لأول مرة: اكتشاف إصابة الحيوانات الأليفة بالسلالة البريطانية من فيروس كورونا

2 دقائق
قطة مريضة في عيادة
الصورة الأصلية: أرفيداس لاكاكوسكاس عبر بيكساباي | تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عثر فريقان من الباحثين على أول أدلة على إمكانية إصابة الكلاب والقطط بعدوى سلالة فيروس كورونا المعروفة باسم (B.1.1.7) والمنتشرة في المملكة المتحدة، والتي تنتقل بسهولة أكبر بين البشر ويبدو أيضاً أنها أكثر فتكاً بهم.

إصابة القطط والكلاب بالسلالة (B.1.1.7)

ذكرت دورية ساينس التي تنشرها الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تأكيد إصابة الحيوانات الأليفة بإحدى السلالات الرئيسية للفيروس. وقد تم تسجيل هذه الحالات بين عدد من الحيوانات الأليفة في المملكة المتحدة، حيث ظهرت عليها أعراض الإصابة بالتهاب عضلة القلب.

وعلى الرغم من أن العدوى الفيروسية أو البكتيرية هي السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض الذي يسبب التهاباً في أنسجة القلب ويمكن أن ينتهي بقصور في وظائف القلب، إلا أن التقرير يشير إلى عدم وجود أي أدلة حتى الآن على أن هذه الطفرة في فيروس كورونا هي المسؤولة عن هذه الأعراض.

ونقلت ساينس عن سكوت ويز، الطبيب البيطري في كلية أونتاريو البيطرية بجامعة جيلف الكندية، قولَه: “إنها فرضية مثيرة للاهتمام، ولكن لا يوجد دليل على أن الفيروس يسبب هذه المشاكل”.

وتشكل الإصابة بسلالة (B.1.1.7) حوالي 95% من جميع حالات الإصابة الجديدة بالفيروس في المملكة المتحدة.

ويشير العلماء إلى أن تأثير الطفرات التي حدثت للفيروس على الحيوانات لا يزال غير واضح، مرجحين أن يكون السبب في عدم إثبات إصابة الكثير من الحيوانات الأليفة بالفيروس الأصلي طوال العام الماضي هو عدم إجراء اختبارات كافية عليها أثناء الجائحة.

أعراض الإصابة مشابهة للبشر

في إحدى الدراستين الجديدتين، أجرى إريك ليروي عالم الفيروسات في المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث التنمية المستدامة، وزملاؤه، تحليلاً على الحيوانات الأليفة التي تم إدخالها إلى وحدة أمراض القلب في مركز رالف البيطري في لندن. ولاحظ الباحثون ارتفاعاً حاداً في أعداد الكلاب والقطط المصابة بالتهاب عضلة القلب، فمنذ شهر ديسمبر 2020 إلى فبراير 2021، قفز معدل الإصابة بهذا المرض من 1.4% إلى 12.8%. 

مصدر الصورة: ديفيد مارك عبر بيكساباي

ويشير الباحثون -في الدراسة المنشورة على خدمة (BioRxiv) لأبحاث ما قبل النشر- إلى أن هذه الزيادة تزامنت مع ارتفاع أعداد الإصابات بالطفرة (B.1.1.7) في المملكة المتحدة. وأظهرت الاختبارات إصابة خمسة من أصل 11 حيواناً أجريت عليهم الدراسة بالفيروس.

وعلى الرغم من أن هذه الحيوانات لم يكن لديها تاريخ سابق للإصابة بأمراض القلب، إلا أنها أصيبت جميعها بأعراض تتراوح بين الخمول وفقدان الشهية إلى التنفس السريع والإغماء. كما كشفت الاختبارات المعملية عن وجود تشوهات في القلب، بما في ذلك عدم انتظام ضربات القلب ووجود سوائل في الرئتين، وهي أعراض تتشابه مع أعراض الإصابة البشرية بكوفيد-19.

فرضية هامة

كان فريق آخر من الباحثين في جامعة تكساس إيه آند إم الأميركية قد اكتشف، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إصابة قطة وكلب من نفس المنزل بالسلالة (B.1.1.7).

وقد تم تشخيص إصابة مالك الحيوانات في ولاية تكساس بالفيروس، إضافة إلى خمسة من أصل 11 مالكاً للحيوانات التي أجريت عليها الدراسة الأولى بالمملكة المتحدة، وذلك قبل ظهور الأعراض على حيواناتهم.

وقد تعافت جميع حيوانات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، باستثناء إحدى القطط البريطانية التي انتكست حالتها واضطر الأطباء إلى قتلها قتلاً رحيماً.

ويقول ليروي إنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه السلالة أكثر قابلية من السلالة الأصلية للانتقال بين الإنسان والحيوان، موضحاً أنه “من المستحيل القول” إن الحيوانات الأليفة المصابة بالسلالة (B.1.1.7) قد تلعب دوراً أكثر خطورة في انتشار الجائحة، ومع ذلك “يجب طرح هذه الفرضية بجدية”.