تقرير خاص

أسئلة حول واقع الطاقة في قطاع الصناعات الثقيلة

3 دقيقة
أسئلة حول واقع الطاقة في قطاع الصناعات الثقيلة
حقوق الصورة: بوسطن كونسلتينج غروب. تعديل: مهدي أفشكو
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لا يزال قطاع الصناعات الثقيلة يعاني مشكلات الإمداد بالطاقة وما يرافقه من انبعاثات كربونية تفاقم الاحتباس الحراري، وهو يعمل وفق معادلة طرفاها هما الجدوى الاقتصادية والعمل نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية مستقبلاً.

1. ما العناصر المطلوبة لدفع قطاع الصناعات الثقيلة وتشجيعه على التخلص من الكربون؟ 

تتطلب إزالة الكربون في قطاع الصناعات الثقيلة ضرورة تبنّي استراتيجية متعددة الأوجه ترتكز على تكامل التقنيات المبتكرة واللوائح التنظيمية الصارمة. ويعتبر التحفيز على تبني الممارسات المستدامة وتحديد أولويات السياسات التي تعزز اعتماد التقنيات منخفضة الكربون من العوامل الأساسية في هذا الإطار. ومن المطلوب في هذا الصدد ضرورة تبنّي نهج شامل، ما يؤكد ضرورة تطوير منظومة بيئية تعاونية، والتي من المفترض أن تتضمن: الجهات المعنية الفاعلة على مستوى القطاع والشركات الناشئة في مجال التقنيات الخضراء والجمعيات الصناعية والمؤسسات التعليمية والهيئات العامة. ويسهم كل كيان من الكيانات على نحو محوري في هذا المجال، وذلك عبر الاستثمار في نقاط قوته وموارده الفريدة، ما يؤكد أهمية التعاون الجماعي في تشريع عمليات نشر التقنيات الجديدة، ومعالجة التحديات المعقدة بفاعلية لدفع السوق نحو الاستدامة.

2. ما التقنيات الأكثر توافقاً مع المشهد الحالي والأكثر كفاءة على المستوى الاقتصادي؟ 

تبرز التقنيات الناشئة مثل احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه (CCUS) وطاقة الهيدروجين من أفضل التقنيات من حيث فاعليتها وجدواها الاقتصادية، وتوفّر حلولاً عملية للحد بشكلٍ كبير من الانبعاثات مع ضمان التنافسية الاقتصادية للقطاعات. وتُعد قابليتها للتوسع وقدرتها على التكيُّف أمراً أساسياً لضمان النجاح في المشهد المعقد لإزالة الكربون.

3. تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر الأطراف COP28 هذا العام، تزامناً مع إعلان معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر بوضوح عن رؤيته للمؤتمر والتي تفترض ضرورة ضم القطاع الخاص وخاصة قطاع الطاقة إلى المحادثات الجارية في موضوع الحياد المناخي، فما التوقعات على مستوى الخطوات اللازمة لتسريع عملية إزالة الكربون وعلى وجه التحديد للصناعات الثقيلة والقطاعات التي يصعب الحد من مستوى انبعاثاتها؟

يُسلّط نهج معالي الدكتور سلطان الجابر تجاه مؤتمر COP28 الضوء على أهمية الجمع بين واضعي السياسات التنظيمية والجهات المعنية من القطاع الخاص، وهو أمرٌ ضروري لمعالجة معضلة الطاقة الثلاثية على مستوى قطاعات التصنيع الثقيلة. ومن المتوقع أن تضع الحكومات سياسات متعددة لضمان سُبل العيش وتعزيز البنية التحتية مع تحفيز الاستثمارات في المجالات المناخية. وستركّز الشركات بدورها على تحويل الأصول كثيفة الكربون والتعاون مع المجتمعات لإيجاد حلول قابلة للتطبيق. ومن المتوقع أن تكون معضلة الطاقة الثلاثية، وعملية تحقيق التوازن بين القدرة على تحمل التكاليف والاستدامة والأمن، من العناصر المحورية في هذا الإطار، مع أهمية التواصل الشفاف والممارسات المشتركة المساهمة في ضمان التقدم الجماعي للقطاع.

4. ما التحديات الرئيسية في الوقت الحالي؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟ 

تنبع التحديات الرئيسية من القيود التقنية والقيود المالية. ويتطلب التغلب على هذه العقبات ضرورة تعزيز الاستثمارات في مجالات البحث والتطوير وإقامة شراكات عالمية. وتُعد إصلاحات السياسات التي تحفّز الابتكار والاستثمار في التقنيات منخفضة الكربون أمراً بالغ الأهمية لتحفيز التحول على مستوى القطاع.

5. على مستوى الصناعات الثقيلة، ما الصناعات الأسهل والأكثر صعوبة على مستوى إزالة الكربون؟ ولماذا؟ 

تواجه الصناعات الثقيلة تحديات متنوعة لإزالة الكربون. وتواجه قطاعات الصلب والإسمنت تحديات على مستوى انبعاثات عملية الإنتاج، ما يجعل عملية الانتقال أكثر تعقيداً. في المقابل، يمكن للنفط والغاز النجاح في مسار التحول على نحو أكثر سهولة، وذلك بفضل خفض “المدفوعات الخضراء” ودمج تقنيات مثل احتجاز وتخزين الكربون والطاقة الهيدروجينية. وتسهّل هذه التطورات، إلى جانب السياسات الداعمة، عملية تحول أكثر سلاسة، حيث تكون البدائل منخفضة الكربون قادرة على المنافسة اقتصادياً.

6. ما أنواع السياسات الواجب اتباعها لتسريع عملية إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة؟ 

ينبغي للسياسات أن تركّز على فرض خفض الانبعاثات، وتحفيز اعتماد التقنيات الخضراء، وتعزيز التعاون الدولي الذي يوفّر مزيجاً من النُهج التنظيمية والتحفيزية لدفع مسار الانتقال نحو العمليات المنخفضة الكربون.

7. ما واقع الشرق الأوسط في مسار إزالة الكربون؟ من المعلوم أن قطاع الطاقة قد اتخذ بضع خطوات في هذا الإطار مع مجموعة من الوعود، ولكن ماذا عن القطاعات الأخرى؟ 

تتميز مسيرة الشرق الأوسط نحو إزالة الكربون بتقدمٍ كبيرٍ في قطاع الطاقة، مع ضرورة الحاجة إلى اعتماد نهج شامل بهدف توسيع نطاق هذه الجهود على مستوى القطاع. وبدأت دول مجلس التعاون الخليجي في اعتماد الطاقة المتجددة، إلا أن التنويع والابتكار في القطاعات الأخرى يعتبران من العناصر الأكثر أهمية. ومن الممكن أن يؤدي دمج المعايير والسياسات العالمية إلى تسريع عملية الانتقال.

8. ما مدى واقعية هذه الأهداف برأيك؟ 

يمكن تحقيق الأهداف الطموحة لإزالة الكربون بفضل الجهود المتضافرة للحكومات والقطاعات والمنظمات الدولية. وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (UNFCCC)، فإن مواءمة السياسات والاستثمارات والابتكارات أمرٌ بالغ الأهمية، ويعتمد تحقيق هذه الأهداف على الجهود الجماعية التي يبذلها المجتمع العالمي، بالإضافة إلى الإصلاحات السياسية ومسارات التقدم التقني.