تقرير خاص

تعرّف إلى “ليلي” Lilli: أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي لدينا والباحثة الملهمة والموفرة للوقت

4 دقيقة
تعرّف إلى "ليلي" "Lilli": أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي لدينا والباحثة الملهمة والموفرة للوقت
حقوق الصورة: AI & Analytics. تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في تقرير أصدرته ماكنزي مؤخراً بعنوان “الإمكانات الاقتصادية للذكاء الاصطناعي التوليدي”، يوضّح خبراؤنا كيف أمكن للتكنولوجيا أن تزوّدنا على مرّ العقود بـ “قوى خارقة” أو قدرات تتجاوز الحدود البشرية.

وقد درسنا وحللنا في ماكنزي قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على تزويد أفرادنا بمثل هذه القدرات، ولذلك يسعدنا أن نعلن إطلاق “ليلي” Lilli، ابتكار الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي نقدّمه لزملائنا، وهي بمثابة منصة تُتيح إمكانات بحث وتنسيق مبسطة ومحايدة وتوليفية لمخزون البيانات والمعلومات الهائل لدى الشركة، بما يُتيح لنا تقديم أفضل ما لدينا من رؤى وأفكار بسرعة وكفاءة لعملائنا.

يقول إريك روث، شريك ماكنزي الرئيسي الذي يقود تطوير الشركة لـ “ليلي” ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية في أعمالنا: “تجمع ليلي معارفنا وقدراتنا في مكانٍ واحد، وهذا ما يتحقق لأول مرة، وبالتالي تُتيح لنا تخصيص المزيد من وقتنا للعملاء لتنفيذ تلك الرؤى والأفكار والتوصيات وتعظيم القيمة التي يمكن تحقيقها. وسيكون بمقدور فريق العمل المعني قضاء المزيد من الوقت في حل المشكلات والتدريب وبناء القدرات ومساعدة العملاء على تحقيق مستوى الأداء الذي يطمحون إليه”.  

وتوضّح كيتي لاكنر، الشريك المساعد ومدير تصميم “ليلي”، قائلة: “المعرفة هي منبع قوة ماكنزي، وعندما تأسست الشركة منذ ما يقرب من مئة عام، كانت معارفنا لدى خبرائنا. وعلى مرّ السنين، استعان بها خبراؤنا في وضع النظم والأدلة ودراسات الحالة والتقارير والأبحاث التي أصبحت في نهاية المطاف بيانات وحلول رقمية وأدوات تحليلية، من قبيل Wave Corporate Performance Analytics (CPA)، وPeriscope“.

واليوم، تشمل الملكية الفكرية لشركتنا أكثر من 40 مصدر معرفة منسقاً بعناية، وستكون هناك أكثر من 100 ألف وثيقة ونصوص مقابلات تحتوي على محتوى داخلي ومحتوى خاص بأطراف أخرى، مع شبكة من الخبراء في 70 دولة.

وعند البدء في أي مشروع، يمثّل وضع خطة المشروع التمهيدية خطوة أولى مهمة. ويتضمن ذلك البحث عن أبرز المستندات البحثية وتحديد الخبراء المناسبين، وهو ما يمكن أن يمثّل مهمة شاقة للأفراد الجدد في شركتنا. وحتى بالنسبة لكبار الزملاء، يستغرق العمل عادةً أسبوعين من البحث والاتصالات.

هنا تكمن فاعلية القدرات الفائقة للذكاء الاصطناعي.

تقول جاكي رايت، الشريك الرئيسي في ماكنزي ومدير التكنولوجيا والمنصات: “بفضل ليلي، نستغل التكنولوجيا في الوصول إلى كامل مواردنا ومعارفنا والاستفادة منها في تحقيق مستويات إنتاجية أعلى، وهذا نموذج من بين عدة نماذج تساعدنا على الارتقاء بأعمال شركتنا”.

من جهته، يرى أدي برادان، شريك ماكنزي المساعد والمتخصص في استراتيجية التكنولوجيا والتحولات، في ليلي “الشريك الملهم” قبل الاجتماعات والعروض التقديمية.

يقول: “أستخدم ليلي في تحديد مواطن الضعف في الطرح الذي نقدّمه، وكذلك توقع الأسئلة التي قد نتلقاها. كما أستخدمها في تعلم موضوعات جديدة والربط بين المجالات المختلفة في مشاريعي. وهي توفّر قرابة 20 في المئة من وقتي عند التحضير للاجتماعات، ولكن الأهم من ذلك أنها تصقل مهاراتي وخبراتي وتحسّن مستوى مساهماتي”. بينما يستخدم جوش ستيرنبرغ، أحد شركاء ماكنزي في قطاع علوم الحياة، ليلي في الرد على أحد الأسئلة الأكثر شيوعاً من عملائنا؛ ما الذي يمكننا تعلمه من خبير؟

يقول ستيرنبرغ: “كنت أبحث عن نموذج شركة تصنع منتجاً بطريقةٍ دقيقةٍ للغاية. عادةً كنت أفكر في نموذج لشركة أدوية أو شركة مصنّعة للمحركات النفاثة. ولكن ليلي توصلت إلى نموذج تصنيع الجهاز المستخدم في قياس مدى سمك الطلاء. وعلى الرغم من أنني لم أتوقع ذلك أبداً، فإنني وجدته نموذجاً مناسباً للغاية”.

فيما قبل ليلي، كان “تحديد النظائر” أو “المقارنات” يستغرق أياماً لأجل تحديد الخبراء المناسبين. ولا تكتفي ليلي بتوسيع نطاق هذه المباحث الأولية المهمة فحسب، بل وتعود بالإجابات بسرعة أكبر.

وينوّه ستيرنبرغ بأن “المكاسب الإنتاجية التي حققتها ليلي لافتة للغاية، ولكن قدرتها على إلهام مسارات جديدة للتعامل مع المشكلات والإجابة عن الأسئلة قيمة لا تقدر”.

ما آلية عمل ليلي إذاً؟

يكتب المستخدم سؤالاً ومن ثَمَّ تمسح ليلي المستودع المعرفي الكامل لدينا، وتحدد ما بين خمسة إلى سبعة أجزاء من المحتوى الأكثر صلة بالسؤال، تلخص النقاط الرئيسية، تدرج الروابط، وتحدد الخبراء الأمثل في المجالات المناسبة. وللمنصة وضعان؛ أحدهما للبحث في موارد ومصادر ماكنزي، والوضع الثاني للبحث في المصادر الخارجية.
وقد سُميت الأداة (المنصة) على اسم ليليان دومبروفسكي، أول سيدة عيّنتها شركة ماكنزي عام 1945، والتي أصبحت بعد ذلك المراقب المالي وأمين سر الشركة.
يقول مَن عاصروا ليليان إنها كانت قادرة على القيام بأي شيء، وأسهمت ببحثها في إنشاء قطاعي النقل والتأمين في ماكنزي، كما ساعدت على وضع خطط تقاسم الأرباح والمعاشات التقاعدية، بل وشرعت كذلك في إنشاء أرشيف شركتنا. وقد اختير الاسم “ليلي” لأن المنصة تتسم بالذكاء والمرونة والدقة التي كانت عليها صاحبة الاسم.

عززت ليلي القدرات الابتكارية لدى أفرادنا. وأصبحوا يساعدون العملاء بأساليب لم نكن لنتوقعها. فيل هدلسون، أحد شركاء ماكنزي 

صممنا ليلي بعناية لتلبية معايير التكنولوجيا الخاصة بشركة ماكنزي باستخدام منصات رائدة في الصناعة، وبعد تجربتها مع مستخدمين فعليين؛ سواء من المستشارين أو العملاء الداخليين. يقول فيل هدلسون، أحد شركاء ماكنزي الذي يقود عملية تطوير منصات التكنولوجيا: “كانت التكنولوجيا هي الجزء السهل إلى حد ما. وتمثل التحدي الأكبر في التحرك بسرعة مع الاستعانة بالأفراد المناسبين ومن إدارات مثل الشؤون القانونية والأمن السيبراني وإدارة المخاطر وتنمية المواهب، لضمان أن نغطي جميع الجوانب وأن نتمكن من إنجاز هذا العمل في جميع أنحاء الشركة”.

شكّلنا الفريق في البداية من ثلاثة أفراد، وسرعان ما توسع ليشمل أكثر من 70 خبيراً. وبفضل خبرة QuantumBlack العميقة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك مجموعة QB Horizon ومنظومة الشركاء، تمكنا من الاتساع بنطاق وظائف ليلي بطريقة فعّالة التكلفة وآمنة عند تعامل آلاف الزملاء معها بحلول نهاية العام. وسوف يشمل الجهد تحسين مهارات المستخدمين فيما يتعلق بالهندسة السريعة والتحقق من صحة المحتوى وغير ذلك من المهارات المعنية. ونتشارك التجارب والدروس من خلال دليل تطبيقي شامل، كما نساعد العملاء على بناء إصداراتهم الخاصة من ليلي.

ولأن ماكنزي شركة تعمل على تطوير الخبرات، فقد تمتعت بميزة وجود مئات الأفراد في أنحاء العالم كافة الذين يعملون “مشرفين على البيانات”؛ حيث يقومون بتنظيم المحتوى، وضمان دقة البيانات وجودتها، وتنقيتها لضمان سرية العملاء، وإتاحتها للبحث والمشاركة عبر قوالبها. 

ويؤكد فيل: “علينا الآن أن نطوّر من هذه الكفاءة، والفارق أننا نمتلك القدرة على التخطيط لذلك في المقام الأول. عززت ليلي القدرات الابتكارية لدى أفرادنا. وأصبحوا يساعدون العملاء بأساليب لم نكن لنتوقعها”.

نحن أمام قوة فائقة بكل تأكيد.