باحثون من إم آي تي يطوّرون جهاز تصوير ماموغرام منزلياً للكشف المبكر عن سرطان الثدي

2 دقائق
باحثون من إم آي تي يطوّرون جهاز تصوير ماموغرام منزلياً للكشف المبكر عن سرطان الثدي
حقوق الصورة: shutterstock.com/Prostock-studio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

صمم باحثون من إم آي تي جهاز ماموغرام قابلاً للارتداء يعمل بالأمواج فوق الصوتية لمساعدة النساء على الكشف المبكر عن الإصابة بسرطان الثدي دون ألم. 

سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر 

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنه في عام 2020 شُخِّصت 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي وكانت هناك 685 ألف حالة وفاة على مستوى العالم بهذا المرض. ومن نهاية عام 2020، توجد 7.8 مليون امرأة على قيد الحياة ممن شُخصت إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس الأخيرة، ما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم. 

تُعالج هؤلاء النساء بالعلاج الإشعاعي لتقليل مخاطر الانتشار في الثدي والأنسجة المحيطة، أو بالأدوية لقتل الخلايا السرطانية ومنع انتشارها. وفي المراحل المتقدمة، تخضع المريضة لجراحة لإزالة ورم الثدي ما يؤثّر سلباً في نوعية حياتها، لذلك تسعى المراكز الطبية للكشف المبكر عنه في جميع أنحاء العالم.

يؤدي الكشف المبكر عن سرطان الثدي دوراً حاسماً في تحسين نتائج علاج السرطان وزيادة فرص الشفاء والبقاء على قيد الحياة، وذلك قبل انتشار المرض إلى مناطق أخرى من الجسم، حيث يكون علاج السرطان أكثر فاعلية ويزيد معدل الشفاء.

يسهم الكشف المبكر أيضاً في تطبيق إجراءات علاج أقل تدخلاً وألماً، مثل إجراء جراحة لإزالة جزء صغير من الثدي بدلاً من إزالته بالكامل. ما يساعد على تقليل الآثار الجانبية ويحسّن نوعية الحياة بعد العلاج.

بالإضافة إلى ذلك، يسهم الكشف المبكر عن سرطان الثدي في تقليل معدل الوفيات، وتقليل تكاليف الرعاية الصحية، كما يسهم في توعية النساء بأهمية فحص الثدي الذاتي والفحوص الدورية. 

اقرأ أيضاً: تعاون الطبيب مع الذكاء الاصطناعي يتفوق على القدرات المنفردة لكل منهما في الكشف عن سرطان الثدي

تشخيص سرطان الثدي 

يُكشف عن سرطان الثدي عادةً عن طريق التصوير بالأشعة السينية التي تُعرف باسم الماموغرام، ويمكن عبرها كشف الكتل في أنسجة الثدي قبل أن تشعر المريضة بوجودها أو حتى قبل أن يكتشفها الطبيب. على الرغم من ذلك، فإن هذه الطريقة تفشل في الكشف عن واحدة من ثماني مصابات بالمرض. 

ينصح الأطباء بإجراء صورة الماموغرام مرة واحدة في العام بعد بلوغ المرأة عامها الأربعين، ولكن للأسف قد تتطور الأورام السرطانية الخبيثة بين الكشفَين الدوريَين عند نحو 20-30% من النساء.

اقرأ أيضاً: خوارزمية ميراي تتنبأ بسرطان الثدي قبل 5 سنوات من الإصابة

باحثو إم آي تي يطوّرون ماموغرام منزلياً

كشف الباحثون في إم آي تي عن جهاز تصوير ماموغرام على شكل رقعة مرنة، مطبوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد يمكنها التقاط صور بالموجات فوق الصوتية مماثلة لتلك التي تقوم بها المراكز الطبية، ولها شكل متناسب مع حمالة الصدر.

أوضحت مؤلفة الدراسة كانان داغديفيرين والأستاذة في إم آي تي، أن الجهاز سهل الاستخدام ويوفّر مراقبة فورية وسهلة الاستخدام لأنسجة الثدي ويمكن استخدامه في المنزل، كما أنه مريح أكثر من جهاز تصوير ماموغرام التقليدي.

يوضّح الباحثون في دراستهم المنشورة في دورية ساينتفيك أدفانسس، أن الجهاز عبارة عن ماسح ضوئي صغير يعمل بالموجات فوق الصوتية باستخدام مادة كهرضغطية يمكنها التقاط الصور متى أرادت المستخدِمة، ومجهز بحمالة صدر مناسبة، وله فتحات تعطيه شكل قرص العسل.

يُعطي الجهاز صورة تغطي مساحة الثدي بالكامل مأخوذة من 6 أماكن، ولا يحتاج استخدامه إلى تدريب.

لمقارنة النتائج التي يمكن الحصول عليها من الجهاز، اختبره الباحثون على مريضة ذات 71 عاماً، مصابة بتكيسات الثدي، وقد استطاع التقاط صور لأكياس صغيرة يصل قطرها إلى 0.3 سم، على عمق 8 سم في الأنسجة، بدقة مماثلة لدقة الماموغرام التقليدي. 

لعرض الصورة، يُوصل الجهاز بجهاز الموجات فوق الصوتية في مركز التصوير. يعمل الباحثون الآن على إيجاد وسيلة لعرض الصور من المنزل دون اضطرار المريضة للذهاب لمركز التصوير. 

اقرأ أيضاً: اتفاقية جديدة تتيح توزيع جهاز «أتوسا» لتشخيص سرطان الثدي في المنطقة العربية

 يفيد الجهاز كل امرأة مصابة أو معرضة للإصابة بسرطان الثدي، خاصةً النساء المصابات بنوع من المرض عالي الخطورة، إذ يتوجب عليهن الذهاب إلى المراكز وإعادة الصورة مراراً. ومن المستفيدات من الجهاز أيضاً النساء اللواتي لا يمكنهن الوصول إلى مراكز التصوير لإجراء الفحوصات.