الذكاء الاصطناعي يلخص الأبحاث العلمية بطريقة يفهمها طفل عمره 7 سنوات

3 دقائق
تلخيص الأبحاث العلمية
حقوق الصورة: أنسبلاش. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

غالباً ما تشتهر الكتابات الأكاديمية بصعوبة فهمها، لكن ماذا لو كان بإمكانك استخدام التعلم الآلي لتلخيص النقاشات التي تحتوي عليها الأوراق العلمية ليتمكن حتى طفل يبلغ من العمر سبع سنوات من فهمها؟ هذه هي الفكرة من “تي إل؛دي آر بيبرز” (tl;dr papers)، وهو مشروع يستفيد من التطورات الحديثة في مجال معالجة اللغات الطبيعية (NLP) لتبسيط العلوم.

الأبحاث العلمية الحديثة صعبة الفهم

تشير دراسة نُشرت في دورية “إي لايف” (elife) إلى تزايد صعوبة قراءة الأوراق العلمية بمرور الزمن، موضحة أن قراءة الأبحاث التي نُشرت في منتصف العقد الأول من القرن الجاري كانت أصعب من تلك التي نُشرت في القرن التاسع عشر. وتتضمن المشاكل التي تعاني منها معظم الأوراق العلمية حالياً الجمل التي تتم صياغتها بطرق سيئة والمصطلحات الصعبة، بالإضافة إلى الحشو والاختصارات الغامضة. كل هذه الأمور يمكن أن تجعل الأوراق العلمية مقتصرة على النخبة فقط، وأن تُقصي الباحثين الجدد وعوام الناس على حد سواء.

في مسعى لإيجاد حل لهذه المشكلة، أنشأ الباحثان ياش داني وسيندي وو، محركاً للبحث العلمي يستخدم الذكاء الاصطناعي لكتابة ملخصات مكونة من جمل بسيطة للأوراق البحثية، والذي يقولان إنه يمكن أن يساعد العلماء على قراءة الدراسات بشكل سريع.

أطلق الباحثان على موقعهما اسم (tl;dr papers)، و(TL;DR) هو اختصار شهير لجملة (too long; didn’t read) أي “طويل للغاية.. لم يُقرأ”، وهو يستخدم في اللغة الإنجليزية للتعبير عن أن قراءة شيء ما تتطلب الكثير من الوقت، كما أنه قد يشير أيضاً إلى “التعبير الموجز عن فكرة مطولة”.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يحلل 3.3 مليون ملخص في الأبحاث العلمية ويكتشف مواد جديدة

انتشار مفاجئ

على الرغم من أنهما طورا الأداة قبل عامين وعلى الرغم من أنها ليست أول أداة من هذا النوع، إلا أن هذه الخدمة انتشرت على موقع تويتر خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل الماضي عندما بدأ الأكاديميون في مشاركة ملخصات أنشأها الذكاء الاصطناعي لأبحاثهم. ما عليك سوى كتابة “tldrpapers.com” في حقل البحث على تويتر لمعرفة كم المشاركات والمشاعر المختلطة التي أثارتها هذه الأداة.

وفي حين أن النتائج تكون أحياناً غير دقيقة أو مبسطة إلى درجة البلاهة، إلا أنها كانت في غالبية الأحيان مختصرة بشكل مرضٍ، وقللت من صعوبة المصطلحات الأكاديمية لتصبح الأبحاث العلمية “كما لو أنها حكمة للأطفال”.

على سبيل المثال، كتب الذكاء الاصطناعي ملخصاً لورقة بحثية أعدتها ميشيل رايان مديرة المعهد العالمي للقيادة النسائية بالجامعة الوطنية الأسترالية، حول مفهوم “الجرف الزجاجي” (Glass Cliff)، وهو شكل من أشكال التمييز بين الجنسين يشير إلى وضع النساء في مناصب قيادية في الأوقات التي تكون فيها المؤسسات أكثر عرضة للفشل. كان ملخص الذكاء الاصطناعي لدراستها: “الجرف الزجاجي هو مكان يتم وضع الكثير من النساء فيه. إنه مكان سيء لتكون فيه”.

اقرأ أيضاً: هل يمكن لنظام ذكاء اصطناعي أن يتنبأ بالأولويات العلمية لعشر سنوات مقبلة؟

ملخص من ملخص

ترى رايان، في تصريحات لموقع ذا فيرج، أن الملخص كان “دقيقاً وبليغاً”، على الرغم من أنه أسقط الكثير من الفروق الدقيقة حول المفهوم، وهو ما يرجع جزئياً إلى نقطة هامة: لا يقوم مشروع “تي إل؛دي آر بيبرز” سوى بتلخيص ملخص الورقة العلمية (Abstract)، التي تُعد في حد ذاتها نسخة مختصرة من حجة الباحث. وستشكل القدرة على تلخيص بحث كامل تحدياً أكبر بكثير، على الرغم من أنه شيء يعمل باحثو التعلم الآلي لإنجازه بالفعل.

وتقول ريان إنه على الرغم من أن “تي إل؛دي آر بيبرز” هي أداة ممتعة للغاية بلا شك، إلا أنها توضح لنا الكيفية التي يجب أن يبدو عليها التواصل العلمي الجيد، مضيفة: “أعتقد أن الكثير منا يمكن أن يكتب بطريقة أكثر ملاءمة للقارئk والبدء بطفل عمره 7 سنوات يمكن أن يمثل بداية جيدة”.

تلخيص الأبحاث العلمية
لقطة شاشة للموقع.

ولكن على الرغم من شعبية البرنامج، أخبر مطوّروه موقع ذا فيرج أنهم يعتزمون إغلاقه (الموقع قيد الصيانة حالياً)، وتوفير برامج بديلة مثل برنامج التلخيص (TLDRs) الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، والذي طوّره معهد ألين للذكاء الاصطناعي (AI2). ويمكن لهذا البرنامج المجاني توليد اختصارات من جملة واحدة لعشرة ملايين ورقة بحثية في مجال علوم الحاسب تظهر على محرك سيمانتك سكولر (Semantic Scholar) البحثي.

اقرأ أيضاً: هل يساعد ناشرو المواد العلمية على استمرار عمل الخوارزميات العنصرية؟

ليست مجرد مزحة

من جانبه، يعتقد زان كوبر طالب الدكتوراه بجامعة بنسلفانيا، أنه على الرغم من أن الأداة تبدو “للوهلة الأولى مجرد مزحة “، إلا أن أنظمة مثل هذه يمكن أن تكون لها تطبيقات جادة في التدريس. يمكن استخدام ملخصات الذكاء الاصطناعي من قبل الطلاب كطريقة لفهم الأوراق البحثية المعقدة، أو يمكن دمجها في الدوريات التي تُنشر عبر الإنترنت، لتولد ملخصات أوتوماتيكية مبسطة للعامة.

ومع ذلك يقول كوبر: “بالطبع، يجب أن يتم ذلك فقط إذا تم تأطيرها بشكل صحيح، مع مناقشة القيود وما يعنيه استخدام التعلم الآلي كأداة للكتابة”.