طوّر تشاو طريقة لاستخدام النماذج الاصطناعية لتوليد بيانات مزيفة لبصمات راحة اليد، ما أدى لإنشاء مجموعات بيانات ضخمة تشبه التجاعيد في راحة اليد دون استخدام صور حقيقية لها. على الرغم من عدم جمع تلك البيانات من أشخاص حقيقيين، إلا أنه لا يزال من الممكن استخدامها لتحسين خوارزمية التعرف، وفقاً لبحث قدمه تشاو إلى المؤتمر الأوروبي حول الرؤية الحاسوبية في عام 2022. كما يقول: "بمجرد أن نقوم بتوليد نحو 200.000 إلى 300.000 صورة، سيكون معدل الدقة 100% تقريباً، ويُعتبر هذا تحسناً واضحاً". في السابق، كان معدل الدقة للخوارزميات المدرّبة على عيّنات صغيرة من الصور الحقيقية من أجل التعرف على بصمات راحة اليد نحو 98%.
وفي الوقت نفسه، ظل تشانغ، من الجامعة الصينية في هونغ كونغ، يركّز على البيانات الحقيقية للمستخدمين. قال تشانغ، أحد أوائل الأكاديميين في العالم الذين بحثوا في مجال التعرف على بصمات راحة اليد، بدءاً من أواخر التسعينيات، إن فريقه طوّر جهازاً خاصاً لمسح بصمات راحة اليد وتمكن من جمع البيانات من أكثر من 10.000 شخص. وعلى الرغم من أن هذه البيانات ليست متاحة حالياً للعامّة، فإنه يقول إن الفريق يخطط لنشر بحث أكاديمي قريباً.
يقول تشانغ: "يجمع التعرف على بصمة راحة اليد بين [مزايا تحديد] التفاصيل الدقيقة في بصمات الأصابع، وقزحيّة العين، والمعلومات الهندسية في الوجوه". وقد وجدت أبحاث الفريق أنه عند مقارنة القياسات الحيوية التي تم جمعها من نفس المجموعة من الأفراد، فإن معدّل الدقة في التعرف على بصمات راحة اليد كان أعلى بعشر مرات من بصمات الأصابع أو الوجوه.
اعتماد خدمات الدفع القائمة على القياسات الحيوية عرضةً للفشل
يبدو اقتراح الدفع عن طريق التعرف على بصمة راحة اليد بسيطاً، فمن خلال استخدام هذه الطريقة، لا داعي لإحضار محفظة أو بطاقة ائتمان أو حتى هاتف محمول لإكمال عملية شراء داخل المتجر. لكن هناك العديد من التحدّيات العمليّة والأخلاقية التي تواجه هذه التقنية.
يقول أحد كبار الباحثين في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، مارتن تشورزيمبا، ومؤلف كتاب جديد بعنوان الثورة غير النقدية: أولاً، يعمل نظام رمز الاستجابة السريعة بشكلٍ جيد وهو مناسب تماماً، فلا يتعلق الأمر بذهاب الناس إلى أي مكان بدون هواتفهم".
وهذا هو السبب نفسه الذي دفع كل من خدمة وي تشات باي (WeChat Pay) وخدمة علي باي (Alipay) إلى اعتماد الدفع عن طريق التعرف على الوجه لسنوات، إلا أن الفكرة فشلت في أن تصبح شائعة جداً. وقد أظهر استطلاع أجري في أبريل/ نيسان 2022 على نحو 58.000 مستخدم صيني لطريقة الدفع عبر الهاتف المحمول أن 95.7% منهم يختارون رمز الاستجابة السريعة كطريقة دفع أساسية. و20.2% من جميع الذين شملهم الاستطلاع رفضوا استخدام القياسات الحيوية في عمليات الدفع.
اقرأ أيضاً: تماماً كبصمة الإصبع: يمكن لنبضات قلب شخص ما أن تحدِّد هويته
يقول كان من مشروع ستوب (STOP): إن الفكرة القائلة بأن التعرف على القياسات الحيوية يوفر الراحة للمستهلكين هي "وهم كفاءة". إن استبدال أمناء الصناديق التقليديين بنظام الدفع الذاتي من خلال التعرف على القياسات الحيوية، كما فعلت أمازون، يؤدي إلى إلقاء العمل على عاتق الزبائن. يقول كان: "هذا ليس من أجل راحة العملاء، وإنما من أجل راحة المتجر الذي يريد إقالة الموظفين والحصول على مزيد من التتبع لقراراتنا".
ومع ذلك، قد يكون أكبر عائق أمام اعتماد الخدمة هو القلق من انتهاكات الخصوصية وأمن البيانات، نتيجة استخدام القياسات الحيوية. أصبح الناس في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين، يدركون بشكل متزايد مخاطر إعطاء القياسات الحيوية للشركات والحكومات، بغض النظر عن المزايا الموعودة في المقابل.