هل ستنجح المنصات المُنافِسة ليوتيوب في انتزاع الصدارة منه؟

4 دقيقة
هل ستنجح المنصات المُنافِسة ليوتيوب في انتزاع الصدارة منه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ART PAL
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يوتيوب (YouTube) هو أكبر منصة لمشاركة الفيديو على الإنترنت في العالم، وهو مملوك لشركة ألفابت (Alphabet) الأميركية المالكة لمحرك البحث جوجل. بدءاً من عام 2024، يمتلك يوتيوب أكثر من 2.7 مليار مستخدم نشط، ويُحمَّل نحو 2500 مقطع فيديو جديد كل دقيقة، أي ما يصل إلى 183 ساعة من محتوى الفيديو.

حاول العديد من الشركات منافسة يوتيوب منذ سنوات، ولا تزال شركات جديدة تسعى لمنافسته. لكن ما الذي يجعل يوتيوب يحظى بهذا الانتشار الواسع ويصعب التغلب عليه؟ وما استراتيجيات المنافسين؟ 

اقرأ أيضاً: أفضل 3 برامج لتحرير الفيديو على الإنترنت

ما أسباب شهرة يوتيوب؟

يتمتع يوتيوب بالعديد من المزايا التي تجعله الخيار المفضل لكلٍّ من منشئي محتوى الفيديو والمستخدمين؛ من هذه المزايا:

مجاني لمنشئي المحتوى والمستخدمين

يُتيح يوتيوب لأي شخص تحميل مقاطع الفيديو ومشاهدتها مجاناً، دون أي رسوم اشتراك، هذا يقلل من حاجز الدخول ويجذب جمهوراً كبيراً ومتنوعاً.

منح منشئي المحتوى إيرادات من الإعلانات

يشارك يوتيوب جزءاً من إيرادات الإعلانات مع منشئي المحتوى، استناداً إلى عدد مرات مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بهم والتفاعل معها. هذا يوفّر حافزاً لهم لإنتاج محتوى أصلي وعالي الجودة، وكذلك لبناء قاعدة متابعين.

سياسة حرة تسمح بحرية التعبير

لدى يوتيوب إرشادات مجتمعية تحدد قواعد المحتوى ومعاييره الذي يسمح ويحظر نشره على المنصة. يسمح موقع يوتيوب بمجموعة واسعة من المحتوى، بما في ذلك محتوى التعبير عن الرأي والتعليم والترفيه والأخبار، ما دام أنه لا ينتهك الإرشادات. لدى يوتيوب أيضاً نظام للإبلاغ عن المحتوى غير المناسب أو الضار وإزالته، مثل المحتوى الذي يتضمن خطاب الكراهية أو العنف أو العري.

ربط الموقع بمحرك بحث جوجل

يستفيد يوتيوب من التكامل مع جوجل، وهو محرك البحث الأشهر في العالم. غالباً ما تظهر مقاطع فيديو يوتيوب في نتائج بحث جوجل، ما يزيد من ظهور المحتوى ومشاهدته. يمتلك يوتيوب أيضاً ميزة بحث قوية تُتيح للمستخدمين العثور على مقاطع الفيديو التي يبحثون عنها بسهولة وسرعة.

تطبيق جيد للهواتف الذكية

تطبيق يوتيوب على هواتف أندرويد وآيفون سهل الاستخدام وبديهي للغاية، ويمكّن المستخدمين من مشاهدة مقاطع الفيديو بحرية في أي وقتٍ وفي أي مكان. يحتوي التطبيق أيضاً على ميزات مثل وضع صورة داخل صورة والوضع المظلم، ما يعزز تجربة المستخدم.

اقرأ أيضاً: لماذا لا تتوقف خوارزميات يوتيوب عن عرض فيديوهات سبق لك رفض مثيلاتها من قبل؟

الشركات التي تحاول منافسة يوتيوب

على الرغم من هيمنة يوتيوب، فإن هناك العديد من الشركات التي حاولت أو تحاول التنافس مع يوتيوب في مجال مشاركة الفيديو عبر الإنترنت. منها:

شركة ميتا

تعد شركة ميتا، المعروفة سابقاً باسم فيسبوك، واحدة من أكبر المنافسين لموقع يوتيوب، حيث تمتلك شبكة اجتماعية ضخمة تضم أكثر من 3.9 مليار مستخدم نشط.

استثمرت شركة ميتا في منصة الفيديو الخاصة بها المعروفة باسم فيسبوك ووتش (Facebook Watch)، والتي تتميز بالعروض الأصلية والرياضات الحية والأخبار ومقاطع الفيديو الترفيهية التي ينشئها المستخدمون.

تمتلك شركة ميتا أيضاً منصة إنستغرام (Instagram) وتطبيق المراسلة الفورية واتساب (WhatsApp)، واللذان يتمتعان بميزات الفيديو الخاصة بهما، مثل فيديوهات ريلز (Reels) القصيرة والحالات (Status).

تتنافس شركة ميتا مع يوتيوب من خلال الاستفادة من تأثير الشبكة الاجتماعية وتشجيع المستخدمين على مشاركة مقاطع الفيديو مع أصدقائهم ومتابعيهم، كما توفّر خيارات لتحقيق الدخل لمنشئي المحتوى.

منصة إكس

منصة إكس، المعروفة سابقاً باسم تويتر، هي منصة تواصل اجتماعي أخرى لديها أكثر من 528  مليون مستخدم نشط شهرياً، تسعى إكس لدخول سوق الفيديو عبر الإنترنت، بعد تغيير اسم العلامة التجارية من تويتر عام 2023. أتاحت المنصة للمستخدمين تحميل ومشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة والطويلة، كما وفّرت أيضاً ميزة البث المباشر، والتي تمكّن المستخدمين من البث والتفاعل مع جمهورهم في الوقت الفعلي.

تحاول منصة إكس التنافس مع يوتيوب من خلال التركيز على المحتوى الرسمي الذي ينشئه المشاهير الذين يمتلكون حسابات رسمية موثقة، والاستفادة من قاعدة معجبيهم.

تيك توك

هو تطبيق مشاركة فيديو مملوك لشركة بايت دانس (ByteDance) الصينية، وقد أصبح ظاهرة عالمية، مع أكثر من ملياري مستخدم نشط شهرياً. يشتهر تيك توك بمقاطع الفيديو القصيرة، التي تتراوح مدتها من 15 و60 ثانية، والتي تترافق مع الموسيقى والرقص والكوميديا والمحتويات الإبداعية الأخرى.

يريد تيك توك منافسة يوتيوب من خلال تقديم تجربة مستخدم فريدة ومسببة للإدمان، والتي تعتمد على خوارزمية توصي بمقاطع فيديو مخصصة وذات صلة بالمستخدمين. يمتلك تيك توك أيضاً مجتمعاً كبيراً ونشطاً من منشئي المحتوى والمؤثرين، الذين يمكنهم كسب المال من التطبيق من خلال الإعلانات وصفقات العلامات التجارية والهدايا الافتراضية عبر البث المباشر. وفي الآونة الأخيرة، تختبر تيك توك إمكانية نشر مقاطع فيديو أطول تصل مدتها إلى 30 دقيقة، في محاولة لتوسيع تنوع محتواها وجاذبيتها.

اقرأ أيضاً: كيف تستمر فيديوهات المؤامرة الخاصة بكوفيد-19 في حصد ملايين المشاهدات؟

هل سيُكسر احتكار يوتيوب للفيديو عبر الإنترنت؟

منافسة موقع يوتيوب هي مهمة ليست سهلة، إذ يتمتع يوتيوب بقاعدة مستخدمين ضخمة ومخلصة، ومكتبة محتوى واسعة ومتنوعة، وعلامة تجارية قوية وراسخة. ومع ذلك، فإن موقع يوتيوب ليس منيعاً، ويواجه بعض التحديات والتهديدات من المنافسين. إليك بعض هذه التحديات والتهديدات:

  • تعب المستخدمين ومللهم: قد يشعر مستخدمو يوتيوب بالتعب أو الملل من مشاهدة المحتوى نفسه أو محتوى مشابه مراراً وتكراراً، وقد يبحثون عن محتوى جديد في مكان آخر. حيث يقدّم المنافسون محتوى أكثر ابتكاراً وجاذبية، مثل مقاطع الفيديو القصيرة أو مقاطع الفيديو التي ينشئها المشاهير والمؤثرون، والتي يمكنها جذب المستخدمين والاحتفاظ بهم.
  • رضا منشئي المحتوى وولائهم: قد يشعر منشئو محتوى يوتيوب بعدم الرضا أو خيبة الأمل بسبب الإيرادات التي تعتمد على الإعلانات فقط، وقد يواجهون الحظر عند مخالفة سياسات الموقع، في حين يقدّم المنافسون خيارات أكثر لتحقيق الدخل، مثل الاشتراكات أو التبرعات أو التجارة الإلكترونية أو الهدايا الافتراضية، والتي يمكنها مكافأة منشئي المحتوى وتحفيزهم.
  • جودة المحتوى والإشراف عليه: قد تكون لدى المنافسين سياسات وأنظمة أكثر فاعلية لنوع المحتوى والإبلاغ عن المحتوى الذي به مشكلات، ولحماية خصوصية المستخدمين وسلامتهم.

اقرأ أيضاً: هل تقوم خوارزمية يوتيوب بتوجيه الأشخاص نحو فيديوهات اليمين المتطرف؟

لذلك، الإجابة عن السؤال حول ما إذا كانت هذه الشركات ستنجح في كسر احتكار يوتيوب للفيديو عبر الإنترنت ليست واضحة. يعتمد ذلك على عوامل عديدة؛ مثل تفضيلات المستخدم واتجاهات المحتوى وابتكارات المنصات. ومع ذلك، هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن سوق مشاركة الفيديو عبر الإنترنت أصبحت أكثر تنافسية وتنوعاً، وستكون لدى المستخدمين ومنشئي المحتوى خيارات وفرص أكثر من أي وقت مضى.