4 طرق لتعزيز الإنتاجية باستخدام تشات جي بي تي

4 دقائق
4 طرق لتعزيز الإنتاجية باستخدام تشات جي بي تي
حقوق الصورة: shutterstock.com/SuPatMaN
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يُحدث نموذج تشات جي بي تغييراً كبيراً في طرق العمل؛ إذ إنه يرفع الإنتاجية والمهارات البشرية إلى مستويات غير مسبوقة. بصفته أداة مساعِدة معتمدة على الذكاء الاصطناعي صُممت لتعزيز التعاون والإنشاء المشترك، فإن حالات استخدامه الأكثر إنتاجية هي الحالات التي يستخدمه البشر فيها لمواجهة تحدّيات مكان العمل. 

وسنستعرض في هذا المقال 4 حالات استخدام متقدّمة توضح كيف تعزز هذه العلاقة التكافلية بين الإنسان والآلة إنتاجيتنا بطرق تتجاوز مخيلتنا. 

1. التفكير النقدي 

التفكير النقدي هو مهارة ضرورية في الأعمال اليومية التي يتطلب فيها اتخاذ القرارات المستنيرة، التقييمَ الدؤوب والدقيق والتفكير المنطقي. لكن هذه العمليات قد تستغرق وقتاً طويلاً، ويواجه البشر غالباً صعوبات في التفكير بطريقة نقدية. يمكن أن تحد تحيزاتنا المعرفية وعواطفنا ووجهات نظرنا المحدودة من قدرتنا على تحليل المواقف بدقة والتوصل إلى استنتاجات غير متحيزة.

خذ في الاعتبار مدير مشروع يواجه مشكلة معقدة تتعلق بالعديد من أعضاء فريقه وتشمل مواقع مختلفة. يجب على هذا المدير تقييم عدة حلول وتحقيق التوازن بين العوامل مثل المصالح المتضاربة وديناميّات الفريق، ويمكنه عندها أن يشرح الموقف لتشات جي بي تي ثم يكتب: “نظراً لهذه القيود، ما الطرق الفعالة لحل المشكلة مع الحفاظ على انخراط أعضاء الفريق جميعهم؟ اشرح المزايا والعيوب المحتمَلة لكل منها”.

يتجاوب تشات جي بي تي مع هذه الأوامر النصية من خلال التحليل السريع للمعلومات المُقدّمة، ويقيّم العوامل المختلفة ويولّد وجهات نظر عمومية. سيقدم النموذج أيضاً حلولاً محتملة متوافقة مع القيود المفروضة، وسيوفر تحليلاً دقيقاً ومفصّلاً يأخذ في الاعتبار وجهات النظر والعوامل المختلفة. 

على الرغم من أن تشات جي بي تي يفعل ذلك لحظياً تقريباً، فالأمر لا يتعلق بالسرعة فقط؛ إذ إن استخدام هذا النموذج يساعد أيضاً على ضمان أن تكون عملية صنع قرار أكثر شمولاً وتوازناً. يساعد تشات جي بي تي مدير المشروع على اتخاذ قرار مستنير يتماشى مع أهداف شركته وقيمها من خلال تقديم حلول متنوعة وتبرير انتقائها.

اقرأ أيضاً: هل تشات جي بي تي قادر على تحسين أداء الكتّاب السيئين؟

2. صياغة أُطُر العمل 

أُطُر العمل ضرورية في مجال العمل المهني لأنها تحدد نهجاً واضحاً ومنهجياً لمواجهة التحديات المعقّدة؛ ما يساعد المهنيين على تحقيق أهدافهم بكفاءة. مع ذلك، فإن التعامل مع أُطُر العمل ليس سهلاً دائماً. تكمن الصعوبات غالباً في فهم الإطار المناسب وتطبيقه بهدف حل مشكلة معينة، وهي عملية يمكن أن تكون صعبة وتستغرق وقتاً طويلاً. 

تخيَّل خبير تسويق يعمل على طرح منتج جديد. يجب عليه تحديد الجمهور المستهدف وصياغة الرسائل التسويقية المناسبة وتحديد القنوات الأكثر فعالية لترويج المنتج. التوصّل إلى إطار عمل تسويقي ضروري في هذه الحالة؛ ولكن قد تكون عملية صياغة هذا الإطار مرهقة في غياب التوجيه السليم.

هنا يدخل تشات جي بي تي المعادلة جنباً إلى جنب مع نموذج آيدا (AIDA) اختصاراً للكلمات: الانتباه (Attention)، الاهتمام (Interest)، الرغبة (Desire)، الإجراء (Action). في هذا السيناريو، يخبر المسوّق تشات جي بي تي عن المنتج وأهداف الحملة التسويقية والتحديات المحددة التي يواجهها، ثم يكتب أمراً نصياً مثل: “ساعدني على تصميم استراتيجية تسويق لطرح منتجنا الجديد باستخدام نموذج آيدا”.

بفضل تشات جي بي تي، يمكن إجراء هذه العملية التي كانت شاقة خلال ثواني.

اقرأ أيضاً: 16 أداة ذكاء اصطناعي أفضل من تشات جي بي تي لمساعدة المعلمين

3. ابتكار الأفكار 

صياغة الأفكار الجديدة والمبتكَرة أمرٌ ضروري للغاية للحفاظ على الأفضلية التنافسية. سواء كنت تعمل على تصميم منتج جديد أو تحسين خدمة ما أو التوصل إلى طرق جديدة لتعزيز انخراط العملاء، فإن عملية ابتكار الأفكار تعزز النمو والتكيّف. لكن توليد الأفكار أسهل قولاً منهُ فعلاً؛ لأننا نواجه غالباً مشكلات نعجز عن حلها، ونعيد قولبة المفاهيم نفسها أو نعاني في التفكير بطرق مبتكَرة.

خذ في الاعتبار مدير مشروع كُلّف بإنشاء نهج جديد لتبسيط عملية تعاون أعضاء الفريق عبر أقسام مختلفة في شركة ما. قد تؤدي جلسات العصف الذهني التقليدية إلى التوصل إلى بعض النتائج؛ لكن تتطلب الحاجة الملحّة إلى خلق حلول فريدة أكثرَ من ذلك. 

لذلك؛ يعرض مدير المشروع على تشات جي بي تي الاحتياجات المحددة للشركة والتحديات الحالية التي تواجه تواصل الفريق والأهداف التي يجب تحقيقها لتحسين الأداء. قد يُدخل المدير أمراً نصياً مثل: “أحتاج إلى أفكار جديدة لتعزيز التعاون بين الأقسام بطريقة تمنح الأولوية للابتكار والكفاءة. اعرض عليّ بعض الأساليب غير التقليدية”.

يحلّل عندها تشات جي بي تي هذه المدخلات ويأخذ السياق المحدد والمتطلّبات المحددة في الاعتبار، ويقترح النموذج مفاهيم جديدة بالاعتماد على مجموعة واسعة من المعارف والرؤى، ويقدّم وجهات نظر مختلفة، ويستند إلى الأفكار التي قد يقدمها مدير المشروع. ستكون النتيجة مجموعة من الحلول الفريدة والمصممة خصيصاً؛ التي ربما لن يكون التوصّل إليها سهلاً بتطبيق الطرق التقليدية.

بتعبير آخر، يصبح تشات جي بي تي شريكاً افتراضياً في عملية العصف الذهني غير مقيّد بطرق التفكير التقليدية، ناهيك عن أنه قادر على إلهام الإبداع على نطاق قد يكون صعب التحقيق في الجلسات التي يجريها البشر. 

اقرأ أيضاً: باحثون من جامعة محمد بن زايد يطوّرون طريقة لكشف المعلومات المزيفة باستخدام تشات جي بي تي

4. التخطيط 

التخطيط هو أساس النجاح في العمل اليومي؛ إذ إنه يتيح توجيه الجهود بوضوح وتحديد الأهداف القابلة للتحقيق وطرق تحقيق هذه الأهداف. مع ذلك، يمكن أن يكون التخطيط معقداً ومرهقاً، ناهيك عن أنه غالباً ما يتطلب التنسيق والمواءَمة المتعددَيّ الأوجه.

لنتخيل مدير موارد بشرية مسؤول عن مزامنة طرق التوظيف الفعالة عبر فروع متعددة. يعرض المدير بعض المعلومات المتعلقة بالسياق مثل الأدوار الوظيفية المحددة على تشات جي بي تي، ثم يكتب أمراً نصياً مثل: “ساعدني على التفكير في الخطة التي يجب اتباعها وعلى التخطيط لكل مكون على حدة”.

يتعامل النموذج مع هذا الأمر من خلال تحليل المعلومات المقدّمة وفهم القيود وصياغة خطة توظيف شاملة. يمكن أن يقسّم تشات جي بي تي المهمة إلى خطوات يسهل التعامل معها، ويقترح الجداول الزمنية الأكفأ لكل موقع، وكذلك يمكن أن يقدّم رؤىً حول استراتيجيات التوظيف المحلية. 

بفضل تشات جي بي تي، تصبح هذه العملية التي تستغرق الوقت عادة نشاطاً مبسّطاً. تصبح عملية التخطيط بمساعدة تشات جي بي تي متناسقة وقابلة للإنجاز في الوقت المناسب، وأكثر كفاءة وقابليّة للتعديل؛ ما يؤدي إلى التوصل إلى نتائج أفضل وتخفيف الضغط على المهنيين المعنيين. 

اقرأ أيضاً: ما الذي دفع مبتكري تشات جي بي تي إلى التهديد بمغادرة أوروبا؟

قدرة تشات جي بي تي على تعزيز إنتاجية موظفي المعرفة مذهلة. مع استمرارنا في رسم عوالم المستقبل، سيمكّننا هذا النوع من التكنولوجيا من السعي إلى تحقيق أهداف أهم وإنشاء روابط أعمق وبناء مستقبل أكثر إشراقاً معاً. المستقبل ينادينا، احرص على تلبية هذا النداء والاستمتاع بالإنتاجية التي حلمت بها دوماً.