هل يمكن أن يكون الوباء القادم من صنع الذكاء الاصطناعي؟

3 دقائق
هل يمكن أن يكون الوباء القادم من صنع الذكاء الاصطناعي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Parilov
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أظهرت جائحة كوفيد-19 كيف يمكن لفيروس جديد أن يسبب اضطراباً ومعاناة غير مسبوقين في جميع أنحاء العالم، كما كشفت عن ضعفنا أمام تهديدات أكبر قد تحدث يوماً ما، مثل الهجمات البيولوجية التي قد تسعى من خلالها إحدى الدول أو الجماعات الإجرامية لنشر وباء عالمي قاتل.

تعني الهجمات البيولوجية الاستخدام المتعمد للعوامل البيولوجية المسببة للأمراض، مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو السموم، لإيذاء أو قتل البشر أو الحيوانات أو النباتات.

وقد ازدادت مؤخراً مخاطر الهجمات البيولوجية نظراً لتطور الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يساعد على تطوير سلاح بيولوجي خطير يهدد كل البشر.

اقرأ أيضاً: أهم 5 مخاطر ومسائل أخلاقية مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي

الأسلحة البيولوجية والذكاء الاصطناعي

وفقاً لمقال نُشر على موقع أكسيوس (Axios) بعنوان “تهديد آخر للذكاء الاصطناعي: الوباء القادم“، تُشكّل الأسلحة البيولوجية والذكاء الاصطناعي تحديات خطيرة لكلٍّ من النظام الصحي والنظام الأمني العالميين، فيما يلي بعض الأسباب:

وجود نقاط ضعف في النظام الصحي العالمي

أظهرت جائحة كوفيد-19 عدم استعداد النظام الصحي العالمي ونقص التمويل اللازم للتعامل مع تفشي مرض جديد واسع النطاق، كما سلّطت الضوء على الفجوات وعدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية والاختبارات واللقاحات والعلاجات بين مختلف البلدان والمناطق الجغرافية.

يمكن استغلال نقاط الضعف هذه لتنفيذ هجمات بيولوجية تسبب أكبر قدر ممكن من الضرر والفوضى. على سبيل المثال، يمكن إطلاق مسببات الأمراض التي طُوِّرت بالمختبر في الأماكن التي يصعب فيها توفير العلاجات أو اللقاحات، ما يساعد على انتشارها بشكلٍ واسع، يمكن أيضاً استهداف مجموعات سكانية محددة بناء على خصائصها الجينية أو العرقية.

اقرأ أيضاً: هل يمثّل الذكاء الاصطناعي خطراً وجودياً على البشر؟

الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضخم تهديد الأسلحة البيولوجية

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء أو نشر أسلحة بيولوجية أو لتعطيل الاستجابة لهجوم بيولوجي. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي على:

  • تصميم أسلحة بيولوجية جديدة أو محسّنة من خلال تحليل البيانات الجينية أو محاكاة العمليات البيولوجية أو تحسين طرق النشر.
  • جعل عملية إنتاج الأسلحة البيولوجية أسرع وأقل تكلفة وفي متناول الجميع.
  • نشر الأسلحة البيولوجية بشكلٍ أكثر فاعلية باستخدام التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل الطائرات المسيرة أو الروبوتات.
  • نشر معلومات مضللة أو دعاية على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام بوتات الدردشة أو التزييف العميق للمساعدة على نشر العوامل الممرضة وتعطيل الاستجابة لها.
  • اختراق البنية التحتية أو الأنظمة الحيوية التي تستخدم للكشف عن الهجمات البيولوجية أو تحديدها أو التعامل معها أو الوقاية منها، وذلك عن طريق الهجمات السيبرانية مثل البرامج الضارة أو برمجيات الفدية.

اقرأ أيضاً: الوجه المرعب للذكاء الاصطناعي

مبادرات وجهود لمواجهة هذه التهديدات

على الرغم من التحديات الهائلة التي تفرضها الأسلحة البيولوجية والذكاء الاصطناعي، فإن هناك مبادرات وجهوداً مبذولة لمنع هذه التهديدات والتخفيف من مخاطرها. بعض هذه المبادرات يشمل:

  • تطوير أنظمة إنذار مبكر يمكنها اكتشاف ورصد التهديدات البيولوجية الناشئة باستخدام أجهزة الاستشعار أو شبكات المراقبة أو تحليل البيانات.
  • تحسين معايير الأمن البيولوجي والسلامة البيولوجية التي يمكن أن تمنع الإطلاق غير المتعمد أو المتعمد للعوامل البيولوجية المسببة للأمراض، وذلك عن طريق اللوائح والقوانين أو عمليات التفتيش أو التدقيق أو التدريب.
  • تعزيز التعاون الدولي والمعايير التي يمكن أن تقلل من خطر الصراعات أو التصعيد الذي قد يدفع بعض الدول أو الجماعات لاستخدام الأسلحة البيولوجية، وذلك عن طريق المعاهدات أو الاتفاقات الدولية أو تعزيز دور الدبلوماسية والحوار والمنظمات الدولية.

اقرأ أيضاً: كيف نطوّر الذكاء الاصطناعي المسؤول الذي ينفع المجتمع؟

تعزيز الوعي والعمل لمنع هجوم بيولوجي كارثي

كانت جائحة كوفيد-19 بمثابة دعوة لاستيقاظ العالم وأخذ تهديدات الأسلحة البيولوجية على محمل الجد. وفي حين أن هناك بعض الخطوات الإيجابية التي يتم اتخاذها لمواجهة هذه التحديات، هناك حاجة إلى مزيدٍ من الوعي والعمل لمنع هجوم بيولوجي كارثي في المستقبل، بالإضافة إلى استثمار المزيد من الموارد وتعزيز الرعاية الصحية في كل أنحاء العالم، كما أننا بحاجة إلى المزيد من التعاون والثقة بين مختلف الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة، وتعزيز الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى أبرز الجهود الدولية لتنظيم الذكاء الاصطناعي

يمكن أن يكون الوباء التالي من صنع الإنسان، ويمكن أن يكون أسوأ بكثير من كوفيد-19، وقد يؤدي إلى انقراض البشر أو الكائنات الحية التي نعتمد عليها.