محاكاة أشكال الحيوانات وسلوكها تساعدنا على تطوير روبوتات أفضل

2 دقائق
محاكاة أشكال الحيوانات وسلوكها تساعدنا على تطوير روبوتات أفضل
حقوق الصورة: shutterstock.com/Sharomka
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

اعتمد الإنسان على الحيوانات منذ آلاف السنين بغرض نقل الأشياء كالخيول، أو للحراسة كالكلاب، أو الترفيه كالقطط. ومنذ الثورة الصناعية، استبدل الإنسان بعض الحيوانات بالآلات. على سبيل المثال، أصبحت السيارات تُستخدم للنقل بدلاً من الخيول. ومع ذلك، لا تزال الحيوانات تؤدي دوراً مهماً في حياة البشر، حيث توفّر لنا الرفقة والدعم العاطفي.

مع تقدم التكنولوجيا، أصبحنا نواجه تحدياً جديداً حول كيفية التفاعل مع الروبوتات التي ستتواجد قريباً في كل منزل لأداء المهام المختلفة. يرى البعض أن محاكاة أشكال الحيوانات وسلوكها يمكن أن تحدد مستقبل تطوير الروبوتات.

اقرأ أيضاً: 4 أنواع من الروبوتات الحديثة تسهل حياتك اليومية

نحن على أعتاب تغيير كبير

أصبحت الروبوتات أكثر شيوعاً في مجتمعنا، وتُستخدم في مختلف المجالات، مثل التصنيع والزراعة والرعاية الصحية والتعليم والترفيه. وفقاً لموقع ستاتيستا، من المتوقع أن تصل إيرادات سوق الروبوتات إلى 37.37 مليار دولار أميركي عام 2023.

يظهر هذا الرقم أن الروبوتات ليست أدوات مفيدة فحسب، ولكنها أيضاً شركاء محتملة يمكنها تحسين نوعية حياتنا. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، علينا أن نطوّر روبوتات نعرف كيفية استخدامها لخدمتنا، تماماً كما فعلنا مع الحيوانات منذ آلاف السنين، ويتعين علينا أيضاً أن نأخذ في الاعتبار العواقب الأخلاقية والاجتماعية المترتبة على وجود الروبوتات في منازلنا وأماكن عملنا.

اقرأ أيضاً: تطوير روبوت مستوحى من قنديل البحر يجمع البلاستيك من المحيط

محاكاة أشكال الحيوانات وسلوكها

تتمثل إحدى طرق تحسين الروبوتات في تصميمها لتكون مستوحاة من أشكال الحيوانات وسلوكياتها، فالحيوانات طوّرت الكثير من المهارات لتتكيّف مع البيئات والمواقف المختلفة، وهذه المهارات يمكن أن تكون مفيدة للروبوتات. على سبيل المثال، تستطيع عدة حيوانات التنقل على تضاريس معقدة، فيما تعرف حيوانات أخرى كيف تتواصل مع بعضها بعضاً ومع البشر والعيش ضمن مجموعات يتعاون الأفراد فيما بينهم ضمنها.

لهذا السبب، ليس من المستغرب أن تكون هناك روبوتات مستوحاة من أشكال الحيوانات أو سلوكها، إليك بعض الأمثلة:

  • سبوت (Spot): روبوت ذو أربع أرجل يشبه الكلب طوّرته شركة بوسطن دايناميكس (Boston Dynamics) الأميركية، يمكنه المشي والجري والقفز وصعود السلالم وحمل الأوزان، يمكنه أيضاً أداء مهام متنوعة مثل المراقبة ونقل السلع.
  • بيونيك فلاينغ فوكس (BionicFlyingFox): روبوت طائر يحاكي شكل الخفاش وحركته. يستطيع الطيران بشكلٍ ذاتي التحكم في مساحة محددة باستخدام نظام تتبع الحركة وكاميرا مدمجة.

من خلال تطوير الروبوتات التي تحاكي شكل وسلوك الحيوانات وقدراتها، يمكننا معرفة كيفية التفاعل معها واستخدامها دون الحاجة إلى أي خبرة أو تعلم، يمكننا أيضاً أن نتوقع الأخطاء التي قد ترتكبها، ونفهم حدود قدراتها وإمكاناتها بحيث لا نتوقع منها أشياء لا تستطيع القيام بها ونحملها فوق طاقتها.

اقرأ أيضاً: «ألفا غاردن» روبوت يتفوق على الخبراء البشر في العناية بالنباتات

إطار للتفاعل بين الإنسان والروبوتات

دراسة سلوك الحيوانات وطريقة تفاعلها مع البشر وطريقة تفسير البشر لهذا السلوك ستساعدنا على وضع إطار للتفاعل بين الإنسان والروبوتات في المستقبل، هذا الإطار سيمنحنا نظرة ثاقبة على أفضل الطرق للتواصل بين البشر والروبوتات بشكلٍ فعّال، والتعاون بكفاءة والتعايش في انسجام. يمنحنا ذلك أيضاً القدرة على تحديد الفوائد والمخاطر المحتملة لوجود الروبوتات في حياتنا.

بعض الأمثلة على موضوعات البحث في مجال السلوك الحيواني التي يجب علينا الخوض فيها لتحسين التفاعل بين الإنسان والروبوتات هي:

  • التعلم الاجتماعي: يساعد البشر والروبوتات على التعلم من بعضهم بعضاً من خلال مراقبة أفعالهم وتقليدها.
  • الترابط العاطفي: يساعد البشر والروبوتات على تطوير العلاقة العاطفية والثقة من خلال الاتصال الجسدي والإشارات.

اقرأ أيضاً: متى ستتمكن الروبوتات من التفاعل العاطفي معنا؟

تعايش البشر مع بعض الحيوانات منذ آلاف السنين، فقد ساعدتنا على الاستمرار وأداء المهام والاستمتاع بحياتنا. ومع دخولنا عصراً جديداً من التكنولوجيا، نواجه تحدياً جديداً حول كيفية التفاعل مع الروبوتات التي ستصبح قريباً جزءاً من حياتنا اليومية.

من خلال محاكاة الحيوانات، يمكننا تطوير روبوتات أفضل مستوحاة من أشكالها وسلوكياتها. يُتيح لنا ذلك التأكد من أن الروبوتات لن تكون أشياء غريبة تدخل حياتنا، بل رفقاء نعرف كيف نتعامل معهم ونفهمهم جيداً.