يقول إليوت هيجينز، مؤسس موقع بيلنجكات (Bellingcat) لاستخبارات المصادر المفتوحة، الذي ساعد في تقديم المتورطين في حادثة إسقاط الطائرة إم إتش 17 (MH17) إلى العدالة: "بطريقة ما، أصبح تويتر بمثابة مجمِّع للمعلومات. تأتي الكثير من الأخبار حول ما يحدث في أوكرانيا من قنوات تليغرام التي يتابعها أشخاص آخرون، لكنهم يشاركونها على تويتر". سهّل تويتر تصنيف المحتوى واستخدامه حول أي مكان في العالم تقريباً، وذلك بالاستفادة من قائمة الأخبار العاجلة للمعلومات ذات الصلة التي يحصل عليها من المؤسسات الضخمة والأفراد المستقلين. سيكون غياب الموقع مؤثراً بشدة.
إن اختفاء الكثير من المعلومات من الإنترنت ليس مشكلة جديدة. في عام 2017، اتُهم موقع يوتيوب بعرقلة التحقيق فيما يخص الأحداث في بعض الأماكن من خلال حذف الحسابات التي نشرت مقاطع فيديو عنها نهائياَ. ثم تراجع في النهاية، مدركاً الأهمية التي يضطلع بها من خلال تقديمه مجموعة من المعلومات التاريخية.
يقول هيجينز: "لا أعتقد أن هذا الأمر سيتكرر مع إيلون ماسك". (لم يرد ماسك على طلب للتعليق حول ما إذا كان سيضمن أو يساعد في التخزين الدائم لسجل منشورات تويتر في حال عدم قدرة الموقع على الاستمرار. وحسبما ذكرت عدة تقارير، فإن تويتر لم يعد لديه فريق اتصال بعد التسريح الجماعي للعمال.)
اقرأ أيضاً: تويتر ماسك: ما فائدة تحرير العصفور المغرد إذا أصبحت الغابة كلها داخل القفص؟
لا يقتصر القلق على باحثي استخبارات المصادر المفتوحة (OSINT). إن قلق الوكالات العامة الأميركية بشأن فقدان حالة التوثيق، يسلّط الضوء على حقيقة أن الكثير من التصريحات الرسمية الصادرة عن الحكومات والهيئات العامة يتم نشرها الآن على تويتر أولاً. يقول كيلبرايد: "ليس هناك ما يشير إلى أرشفة تلك السجلات الرسمية للوكالات الحكومية أبداً، أو حتى إلى الطريقة التي سيتم فيها القيام بذلك فعلاً".
تاريخ رقمي
وقد أخذ الكثير من المستخدمين على عاتقهم القيام بشكل منفرد بنسخ بياناتهم احتياطياً، في حين يمكن استخدام أرشيف الإنترنت لتخزين لقطات لصفحات تويتر على الإنترنت بشكل دائم في مكان أكثر موثوقية من خوادم تويتر الخاصة. لكن كلتا الطريقتين لهما مشكلاتهما الخاصة: غالباً لا يتم تخزين الوسائط المتعددة من خلال طريقة أرشفة التغريدات، وهو أمر من شأنه أن يؤثر على الأعداد الهائلة من الحسابات التي تنشر صوراً ومقاطع فيديو من الأحداث الجارية في إيران، أو توثّق الحرب الروسية الأوكرانية، في حين أن الوصول إلى المعلومات بسهولة يتطلب معرفة عنوان الصفحة الإلكترونية URL الصحيح لأي تغريدة للوصول إليها. يقول هيجينز: "قد تجد صعوبة في العثور على ذلك العنوان إذا لم يتم حفظه بالفعل بطريقة ما في مكان آخر على الإنترنت".
يعتمد بعض المستخدمين على خدمات الجهات الخارجية التي تُستخدم عادةً لمحاولة تسهيل تحليل سلاسل تغريدات تويتر الطويلة وفهمها، كاستخدام تطبيق ثريد ريدر (Thread Reader) كأداة أرشفة، ولكن هذا ليس حلاً مثالياً أيضاً. تقول توماس: "يكاد يكون من المؤكد أن الشركات التي تقدم هذه الخدمات صغيرة ومؤقتة، وليس هناك ما يدفعنا للاعتقاد بأنه سيتم الاحتفاظ بالمحتوى إلى الأبد هناك أيضاً، لا سيّما بمجرد اختفاء تويتر، وكذلك نموذج عمل الشركة في فتح سلسلة تغريدات تويتر".
اقرأ أيضاً: لماذا لا تتماشى التوجهات السائدة المقترحة من تويتر مع الواقع؟
يقول كيلبرايد: "هناك طريقة لطيفة لإطفاء الأنوار، ويجب تفضيل الإغلاق المنظّم للخدمة على الفوضى التي نشهدها الآن"، في مناشدةٍ منه لإيلون ماسك للتصرف بالسرعة المطلوبة في حال كان تويتر على وشك الانهيار.
ليس لدى توماس حل جيد للمشكلة، وحسب التغريدات على تويتر في الوقت الحالي، فإن التوقعات ليست مبشّرة تماماً. "سنفقد الكثير من التاريخ الرقمي إذا توقف تويتر دون سابق إنذار".