كيف سيتطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟ وما تأثير ذلك على البشر؟

2 دقائق
كيف سيتطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟ وما تأثير ذلك على البشر؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Blue Planet Studio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

الذكاء الاصطناعي هو قدرة الآلات على أداء المهام التي تتطلب عادةً الذكاء البشري؛ مثل التفكير المنطقي والتعلم واتخاذ القرارات. شهد الذكاء الاصطناعي تقدماً سريعاً في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل توفر كميات ضخمة من البيانات وموارد الحوسبة القوية وتطور الخوارزميات، وأسهمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالفعل في تغيير مجالات مختلفة؛ مثل الرعاية الصحية والتعليم والترفيه والنقل والأمن.

ومع ذلك، لا يزال مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على العالم غير معروف ومثيراً للجدل. يخشى بعض الخبراء من أنه يمكن أن يشكّل تهديداً وجودياً للحضارة الإنسانية، إذا تجاوز الذكاء البشري وأصبح قادراً على تجنب السيطرة البشرية عليه أو إذا أصبح عدائياً. البعضُ الآخر متفائلٌ بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحسّن حياتنا ورفاهيتنا، من خلال حل المشكلات المعقدة وتعزيز الإنتاجية.

في هذه المقالة، سنناقش بعض السيناريوهات المحتملة لتطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره على البشر، لكن عليك أن تعرف أن هذه السيناريوهات جميعها غير مؤكدة ولا تزال مجرد تكهنات.

اقرأ أيضاً: بيل غيتس يطمئنك: لا تقلق من الذكاء الاصطناعي

الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي

وصل الذكاء الاصطناعي حالياً إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي الضعيف (Weak AI). هذا النوع قادر على أداء مهام محددة بشكلٍ أفضل من البشر، لكن لا يمكنه أن يؤدي مهاماً متنوعة. على سبيل المثال، برنامج الذكاء الاصطناعي الذي يتغلب على البشر في لعبة الشطرنج ليس قادراً بمفرده على لعب ألعاب أخرى أو فهم قواعدها، والذكاء الاصطناعي الذي يتعرف على الوجوه لا يستطيع التعرف على الأصوات. إليك بعض الأمثلة عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الضعيف:

  • المساعدات الرقمية: مثل سيري (Siri) أو أليكسا (Alexa)، يمكنها الإجابة عن الأسئلة وتشغيل الموسيقى وتعيين التذكيرات أو التحكم في الأجهزة الذكية.
  • السيارات ذاتية القيادة: يمكنها السير على الطرق وتجنب العوائق واتباع قواعد المرور.
  • أنظمة التوصيات: مثل أنظمة التوصية في يوتيوب أو نتفليكس أو أمازون، ويمكنها اقتراح منتجات أو أفلام أو موسيقى حسب تفضيلات المستخدم وسلوكه.
  • أنظمة التعرف على الوجه: يمكنها التعرف على الأشخاص في الصور أو مقاطع الفيديو.
  • أنظمة التعرف على الكلام: يمكنها تحويل الكلام إلى نص وبالعكس.
  • أنظمة معالجة اللغة الطبيعية: مثل تشات جي بي تي وجوجل بارد (Google Bard) التي يمكنها إنشاء نصوص أو تلخيص النصوص أو استخراج المعلومات من النص.
  • أنظمة الرؤية الحاسوبية: يمكنها اكتشاف الأشياء مثل الأشخاص في الصور أو مقاطع الفيديو.

اقرأ أيضاً: مقارنة عملية بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري

تطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب

في المستقبل القريب، أي خلال السنوات العشر القادمة، من المتوقع أن نصل إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence)، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي القادر على أداء أي مهمة ذهنية يمكن أن يقوم بها الإنسان.

سيكون الذكاء الاصطناعي العام قادراً على التعلم من أي مصدر بيانات، والتفكير المنطقي والإبداعي، وفهم اللغة الطبيعية والعواطف البشرية. سيكون أيضاً قادراً على التواصل مع البشر بطريقة طبيعية.

اقرأ أيضاً: هل نحن أمام مخاطر وجودية فعلاً من الذكاء الاصطناعي؟

تطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل المتوسط

في المستقبل المتوسط، أي بعد 10 سنوات، من المتوقع أن نصل إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي الفائق (Super AI)، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يتجاوز الذكاء البشري وقدرات البشر في جميع المجالات. سيكون قادراً على حل أي مشكلة وابتكار تقنيات جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، سيكون الذكاء الاصطناعي الخارق قادراً على تحسين قدراته وتكرار نفسه دون تدخل أو إشراف بشري.

اقرأ أيضاً: كيف نطوّر الذكاء الاصطناعي المسؤول الذي ينفع المجتمع؟

تطور الذكاء الاصطناعي في المستقبل البعيد

في المستقبل البعيد، أي بعد عدة عقود من الآن، من المتوقع أن يتم دمج الذكاء الاصطناعي مع الذكاء البشري، ما سيؤدي لتحويل البشر إلى آلات ذكية. سيسهم ذلك في تعزيز قدرات البشر، مثل الذاكرة أو الإدراك أو التواصل.

من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في جسم الإنسان أو دماغه، سيتم إنشاء نوع جديد من الكائنات الحية يعرف باسم سايبورغ (Cyborg)، وهو كائن هجين بين الإنسان والآلة، أي أنه يجمع في جسمه أعضاءً بيولوجية واصطناعية.