منظمة الصحة العالمية تعارض فرض حظر السفر للصين رغم إعلان حالة الطوارئ الدولية

2 دقائق
مصدر الصورة: صور جيتي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عدد الضحايا
حتى يوم الخميس 30 يناير، سُجّلت أكثر من 8000 حالة مؤكدة من الإصابة بفيروس كورونا في 22 دولة متضمنةً 171 حالة وفاة، وذلك وفقاً للإحصاءات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز. وقد سُجّلت أغلب الحالات في الصين، وتعود إحدى البدايات المُحتملة للفيروس إلى مدينة ووهان في شهر نوفمبر الماضي.

مخاوف جديدة
في الأسبوع قبل الماضي، سَجّلت الولايات المتحدة أولَ حالة تبيّن انتقال الفيروس من شخص مُصاب إلى آخر؛ حيث تمت العدوى بين امرأة في شيكاغو كانت قد زارت مدينة ووهان مؤخراً وزوجَها. كما تم تسجيل حالات عدوى مُشابهة بين الأشخاص في فيتنام وألمانيا واليابان.

حالة الطوارئ الدولية
وبعد نقاشٍ استمر لساعات طويلة الأسبوع الماضي، أعلنت لجنة من الخبراء الصحيون تسمى لجنة طوارئ القوانين الصحية الدولية حالةَ الطوارئ الدولية لفيروس كورونا.

وقال تيدروس أدهانوم غبريسيس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “تم إعلان حالة الطوارئ الدولية لهذا الفيروس، ولم يكن هذا الإعلان بسبب انتشاره في الصين، بل بسبب ما قد يحدث في المدن الأخرى”؛ حيث وضّح قلقه بشأن انتشار المرض إلى البلدان الفقيرة التي تعاني من ضعف الكفاءة الطبية وتدنّي الصحة العامة.

يدلّ هذا التصنيف على معاملةِ منظمة الصحة العالمية لفيروس كورونا على أنه حدث غير اعتياديّ قد يعرّض البلدان الأخرى للخطر ويحتاج إلى استجابة منسقة بين الدول. وعلى الرغم من كون هذا التصنيف رمزياً جزئيّاً، فإنه سيسمح لمنظمة الصحة العالمية بتقديم المزيد من المساعدة للصين، وتنسيق وجمع المساعدات الدولية، وتقديم توصيات مؤقتة بشأن التجارة والسفر، وذلك بموجب القوانين الصحية الدولية.

لا حظرَ على السفر
قال تيدروس، كما يُطلق عليه، إن منظمة الصحة العالمية لا توصي بالحدّ من التجارة أو السفر إلى الصين في هذا الوقت، بل أوضح قائلاً: “في الواقع، نحن نعارض ذلك”.

كما أوضحت منظمة الصحة العالمية أنها تُشكك في صحة الإجراءات المتعلقة بإغلاق الحدود، ووضع حجر صحي على ركاب الطائرة الذين لا يعانون من المرض، وبعض الإجراءات المشابهة. وقد اتخذت بعض المناطق مثل هذه الإجراءات، بما في ذلك هونج كونج؛ حيث سعت للحد من النقل إلى بر الصين الرئيسي. كما صرّحت الخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الأميركية الأسبوع الماضي أنها ستوقف أو تحدّ من الرحلات الجوية إلى الصين أيضاً.

كما دعا تيدروس البلدان إلى مكافحة المعلومات الخاطئة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تويتر. وأوضح قائلاً: “يُعتبر هذا الوقت المناسب لنشر الحقائق عوضاً عن الخوف؛ للتسلّح بالعلم عوضاً عن الشائعات. لقد حان وقت التضامن والتعاون عوضاً عن طرد المرضى وازدرائهم”.

ما نعرفه عن هذا المرض
ينتشر الفيروس من شخص لآخر، ويستغرق ظهور الأعراض الواضحة على المُصاب حوالي 5 أيام، بما في ذلك السعال والحمى والالتهاب الرئوي. ويُصاب ما يقارب 25% من المرضى بشكل شديد، مما يؤدي إلى وفاة 2% من المرضى بهذا المرض، معظمهم من كبار السن.

تأخر الاستجابة
تعرّضت منظمة الصحة العالمية لمجموعةٍ من الانتقادات بسبب تأخرها في إعلان حالة الطوارئ؛ حيث يتطلب هذا الإعلان التشاورَ مع الصين. وقد قالت المنظمة -قبل أيام من إعلانها- إن المرض لم يكن يُمثل حالة طوارئ دولية، وذلك لقلة عدد حالات الإصابة به في بلدان أخرى، كما لم يتم تسجيل أي حالة تتضمن انتشار العدوى من شخص إلى آخر في ذلك الوقت بعد.

وحتى الآن، تُحصر 99% من حالات الإصابة المؤكدة في الصين. وفي المُقابل، ارتفع عدد الحالات المؤكدة مؤخراً، كما لوحظ ازدياد عدد المُصابين في الدول الأخرى. وقال مسؤولو منظمة الصحة العالمية إن هذا الأمرَ كان كافياً للمنظمة لتغيير موقفها تجاه الفيروس؛ حيث تم إعلان حالة الطوارئ الدولية “بإجماع كل الأعضاء تقريباً” في هذا الأسبوع.

دور الصين في الاستجابة
في محاولة من الصين للحد من انتشار الفيروس، قامت بفرض الحجر الصحي على مدنٍ بأكملها، بما في ذلك مدينة ووهان؛ حيث ألغت الحكومة المركزية حركةَ وسائل النقل كالسكك الحديدية والحافلات والطائرات.

وخلال مؤتمر صحفي، قام تيدروس بالثناء على الصين ورئيسها شي جين بينغ. وأوضح قائلاً: “قامت الصين بوضع معيارٍ جديدٍ من حيث سرعة الاستجابة لتفشي المرض، ولولا فضل هذه الاستجابة السريعة، كنا سنرى عدداً أكبر من الحالات خارج الصين، متضمنةً ازدياد أعداد الوفيات بهذا المرض، ونحن نتشكّر جهودَ الحكومة الصينية”.