جوجل تُطلق نموذج الذكاء الاصطناعي «بارد» بالعربية: كل ما تحتاج معرفته لاستخدامه

5 دقائق
جوجل تُطلق نموذج الذكاء الاصطناعي "بارد" بالعربية
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أعلنت شركة جوجل، اليوم الساعة 11 بتوقيت الإمارات، عن إضافة اللغة العربية إلى بوت الدردشة الشهير بارد (Bard)، وذلك كجزء من الإطلاق العالمي للبوت التفاعلي المستند إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) بالعديد من اللغات الجديدة، بعدما أطلقته جوجل باللغة الإنجليزية في مارس/ آذار الماضي.

وتقول الشركة إن “بارد” يساعد على تنمية الإبداع عبر تقديم أفكار جديدة واستكشاف العالم عبر تحليل المواضيع من جوانب مختلفة، والتشجيع على الإنتاجية عبر تلخيص المحتوى المتاح وتبسيط المفاهيم المعقدة. 

ويفهم “بارد” 16 لهجة عربية يمكن للمتحدثين العرب محادثته بها، كما أنه سيفهم المستخدمين الذين يطرحون أسئلة نصفها بالعربية ونصفها بالإنجليزية “عندما يتعلق الأمر بالمصطلحات”، حيث سيفهم النموذج ترجمة المصطلح ويقدّم الإجابة تلقائياً.

ميزات متعددة في “بارد” العربي

يستند بوت الدردشة “بارد” إلى النموذج اللغوي بالم-2 (PaLM 2) الذي طوّرته جوجل وأطلقته في مايو الماضي. كان البوت متاحاً باللغة الإنجليزية في مختلف الدول العربية منذ إطلاقه، لكن الشركة أعلنت أنه بات متاحاً بأكثر من 40 لغة جديدة، من ضمنها العربية والإسبانية والألمانية والصينية، ابتداءً من اليوم 13 يوليو. 

ويمكن استخدامه على الحاسوب أو الهواتف المحمولة عبر هذا الرابط، علماً أن المستخدم بحاجة إلى تحويل متصفح جوجل كروم إلى العربية ليتمكن من الحصول على أفضل تجربة لـ “بارد” بالعربية.

يتمتع نموذج “بارد” حالياً بالعديد من الميزات التي تُسهّل عمل مستخدميه. ومن أبرز هذه الميزات قدرته على فهم الأسئلة بأكثر من 16 لهجة عربية، بما في ذلك اللهجات المصرية والإماراتية والسعودية والمغربية. ومع ذلك، فإن إجاباته ستكون فقط باللغة العربية الفصحى. كذلك، يستطيع “بارد” فهم الطلبات التي تتضمن كلمات باللغة العربية ولغة أخرى بالوقت نفسه، وهو ما يُعرف باسم التناوب اللغوي. بالإضافة إلى ذلك، تدعم واجهة المستخدم في “بارد” الكتابة من اليمين إلى اليسار لتتناسب مع متحدثي اللغة العربية.

وأوضح الرئيس الإقليمي للتسويق لدى جوجل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نجيب جرار، أن ضعف المحتوى باللغة العربية وقلته لن يؤثّرا في جودة إجابات “بارد”، لأنه يجيب بناءً على محتوى جوجل بمختلف لغات العالم ويحوّلها إلى العربية.

وأوضحت جوجل في بيان نشرته اليوم وحصلت إم آي تكنولوجي ريفيو العربية على نسخة منه، أن البوت يحتوي على العديد من الميزات الأخرى لتسهيل استخدامه بمختلف اللغات، بما في ذلك إمكانية الاستماع إلى ردوده بصوت عالٍ من خلال تقنية تحويل النص إلى كلام (Text To Speech)، وإمكانية حفظ المحادثات السابقة التي تم إجراؤها مع “بارد” وتنظيمها وتعديلها وحذفها.

أصبح بإمكان المستخدمين كذلك مشاركة ردود “بارد” مع أصدقائهم على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام روابط قابلة للمشاركة، كما يمكنهم تصدير تعليمات بايثون (Python) البرمجية إلى منصة ريبلت (Replit) التفاعلية لتسهيل عملية البرمجة، وإلى منصة جوجل كولاب (Google Colab) التي تساعد المطورين على كتابة وتنفيذ التعليمات البرمجية بلغة بايثون عبر المتصفح. 

ويمكن نسخ ردود “بارد” أو إرسالها إلى مستندات جوجل أو خدمة البريد الإلكتروني “جوجل ميل”.

يُتيح “بارد” أيضاً لمستخدميه إمكانية الاستفادة من عدسة جوجل (Google Lens)، وهي أداة تحدد وتحلل الصور والنصوص، ليتمكن المستخدمون من تحميل الصور ضمن طلباتهم في “بارد”، كما يمكن تغيير ردود “بارد” من حيث الأسلوب، إذ يمكن جعلها أكثر مرحاً أو أكثر بساطة أو أطول أو أقصر أو أكثر احترافية أو أقل رسمية. بيد أن هاتين الميزتين الأخيرتين لا تتوفران حتى الآن سوى باللغة الإنجليزية.

اقرأ أيضاً: في خطوة اضطرارية: جوجل تطلق بارد رداً على تشات جي بي تي

بارد يفهم مختلف اللهجات والمستويات اللغوية

ويقول نجيب جرار: “نحن سعداء جداً بإطلاق “بارد” لجميع متحدثي اللغة العربية، وإعطائهم الفرصة للتفاعل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحويل أفكارهم الإبداعية إلى واقع، وتشجيعهم على تعلم ما هو جديد، وتعزيز إنتاجيتهم”. وأضاف: “لقد تعاون عددٌ من المهندسين وخبراء اللغة في جوجل لتطوير إمكانات “بارد” باللغة العربية، وتضمن ذلك توفير واجهة استخدام تدعم الكتابة من اليمين إلى اليسار. وبإمكان “بارد” أيضاً فهم مختلف اللهجات والمستويات اللغوية؛ وذلك لإفادة أكبر عدد من متحدثي اللغة العربية من حول العالم”.

وأوضح جرار حرص الشركة على “التعاون بشكلٍ مسبق مع الخبراء وصُنّاع السياسات والجهات التنظيمية في إدارة هذا التوسع في مختلف الدول واللغات، تماشياً مع نهجنا الجريء والمسؤول تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي. وفي إطار سعينا المستمر لتطوير “بارد”، سنواصل التزامنا بمبادئ الذكاء الاصطناعي مع الحرص على أخذ ملاحظات المستخدمين بعين الاعتبار واتخاذ الخطوات اللازمة لحماية خصوصيتهم وبياناتهم”، على حد قوله في البيان.

تشير جوجل إلى أن “بارد” يتفاعل مع كل طلب من خلال عرض 3 مسودات مختلفة لتوفير المزيد من الخيارات والأفكار. يمكن أن تكون الاختلافات بين هذه المسودات اختلافات لغوية من حيث طريقة الكتابة مثلاً أو اختلافات في الإجابة نفسها مثل ترتيب عرض النقاط، ويمكن للمستخدم أن يحدد ما إذا كانت هذه الإجابة مفيدة أمْ غير مفيدة وترك ملاحظاته على الإجابات.

كما يمكن النقر على زر “البحث في جوجل” أسفل كل رد للتأكد من صحة الردود والاطلاع على نتائج ذات صلة، لا سيّما في إجابات الأسئلة التي تتضمن حقائق، مثل السؤال عن عمر الأرض مثلاً.

علاوة على ذلك، يقوم “بارد” بتحديث المعلومات بشكلٍ مستمر على عكس النماذج الأخرى التي تتوقف معلوماتها عند نقطة زمنية محددة؛ وذلك لتقديم تجربة أكثر إفادة للمستخدمين. لكن الشركة تحذّر من أن ردود البوت قد لا تكون صحيحة دائماً لأنه نموذج لغوي كبير (Large Language Model LLM). ومع ذلك، فإن الملاحظات تساعد على تحسين أدائه بمرور الوقت.

اقرأ أيضاً: ما الذي نعرفه عن بوت «بارد» الذي تضع جوجل آمالها عليه لهزيمة مايكروسوفت؟

“بارد” يولّد أفكاراً ويعرض وجهات نظر مختلفة

تتنوع الاستخدامات المحتملة لبوت الدردشة “بارد”، حيث يمكنه توليد أفكار جديدة عندما تطلب منه مثلاً تقديم “3 أفكار لأفلام وثائقية متعلقة بالمطبخ الإماراتي”، كما يمكنه عرض وجهات نظر مختلفة، حيث يمكنك أن تسأله على سبيل المثال عما إذا كان “من الأفضل أن تحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية أمْ الأمن السيبراني“. عند الإجابة عن هذا السؤال الأخير، يمكن لـ “بارد” أن يقدّم لك ملخصاً للمعلومات المتعلقة بكل برنامج ماجستير والميزات والاختلافات بينهما وما الذي يجب الاعتماد عليه لاتخاذ القرار.

كذلك، يمكن استخدام البوت لتلخيص المعلومات؛ فيمكنك أن تطلب منه مثلاً أن يقوم بكتابة ملخص عن لوحة الموناليزا للرسام ليوناردو دافنشي، فيقوم بتلخيص الموضوع كاملاً مستفيداً من العديد من المراجع في عدة نقاط مبسطة.

وبالإضافة إلى فهم اللهجات العربية المختلفة، يمكن لـ “بارد” فهم الأسئلة التي يُكتب جزءٌ منها باللغة العربية مع وجود كلمات مكتوبة بلغات أخرى، كما أنه يفهم الأسئلة التي تتضمن كلمات أجنبية مستخدمة ولكنها مكتوبة بأحرف عربية (على سبيل المثال: كلمة “دركسيون” وهي كلمة فرنسية الأصل)، ويمكن كذلك توجيه السؤال باللغة الإنجليزية وتلقي الرد باللغة العربية لتوفير تجربة أفضل للجميع بمختلف المهارات اللغوية.

وفيما يتعلق بأمان مستخدمي البوت، تقول الشركة إن “بارد” يتقيد بسياسات الخصوصية والأمان نفسها التي تطبقها منتجات جوجل المختلفة، حيث تُخزن المعلومات المتعلقة بالمستخدمين بشكلٍ افتراضي لمدة 18 شهراً، لكن المستخدم يمكنه أن يطلب تقليل هذه المدة أو حتى رفض تخزينها من الأساس، كما أن الشركة أوضحت أنها لا تشجّع المستخدمين على الإفصاح عن معلومات شخصية، مثل البطاقة الائتمانية أو المعلومات الخاصة بالعمل، عند التعامل مع “بارد”.

ورداً على سؤال من إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية حول تخزين معلومات المستخدمين، أوضح جرار أن المستخدم يستطيع حذف معلومات استخدامه بشكلٍ تلقائي.

اقرأ أيضاً: هلوسات الذكاء الاصطناعي: ما الذي يدفع النماذج اللغوية لاختلاق المعلومات؟

كما وجَّهت إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية سؤالاً حول مدى التقدُّم الذي شهده “بارد” بعد الخطأ الشهير الذي ارتكبه خلال العرض التقديمي الأول له في شهر مارس الماضي (والذي كلف الشركة ما يقارب 100 مليار دولار من قيمتها السوقية)، وأوضح الرئيس الإقليمي للتسويق بالشركة أن مجال الذكاء الاصطناعي عموماً شهد تحديثات كبيرة خلال الفترة الماضية وعلى نحو شبه أسبوعي، وبالتالي فإن الفارق بين التكنولوجيا التي كانت متوفرة خلال مارس الماضي وبين تلك المتوفرة اليوم ضخم، ومن المؤكد أن الدقة التي يتمتع بها “بارد” ازدادت مع الوقت. ومع ذلك، فقد أكد مرة أخرى أن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لا بُدَّ أن ترتكب أخطاءً، لكنها ستستمر في التحسن كأيّ منتج تقني آخر.