فورورد كير بود: عيادة طبية يشغّلها الذكاء الاصطناعي قد تحل محل العيادات التقليدية

3 دقائق
فورورد كير بود: عيادة طبية يشغّلها الذكاء الاصطناعي قد تحل محل العيادات التقليدية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ARMMY PICCA
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أعلنت شركة “فورورد هيلث” (Forward Health) الأميركية والمختصة في تطوير أدوات التكنولوجيا الطبية، ابتكارها عيادة طبية رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي بالكامل، ولا يوجد فيها طبيب واحد، وأطلقت عليها اسم “فورورد كير بود” (Forward CarePod). تعرّف إلى العيادة المبتكرة في هذا المقال، وما إذا كانت ستحل محل العيادة الطبية التقليدية؟ 

فورورد كير بود: أول عيادة طبية تعمل بالذكاء الاصطناعي في العالم

فورورد كير بود هي حجرات ذاتية الخدمة تمزج بين الذكاء الاصطناعي والخبرة الطبية السريرية، وتقدّم خدمات الرعاية الصحية بطريقة مختلفة، بما في ذلك تشخيص الأمراض، والرعاية الشخصية، ورسم خطط علاجية مخصصة. تندرج الخدمات جميعها تحت اسم “تطبيقات الصحة” (Health Apps) والتي يمكن الاستفادة منها في العيادة الرقمية وعبر تطبيق الهاتف المحمول. 

صُمِمت لنشرها في الأماكن العامة مثل مراكز التسوق وصالات الألعاب الرياضية والمكاتب. تُعدُّ جزءاً من رؤية “فورورد هيلث” لاستخدام التكنولوجيا في توسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية لعددٍ كبيرٍ من السكان. 

يمكن للمريض فتح العيادة عبر الهاتف المحمول، وسيجد بداخلها كرسياً وشاشة كبيرة، ويرشده صوت آلي لفحص الجسم أو قراءة ضغط الدم أو سحب الدم عن طريق وخز الإصبع، دون تدخل من أي بشري.

تهدف الشركة إلى إتاحة الرعاية الصحية للجميع بعضوية تبدأ من 99 دولاراً شهرياً. وقد صُمِمت خصيصاً للرعاية الوقائية والعلاج المستمر، وتهدف إلى توفير بديل لعيادات الأطباء التقليدية، وتقديم نهج مبتكر للرعاية الصحية مع التركيز على الوقاية والرعاية الشخصية.

اقرأ أيضاً: أدوات ذكاء اصطناعي للحصول على النصائح الطبية أفضل من تشات جي بي تي

بدأ نشر عيادات كير بود بـ 9 ولايات من الولايات المتحدة الأميركية، مثل سان فرانسيسكو ونيويورك وشيكاغو وفيلادلفيا، بعدد يبلغ 17 عيادة، ومن المخطط الوصول لعدد إجمالي يبلغ 25 عيادة منتشرة في أنحاء الولايات المتحدة.

عمل على تطويرها فريقٌ من الأطباء من عدة جامعات مثل جامعة هارفارد، وجونز هوبكنز، وكولومبيا. وعلى عكس تطبيقات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي، يتخذ أطباء فورورد قرارات الرعاية جميعها، إذ تُراجع البيانات الواردة من زيارات المرضى إلى كير بود من قِبل فريق الرعاية، ويتواصلون مع المريض داخل التطبيق لتقديم الدعم والخطوات الصحية التالية.

تجمع شركة فورورد رأس مال لتنمية مشروعها ونشره بقيمة 100 مليون دولار أميركي، وتدعمها في تحقيق هذا الهدف شركات كبرى من بينها سامسونج وهيئة أبوظبي للاستثمار وجوجل وآبل وديب مايند وغيرها.

تسعى شركة فورورد لحل مشكلات الرعاية الصحية باستخدام التكنولوجيا لتصبح متاحة للجميع، ويُذكر أنها لم تبنِ نموذج ذكاء اصطناعي خاصاً بها، كما أنها لم تكشف عن النموذج الذي تعمل عليه، لكنها تَعِد بأنه سيجعل الزيارة الطبية أسرع من ذي قبل وسيساعد على خفض تكاليف العمالة. 

اقرأ أيضاً: هذه الخوارزمية الجديدة ستساعد على تطوير الذكاء الاصطناعي الطبي

الخدمات الطبية التي تقدّمها كير بود 

يُجرى للمريض داخل عيادة كير بود مسح كامل للجسم، لتقديم خدمات الرعاية الصحية، بما في ذلك: 

  • إدارة القلق والاكتئاب من خلال المراقبة والتوجيه المستمر.
  • تطبيقات الصحة مثل إدارة فقدان الوزن وانخفاض ضغط الدم، وإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للجسم لتتبع التغيرات التي تطرأ عليه مع مرور الوقت.
  • إجراء تحاليل الدم المخبرية مثل التحليل الجيني الكامل، واختبار الغدة الدرقية، وكوفيد-19 وفيروس نقص المناعة البشرية وفيتامين د.
  • الكشف عن مخاطر الإصابة ببعض الأمراض مثل القلب والخرف وفقر الدم وسرطان البروستاتا وأمراض الكلى والكبد.
  • تشخيص بعض الأمراض مثل أمراض الجلد.
  • الدعم المستمر والرعاية الوقائية ومراقبة الصحة العقلية وإدارة الدواء وفحص مرض السكري.

كما أن لديها خططاً مستقبلية لزيادة تغطية التطبيقات الصحية بمرور الوقت، مثل رعاية ما قبل الولادة والفحص المتقدم للسرطان وتحليل المخاطر الجينية. تُنقل البيانات في أثناء زيارة المريض لكير بود بسلاسة وأمان إلى منصة فورورد، ما يُتيح مراقبة التقدم المستمر وتحديد مخاطر المرض وتوفير تقييمات متعمقة باستخدام أجهزة الاستشعار والاختبارات المعملية وقياسات العلامات الحيوية، كما يمكن الوصول إلى البيانات الصحية جميعها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع عبر تطبيق الهاتف المحمول.

اقرأ أيضاً: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب وتشخيص الأمراض

هل تحل عيادة كير بود محل العيادة الطبية التقليدية؟

لا تهدف فورورد كير بود أن تحل محل عيادات الأطباء التقليدية، بل أن تكون مكملة لها من خلال تقديم نهج مختلف للرعاية الصحية. فهي تهدف إلى توفير خيار إضافي للرعاية الاستباقية والشخصية، وبديل لعيادات الأطباء التقليدية في أماكن عدم توفرها، وفي الأماكن التي تفتقر العدد الكافي من مراكز الرعاية الصحية، كما أنها تركّز على الوقاية والرعاية الشخصية فقط. وهذا ما يثبته وجود أطباء يتفاعلون مع المرضى من خلف الشاشات وعبر تطبيق الهاتف المحمول.