أهم الأحداث التي هزت عالم التكنولوجيا عام 2023

4 دقائق
أهم الأحداث التي هزت عالم التكنولوجيا عام 2023
حقوق الصورة: shutterstock.com/ takasu
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

شهد عام 2023 طفرة ملحوظة في التطورات التكنولوجية، ما مهّد الطريق للابتكارات التي من المتوقع أن تشكّل مستقبل مختلف الصناعات، فقد واصل عالم التكنولوجيا التطور بمعدل مذهل، حيث إننا نشهد نمواً سريعاً في الابتكارات التكنولوجية التي ستغيّر طريقة عيشنا وعملنا وتفاعلنا مع الآخرين.

أبرز الأحداث التي جلبت اهتمام قطاع التكنولوجيا عام 2023

إليك لمحة عن التطورات التكنولوجية التي احتلت مركز الصدارة عام 2023، وكيف أعادت تعريف الصناعات وتشكيل الأعمال، ومهّدت الطريق لمستقبل أكثر اتصالاً وإنتاجية وكفاءة:

الذكاء الاصطناعي التوليدي: ثورة الذكاء الاصطناعي

يُعد الذكاء الاصطناعي التوليدي أحد أبرز الابتكارات التي طرأ عليها تطور كبير عام 2023، حيث مكّن الشركات من إحداث ثورة في تطوير منتجاتها وتصميمها وعمليات خدمة العملاء واستراتيجيات المبيعات والتسويق بطرق جديدة وجذابة، فمع التقدم الملحوظ الذي شهدته تكنولوجيات معالجة اللغات الطبيعية والرؤية الحاسوبية والتعلم الآلي، تسابقت الشركات للكشف عن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل بوتات الدردشة وأدوات توليد الصور من النص.

وكان بوت الدردشة تشات جي بي تي (ChatGPT) بمثابة نقطة الانطلاق التي جعلت إمكانات الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع، حيث بدأ الجميع باستخدام بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية ورفع الكفاءة وأتمتة العديد من المهام المتكررة والمستهلكة للوقت، ما وفّر لهم الوقت للتركيز على إنجاز الأعمال الأكثر تعقيداً.

على سبيل المثال، وجدت دراسة أجراها باحثون من إم آي تي (MIT) أن استخدام بوت الدردشة تشات جي بي تي أدّى إلى تقليل الوقت الذي يستغرقه الموظفون لإكمال المهام الروتينية بنسبة 40%، وبالنسبة للشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي التوليدي، فمن المتوقع أن تكون أكثر قدرة على تحسين إنتاجيتها وإبداعها وأرباحها، وتعزيز عمليات صنع القرار ما يجعلها في وضع جيد للمنافسة في المستقبل.

اقرأ أيضاً: بناء مستقبل جديد: الذكاء الاصطناعي يسهم في تنمية المهارات

تطورات مهمة في مجال الحوسبة الكمومية

خطت تكنولوجيا الحوسبة الكمومية خطوات مهمة للأمام عام 2023، وذلك يعود إلى الإمكانات الهائلة التي تقدّمها التكنولوجيا في المجالات كافة، حيث أعلنت شركة آي بي إم (IBM) مؤخراً الجيل الجديد من جهازها الكمومي كوانتوم كوندور (Quantum Condor) الذي يحتوي على أكثر من 1000 كيوبت، كما جرى تطوير لغات برمجة كمومية جديدة تسهّل كتابة البرامج الكمومية. على سبيل المثال، طوّرت جوجل لغة برمجة كمومية تُسمَّى سيرك  (Cirq) لتمكين الباحثين والمطورين من تشغيل خوارزميات كمومية على معالجات كمومية حقيقية.

بالإضافة إلى ذلك، طُوِّرت تقنيات جديدة لتصحيح الأخطاء الكمومية لتحسين موثوقية أجهزة الكمبيوتر الكمومية، حيث طوّرت شركة آي بي إم تقنية جديدة لتصحيح الأخطاء الكمومية تُسمَّى الكود السطحي (Surface Code) يمكنها تصحيح الأخطاء في أجهزة الكمبيوتر الكمومية بما يصل إلى 10 ألف كيوبت.

أمّا عن التطبيقات، فقد بدأ استخدام أجهزة الكمبيوتر الكمومية لمحاكاة التفاعلات الجزيئية وتصميم أدوية جديدة، حيث استخدم فريقٌ من الباحثين في جامعة تورنتو جهاز كمبيوتر كمياً لمحاكاة التفاعل بين جزيء الدواء والبروتين، كما استخدم فريقٌ من الباحثين في جوجل جهاز كمبيوتر كمياً لتطوير نوعٍ جديدٍ من خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها التعلم من البيانات بشكلٍ أسرع بكثير من الخوارزميات التقليدية.

نمو ابتكارات الرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي

واصل الذكاء الاصطناعي إحداث ثورة في الرعاية الصحية عام 2023، وحققت الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتشخيص الطبي وتخطيط العلاج واكتشاف الأدوية تقدماً كبيراً، ما يَعد بتحسين نتائج تشخيص المرضى وكفاءة الرعاية الصحية، حيث سلّط انتشار الوباء الأخير والنقص الكبير في العاملين الطبيين الضوء على أن وجود نظام رعاية صحية مرن أصبح ضرورة حيوية.

علاوة على ذلك، بدأت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية بالانتشار بدءاً من الاكتشاف المبكر وحتى تحليل الصور الإشعاعية والتنبؤ بالنتائج السريرية باستخدام السجلات الصحية الإلكترونية، من خلال دمج تقنيات مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية والتعلم العميق لتحليل كميات كبيرة من البيانات السريرية بسرعة ودقة، لتحديد علامات وأنماط للمرض قد لا تظهر في الفحوصات التقليدية.

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت صناعة الرعاية الصحية أكثر استعداداً لاستخدام المساعدات الافتراضية وبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تساعد على إحداث تحول جذري في رعاية المرضى، عبر توفير إمكانية الوصول إلى معلومات الرعاية الصحية والدعم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ما يساعد مقدمي الرعاية الصحية على التعامل مع المهام الإدارية الروتينية والتركيز على الأولويات الأخرى التي تركّز على المريض، ورعاية المزيد من المرضى في وقتٍ واحد.

اقرأ أيضاً: أين وصل الضجيج المرافق للويب 3؟ ولماذا لم يتم تبنيه حتى الآن؟

مواجهة تهديدات الأمن السيبراني المتطورة

على مدار الأعوام السابقة ظلت تهديدات الأمن السيبراني تمثّل قضية ملحة يعمل الجميع على مواجهتها، حيث سلّطت الهجمات الإلكترونية وانتهاكات البيانات الضوء على الحاجة إلى حلول قوية للأمن السيبراني، فقد كان للتهديدات مثل هجمات برامج الفدية وانتهاكات البيانات واستغلال نقاط الضعف في البرامج تأثيرٌ كبيرٌ على المشهد العام في 2023، مع اتجاه الشركات إلى زيادة كمية البيانات التي تنتجها وتخزنها.

وقد كان لهجمات برامج الفدية النصيب الأكبر من الهجمات السيبرانية التي تعرضت لها الشركات حول العالم، خاصة مع اتجاه أكثر مجموعات الجرائم السيبرانية إلى العمل بشكلٍ مشابه للشركات الكبرى، حيث تستثمر بصورة معمقة في البحث والتطوير والتسويق لبرمجياتها الضارة وخدماتها بنموذج أعمال مشابهة لأعمال الشركات التكنولوجية العادية، ويُظهر تقريرٌ حديث أن هجمات برامج الفدية لم تظهر أي علامات على التباطؤ عام 2023، مع إجمالي 1900 هجوم في أربع دول فقط هي الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.

أمّا عن الهجمات السيبرانية الموجَّهة للأفراد في الشرق الأوسط، فبحسب تحليل أجرته شركة بوزيتف تكنولوجيز (Positive Technologies)، فقد استُخدِمت البرمجيات الضارة في 70% من الهجمات الناجحة، وقد تضمن أكثر من نصف هذه الهجمات برمجيات تجسس، حيث استخدم مجرمو الإنترنت البرمجيات الضارة لاستهداف الأفراد في منطقة الشرق الأوسط بمعدل 7 من أصل 10 هجمات ناجحة، وغالباً ما نجح المهاجمون باستهداف أجهزة المستخدمين وإصابتها ببرامج تجسس بنسبة نجاح تصل إلى 3 من أصل 5 هجمات.

بالإضافة إلى ذلك ووفقاً للتقرير نفسه، فقد شهدت غالبية الهجمات الناجحة التي استهدفت الأفراد في دول الشرق الأوسط والتي بلغت نسبتها 96% استخدام هجمات الهندسة الاجتماعية، التي كانت في معظم الأحيان هجمات جماعية يهدف فيها المجرمون للوصول إلى أكبر عددٍ ممكن من الضحايا مستغلين في ذلك الأخبار المرتبطة بالأحداث والفعاليات الإقليمية والعالمية المهمة التي أُقيمت في المنطقة العربية.

الاتجاه نحو التكنولوجيات المستدامة

أصبحت الاستدامة قوة دافعة وراء التقدم التكنولوجي عام 2023، حيث اكتسبت الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين الطاقة المتجددة وإدارة الشبكات الذكية ومراقبة البيئة أهمية كبيرة، فوفقاً لتقرير صادر عن شركة الأبحاث غارتنر (Gartner) فإن الاستدامة السحابية (Cloud Sustainability) وقياس البصمة الكربونية وبرامج إدارة الشبكة المتقدمة تعتبر من أبرز تكنولوجيات الاستدامة البيئية التي ركّزت عليها الشركات في الفترة الأخيرة، ومن المتوقع أن تُعتمد بصورة كبيرة في غضون سنة إلى ثلاث سنوات.

علاوة على ذلك، بدأت الشركات بالاتجاه إلى نشر مراكز البيانات التابعة لها تحت الماء والتي توفّر العديد من المزايا مقارنة بمراكز البيانات الأرضية التقليدية، مثل استخدام التبريد الطبيعي للمحيطات للحفاظ على برودة خوادمها لتوفير المزيد من الطاقة، وحمايتها من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات، مثلاً نشرت الشركة الصينية هايلاندر (Highlander)) مركز بيانات تجارياً تحت الماء قبالة ساحل جزيرة هاينان على عمق 35 متراً.