ما هو المتوقع في حدث آبل القادم «حان وقت التألق»؟ وهل ستفسد هواوي عليها فرحتها؟

7 دقيقة
ما هو المتوقع في حدث آبل القادم "حان وقت التألق"؟ وهل ستفسد هواوي عليها فرحتها؟
حقوق الصورة: آبل

ملخص: يتطلع عالم التكنولوجيا إلى حدث آبل القادم، الذي سيحمل عنوان "حان وقت التألق" It's Glowtime. ومن المتوقع أن تطرح آبل مجموعة من المنتجات تأتي في مقدمتها سلسلة هواتف آيفون 16، كما ستطرح ساعات آبل ووتش إكس، وسماعات إيربودز بمزايا جديدة، بالإضافة إلى تحديثات ستطول المساعد الذكي سيري. سيكون الدمج بين ذكاء آبل وسلسلة الهواتف واضحاً، وستتميز الهواتف من حيث الشكل والمعالجات التي تعمل بها. من غير المتوقع أن تطول التحديثات حواسيب ماك أو أجهزة آي ماك. على الجانب الآخر، وبخطوة تبدو متعمدة، ستطرح هواوي العائدة إلى السوق الصينية بقوة سلسلة منتجات منها هواتف تُطوى بـ 3 جوانب، هي الأولى من نوعها في السوق. بالإضافة إلى احتمال طرح سيارة كهربائية.

تعقد آبل عادة 3 أو 4 أحداث كل عام، وتتجه أنظار عالم التكنولوجيا إلى حدث آبل القادم المرتقب المصادف يوم 9 سبتمبر 2024، الذي أعطته اسماً يحمل الكثير من الدلالات، حيث عنونته بـ "حان وقت التألق" (It's GlowTime). وكان قد سبق هذا الحدث حدثان مهمان للشركة؛ الأول في 7 مايو حين أطلقت الشركة آيباد جديداً ومنتجات أخرى، ثم تبعه مؤتمر المطورين العالمي في 10 يونيو، حيث كشفت فيه عن مزايا جديدة لنظامي التشغيل آي أو إس 18 وماك أو إس سكويا، وذكاء آبل، الذي مثّل رؤية الشركة للذكاء الاصطناعي التوليدي.

اقرأ أيضاً: ما أبرز ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي يتضمنها «ذكاء آبل»؟

سلسلة هواتف آيفون 16: الحصة الأكبر من التحديثات في سلة منتجات آبل القادمة

المنتج الأكثر انتظاراً بين مجموعة منتجات آبل التي سيتم إطلاقها هو سلسلة هواتف آيفون 16، ومن المتوقع إصداره يوم الجمعة 20 سبتمبر القادم، وتتضمن هاتف آيفون 16 القياسي، وآيفون 16 بلس، وآيفون 16 برو، وآيفون 16 برو ماكس. ستكون التحديثات الأكبر على هواتف آيفون برو، حيث وعدت الشركة بأن يكون هاتف آيفون 16 برو ماكس الهاتف ذا الحواف الأنحف حتى الآن، حيث ستغطي الشاشة كامل مساحة الهاتف، وسيصل حجمها إلى 6.86 إنشات، مقارنة بـ 6.69 إنشات في هاتف آيفون 15 برو ماكس، كما سيكون حجم شاشة آيفون 16 برو 6.27 إنشات مقارنة بـ 6.12 إنشات في آيفون 15 برو. 

لا شيء مؤكد حتى وقت كتابة هذه الكلمات، لكن من غير المرجّح أن ينعكس الحجم المتزايد للشاشات كحجم إضافي للهاتف عموماً، أي ما سيحدث هو استغلال أفضل للمساحات الموجودة مسبقاً.

حقوق الصورة: آبل

اقرأ أيضاً: آيفون 16: هل هو الهاتف الذكي الأكثر تميزاً أم الأكثر إحباطاً عام 2024؟

وعلى الرغم من أن الكثير من التوقعات كانت تدور حول هاتف دون أزرار من آبل، لكن لا يبدو أن هواتف آيفون 16 ستخلو منها، ومن المرجّح أن يكون هذا الزر لـ "الالتقاط" أو تركيز الصور أو التقاط الفيديوهات، كما أن النقر عليه قد يمكّن المستخدم من تقريب الصورة أو إبعادها. وبالحديث عن الكاميرات، ستطول تحديثات كبيرة على مستوى الكاميرات هاتفي آيفون برو وآيفون برو ماكس، حيث ستصل دقة الكاميرا في الهاتفين إلى 48 ميغا بيكسل، وذلك عوضاً عن الـ 12 ميغا بيكسل في هاتفي آيفون 15 برو وآيفون 15 برو ماكس، كما ستتمتع بقوة تقريب 5x بعد أن كانت 3x في هاتفي آيفون 15 برو وبرو ماكس. ومن التحديثات المرحب بها بقوة، عمر أطول للبطاريات، الأمر الذي يشكّل نقلة نوعية جديدة لهواتف آيفون. حيث من المتوقع أن تكون سعة البطارية في هاتف آيفون 16 القياسي 3,561 ميلي أمبير بزيادة 6% على آيفون 15 (3,349 ميلي أمبير)، أمّا هواتف آيفون 16 بلس فستنخفض سعتها لتكون 4,006 ميلي أمبير، بتراجع بنسبة 9% عن هاتف آيفون 15 بلس (4,383 ميلي أمبير)، وستكون (4,676 ميلي أمبير) في هاتف آيفون 16 برو ماكس، بارتفاع بنسبة 5% عن هواتف آيفون 15 برو ماكس (4,422 ميلي أمبير).

بالتأكيد، سيكون لهاتف بهذه المواصفات تحديثات كبيرة على المعالجات، حيث سيتم تشغيل الهاتف بمعالجات من سلسلة A18 المصممة بمعمارية 3 نانومتر من شركة تي إس إم سي (شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات). وهذا التحديث سيكون الأكبر لآبل على مستوى البرمجيات في غضون عقد، وسيؤثّر في تحديثاتها اللاحقة كلّها. والأهم في كل هذا التحديث على مستوى المعالجات، هو القدرة على تشغيل مزايا الذكاء الاصطناعي المنتظرة كجزء من ذكاء آبل في هواتف آيفون 16 القادمة.

اقرأ أيضاً: كيف سيُغيِّر الذكاء الاصطناعي تصميم هواتف آيفون وطريقة استخدامها؟

ذكاء آبل وسيري

كشفت آبل في مؤتمر المطورين العالمي الذي عقدته في يونيو الماضي عن توجهاتها حول الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث كشفت عن ذكاء آبل الذي قررت فيه الشركة -عكس نظيراتها العاملة في الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي تبني نماذج تُعرف باسم نماذج الصندوق الأسود كجيميناي من جوجل وجي بي تي من أوبن أيه آي- السير على نهج يُميّز مسيرتها، حيث ستبني آبل نماذج صغيرة تدربها على بيانات محدودة ذات صلة بغرض النموذج لتطوير تجربة المستخدم.

وبالنسبة لسيري، كانت آبل قد أضافت إلى مساعدها الذكي في يونيو القدرة على معالجة اللغة الطبيعية، حيث حدّثت سيري بمزايا تجعله يبدو أكثر طبيعية، وتخصيصاً، فبفضل ذكاء آبل، أصبح سيري أكثر قدرة على فهم الكلام حتى بوجود توقفات أو تعثر فيه، بالإضافة إلى فهم السياق، كما سيصبح تكامله مع التطبيقات والأجهزة أفضل وسيحصل على تحديث على واجهته.

ساعة آبل ووتش إكس 

في الحدث القادم، من المتوقع أن تكشف آبل عن سلسلة آبل ووتش 10 (Apple Watch Series 10) أو آبل ووتش إكس Apple Watch X التي تأتي بالتزامن مع الذكرى العاشرة لإطلاق آبل أول ساعاتها الذكية في 2014. من المتوقع أن تكون ساعات هذا الإصدار أنحف، وبإطار مغناطيسي، كما ستتضمن ميزات تتبع صحية جديدة مثل مراقبة ضغط الدم، والكشف عما إذا كان الشخص يعاني انقطاع النفس الانسدادي النومي باستخدام بيانات النوم ومعلومات التنفس.

إيربودز 4

ستطرح آبل إصدار الجيل الرابع من سماعات إيربودز، حيث ستُزود بتكنولوجيا فعّالة لإزالة الضوضاء من الخلفية، وستكون الميزة محدودة بسماعات إيربودز 4 برو. ومن المتوقع أن تُضيف وظيفة المساعدة على السمع لتعمل سماعات الإيربودز كسماعة مساعدة على السمع. أمّا سماعات إيربودز ماكس، فليس من المتوقع أن تطولها الكثير من التحديثات، حيث ستقتصر على مأخذ شحن يتحول من لايتينيغ Lightning port إلى يو إس بي تايب سي، وتحديثات على مستوى الألوان أيضاً.

اقرأ أيضاً: هل ستتفوق حواسيب ويندوز على ماك من آبل بفضل الذكاء الاصطناعي؟

أجهزة ماك

هذه الأجهزة (آي ماك، ماك بوك برو، وماك ميني) غالباً ستطرح آبل تحديثات لها الشهر المقبل، أو في وقتٍ لاحق قبل نهاية العام الحالي.

المزيد من مزايا الذكاء الاصطناعي في منتجات آبل القادمة

طرحت آبل في مؤتمر المطورين الماضي الكثير من مزايا الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، ومن المرجّح أن يحمل آيفون 16 المزيد من القدرة على التكامل مع التطبيقات والمساعد الذكي سيري. وستتضمن تطبيقات المراسلة ميزة اختيار الرد الملائم بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وتلخيص المحادثات الطويلة، وإرسال رسائل بريد إلكتروني بنبرات مختلفة. سيستفيد تطبيق الصور من المزايا المدعومة بالذكاء الاصطناعي، كإزالة الصور من الخلفية، ومزايا البحث بالصور.

من المرجّح أن الشركة صححت ميزات زوّدت بها سيري في الحدث الماضي، لتتحسن قدرته على فهم اللغة الطبيعية، كما سيتمكن من متابعة الأوامر بشكلٍ أفضل. عند استدعاء سيري، يرافقه وهج خافت ينبعث من زوايا الشاشة، ما يشير إلى أن المساعد يستمع بنشاط وجاهز للمساعدة.

  • ميزة "جين موجي": ستطرح آبل ميزة مبتكرة تُسمَّى جين موجي Genmoji، تُتيح للمستخدمين إنشاء ملصقات تعبيرية مخصصة إنطلاقاً من أمر نصي. 
  • متصفح سفاري: سيعرض متصفح سفاري المعلومات المتعلقة بنتائج بحث المستخدم مظللة، كما سيُعيد تصميم تجربة القراءة، حيث سيعرض المعلومات الأساسية في صفحة البحث باستخدام التعلم الآلي، مثلاً، سيُلخص مجمل المعلومات المطلوبة المتعلقة باستعلام البحث من مختلف المواقع التي ستظهر في صفحة البحث. 
  • آلة حاسبة مُحسنة، وتطبيق لكتابة الملاحظات: سيحصل المستخدم على حل للمعادلات الرياضية في أثناء كتابته لها. 
  • ميزة النسخ الصوتي: من المتوقع أن يتضمن آيفون 16 ميزة مبتكرة تُسمَّى النسخ الصوتي Voice Transcribe، التي تمكّن المستخدمين من تحويل التسجيلات الصوتية إلى نص مكتوب. ومن خلال دمجها مع تطبيق التسجيل الخاص بالهاتف، قد يتم توسيع هذه الميزة لتشمل تسجيل المكالمات، ما يسمح بنسخ المحادثات بسهولة. ومع ذلك، لضمان الشفافية، من المرجّح أن تخطر هذه الميزة الطرف الآخر عند تسجيل المكالمة، والحفاظ على المعايير الأخلاقية وتجنب النسخ المجهول.

اقرأ أيضاً: كيف سيُغيِّر الذكاء الاصطناعي تصميم هواتف آيفون وطريقة استخدامها؟

على الطرف المقابل: هاتف صانع الحقبة من هواوي

من المتوقع أن تطرح هواوي هواتفها القابلة للطي: هواوي بورا 70 ألترا Huawei Pura 70 Ultra وهواوي ميتا إكس 5 (Huawei Mate X5) وهواوي بورا 70 برو بلس (Huawei Pura 70 Pro Plus) وهواوي بورا 70 (Huawei Pura 70) وهواوي إنجوي 70 برو (Huawei Enjoy 70 Pro) وهواوي بورا 70 برو  (Huawei Pura 70 Pro). 

شاركت الشركة على محرك البحث الصيني وايبو مقطعاً تشويقياً يظهر هاتفاً قابلاً للطي ليصبح 3 طيات، بحيث يأخذ شكل الحرف z. لم يتم طرح هاتف بـ 3 طيات في الأسواق بعد، لكن هواوي تعتقد أن الهاتف الذي ستطرحه سيكون أفضل الهواتف المتاحة من هذا النوع، كما أنه سيكون الأعلى ثمناً، وأطلق عليه المدير التنفيذي لتكنولوجيا المستهلك والسيارات في الشركة ريتشارد يو Richard Yu اسم هاتف صانع الحقبة.

وعلى الرغم من أن حدث هواوي مجدول في العاشر من سبتمبر الساعة 2.30 ظهراً بتوقيت الصين القياسي (في العاشر من سبتمبر 6.30 صباحاً بتوقيت أبوظبي)، فإنه سيصادف الساعة 11.30 مساءً بتوقيت المحيط الهادئ في اليوم نفسه لحدث آبل، وذلك بالنسبة لسكان غرب الولايات المتحدة. وإلى جانب الهاتف القابل للطي، من المتوقع أن تعلن هواوي عن سيارة كهربائية وساعات ذكية. 

في هذا التوقيت ما هو أبعد من مجرد عرض منتجات منافسة لشركة آبل الأميركية، إذ يرى فيه الخبراء تحدياً لموقع آبل في سوق الهواتف الذكية في الصين. فوفقاً لشركة الأبحاث كاناليس، تراجع ترتيب آبل في السوق الصينية، وذلك مع خروج الشركة من البائعين الخمسة الأوائل للهواتف الذكية في السوق الصينية في الربع الثاني من 2024، حيث حلّت في المرتبة السادسة بحصة سوقية 14%، بتراجع قدره 2% عن الربع ذاته من العام الفائت.

عنق الزجاجة في الحالة التنافسية بين الشركتين هو سوق الشرائح، فقد أدركت آبل ما لسوق الرقاقات من أهمية في معالجاتها، لذلك اعتمدت باكراً استراتيجية نظام على شريحة (SoC (system on a chip، وقد استحوذت على شركة بي أيه سيمي P.A. Semi عام 2008 مقابل 278 مليون دولار، لتصنع بذلك معالجاتها بنفسها بعد أن كانت تعتمد على معالجات إنتل لحواسيبها، وسامسونج للهواتف الذكية.  

كانت المفاجأة في صعود هواوي بسوق الهواتف الذكية أنها جاءت بعد أربع سنوات من العقوبات الأميركية، والسعي الأميركي الحثيث لحرمان سوف الرقائق الصينية من الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي وإمكانية تصنيع مكونات الرقائق محلياً، ما أثار شكوك المحللين الأميركيين حول قدرتها على تصنيع الرقائق ذاتياً، أو بالاستعانة بشركاء صينيين.

ففي عام 2020، كانت هواوي تكافح للبقاء في سوق الهواتف الذكية، حيث فرضت عليها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عقوبات، كما طالت العقوبات الشركات التي كان يمكن أن تصنع رقاقات لهواوي. كان رد هواوي بأن تعقد اتفاقاً بقيمة 67 مليار دولار مع شركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية Semiconductor Manufacturing International Corporation أو SMIC لصناعة معالجات (نظام على شريحة) واستغرقت الشركة زمناً أطول من شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات لتصنيع رقائق لهواوي، مُنحت الرقائق الاسم الرمزي "شارلوت". طالت العقوبات الأميركية هذه الشركة أيضاً، ما زاد من حجم التحدي الملقى على عاتقها.

اقرأ أيضاً: هل ستكون هواوي المنافس الجديد لآبل؟

لكن بعد 3 سنوات، أطلقت هواوي هواتف ذكية في الأسواق، أسمتها سلسلة ميتا 60 (Mate 60 series) وكانت تعمل بمعالج شارلوت، الذي أصبح يحمل اسم رقاقة كيرين 9000 إس (Kirin 9000S).

كان أداء هذه المعالجات، على الرغم من التحديات، مكافئاً لأداء معالجات كوالكوم الأقدم بعام أو عامين وفقاً للخبراء. 

مثّلت عودة هواوي للسوق، فرصة للمتحمسين للتكنولوجيا الصينية. لكن وعلى الرغم من الحماس المرافق لهواوي، وبذكر أن معالجاتها تعمل بمعمارية 7 نانومتر، فإن الشركة المصنّعة لهذه المعالجات استخدمت مكونات أقل فاعلية لصناعة هذه الرقاقات، حتى إنها تُقارن بمعالجات آبل A12. لذلك يشكك كثيرون بقدرتها التنافسية.