تعرف على الدكتورة المصرية وفاء الصدر ومساهماتها الرائدة في مكافحة مرض الإيدز

2 دقائق
تعرف على الدكتورة المصرية وفاء الصدر ومساهماتها الرائدة في مكافحة مرض الإيدز
وفاء الصدر. مصدر الصورة: المركز الدولي لبرامج رعاية وعلاج الإيدز (ICAP)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نشأتها ودراستها الأكاديمية

وُلدت الدكتورة وفاء الصدر عام 1950 في مصر، ونشأت في مدينة القاهرة وسط أسرة عالية التعليم؛ حيث كان والدها متخصّصاً في الكيمياء الحيوية وكانت والدتها متخصّصة في علم الأمراض الجنائي، وقام كلاهما بالتدريس وإجراء الأبحاث في جامعة القاهرة. كما درست هي وشقيقها الطبّ، وحصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة القاهرة عام 1974.

بدأت الدكتورة الصدر بدراسة الأمراض الطفيلية في مصر بعد تخرّجها من كلية الطبّ، ثمّ انتقلت إلى الولايات المتحدة عام 1976. كما حصلت على ماجستير في الصحة العامة من كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا عام 1991، وعلى ماجستير في الإدارة العامة من كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد عام 1996.

مسيرتها المهنية وإنجازاتها

بدأت الدكتورة الصدر مسيرتها المهنية مع ظهور وباء الإيدز في الولايات المتحدة؛ حيث كانت حديثة التخصّص في الأمراض المُعدية عندما تم الكشف عن أولى حالات الإيدز في سان فرانسيسكو ونيويورك. في ذلك الوقت، كان المرض لا يزال غامضاً، وسَعَتْ جاهدةً لفهمه بشكل أفضل ولتأمين الرعاية الطبية للأشخاص المصابين.

بين عامي 1988 و2008، شغلت الدكتورة الصدر منصب رئيسة قسم الأمراض المُعدية في مستشفى هارلم بمدينة نيويورك، وطوّرت خلال تلك الفترة طرقاً ناجحة للاستجابة لوباء الإيدز، من خلال أبحاثها الرائدة والمبتكرة والبرامج التي تلقّت تمويلاً لها من مختلف الهيئات والمؤسسات الصحية الأميركية.

التحقت الدكتورة الصدر بهيئة التدريس في كلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا عام 1988، وقامت بتدريس علم الأوبئة والطب في كلية ميلمان للصحة العامة، التي تخرّجت منها. كما أنها مديرة مبادرة الصحة العالمية في كلية ميلمان، التي تعمل على تحريك المجتمع الأكاديمي ودفعه لمواجهة التحدّيات الحرجة في مجال الصحة العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أسست المركز الدولي لبرامج رعاية وعلاج الإيدز (ICAP) في جامعة كولومبيا، وتعمل مديرةً له؛ حيث تقود برامجه في 21 دولة حول العالم، وتدير فريقاً عالمياً مؤلفاً من أكثر من ألف شخص. أصبح المركز تحت إشرافها أحدَ المراكز العالمية الرائدة في مواجهة مرض الإيدز ودعم الأنظمة الصحية، وأصبحت الدكتورة الصدر من أبرز الروّاد في هذا المجال، وساهمت بشكل كبير في تصميم وتنفيذ برامج لمكافحة الإيدز والسلّ وتقديم الخدمات الصحية للأمهات والأطفال في جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية وفي وسط آسيا، ما أدى إلى تأمين وصول أكثر من 2.2 مليون شخص إلى الخدمات العلاجية للإيدز وجمع البيانات من أكثر من 5200 مركز صحي.

ومنذ بداية وباء فيروس كورونا، شاركت الدكتورة الصدر في الاستجابة له من خلال خبرتها في مجال الأمراض المُعدية. ولتحقيق ذلك، عملت عضوةً في المجلس الاستشاري العلمي لرئيس البلدية، وفي مجموعة الاختبار والتتبع في مدينة نيويورك، وفي فريق عمل كوفيد-19 التابع لجامعة كولومبيا.

جوائزها وتكريماتها

تتمتّع الدكتورة الصدر بعضوية المجلس الاستشاري لمركز فوغارتي الدولي التابع للمعاهد الوطنية للصحة. وفي عام 2008، تم تعيينها زميلةً في مؤسسة جون دي وكاثرين تي ماك آرثر، وفي عام 2009، تم تعيينها في الأكاديمية الوطنية للطب. وفي عام 2013، تم تعيينها بمنصب أستاذة جامعية في جامعة كولومبيا، وهو أعلى منصب أكاديمي في تلك الجامعة.

مناقبها وأخلاقها

يُجمع زملاء الدكتورة الصدر على صفاتها وأخلاقها الحميدة، ويصفونها في مقالة نُشرت في مجلة نيتشر المرموقة عام 2007 بالعديد من الصفات المثيرة للإعجاب؛ مثل الكرم والنشاط والطِّيبة وحبّ العطاء والتعاطف. وتقول كلير رابابورت، التي عملت مناصِرة مجتمعية لتجارب الدكتورة الصدر، في نفس المقال: “إنها شخصية نادرة في هذا العالم الذي يتسّم بالغرور والشخصيات الشديدة”.