ما تأثير إقالة سام ألتمان من منصب الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي على صناعة الذكاء الاصطناعي؟

3 دقائق
إليك أسباب إقالة سام ألتمان من أوبن إيه آي وكيف ستؤثر على صناعة الذكاء الاصطناعي
حقوق الصورة: shutterstock.com/DIA TV
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أُقيل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي (OpenAI)، وهي شركة متخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، من منصبه بعد تصويت مجلس الإدارة يوم الجمعة. كان قرار الإقالة مفاجئاً للكثير من الأشخاص، خاصة في عالم التكنولوجيا، الذين اعتبروا ألتمان أحد أكثر القادة تأثيراً.

انضم ألتمان إلى أوبن أيه آي في عام 2019 وأصبح رئيسها التنفيذي في عام 2020، وكان له دور كبير في جمع أموال المستثمرين لتمويل الشركة وتنفيذ العديد من مشاريع الذكاء الاصطناعي، مثل تشات جي بي تي، وهو بوت دردشة يمكنه توليد إجابات شبيهة بإجابات الإنسان عن الأسئلة.

اقرأ أيضاً: كيف يرى سام ألتمان مستقبل البشرية مع الذكاء الاصطناعي؟

لماذا تمت إقالة سام ألتمان؟

وفقاً لبيان صادر عن شركة أوبن أيه آي، قرر مجلس الإدارة إنهاء تعيين ألتمان “بسبب سلسلة من الخلافات حول رؤية الشركة واستراتيجيتها وإدارتها”. ولم يقدم البيان أي تفاصيل محددة، لكن مصادر مطلعة على الأمر قالت إن ألتمان كان على خلاف مع بعض أعضاء مجلس الإدارة وغيرهم من المؤسسين المشاركين حول اتجاه أبحاث الشركة وأخلاقياتها. من المشكلات التي قيل أنها تسببت في الخلاف هي:

  • مستوى الشفافية والانفتاح في نماذج وبيانات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، خاصة بعد الإصدار المثير للجدل لتشات جي بي تي، والذي تم انتقاده لأنه قد يكون ضاراً ومتحيزاً.
  • التوازن بين السعي إلى التميز العلمي والمسؤولية الاجتماعية، وكذلك المفاضلة بين الأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى.
  • تخصيص الموارد والأولويات بين مشاريع الشركة وفرق العمل المختلفة، بالإضافة إلى توظيف المواهب والاحتفاظ بها.
  • العلاقة والتعاون مع أصحاب المصلحة الآخرين في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل الحكومات والهيئات التنظيمية والمؤسسات التعليمية.

اقرأ أيضاً: أوبن أيه آي تُطلق «جي بي تي-4 تربو» وتسمح بتطوير بوتات متخصصة

ما تأثير الإقالة على صناعة الذكاء الاصطناعي؟

يعتبر سام ألتمان أحد أكثر القادة تأثيراً في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد كان مدافعاً قوياً عن تطوير وتنظيم الذكاء الاصطناعي الذي يتماشى مع القيم الإنسانية ويفيد البشرية، وكان أيضاً مستثمراً ومرشداً للعديد من الشركات الناشئة والباحثين في هذا المجال. وتحت قيادته، حققت أوبن أيه آي العديد من الإنجازات التكنولوجية، مثل إطلاق بوت الدردشة تشات جي بي تي ونموذج توليد الصور دال-إي (DALL-E) وأداة كتابة التعليمات البرمجية كود إكس (Codex).

اقرأ أيضاً: سام ألتمان: هذا ما تعلّمته من نموذج دال- إي 2 (DALL-E 2)

كيف ستؤثر إقالته على مستقبل الشركة؟

أحدثت إقالة سام ألتمان صدمة في مجتمع الذكاء الاصطناعي وأثارت تساؤلات حول مستقبل شركة أوبن أيه آي. الشركة، التي تأسست عام 2015 على يد مجموعة من رواد الأعمال والباحثين البارزين في مجال التكنولوجيا، مثل إيلون ماسك وبيتر ثيل وإيليا سوتسكيفر، لديها مهمة تتمثل في ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل الخير وليس الشر، وإنشاء الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence)، وهو ذكاء اصطناعي قادر على أداء أي مهمة فكرية يستطيع الإنسان القيام بها وحتى التفوق على البشر.

لقد اجتذبت الشركة بعضاً من أفضل المواهب والتمويل في هذا المجال، وكانت في طليعة الابتكار والدعوة لتطوير الذكاء الاصطناعي وتبنيه.

ومع ذلك، واجهت الشركة أيضاً تحديات وخلافات، مثل:

  • صعوبة الموازنة بين كياناتها غير الربحية والربحية، بالإضافة إلى اهتماماتها البحثية والتجارية.
  • الانتقادات والتدقيق من قبل بعض خبراء الذكاء الاصطناعي والجهات الرقابية، الذين شككوا في ادعاءات الشركة وأساليبها ودوافعها.
  • المنافسة مع عمالقة الذكاء الاصطناعي الآخرين، مثل جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت، الذين استثمروا أيضاً بشكل كبير في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره.

قد يكون لرحيل ألتمان، الذي كان يُنظر إليه على أنه القوة الدافعة والوجه العام للشركة، آثاراً كبيرة على توجهها وأدائها، ويمكن أن يؤثر أيضاً على قدرة الشركة على الاحتفاظ بالمواهب والشركاء والمستثمرين وجذبهم.

لم تعلن الشركة عمن سيحل محل ألتمان رسمياً في منصب الرئيس التنفيذي، وتم تعيين ميرا موراتي، كبيرة مسؤولي التكنولوجيا، مديرة تنفيذية مؤقتة.

اقرأ أيضاً: هل اقتربنا من تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي العام التي تتمتع بقدرات البشر؟

ما الخطط القادمة لأوبن أيه آي؟

قالت أوبن أيه آي إنها ستواصل متابعة مهمتها المتمثلة في تطوير وضمان الاستخدام الآمن والمفيد للذكاء الاصطناعي، وإنها لن تحيد عن مبادئها وقيمها الأساسية، وأكدت الشركة إنها ستركز على الأولويات التالية:

  • تطوير ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها حل مشاكل العالم الحقيقي وتحسين حياة البشر، مثل الرعاية الصحية والتعليم وتغير المناخ.
  • العمل لتطوير الذكاء الاصطناعي العام، وهو ذكاء اصطناعي يمكنه تجاوز الذكاء البشري وقدراته.
  • تعزيز الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي، والمشاركة مع مختلف أصحاب المصلحة وصانعي السياسات لضمان توافق الذكاء الاصطناعي مع القيم والمصالح الإنسانية.
  • دعم مجتمع الذكاء الاصطناعي وتمكينه، وتعزيز ثقافة الانفتاح والتعاون والتميز.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسير بسرعة كبيرة والعلماء يحذّرون من ثلاثة أخطاء يجب تجنبها

ما خطط سام ألتمان القادمة؟

لم يعلن سام ألتمان عن خططه التالية، لكنه قال إنه سيظل مشاركاً في مجال الذكاء الاصطناعي وسيواصل دعم الشركة كعضو في مجلس إدارتها ومانح لها، كما سيتابع مشاريع واهتمامات أخرى يهتم بها مثل وورلد كوين (Worldcoin)، وهي عملة مشفرة تهدف إلى إنشاء نظام عالمي لتحديد الهوية عن طريق المصادقة البيومترية القائمة على القزحية.