرضى الذين يعانون من عدوى خفيفة لديهم لسان وردي شاحب، و62% من المرضى الذين يعانون من عدوى متوسطة لديهم لسان أحمر، و99% من المرضى الذين يعانون من عدوى شديدة  كان لون لسانهم أحمر داكناً.

من الأمراض الأخرى التي يمكن تشخيصها مرض السكري، والذي يكون لون لسان المرضى المصابين به أصفر، ومرضى السرطان لديهم لسان أرجواني مع طبقة دهنية سميكة، ومرضى السكتة الدماغية الحادة لون لسانهم أحمر، وغالباً ما يكون ملتوياً.

اقرأ أيضاً: كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي مع البشر لمستقبل أفضل في الرعاية الصحية؟

يتميز النظام الذي طوره الدكتور الناجي وفريقه بالفعالية والموثوقية والسلامة والتكلفة المنخفضة. يمكن أن يساعد بشكل كبير في أنظمة الرعاية الصحية الأولية والكشف المبكر عن الأمراض، والمساعدة في التشخيص السريري وتقليل الأخطاء البشرية، خاصة في الدول منخفضة الدخل والتي تفتقر إلى الأجهزة والمعدات الطبية والمخبرية المتقدمة بسبب التكلفة العالية.