ما هو الذكاء الفائق الذي يسعى العالِم المستقيل من أوبن إي آي للوصول إليه عبر شركته الجديدة؟

2 دقيقة
ما هو الذكاء الفائق الذي يسعى العالِم المستقيل من أوبن إي آي الوصول إليه عبر شركته الجديدة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ArtemisDiana

أعلن عالم الحاسوب إيليا ساتسكيفر، وهو كبير العلماء السابق في شركة أوبن أيه آي (OpenAI) الأميركية، تأسيس شركة جديدة للذكاء الاصطناعي تُسمَّى سيڤ سوبر إنتلجنس (Safe Superintelligence).

تتمثل مهمة الشركة التي سيكون لها مكتب في بالو ألتو بولاية كاليفورنيا الأميركية وآخر في تل أبيب بإسرائيل، في تطوير ذكاء اصطناعي قوي جداً ولكن بشكلٍ آمن.

الشركة الجديدة المعروفة اختصاراً بـ إس إس آي (SSI)، لفتت الانتباه إلى مصطلح جديد، وهو الذكاء الفائق الآمن، حيث أضيفت كلمة "آمن" إلى مصطلح الذكاء الفائق (Superintelligence) الذي عُرِّف بأنه كائن افتراضي يمتلك ذكاءً يفوق بكثير ذكاء البشر الأكثر ذكاءً وموهبة.

يأخذ نموذج عمل الشركة في الاعتبار السلامة والأمن، ويعتبرها أشياء يجب أّلا تتأثر بالضغوط الاقتصادية والتجارية والرغبة في تحقيق الربح.

كانت الضغوط الاقتصادية على وجه التحديد هي التي دفعت ساتسكيفر وموظفين آخرين في الفريق الذي يتعامل مع أمن الذكاء الاصطناعي الذي طوّرته شركة أوبن أيه آي إلى الاستقالة في شهر مايو/أيار الماضي، ويبدو أنه أسس شركته الجديدة لمعالجة هذه الضغوط.

اقرأ أيضاً: هل أصبحنا قريبين حقاً من تطوير الذكاء الاصطناعي العام؟ وماذا ستجني البشرية منه؟

دور ساتسكيفر  في شركة أوبن أيه آي

كانت مساهمة ساتسكيفر أساسية في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التي تسمح لتشات جي بي تي (ChatGPT) بفهم اللغة الطبيعية وتوليد النصوص مثل البشر، كما أنه شارك في تأسيس شركة أوبن أيه آي عام 2015.

بالإضافة إلى ذلك، أدّى ساتسكيفر دوراً حاسماً في إقالة سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ثم إعادته لاحقاً إلى منصبه.

ساتسكيفر الذي كان عضواً في مجلس إدارة أوبن أيه آي أيّد قرار إقالة سام ألتمان لأن الأخير كان يدفع نحو تطوير الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة دون أخذ الاعتبارات الأمنية في الحسبان. 

لكن قرار مجلس الإدارة بإقالة سام ألتمان تعرض لانتقادات شديدة من قِبل موظفي الشركة. 

وبعد عدة أيام، وقّع الموظفون على رسالة تطالب باستقالة مجلس الإدارة بأكمله وعودة ألتمان لمنصبه. والمفاجأة أن ساتسكيفر كان من بين الموقعين على الرسالة، حيث عبّر عن أسفه لمساهمته في إقالة ألتمان.

بعد عودة ألتمان إلى منصبه، بقي ساتسكيفر في الظل عدة أشهر، ولم يظهر إلّا في شهر مايو الماضي، حين أعلن استقالته، ليبدأ مغامرة جديدة بتأسيس شركة سيف سوبر إنتلجنس Safe Superintelligence.

أهداف شركة سيف سوبر إنتلجنس

وفقاً لبيان التأسيس الذي نُشِر على منصة إكس، يدرك ساتسكيفر أننا اقتربنا من تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الفائق. لذلك، تأسست الشركة على مبدأ أن تطوير الذكاء الفائق الآمن سيكون التحدي التكنولوجي الأكثر أهمية في عصرنا.

التركيز على تطوير الذكاء الفائق الآمن

الهدف الأساسي لشركة سيف سوبر إنتلجنس هو تطوير ذكاء اصطناعي فائق آمن، حيث تكرّس الموارد جميعها وجهود البحث والتطوير لتحقيق هذا الهدف. تتمحور مهمة الشركة واسمها ونموذج عملها بالكامل حول هذا المسعى.

التركيز على السلامة

تعمل الشركة على الدفع لتطوير الذكاء الاصطناعي لكن مع التركيز على السلامة قبل ذلك. 

هكذا يمكن تطوير الذكاء الاصطناعي بسرعة مع ضمان أن تكون تدابير السلامة دائماً في المقدمة. وُضِع هذا النهج للسماح بالنشر الآمن لأنظمة الذكاء الاصطناعي الفائقة.

التحرر من الضغوط القصيرة المدى

من أجل تحقيق هدفها، تتجنب شركة سيف سوبر إنتلجنس تأثير الإدارة والتأثيرات الاقتصادية والتجارية. صُمِم نموذج أعمال الشركة لعزل السلامة والأمن عن الضغوط التجارية والاقتصادية القصيرة المدى، ما يضمن أن تظل اعتبارات السلامة على المدى الطويل أولوية قصوى.

اقرأ أيضاً: كيف أثّر الصراع الأخلاقي حول سلامة الذكاء الاصطناعي في إقالة سام ألتمان من منصبه؟

الانتشار العالمي

سيف سوبر إنتلجنس هي شركة أميركية لها مكاتب في بالو ألتو وتل أبيب. اُختيرت هذه المواقع الاستراتيجية نظراً لجذورها العميقة في صناعة التكنولوجيا وقدرتها على جذب المواهب التقنية عالية المستوى.

إنشاء فريق عالمي

تلتزم سيف سوبر إنتلجنس بضم أفضل المهندسين والباحثين في العالم. تبحث الشركة عن أفراد قادرين على حل التحدي التقني المتمثل في تطوير الذكاء الفائق الآمن، وتوفّر لهم الفرصة لتقديم مساهمات كبيرة في هذا المجال الحيوي.