هل تشات جي بي تي قادر على تحسين أداء الكتّاب السيئين؟

2 دقائق
هل تشات جي بي تي قادر على تحسين أداء الكتّاب السيئين؟
مصدر الصورة: ستيفاني آرنيت. إم آي تي تي آر. إنفاتو
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بدأ الكثيرون باستخدام تشات جي بي تي (ChatGPT) لمساعدتهم على إنجاز أعمالهم منذ إطلاقه في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، حيث يعتمد المستخدمون المتحمسون عليه في كتابة كل شيء، بدءاً من المواد التسويقية وصولاً إلى رسائل البريد الإلكتروني والتقارير وغير ذلك.

والآن، بدأنا نشهد أولى دلائل هذا الاستخدام في أماكن العمل. حيث تشير دراسة جديدة نُشرت مؤخراً في مجلة “ساينس” (Science) لاثنين من طلاب الدراسات العليا في قسم الاقتصاد بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن تشات جي بي تي يمكنه أن يساعد على تخفيف الفروقات بين الموظفين من حيث قدرات الكتابة. وجد الباحثان أن هذه الأداة يمكنها أن تتيح للعاملين الأقل خبرة، الذي يفتقرون إلى مهارات الكتابة، إنتاج أعمال تضاهي أعمال زملائهم المهرة جودة.

تقليص الفجوة بين مستويات الكتابة وإنتاجية أعلى

جمع الباحثان، شاكد نوي وويتني تشانغ، 453 شخصاً من المسوقين ومحللي البيانات والمهنيين الذين تلقوا تعليماً جامعياً، وطلبوا من كل واحد منهم إنجاز نوعين من المهام التي عادة ما يكلفون بها في إطار أعمالهم، مثل كتابة بيانات صحفية أو تقارير موجزة أو خطط تحليل. مُنِح نصف المشاركين خيار استخدام تشات جي بي تي لمساعدتهم على إنجاز المهمة الثانية.

بعد ذلك، أجرت مجموعة أخرى من المهنيين عملية تقييم لجودة النتائج، ومنحت أسلوب الكتابة درجة تتراوح من 1 إلى 7، حيث تمثل الدرجة 7 أعلى مستوى من الجودة. خضع كل عمل لتقييم أجراه ثلاثة أشخاص يعملون في الاختصاص ذاته، حيث استأجرتهم منصة الأبحاث بروليفيك (Prolific). 

استغرق الكتّاب الذين اختاروا الاستعانة بتشات جي بي تي زمناً أقل بنسبة 40% لإنجاز مهامهم، وأنتجوا عملاً منحه المقيّمون درجة أعلى بنسبة 18% من حيث الجودة، بالمقارنة مع المشاركين الذين لم يستخدموا نظام الذكاء الاصطناعي. تمكن الكتّاب الذين كانوا يتمتعون بمهارة عالية في الكتابة من تخفيض الوقت المطلوب للعمل، على حين تمكن الكتاب الأقل مستوى من إنتاج أعمال عالية الجودة بعد استخدام بوت الدردشة.

يقول نوي، المؤلف الرئيسي للبحث: “يتميز تشات جي بي تي بقدرة ممتازة على إنتاج هذا النوع من المحتوى المكتوب، ولهذا يبدو أن استخدامه لأتمتة بعض مراحل عملية الكتابة يؤدي، على الأرجح، إلى توفير الكثير من الوقت”.

ويضيف قائلاً: “من الواضح أن هذا أمر مفيد للغاية للعاملين في الوظائف المكتبية، وسيلجأ الكثيرون إلى هذه الطريقة، وستؤدي إلى تأثير كبير للغاية على أسلوب العمل المكتبي”.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم تشات جي بي تي لكتابة بحث علمي؟

معضلة الموثوقية

غير أن نتاج تشات جي بي تي وغيره من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية أبعد ما يكون عن الموثوقية. يتميز تشات جي بي تي بقدرة عالية على تقديم معلومات خاطئة على أنها صحيحة من الناحية الواقعية، ما يعني أن استفادة العاملين منه لمساعدتهم على العمل تترافق مع مخاطر ارتكاب الأخطاء

ووفقاً لطبيعة العمل، يمكن أن تؤدي هذه الأخطاء إلى عواقب وخيمة. فقد حكم أحد القضاة مؤخراً بتغريم المحامي ستيفن شوارتز بمبلغ 5,000 دولار لاستخدامه تشات جي بي تي في صياغة مذكرة قانونية كانت تحتوي على فتاوى قضائية واستشهادات قانونية خاطئة.

وقد كتب القاضي كيفن كاستيل قائلاً: “التطورات التكنولوجية منتشرة على نطاق واسع، ولا يوجد خطأ جوهري في الاستعانة بأداة ذكاء اصطناعي لإنجاز العمل. لكن القواعد الحالية تفرض على المحامين أن يكونوا حراساً مؤتمنين لضمان دقة الوثائق التي يقدمونها”.

يلمح البحث إلى أن الذكاء الاصطناعي يصبح مفيداً في مكان العمل من خلال منحه دوراً يشبه المساعد الافتراضي، كما يقول الباحث في جامعة كارنيغي ميلون، ريكو أراكاوا، الذي يدرس استخدام العاملين للنماذج اللغوية الكبيرة، والذي لم يشارك في الدراسة.

اقرأ أيضاً: ما مدى فعالية أدوات الكشف عن النصوص المولدة بالذكاء الاصطناعي؟ 

ويضيف قائلاً: “أعتقد أنها نتيجة مثيرة للاهتمام، وتبين كيف يمكن أن يحقق التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي نجاحاً رائعاً في هذا النوع من المهام. فعندما يستفيد البشر من الذكاء الاصطناعي في تحسين إنتاجهم، يستطيعون تقديم محتوى أفضل”.