ويقول كروغير إنها مشكلة كبيرة للغاية، خصوصاً بالنسبة لموقع مثل تويتر، حيث يمكن أن يتعرض إلى زيادات حادة وفجائية وعشوائية في حركة مرور البيانات واهتمام المستخدمين. ويقارن كروغير موقع تويتر بمواقع التجارة بالتجزئة على الإنترنت، حيث تستطيع الشركات الاستعداد للأحداث التي تتسبب بزيادة كبيرة في حركة مرور البيانات، مثل يوم الجمعة الأسود (في الولايات المتحدة)، وفق بعض العوامل المتوقعة. يقول كروغير: "بالنسبة لتويتر، يمكن أن يقع حدث مماثل للجمعة السوداء في أي يوم وفي أي وقت خلال اليوم. فمن المحتمل لحدث إخباري يظهر في أي لحظة أن يكون له تأثير كبير على الحوار". إن مجاراة هذه الاحتمالات أمر أكثر صعوبة بكثير عند طرد نسبة تصل إلى 80% من مهندسي موثوقية الموقع، وهو رقم يقول كروغير إنه متناقل في أوساط الشركات التكنولوجية، ولكن إم آي تي تكنولوجي ريفيو لم تتمكن من تأكيده. ولكن المهندس أقر بأن النسبة تبدو "معقولة".
ولا يرى المهندس الذي ما زال يعمل في تويتر طريقاً للخروج من المشكلة، باستثناء التراجع عن عمليات التسريح (وهو ما تقول التقارير إن الشركة حاولت القيام به إلى حد ما)، ويقول: "إذا كنا سنندفع بسرعة عالية، فسوف نتعرض إلى مشكلة كبيرة. لا توجد وسيلة للالتفاف على هذا الوضع، وفي الوقت الحالي، نحن نتعرض إلى تراكم الأخطاء بسرعة أكبر من ذي قبل، وكأننا نتعرض إلى تراكم الديون المالية".
اقرأ أيضاً: ما قصة الحسابات الوهمية التي تسببت بتعليق استحواذ إيلون ماسك على تويتر؟
يبدو أن قائمة المشكلات تواصل تضخمها
يعرض المهندس مستقبلاً كئيباً تتراكم فيه المشكلات مع زيادة تكدس المهام المتأخرة للصيانة والإصلاح وتحولها إلى قائمة تزداد طولاً يوماً بعد يوم. ويقول: "ستظهر الأعطال في المنصة. وستتكرر بوتيرة متسارعة. وستدوم فترات أطول. وستزداد في الشدة والصعوبة، وستتراكم الأعطال حتى تصبح المنصة غير قابلة للاستخدام في نهاية المطاف".
ويضيف المهندس أن انهيار تويتر إلى منصة مدمرة عديمة الفائدة سيستغرق بعض الوقت، ولكن المؤشرات الدالة على التردي ظاهرة منذ الآن. إن هذا المسار يبدأ مع الأشياء الصغيرة: "ستظهر الأعطال في أي جزء من البنية البرمجية وفي أي خدمة يحاول المستخدمون الاستفادة منها. ستبدأ الأمور على شكل إزعاجات صغيرة، ومع تراكم تأخيرات الإصلاحات، ستتراكم المشاكل إلى أن يصل المستخدمون في نهاية المطاف إلى مرحلة اليأس".
يقول كروغر إن تويتر لن تنهار دفعة واحدة، ولكننا سنشهد تزايداً في فشل تحميل التغريدات، وظهور الحسابات واختفائها بصورة عشوائية. يقول كروغر: "أتوقع أن تصاب جميع وظائف كتابة البيانات ضمن برمجيات الواجهة الخلفية بالبطء والتوقف عن العمل وغيرها من الأعطال الخفيفة. ولكنها أكثر خطورة، كما أنها عادة ما تتطلب جهداً أكبر لتحديدها وحلها. وإذا لم يكن لديك ما يكفي من المهندسين، فسوف تقع في ورطة كبيرة".
اقرأ أيضاً: ما هي التغييرات التي قد تطرأ على منصة تويتر بعد استحواذ إيلون ماسك عليها؟
إن كلاً من إعادة التغريد اليدوية المضطربة وتقلبات عدادات المتابعين تمثلان مؤشرات تدل على بدء حدوث هذا الأمر. لقد قام مهندسو تويتر بتصميم إجراءات أمان يمكن تفعيلها عند الضرورة بحيث لا تتعطل المنصة تماماً، ولكنها تتحول بدلاً من ذلك إلى نسخة بميزات أقل وأداء أضعف، وهو ما نراه يحدث الآن، كما يقول كروغر.
وإضافة إلى الأعطال الصغيرة، يعتقد مهندس تويتر أننا سنشهد بعض الأعطال الكبيرة قريباً، ويعود هذا جزئياً إلى سعي ماسك لتخفيف التكاليف عن طريق تخفيف حمل خادم الحوسبة السحابية لتويتر، في محاولة لتوفير 3 ملايين دولار يومياً من تكاليف البنى التحتية. وتقول وكالة رويترز إن هذا المشروع، والذي تم وضعه في غرفة العمليات التي يديرها ماسك، يحمل اسم "خطة الوفور العميقة". ووصف أحد مصادر رويترز هذه الخطة بأنها "مجموعة من الأوهام"، على حين يقول البروفيسور المختص بالأمن السيبراني في جامعة سوراي، آلان وودوورد، إنه "إذا لم يكن النظام الحالي مدججاً بالإجراءات الاحتياطية المبالغ فيها، فإن التراجع في السعة وقابلية الاستخدام يبدو نتيجة منطقية".
اختفاء الكفاءات
في هذه الأثناء، وعندما تضرب الأعطال بالفعل، فإن الكفاءات الداخلية عالية الخبرة لم تعد موجودة لمعالجة المشكلات عند وقوعها. يقول مهندس تويتر: "إن الكثيرين ممن غادروا الشركة بعد يوم الجمعة كانوا يعملون هناك منذ 9 أو 10 أو 11 سنة، وهو أمر لا يُصدق بالنسبة لشركة تكنولوجية". ومع مغادرة هؤلاء الأشخاص لمكاتب تويتر، غادرت معهم عقود كاملة من المعرفة حول كيفية عمل أنظمتها. وفي الواقع، فإن بعض العاملين في تويتر وبعض المراقبين الخارجيين قالوا سابقاً إن قاعدة تويتر المعرفية مركزة بشكل مبالغ فيه ضمن عقول مجموعة صغيرة من المبرمجين، والذين تم طرد بعض منهم.