2020-05-26 20:00:33
2020-05-27 09:10:10
شارك
مترجم وكاتب رئيسي في منصة إم آي تكنولوجي ريفيو العربية، ويهتم بمتابعة التحولات التي تحدثها مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا في حياة المجتمعات، وفي سوق الأعمال. مارس البحث العلمي في مجالات الأنظمة المعلوماتية، ونظم دعم القرار، وبحوث العمليات، وخدمات … المزيد الويب، وتحليل البيانات المكانية، وقواعد البيانات الجغرافية، والبرمجة في بيئات نظم المعلومات الجغرافية، وإدارة الكوارث بمساعدة التخطيط الحضري. وتركزت رسالته للماجستير حول دور البيانات المكانية في إدارة الكوارث باستخدام الخرائط التفاعلية ونظم المعلومات الجغرافية GIS. كما يعمل في مجال تطوير النظم البرمجية والتدريس في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بدمشق.
المزيد من المقالات حول مستقبل الرعاية الصحية
اخترنا لك
تكافح شركات وسائل التواصل الاجتماعي للسيطرة على المعلومات الصحية التي تصنف بأنها إما خاطئة أو مضلِّلة خلال انتشار أحد الأوبئة، وهو أمرٌ عايشنا جميعاً مثالاً حياً عليه في ظل تفشي وباء كوفيد-19 منذ مطلع العام 2020.
ومؤلفو الروايات عادة ما يجدون مكاناً لهم على الإنترنت في مساحات افتراضية ذات صبغة مجتمعية، والتي تشكل جزءاً من التكوين البنيوي لمنصات افتراضية مثل فيسبوك (مثل صفحات المعجبين بشخصية معينة على سبيل المثال)، وهو ما لا نجده في منصات أخرى مثل تويتر.
وهناك دراسات سابقة أشارت إلى أن ما ينقص هذه المسألة هو وجود فهم على مستوى المنظومة التي تدير هذه المنصات الافتراضية ضمن نطاق يشمل ملايين الأشخاص، في حين سلطت دراسة أخرى الضوء على الحاجة إلى فهم دور الخوارزميات والبوتات في تضخيم المخاطر بين حشود الجماهير غير المدركة لحقيقة ما يجري.
تقول دراسة نُشرت مؤخراً في مجلة نيتشر إن مجموعات فيسبوك -التي تشكك في إرشادات المؤسسات الصحية- هي أكثر فعالية من الوكالات الحكومية الصحية وغيرها من المجموعات الصحية الموثوقة في الوصول إلى الأفراد "المترددين" والتفاعل معهم.
حيث قام الفريق البحثي، وهو من جامعة جورج واشنطن، بتطوير خريطة غير مسبوقة لتتبع الحوارات حول اللقاحات، التي تجري بين 100 مليون مستخدم على فيسبوك في ذروة جائحة مرض الحصبة في 2019. وتكشف الدراسة الجديدة، وخريطة "ساحات المعارك" فيها، كيف يمكن للتشكيك في إرشادات المؤسسات الصحية أن ينتشر ويهيمن على الحوارات خلال العقد المقبل، ما قد يشكل خطراً على الجهود الرامية إلى استخدام اللقاحات لحماية الناس من كوفيد-19 وغيره من الأوبئة التي قد تظهر لاحقاً.
عمل البروفيسور نيل جونسون وفريقه البحثي في جامعة جورج واشنطن، بما فيهم البروفيسور يوناتان لوبو والباحثون نيكولاس فيلاسكيز وريس ليهي ونيكو ريستريبو، بالتعاون مع باحثين من جامعة ميامي وجامعة ميشيغان الحكومية ومختبر لوس ألاموس الوطني، وذلك لتعزيز المعلومات حول تطور التشكيك في الخبرات العلمية على الإنترنت، خصوصاً فيما يتعلق باللقاحات. فقد تحولت مسألة الثقة بالعلم والخبرات الصحية -خصوصاً مع انتشار المعلومات المزيفة حول كوفيد-19– إلى ما يشبه حرباً عالمية جديدة على الإنترنت، علاوة على التشكيك في شركات الأدوية والحكومات، وهي ساحة معركة بقيت مجهولة حتى هذا البحث.
خلال جائحة الحصبة في 2019، قام الفريق بدراسة مجموعات فيسبوك -بعدد كلي من المستخدمين يصل إلى 100 مليون مستخدم- التي كانت نشطة في مسائل اللقاحات، والتي شكلت شبكات عالية المرونة والترابط عبر مختلف المدن والبلدان والقارات واللغات. تمكن الفريق من تحديد ثلاث فئات، وهي المجموعات المؤيدة للقاحات، والمجموعات المناهضة للقاحات، ومجموعات من الأفراد الحياديين المترددين الذين لم يحسموا موقفهم، مثل مجموعات الأهالي. وقد بدأ الباحثون بمجموعة واحدة، ومن ثم بحثوا عن مجموعة أخرى شديدة الترابط مع المجموعة الأولى، وهكذا دواليك، وذلك لفهم طريقة تفاعل هذه المجموعات مع بعضها البعض.
أول صورة على مستوى النظام لما يقارب 100 مليون فرد، وتعبر هذه الصورة عن وجهة النظر إزاء اللقاحات بين مستخدمي فيسبوك الذين يبلغ عددهم 3 مليار مستخدم في 37 بلداً، من جميع القارات وبمختلف اللغات.
مصدر الصورة: نيل جونسون
اكتشف الفريق مفارقة مثيرة للاهتمام، فعلى الرغم من أن عدد الأفراد المناهضين للقاحات أقل من المؤيدين لها، فإن عدد المجموعات المناهضة للقاحات على فيسبوك أكبر من عدد المجموعات المؤيدة لها بحوالي ثلاثة أضعاف. وهو ما يسمح للمجموعات المناهضة للقاحات بأن تصبح شديدة التفاعل مع مجموعات الحياديين، في حين أن المجموعات المؤيدة تبقى ذات أثر ضعيف في أغلب الأحيان. إضافة إلى ذلك، فإن المجموعات المؤيدة التي تركز على مواجهة المجموعات المناهضة الكبيرة قد تعجز عن إدراك تنامي المجموعات المتوسطة خِفيةً عنها.
وجد الباحثون أيضاً أن المجموعات المناهضة للقاحات تقدم روايات أكثر تنوعاً حول اللقاحات وغيرها من العلاجات الصحية المعروفة -حيث تروج لمخاوف السلامة ونظريات المؤامرة والخيارات الشخصية، على سبيل المثال- التي تستطيع جذب نسبة أكبر من إجمالي مستخدمي فيسبوك، الذين يبلغ عددهم 3 مليار مستخدم، ما يزيد فرص التأثير على الأفراد في المجموعات الحيادية. من ناحية أخرى، فإن المجموعات المؤيدة للقاحات تقدم عموماً رسائل أحادية الطابع تركز عادة على الفوائد المعروفة للقاحات في تعزيز الصحة العامة، كما لاحظ باحثو جورج واشنطن أن الأفراد في المجموعات الحيادية لم يكونوا مجرد متفرجين سلبيين، بل كانوا يتفاعلون بنشاط مع المحتوى المتعلق باللقاحات. وقد كان من المعتقد أن الكيانات الكبيرة التي تتعامل مع الصحة العامة، والدوائر الحكومية الصحية، ستكون في قلب هذه المعركة على الإنترنت، غير أن الباحثين وجدوا العكس تماماً، فقد كانت هذه المؤسسات تعمل في جانب واحد، وفي المكان الخطأ.
مع اندفاع العلماء حول العالم نحو تطوير لقاح فعال لكوفيد-19، أصبح لانتشار المعلومات الزائفة والخاطئة آثار هامة على الصحة العامة، خصوصاً على منصات التواصل الاجتماعي، التي غالباً ما تلعب دور مضخّمٍ ومعدّلٍ للمعلومات. وفي هذه الدراسة، اقترح باحثو جورج واشنطن عدة إستراتيجيات مختلفة لمكافحة المعلومات المزيفة على الإنترنت، بما فيها التأثير على تباين هذه المجموعات المنفردة لتأخير ظهورها والتخفيف من نموها، والتلاعب بالروابط بين المجموعات لمنع انتشار وجهات النظر السلبية. فبدلاً من التركيز بشكل إفرادي على كل مجموعة في هذه الشبكة العالمية من المجموعات التي تستهلك وتنتج المعلومات المزيفة، يمكن أن تستفيد منصات التواصل الاجتماعي والحكومات من هذه الخريطة ومجموعة جديدة تماماً من الإستراتيجيات لتحديد النشاط الأكثر خطراً على الإنترنت، والعمل على تحييد هذه المجموعات التي تنشر معلومات زائفة شديدة الضرر بالعامة.
المرجع: DOI: 10.1038/s41586-020-2281-1
التنافس على الإنترنت بين وجهات النظر المؤيدة والمناهضة للقاحات.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.